منظمة العفو الدولية: قوات النظام تنفذ الإعدام بحق عدد من سكان إدلب
أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان
رامي عبد الرحمن ما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية أول من أمس حول قيام
قوات نظام الأسد بتنفيذ الإعدام بحق عدد من سكان مدينة إدلب، مشيرا إلى أن
القوات النظامية «اتخذت قرارا قبل شهرين بقصف المنازل التي يلجأ إليها
منشقون بالدبابات، وإحراقها بما فيها من أطفال ونساء وشيوخ».
وقال عبد الرحمن في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن تلك الأحداث «وثقها
المرصد في أكثر من موقع في المحافظة، وتكررت في مناطق سرمين، جبل الزاوية،
إدلب المدينة، وسراقب»، مشددا على أن القوات النظامية، في الفترة الأخيرة،
«لم تعد تعتقل منشقين عنها، أو مقاتلين ضدها لسوقهم إلى السجون حال إلقاء
القبض عليهم، بل اتخذت قرارا بتصفيتهم في الميدان».
وأوضح عبد الرحمن أنه «بعد توثيق اعتقال ناشطين ومنشقين في إدلب، وريف
حماه، كان يعثر على جثث هؤلاء في اليوم التالي مرمية بالأحراش»، مؤكدا أن
«تنفيذ الإعدام الميداني شاع خلال الفترة الماضية في أحداث إدلب، كذلك قصف
المنازل التي يلجأ إليها منشقون وناشطون بقذائف الدبابات، وإحراقها بما
فيها».
وأكد عبد الرحمن أن ضابطا في منطقة جبل الزاوية «هدد بقتل 1000 رجل من
المعارضين، ثأرا لشقيقه العقيد الذي قتل في منطقة جسر الشغور، وبدأ بالفعل
ينفذ وعيده بقتل الناشطين».
وكان تقرير منظمة العفو الدولية أفاد بقيام قوات النظام السوري بتنفيذ
الإعدام بحق عدد من سكان مدينة إدلب. ونقل معدو التقرير عن شهود عيان قولهم
«إن القوات السورية تقتل العشرات من المتعاطفين في إدلب التي تقع شمال
سوريا والتي تعد من معاقل المعارضة».
وقال التقرير الذي أعده كبير مستشاري الأزمات دوناتيلا روفيرا ويتضمن
شهادات مرعبة للضحايا وعائلاتهم الذين يقيمون في إدلب والقرى المحيطة، إن
سكان إدلب الذين تحدثوا إلى المنظمة الشهر الماضي رسموا «صورة رهيبة لمدينة
تحت رحمة قوات النظام والشبيحة الذين يقتحمون البيوت بشكل منتظم لقتل
المنشقين»، مشيرا إلى أن مئات المنازل في بعض القرى «أحرقت تماما»، وأن
أهلها «روعتهم قوات تقتل في ظل حصانة تتمتع بها».
وذكر التقرير أنه «في قرية أخرى، قتل شيخان في الثمانين من عمرهما في
منزليهما، حيث أحرقا تماما». وقالت زوجة أحدهما لمنظمة العفو إنها «وجدت
رفاته في كومة من الرماد».
وفي شهادة أخرى قالت أم في منطقة سرمين عن أولادها الثلاثة إنهم
«انتزعوا من منزلهم في وقت مبكر من يوم 23 مارس (آذار) وقتلوا»، مشيرة إلى
«أنني وجدت أولادي محترقين في الشارع»، وأضافت في شهادتها لتقرير منظمة
العفو الدولية: «لقد كوموا فوق بعضهم البعض ووضعت فوقهم دراجة نارية وأشعلت
فيهم النيران».
وتعد محافظة إدلب، إحدى أهم معاقل المعارضة السورية، وبلغ عدد شهدائها
المعلن 2565 شهيدا، وتعرضت المحافظة لأضخم حملة عسكرية خلال شهر مارس
الماضي، حيث سجلت فيه أعلى نسبة قتل في المحافظة منذ بداية الثورة السورية،
حيث بلغ عدد الضحايا 643 قتيلا.
وبدأ عدد قتلى المحافظة في التصاعد منذ شهر ديسمبر (كانون الأول)
الماضي، وتراوح بين 339 و643 قتيلا شهريا، فيما أعلن عن سقوط 386 شهيدا
خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي. وتركز قتل المدنيين والمقاتلين في صفوف
المعارضة في مناطق سراقب، إدلب البلد، سرمين وجبل الزاوية التي تعرضت لقصف
عنيف بالقذائف المدفعية والأسلحة الثقيلة خلال الحملة العسكرية الأخيرة
التي سبقت وصول بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا.