استخبارات تابعة للمعارضة المسلحة والمجلس الوطني تتعقب مخازن
أسلحة حزب الله في لبنان لتدميرها انتقاماً منه لدوره في قمع الشعب السوري
الأعزل
كشفت مصادر خليجية, في العاصمة
البلجيكية, نقلا عن تقرير أمني, أن “حزب الله” اللبناني, يقف وراء باخرة
السلاح “لطف الله 2″ التي صودرت في المياه الاقليمية اللبنانية الاسبوع
الماضي, وأنه أيضا قام بتبليغ الجهات الأمنية اللبنانية عن الباخرة, تزامنا
مع توافد المراقبين الدوليين إلى سورية, من أجل تشويه سمعة “الجيش السوري
الحر” والإيحاء بأنه يقوم بجلب كميات كبيرة من الأسلحة, لقتال الجيش
النظامي.
ونقل الديبلوماسي الخليجي عن تقرير أوروبي أمني وارد من تل ابيب أن
الباخرة “لطف الله 2″, “معروفة لدى الاستخبارات الغربية والاسرائيلية منذ
سنوات انها تنقل اسلحة باستمرار الى سورية و”حزب الله” مع باخرة اخرى تحمل
علم دولة افريقية هي “لطف الله-1″ كانت خضعت في العام 2008 للتفتيش في احد
الموانئ البحرية القبرصية وعثر بداخلها على كميات ضخمة من الاسلحة مرسلة من
احدى الدول الافريقية الشمالية, من قبل الاستخبارات الايرانية الى حزب
الله في بيروت, وقد تدخلت الاستخبارات الأميركية والاوروبية يومذاك لمنع
الإفراج عن شحنة الأسلحة تلك التي وضعت في احد المستودعات القبرصية قبل ان
تنفجر شحنة اسلحة اخرى لحزب الله وضعتها الاستخبارات القبرصية في احد
المخازن غير المحمية ما ادى الى تدميرها بالكامل”.
وجاء في التقرير الأمني “يبدو أن حزب الله او الاستخبارات الايرانية او
الروسية نفسها كانت وراء تقديم المعلومات الى السلطات اللبنانية البحرية
التي كشفت النقاب عن وجود الاسلحة في الباخرة لطف الله -2 داخل مجامع وعلب
من زيوت السيارات من احجام مختلفة, وذلك مع وصول المراقبين الدوليين الذين
ارسلهم مجلس الأمن الى سورية للاشراف على وقف القتال, في محاولة لتبرير
استمرار جيش بشار الأسد, القمعي في دك المدنيين السوريين وتدمير مدنهم
وقراهم كرد مزعوم على عمليات الارهاب التي تقوم بها عصابات الجيش الحر
ومتطوعون مدنيون”.
وأكد الديبلوماسي الخليجي ان جماعة من “حزب الله” تعمل في دولة إفريقية
“هي التي وضبت الأسلحة في منتصف الشهر الفائت, في مجامع الزيت داخل ثلاثة
مستوعبات حديدية, إلا أن معظم أنواع هذه الاسلحة والذخائر المصادرة كشفت
أنها مدسوسة على الجيش السوري الحر لأنها ليست انواع الاسلحة التي يطالب
بها لحرب الشوارع, وانما هي مخلفات اسلحة من حروب سابقة معظمها روسي وصيني
واوروبي شرقي الصنع”.
ونقل الديبلوماسي عن زميل لبناني له في بلجيكا قوله “ان التناقض المذهل
الحاصل في تصريحات حزب الله وجماعاته والتيار العوني والاستخبارات السورية
في بيروت من جهة, وبين تصريحات رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان التي
نفت أول من امس, مزاعم هؤلاء ووسائل اعلامهم عن ان شحنة السلاح المذكورة
المصادرة في طرابلس لا علاقة لها بالمملكة العربية السعودية ولا بأي دولة
خليجية اخرى, وهو رأي سليمان المفترض انه اقرب الى المحققين العسكريين في
عملية السلاح هذه, ان هذا التناقض يقوي عناصر معلومات التقرير الامني
الاوروبي ومن ثم يمنع السلطات اللبنانية العسكرية والامنية التي يسيطر
عليها حزب الله من اعادة كميات الاسلحة هذه الى حسن نصرالله, كما تتم
الاتفاقات بين الطرفين منذ صدور القرار الدولي 1701 ونزول القوات الدولية
في جنوب لبنان حيث تغض عناصر الجيش والاستخبارات العسكرية اللبنانية الطرف
عن تهريب حزب الله السلاح الى الجنوب وتغطي على حوادث انفجارات بعض مخازن
هذه الاسلحة في بلدات جنوبية مختلفة خلال السنوات القليلة الماضية”.
وقال الديبلوماسي الخليجي ل¯”السياسة”, ان “أجهزة امن حزب الله
والاستخبارات السورية في لبنان التي انكشفت لعبتها في الباخرة “لطف الله –
2″ قامت خلال الايام القليلة الماضية بتشديد حماياتها لمخازن اسلحتها داخل
الضاحية الجنوبية من بيروت وفي بعلبك في شمال البقاع وبعض المناطق المحيطة
بمدينة صور الجنوبية, بعدما حصلت على معلومات من داخل سورية تؤكد تشكيل
الجيش السوري الحر, بمشاركة المجلس الوطني السوري, وعناصر استخبارية عربية
واجنبية, وحدات استخبارية مهمتها كشف مخابئ اسلحة حزب الله وتدميرها
والقيام بتفجيرات مفخخة في مناطق الحزب, حيث تجمعات قياداته السياسية
والامنية والعسكرية, كرد على مشاركة المئات من عناصر الحزب, الجيش السوري
وقواته الامنية, التنكيل بالشعب السوري الاعزل وارتكاب المجازر بحق المدن
والقرى, حيث قتل العديد من عناصر حزب الله ونقلوا الى لبنان او ايران
لدفنهم هناك”.
واكد الديبلوماسي ان معظم التفجيرات التي تحصل منذ حوالي شهرين في دمشق
ومدن ومناطق سورية اخرى ويزعم النظام السوري انها من اعمال “انتحاريين
ارهابيين” انما تقوم بها “وحدة خاصة من حزب الله المدربة على تفخيخ
السيارات وتفجيرها وخصوصا عمليات الاغتيال المفخخة التي اشرفت على تنفيذها
في لبنان وبعض العواصم الخليجية والمناطق العربية, بعدما تضع في السيارت
المفخخة جثث مدنيين سوريين اختطفوا او اعتقلوا ثم اعدموا كي يقال انه عمل
انتحاري بإرهاب من تنظيم “القاعدة” او تنظيم سلفي آخر”.