عبّر مسؤولون وخبراء أميركيون عن تشاؤم
كبير حول تحسن في الوضع في سوريا، وقالوا إن مبادرة كوفي أنان، مبعوث الأمم
المتحدة والجامعة العربية، لم تفشل فحسب، بل صارت مثل رخصة للرئيس السوري
بشار الأسد ليواصل قتل شعبه مع وجود مراقبين دوليين.
وفي الأمم المتحدة أيضا قال مسؤولون إنه «رغم أن عدد القتلى قل بعد وصول
المراقبين، وأن عدد المراقبين يزداد تدريجيا»، فإنه يبدو لهم أن الرئيس
الأسد يسلك سياسة «تحت السطح، لكنها قوية»، للقضاء على ما تبقى من المعارضة
المسلحة، وقتل قادة المظاهرات السلمية.
وأشار المراقبون والمسؤولون في الأمم المتحدة وفي واشنطن إلى إلقاء نظام
الأسد القبض على مئات الطلاب الجامعيين، مثلما حدث مؤخرا في أكبر مدينة في
البلاد، حلب، وقتل شخصيات من المعارضة طعنا بواسطة فرق سرية، بالإضافة إلى
استمرار القصف بالدبابات، مثلما حدث يوم الجمعة الماضي في دوما (قرب
دمشق)، وأيضا نشاطات قناصة يطلقون النار على المتظاهرين من فوق أسطح
المنازل.
ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» على لسان مسؤول استخباراتي كبير، طلب عدم نشر
اسمه أو وظيفته، قائلا إنه ظل يتابع ثورة سوريا منذ بدايتها، أن نظام
الأسد حقق «تقدما ضئيلا» في تنفيذ أي من الخطوات الست في خطة الأمم المتحدة
للسلام التي أعلنت قبل شهرين. وبموجب تلك الخطة كان يجب على الحكومة
السورية سحب القوات العسكرية والأسلحة الثقيلة من المدن السورية، والسماح
بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المناطق التي تضررت. وقال
المسؤول: «أي من النقاط الست لم تنفذ.. حقيقة، إن عدد الوفيات صار أقل في
الأيام الأخيرة، وهذا شيء مقبول.. لكن، حتى الآن، هذا أبعد ما يكون عن
النجاح».
وفي البيت الأبيض، حسب تصريحات المتحدثين باسمه، قل التفاؤل حول تنفيذ
خطة أنان، مع إشارات عن تحول في موقف إدارة أوباما. وبينما لم يعلن البيت
الأبيض فشل الخطة قال متحدثون ومسؤولون علنا وسرا إن «الوقت قد حان للنظر
في سياسة جديدة». وقبل يومين قال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض:
«إذا استمر تعنت النظام يجب على المجتمع الدولي الاعتراف بالهزيمة.. نحن لا
ننكر أن الخطة لم تنجح حتى الآن».
وفي الأمم المتحدة قال دبلوماسيون إنهم متشائمون رغم تصريحات أحمد فوزي،
المتحدث باسم أنان أول من أمس. وكان فوزي قال: «لن تحل أزمة مستمرة أكثر
من سنة في يوم أو في أسبوع»، مشيرا إلى الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة
لمضاعفة عدد المراقبين، من نحو 50 إلى 300 في الأسابيع المقبلة. وكان فوزي
قد أشار في وقت سابق إلى أن «الحكومة السورية سحبت بعض الأسلحة الثقيلة،
ولم تسحب بعض الأسلحة الثقيلة. وقل بعض العنف، ويستمر بعض العنف»، وأضاف:
«هذا ليس كافيا».
وقالت مصادر إخبارية أميركية إنه صار واضحا أن الأسد يستغل وقف إطلاق
النار كتكتيك للمماطلة، كي يوفر المزيد من الوقت للقضاء على المعارضة. وعن
انخفاض عدد الوفيات اليومية من نحو 100 إلى نحو 20، قالت إنه لا يمكن قبول
قتل 20 شخصا كل يوم على يد أي حكومة أو في أي ظروف أو بلد آخر، وإن وكالات
الاستخبارات الأميركية تعيد النظر في الفترة المتبقية لنظام الأسد.