قال إنه لا عداوة مع الحريري وزيارته للسعودية كانت لترميم العلاقة الثنائية بعد انعطافته مع ميقاتي
قال رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، إنه يريد لعلاقته مع
السعودية أن «تعود كما كانت، خصوصا أنه كان هناك سوء فهم كبير بالانعطافة
مع (رئيس الحكومة اللبنانية) نجيب ميقاتي والتخلي عن (رئيس الحكومة السابق)
سعد الحريري في تشكيل الحكومة الحالية»، موضحا أن «هذا ما شكل محور اللقاء
مع الأمير سعود الفيصل، أي كيفية إعادة ترميم العلاقة»، نافيا أن يكون
اللقاء تناول «الشأن اللبناني من قريب أو من بعيد».
ونفى جنبلاط، في مقابلة مع موقع «مختار» الإلكتروني، أن «تكون لزيارته
إلى السعودية أي علاقة بلقائه الخليلين (ممثلي رئيس مجلس النواب وزير الصحة
العامة علي حسن خليل، والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين
الخليل) بعد عودته»، وأوضح أن «موعدهما كان محددا سلفا»، وأنه تم التطرق
خلال اجتماعه بهما إلى «أهمية طاولة الحوار لمعالجة موضوع السلاح»، مكررا
رفضه «استخدام السلاح في الداخل، لأنه أدى إلى كارثة معنوية كبيرة جدا لحزب
الله وشرخ عمودي بين اللبنانيين».
وشدد جنبلاط على أن لديه حركته السياسية «المستقلة» عن حزب الله، موضحا
أن الخليلين لم يسألاه عن زيارته للسعودية، وقال: «أنا لا أناقشهم عن
سياستهم مع إيران، لا علاقة لي بالأمر، وهذه ليست مهمتي، لذا لا أتوقع منهم
أن يناقشوني في علاقتي مع السعودية». وعن سبب عدم لقائه الرئيس سعد
الحريري في السعودية، أكد جنبلاط أنه هو من اختار عدم اللقاء بالحريري،
موضحا: «لا عداوة بيني وبين الحريري، لكني لا أريد أن تخرج تأويلات كتلك
التي سبقت زيارتي إلى السعودية»، منتقدا بعض «التأويلات التي وردت بأن
الحريري هو من سهل الزيارة، لأن الأمر ليس كذلك».
وفي الشأن السوري، أعرب جنبلاط عن اعتقاده بأنه «كلما سقط (الرئيس
السوري بشار) الأسد بسرعة، بات ممكنا لسوريا أن تنجو من حرب مذهبية وحرب
أهلية»، ولفت إلى أنه «كلما استمر النظام معتمدا على الحل الأمني ازداد
الدمار في سوريا»، وقال: «عندما استمر بشار بالقتل اخترت تأييد الشعب
السوري، وهكذا أريح ضميري تاريخيا». واتهم جنبلاط النظام السوري بأنه «من
عام 1973 على نوع من التحالف الضمني مع إسرائيل»، وسأل عما «إذا كانت إيران
وروسيا مع تقسيم سوريا»، معتبرا أنه «إذا وجد حل انتقالي لبشار الأسد
بمسعى إيراني – روسي فسيكون هذا الأمر أفضل لسوريا ولبنان».
وعن قانون الانتخابات واعتماد صيغة النسبية، أعرب جنبلاط عن اعتقاده بأن
«جهات في الأكثرية، بفعل وحي سوري، لا تريد أن يكون في الأكثرية الحالية
صوت يتمايز عن الصوت الرسمي مع سوريا، لذلك المطلوب إلغاء من تجرأوا على
الوقوف في وجه النظام السوري أو انتقاده وأيدوا ثورة الشعب السوري، وهذه
العملية تكون بواسطة النسبية والسيطرة على الدولة والقضاء والأمن والجيش».
وشدد على أن «النسبية تهدف إلى إلغاء الصوت الوسطي، بما فيه الرئيس ميشال
سليمان ونجيب ميقاتي ووليد جنبلاط»، واصفا إياها بأنها «جرافة» انتخابية.
وفي الشأن الحكومي اللبناني، لفت جنبلاط إلى أنه «لا داعي لاستقالة
الحكومة إلا في حال وجود ظروف استثنائية». وشدد على أن (النائب) ميشال عون
«ليس رئيس الجمهورية، بل الرئيس ميشال سليمان هو رئيس الجمهورية، وهو الذي
يقرر التعيينات»، مبديا أسفه لوجود «تيار عبثي بقيادة ميشال عون يشل كل
شيء، ومع الأسف حزب الله يسايره».
وإذ أشار إلى أن «ملف السلاح يمر بخارطة طريق عبر النظام السوري ثم إلى
إيران»، قال جنبلاط: «أنا لست مختصا في الحسابات الإيرانية، إلا أنني لا
أومن بأن فلسطين سوف تحرر من الخارج بل من الداخل». وعن العلاقة مع «14
آذار»، قال جنبلاط: «قد تلتقي المصالح السياسية في موضوع النسبية، لكنني لن
أعود إلى (14 آذار)»، وأضاف: «هم لا يريدون الحوار على السلاح، وهذه نقطة
مركزية في الاختلاف».