السبت دبابات الجيش السوري التي لم تنسحب من مواقعها كما ينص اتفاق الهدنة
كما التقوا بسكان شكوا من ان مراقبي الامم المتحدة يراقبونهم فقط وهم
يموتون.
وشاهد فريق لرويترز صاحب قافلة الامم المتحدة نقاط تفتيش في كل شارع
ووجودا كثيفا للجيش في دوما التي كانت معقلا للمعارضة المسلحة لكنها الان
تخضع لسيطرة القوات الحكومية.
وكانت البلدة التي يسكنها نحو 500 الف شخص قرب العاصمة دمشق احد مراكز الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد.
وعند مدخل البلدة وقف جنود بملابسهم العسكرية الكاملة في نقطة تفتيش
كبيرة وكان بعضهم يقف خلف اجولة رمال. وعلى طول الطريق طمست كتابات بالطلاء
مناهضة للاسد على الجدران بطلاء الاسود لكن بعضها ظل باقيا.
وكانت بعض الشعارات المكتوبة تدعو لسقوط الاسد وترفض الطائفية وتحيي
الجيش السوري الحر وهو تنظيم يضم منشقين عن الجيش ومدنيين يقاتلون من اجل
اسقاط الاسد.
كما كتبت عبارات تصف جيش الاسد بالخيانة وقالت عبارة بالانجليزية “لن نخضع للقمع”.
كما ظهرت على الجدران كتابات مؤيدة للاسد. فقد قالت عبارة على احد الجدران “ان لم تكن واحدا من جنود الاسد فأنت لا تستحق الحياة.”
بينما قالت عبارة اخرى في اشارة للرئيس السابق ووالد الرئيس الحالي حافظ الاسد الذي حكم البلاد 30 عاما “كلنا اولاد حافظ.”
وقال ضابط في احد نقاط التفتيش “الموقف الان هادئ منذ يومين. احيانا
يطلق علينا الرصاص ليلا. واحيانا نرد واحيانا لا نرد على حسب حجم الهجوم.”
وتجمع بعض الناس في متجر قريب. وقال احد السكان ويدعى عبد الله ان القصف
واطلاق النار يقعان كل ليلة لكنه قال ايضا ان اليومين الماضيين كانا اهدأ
كثيرا.
وتوقف مراقبو الامم المتحدة في نقطة التفتيش ليسألوا الجنود عن تسليحهم.
ووفقا لاتفاق وقف اطلاق النار في 12 ابريل نيسان وافقت الحكومة السورية
على “انهاء استخدام الاسلحة الثقيلة والبدء في سحب التجمعات العسكرية حول
المراكز السكنية.”
واخفيت دبابة تحت غطاء ضخم. والتقط المراقبون صورا وتحدثوا الى ضابط مسؤول ومضوا في طريقهم.
وداخل البلدة كانت هناك نقطة تفتيش كبيرة اقيمت في مكان محطة اطفاء
ووقفت امامها دبابة. كما كانت هناك خنادق واجولة رمال والحديد المدعم
لحماية الجنود. وكانت صور الاسد تملا المكان.
وقال ضابط لكبير المراقبين العقيد المغربي احمد حميش ان الدبابة التي كان مدفعها ظاهر تماما ليست سوى ناقلة جند مصفحة.
وقال “انها تحمل الجنود والمصابين.. لو اردت يمكنني ان اخرجها خارج دوما فورا” فرد عليه حميش قالا انه لا داعي لذلك.
وكثيرا ما يقول سكان دوما ان البلدة تشبه “مدينة اشباح” لكن المتاجر
فتحت ابوبها يوم السبت وعادت المشاغل للعمل وانتشر الناس في الشوارع وهم
يمرون الى جوار بنايات محترقة وعبر نقاط تفتيش مدققة.
وتجمع الباعة والمتسوقون في السوق المزدحمة بوسط البلدة وهم ينظرون بريبة للمراقبين.
وعندما وصل المراقبون لاول مرة الى سوريا في منتصف ابريل نيسان استقبلهم
السكان الذين يؤيدون المعارضة استقبال الابطال لكن كثيرين الان يشعرون
بالحنق حيالهم لعدم قدرتهم على وقف العنف.
ووصل 50 من اصل 300 مراقب من مراقبي الامم المتحدة يفترض نشرهم الى
سوريا لكن على الرغم من وجودهم يقول نشطاء ان عشرات الاشخاص يقتلون بشكل
شبه يومي.
ونظر بعض الباعة بغضب الى المراقبين. بينما ابتسم لهم البعض وهم يوجهون لهم السباب بالعربية بهدوء.
والقي قليل من الحجار على القافلة بينما كانت تشق طريقها في البلدة ولوح
شاب ظن ان فريق رويترز تابع لفريق المراقبين بحذائه في اشارة مهينة.
وقال احد الباعة “المراقبون لا يفعلون شيئا. انهم فقط يشاهدوننا ونحن نقتل.”
وعند نقطة تفتيش على الطريق خارج دوما شاهد المراقبون دبابة ثالثة مخفاة ايضا تحت غطاء كبير.
وذكر ضابط يحرس نقطة التفتيش ان بعض اطلاق النار وقع مساء الجمعة لكن الموقف تحسن بشدة عن اسبوع مضى.
وقال الضابط لحميش “الناس سعداء بوجودنا هنا لانهم يريدون ان يعملوا.”
وتقول الحكومة السورية ان قواتها موجودة في البلدات لحماية المدنيين من
الجماعات المسلحة التي تقول انها “ترهب المواطنين” وتجبر المتاجر على غلق
ابوابها.
وقال الضابط لرويترز “فر المسلحون الان الى المساجد والحقول.”
وعند احدى نقاط التفتيش كان الجنود يفتشون حافلة صغيرة بها ثمانية اشخاص.
وبدا ركاب الحافلة متشككين وقلقين عندما سألتهم رويترز عن الموقف في دوما.
وبعد لحظات من الصمت قال احدهم “الجيش يطلق النار على الناس ليلا.”