أعلن العميد المنشق عن الجيش السوري فايز
عمرو أن «النظام السوري ساقط لا محالة»، لافتا إلى أن «الجيش السوري وكل
أجهزة الأمن تعيش حالة هستيريا وحالة خوف لا مثيل لها». مشيرا إلى أن «هذه
الأجهزة مستمرة في عملها القمعي والدموي بفعل جرعات الدعم التي تتلقاها من
الحرس الثوري الإيراني، بالأسلحة والمال والخبراء».
وقال العميد عمرو الذي كان يشغل منصب مدير المدرسة الجوية الفنية في
الجيش السوري، قبل انشقاقه في 15 فبراير (شباط) الماضي والتحاقه بالجيش
الحر، إن «النظام السوري سيسقط؛ شاء من شاء وأبى من أبى، لأن 22 مليون سوري
ضده الآن ويريدون زواله، ولم يبق معه أكثر من مليوني شخص الذين هم عبارة
عن الشبيحة وبعض القادة العسكريين والأمنيين المتآمرين على الشعب السوري،
إضافة إلى المغلوبين على أمرهم في الجيش»، مؤكدا أن «ما يضخ بعض الروح في
أجهزة الأمن السورية هو تلقيها الدعم المالي من أكثر من جهة، لا سيما
إيران، وكذلك مدها بالأسلحة النوعية والأسلحة المحرم استعمالها دوليا كالتي
استعملت في حمص، وتحتوي على غازات سامة».
وجزم عمرو بأنه «لا يوجد ضابط في أي جهاز أمني يتجرأ على الخروج من
مركزه والذهاب إلى منزله من دون حماية، حتى رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية
لا يجرؤ على الذهاب إلى بلدته إن لم تواكبه عشرات الدبابات». كاشفا عن
«حملة تصفيات واسعة تحصل الآن داخل أجهزة الأمن وتطال كبار الضباط، وهذا
خير دليل على هذا، أن الأجهزة يصفي بعضها بعضا». مؤكدا أن «التململ الأوسع
هو الآن في جهاز المخابرات الجوية المكلف بتصفية الضباط والعناصر
المترددين، وهذه الحالة هي التي توسع موجة التفسخ في الجيش والأجهزة
الأمنية».
وشدد العميد المنشق على أنه «لو نفذت أربع طائرات أجنبية ضربة جوية لعدد
من المراكز العسكرية والأمنية في سوريا، لما بقي أحد في الجيش، وهذه
الأجهزة الأمنية تعيش أصلا حالة هستيريا غير مسبوقة». مضيفا أن «القرار
الدولي بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري اتخذ من أشهر.. الخطط
العسكرية جاهزة وموضوعة قيد التنفيذ، والمجتمع الدولي بات مقتنعا بالسقوط
الحتمي لنظام (الرئيس السوري) بشار الأسد، لكن المشكلة هي في إيجاد البديل،
لأن المجلس الوطني السوري لم يستطع حتى اليوم إقناع السوريين وإقناع
المجتمع الدولي ببرنامج سياسي يكون على قدر طموحات الشعب السوري الثائر
والمناضل، ولم يعط هذا الشعب أي رؤية عن المستقبل وعن الحكومة التي ستحكم
سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام».
وإذ نفى العميد فايز عمرو «وجود مجموعات إرهابية تقاتل إلى جانب الثوار
في سوريا»، أكد أن «كل المجموعات الإرهابية سواء كان تنظيم (فتح الإسلام)،
أو بعض العصابات المتطرفة، هي صنيعة النظام السوري». وقال: «كل المخيمات
الفلسطينية في لبنان مخترقة من قبل النظام السوري منذ أيام الرئيس ياسر
عرفات؛ إذ كان كل عنصر فلسطيني لديه عنصر مخابرات سوري يلاحقه كظله»، مذكرا
بأن «شاكر العبسي (أمير فتح الإسلام) كان تحت رعاية الاستخبارات العسكرية
السورية منذ لحظة إخراجه من السجن في سوريا، وتحت العناية المباشرة للعماد
آصف شوكت، الذي يمسك بالملف اللبناني منذ خروج الجيش السوري من لبنان».
وقال عمرو إنه من المؤسف أن النظام السوري يحاول أن يخدع العالم الغربي،
خصوصا الولايات المتحدة وأوروبا، بأنه يحارب الإرهاب والمجموعات السلفية،
ويزعم مقتل عناصر من «فتح الإسلام» كانوا يقاتلون ضمن هذه المجموعات، مبديا
أسفه لتصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أعلن فيه أن الثورة
السورية تسعى لإفشال خطة كوفي أنان، ورفضه لدولة أصولية سنية في سوريا،
وسأل عمرو: «ما مصلحة الثورة السورية في إفشال خطة أنان إذا كانت تسمح
بالمظاهرات؟ وما مصلحة الثورة في استمرار عمليات القتل التي تستهدفها؟ وما
مصلحتها في التفجيرات التي يذهب ضحيتها أبرياء وضحايا بعضهم من يكون قيد
الاعتقال والبعض الآخر يكون ممن قتله النظام في المعتقلات وينقلون جثثا إلى
مواقع هذه التفجيرات».
وشدد عمرو على أن «مصلحة الدولة الروسية مع الشعب السوري الذي سيحافظ
على حلفائه ومصالحهم في سوريا، وسيحافظ على الأقليات جزءا أساسيا من النسيج
السوري، خصوصا الإخوة في الطائفة العلوية الكريمة الذين نعرف أن أكثريتها
ناقم على النظام وبطشه». لافتا إلى أن «الشعب السوري يدفع اليوم ثمن الفتوى
الإيرانية، وأحد نماذجها ما صدر عن إمام مسجد في طهران مقرب من (المرشد
الأعلى للثورة الإيرانية) علي خامنئي عندما قال: (يا شيعة العالم توجهوا
إلى دمشق لنصرة أهل البيت). وللأسف هذا هو النظام الذي يريدون تصديره من
إيران إلى سوريا».