بهية مارديني
أعلن الصحافي السوري اياد عيسى إستقالته من جريدة تشرين الرسمية عبر "ايلاف" ، معتبرا أنه لا يشرّفه العمل بوسيلة اعلامية تمهّد لقتل السوريين، لافتا الى أنّ المواطن السوري يموّل قاتليه بضرائبه، وهذا أمر غير مسبوق.
وقال لـ"ايلاف" إنه لا يشرّفه العمل بوسيلة تحولت مع شقيقاتها في الاعلام الرسمي والخاص الى منصات صواريخ ومدفعيات ميدان تمهد لقتل المتظاهرين السلميين المطالبين بالحرية، ثم تبرر ما تقوم به أجهزة الأمن السورية وكتائب الجيش الأمنية من قتل وتعذيب تحت يافطة المؤامرة السلفية والعصابات المسلحة ، ثم تمهد لاقتحام المدن والبلدات ومحاصرة الأطفال والنساء والشباب بدعوى أنّ الأهالي هم من يطالبون بدخول تلك القوات.
وأضاف " لم تكتف وسائل القتل الاعلامية تلك بسفك دماء السوريين والرقص على أشلائهم ، بل اعتمدت الى تخوين كل من يخالفها الرأي أو يحتج على عمليات القتل العشوائية للمواطن السوري ، وهو ما حدث مع فنانين وصحافيين كثر ، وكمثال على ذلك بيان منأاجل اطفال درعا."
وأشار الى ما أسماه "الدور القذر الذي يلعبه الاعلام السوري بشقيه المملوك للدولة والخاص من بث روح التفرقة الطائفية علنا وعلى رؤوس الشهداء بهدف تفتتيت المجتمع السوري والتمهيد لحرب أهلية لا يعرف أحد من أين تبدأ ومتى ستنتهي ؟".
وأكد " أنه بهذا الشكل يمول المواطن السوري الاعلام من ضرائبه وعرقه، ثم يرتد هذا الاعلام عليه ليقتله وهذا لايحدث الا في سوريا ".
ولفت الى "وصول المهزلة بالاعلام السوري أنه أصبح يدار مباشرة من قبل ادارة أمن الدولة بعد أن كان يدار بالريموت كونترول من نفس الجهة" ، وتساءل " كيف يرضى الاعلاميون السوريون أن يتحولوا الى قتلة مأجورين لحساب مافيا صادرت كل شيء في الوطن بما فيها رواتب يدفعها القتيل نفسه" .
ورفض" أسلوب تعامل السلطات السورية مع المخالفين بالرأي وتصنيفه في خانة المحرّض والعميل والمتآمر "، معتبرا "أن هذه اللغة الغبية لم يعد يقنع حتى الاطفال".
وكان عيسى بدأ عمله في جريدة تشرين العام 1995 ، وانقطع عن العمل حوالي السنتين ، ثم عاد للعمل في 2002 .
اياد عيسى صحافي وكاتب سوري خريج كلية الآداب قسم الصحافة عام 1991 ، وكان قد استقال من اتحاد الصحافيين في 14 – 4- 2011 احتجاجا على ممارسات الاتحاد في الأزمة الأخيرة التي تمر بها سوريا ، وكان أول من أعلن استقالته في سوريا .
عمل في عدة صحف منها أخبار العرب الاماراتية والمحاور اللبنانية التي كتبت عن ملف الاعلام السوري بعنوان " اعلام العصر الحجري في القرن 21 " ، والدومري العدد الذي تم اغلاق الجريدة اثره ، وعرف بالعدد الانتحاري .
وكان عيسى قد صرح لـ"ايلاف " في وقت سابق أنّ الرئيس السوري بشار الأسد كان بإمكانه الاستمرار في حكم سوريا من دون إراقة دماء"، وقال "كان يمكن له أن يدخل التاريخ كأهم رئيس حكم سوريا، لو كان طبّق إصلاحات حقيقية على الأرض".
وأضاف" لا يمكن أن تسكت الناس عن الدماء، والمجازر التي وقعت سابقًا لا يمكن أن تتكرر من دون محاسبة"، لافتًا الى أنه بعد تصريحات رامي مخلوف الأخيرة يتضح أن النظام السوري تبنّى الخيار الليبي.
واعتبر"أن البلاد ذاهبة نحو المجهول"، وقال "كنت أتمنى في وقت سابق أن يقودوا هم (يقصد النظام) التحول، وألا تكون الدماء وسيلة للإصلاح أو الوسيلة الوحيدة للبقاء".
وقال "كان يمكن يدخل الأسد التاريخ كأهم رئيس حكم سوريا، وكان يمكن أن يستمر برغبة شعبية وارادة شعبية، ولكن الآن وجود الدماء هو دمار للجميع، وهم لن يكونوا خارج المعادلة، والشعب أبقى من حكمه، والوطن أقوى من القمع". وأضاف "قدمت استقالتي من اتحاد الصحافيين، لأنه هو المسؤول عن أخلاقيات المهنة، ولعب الاتحاد دور القاتل في الأزمة، حيث كان يبرر عمليات قتل المتظاهرين السلميين