أبلغ تجار أوروبيون رويترز أن سوريا تستورد كميات كبيرة من الحبوب عن
طريق لبنان للالتفاف على العقوبات الغربية وتدبير الإمدادات الحيوية. وهذه
العمليات التجارية مشروعة لأن واردات الأغذية ليست ضمن العقوبات التي فرضها
الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول غربية أخرى على حكومة بشار الأسد
بسبب حملته العنيفة على محتجين. لكن العقوبات حالت دون حصول سوريا على
تمويلات للتجارة مثلما فعلت العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها
النووي.
ويكافح عدد متزايد من السوريين للحصول على المواد الغذائية مع ارتفاع
أسعار الأغذية الرئيسية لأكثر من مثليها بعد أكثر من عام على الصراع الذي
أسفر عن مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص. ويقول بعض سكان العاصمة دمشق التي
كانت بعيدة عن أعمال العنف لفترة طويلة لكن تهزها الآن انفجارات خلال الليل
إنهم يحتفظون بمخزونات تكفي لشهر على الأقل.
وقال تاجر “واردات الحبوب السورية يتم التعاقد عليها بكميات كبيرة من
خلال مكاتب في لبنان تنهي الأعمال الورقية وتعمل كمشتر مبدئي.” وأضاف
قائلاً “يتم إعادة تسجيل الصفقة بعد ذلك في لبنان ثم تحول السفن إلى
الموانئ السورية”. وقالت بعض المصادر التجارية إن الصفقات تقدر بمئات
الآلاف من الأطنان بينما تتم صفقات على كميات أقل من خلال وسطاء في دبي.
وقال تاجر “واردات الغذاء في حد ذاتها لا تمسها العقوبات لكن تأثير
العقوبات المصرفية هو الذي يعوق الاستيراد”.
وتتضمن الواردات السورية التي جرت عليها صفقات في الشهرين الماضيين
قمحًا بالإضافة إلى الشعير والذرة للعلف حيواني. وترتبط لبنان بعلاقات
تجارية وثيقة مع سوريا ولكنها منقسمة سياسيًا بين حلفاء لدمشق وخصوم لها
ضغطوا عل الأسد لإنهاء الوجود العسكري السوري في لبنان الذي استمر أكثر من
ثلاثين عامًا وذلك قبل سبعة أعوام.
وقال تاجر ثان إن بعض شركات التجارة اللبنانية مستعدة للمخاطرة بالحرمان
من التمويل الغربي جراء تعاملها مع سوريا. وأضاف “بالنسبة للبنانيين سوريا
سوق تقليدية يبدو أن إمدادات قمح ضخمة تصل بموجب صفقات بين الدولتين”.
وفي مارس آذار قالت أوكرانيا إنها ستورد إلى سوريا 300 ألف طن من القمح بموجب اتفاق بين الحكومتين.
وقال تجار إن تجارة الحبوب المباشرة مع سوريا لم تعد ممكنة نتيجة
العقوبات. وذكر تاجر “تلقيت طلبات لعشرة آلاف طن من الشعير وعشرة آلاف طن
من الذرة من مشترين في سوريا الأسبوع الماضي ولكن لا يمكنه التعامل مع
سوريا لأن البنوك في ألمانيا وسويسرا لن تمول الصفقات. “توقفت صفقات الحبوب
المنتظمة مع سوريا. إنها إيران أخرى”. قال تاجر آخر “يصعب القول إن كان
السوريون استوردوا كمية كافية لتلبية احتياجاتهم لكن تم شراء كمية ضخمة من
خلال لبنان”.
وفي مارس قدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أن سوريا تحتاج
استيراد نحو أربعة ملايين طن من الحبوب في الفترة من يوليو تموز 2011 إلى
يونيو حزيران 2012 بزيادة مليون طن عن العام السابق نتيجة ضعف المحصول في
صيف 2011. وقال تجار يوم الاثنين أن الأمم المتحدة اشترت زيت دوار الشمس من
تركيا لصالح سوريا.