اعتبر مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري
أنَّ بلاده "ترتقب من مجلس الأمن الدولي إدانة العمل الجبان (التفجيرات في
سوريا) والتعامل مع هذا العمل بكل حزم"،
مُشيرًا إلى أن التفجيرين اللذين استهدفا العاصمة السورية صباح اليوم
"تزامنا مع تفجير آخر في مدينة حلب نجم عنه سقوط ضحايا مدنيين".
وخلال جلسة مجلس الأمن حول قضايا مكافحة الإرهاب، قال الجعفري: "إن وتيرة
الأعمال الارهابية تزداد في الآونة الأخيرة في سوريا"، مُعتبرًا أنَّ
"التفجيرات في سوريا من عمل المجموعات الإرهابية". وإذ تحدث عن وقوع
"تفجيرات انتحارية متزامنة في أكثر من منطقة" سورية، قال الجعفري: "منذ
البداية قلنا عن مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم "القاعدة" ترتكب كل هذه
الأعمال في سوريا لكن في المقابل كان هناك وسائل إعلام شكّكت في ذلك".
وأضاف الجعفري: "تطالعنا وسائل إعلام عربية وغير عربية بأخبار عن مقتل
أجانب خلال تنفيذهم عمليات في سوريا وخلال تنفيذهم لنشاطاتهم الإرهابية في
سوريا ولدينا قائمة بـ26 إسمًا منهم، بعضهم مرتبط بتنظيم "القاعدة"، وقد
نقلناها للأمين العام للأمم المتحدة" بان كي مون. وتابع الجعفري: "لدينا
وثاق توثّق أسماء أشخاص وجنسياتهم ومن حرضهم ومن مولهم وقريبًا ستصلكم وتصل
إلى الأمين العام واللجان الفرعية"، مُضيفًا: "ولدينا قائمة باسماء 12 عشر
ارهابيًا قتلوا في سوريا ومن بينهم فرنسي وبلجيكي وبريطاني وقريبًا
ستصلكم".
وإذ رأى أنَّ "إمداد الجماعات المسلّحة بالمال والسلاح
في سوريا أمر حقيقي"، قال الجعفري: "هناك دول متورطة في دعم الإرهابيين
بالمال والسلاح، وأودّ أن أُبلغ مجلسكم عن قيام السلطات اللبنانية مشكورة
بتاريخ 27 نيسان بضبط السفينة "لطف الله 2" (التي ضُبِطت كمية من الأسلحة
في حمولتها)، هذا فضلاً عن تصريحات لمجوعات مسلّحة في سوريا تفيد أنّها قد
تمكّنت سابقًا من إدخال شحنات أسلحة إلى سوريا ومن ضمنها صواريخ مضادة
للطائرات".
وقال الجعفري: "إنه من دواعي الاستغراب عبور هذه
السفينة القادمة من ليبيا عبر مياه الاسكندرية والمياه اللبنانية واجتيازها
اماكن تمركز وحدات اليونيفيل دون اعتراضها من هذه الوحدات"، داعياً مجلس
الأمن "لاتّخاذ الإجراءات اللازمة لوقف جميع الاعمال الارهابية التي تستهدف
سوريا، والضغط على الدول التي تموّل وتحرض وتدعم هذه الأعمال"، وأضاف:
"لقد كلفّتنا الأعمال الإرهابية دماءً غالية من شعبنا وسيأتي يوم نحاسب من
ارتكبها وموَّلها وحرّض عليها"، كما طالب الجعفري مجلس الأمن بـ"تنفيذ
القرارات 1267، 1989، 1373".
وأكمل الجعفري: "إن ما يجري في بلادي
من أنشطة إرهابية تستهدف استقرار الدولة ولا يقل خطورةً عن الأعمال
الإرهابية التي استهدفت نيويورك في 11 أيلول 2001، فلا يوجد إرهاب حلال
وإرهاب حرام، والإرهاب الذي يستهدف سوريا هو الإرهاب الذي إستهدف نيويورك
وغيرها، وإن سبب هذا الإرهاب في العالم هو الإرهاب الصهيوني الذي بدأته
اسرائيل في الخمسينات"، مذكرًا أنَّ "إسرائيل اختطفت أول طائرة مدنية في
العالم عام 1954 ثم ارتكبت سلسلة من الأعمال الارهابية التي أدّت إلى تهجير
الفلسطينيين من أرضهم"، وختم بالقول: "إرهاب اسرائيل إرهاب موصوف ومذكور
في وثائق نشرتها الأمم المتحد سواء في نيويورك أو جنيف".