بينما يفر
الناجون بارواحهم من سورية وسط اصوات الرصاص ودانات المدافع, يقف اللاجئ
والنازح السوري وهو بين خيارين اما التعذيب ثم القتل او المجاعة والتشريد
متحصنين بالعدالة الالهية وفعل الخيرين من المجتمع الدولي من دول ومؤسسات
مدنية وافراد لكفالتهم ورعايتهم لحين زوال النظام. ففاتورة التسويف السياسي
من تاجيل الحلول المفصلية من زوال النظام واقطابه واعوانه باهظة على
المستوى الانسانى وعلى الصعيد المادي والشعبي السوري. وهي مسؤولية جماعية
لكل الشعوب التي تمنع في قوانينها ودساتيرها كما تمنعها موروثاتها
وانسانيتها امثال تلك الممارسات الوحشية من قبل نظام الاسد.
وحسب المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين فقد اشار تقرير اخير
الي ما اسماه ال¯ "طفرة" على مستوى اللاجئين السوريين,فمنهم نحو 30 الف
لاجئ في حالة انسانية تحتاج الى مساعدات عاجلة من اجمالي 65 الف لاجئ سوري
مسجل لديها. وهنا اعربت المفوضية عن قلقها حيال نقص الاموال لتلبية
احتياجات ومساعدة 61 الف لاجئ سوري تقدم الى المفوضية ومنظمات انسانية اخرى
في المنطقة. وازاء تفاقم الاوضاع وجهت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين
وشركائها الانسانيين نداء لجمع 84 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين
في الاردن ولبنان وتركيا والعراق, وقد تم جمع 20% فقط من الاموال المطلوبة.
وبحسب المفوضية فان "اللاجئين والدول التي استقبلتهم ايضا بدأوا يظهرون
اشارات تعب". ويتمركز تواجد اللاجئين السورين المسجلين في لبنان حيث بلغوا
21 الفا وفي الاردن نحو 14 الفا وفي تركيا نحو 24 الفا ومن العراق نحو
الفين.
وخصصت المفوضية مبلغا ب¯ 40 مليون دولار لدعم اللاجئين بالاردن. وعلى الرغم
من ذلك ذكر وزير الصحة الاردني ان كلفة علاج اللاجئين السوريين خلال العام
الحالي لوحدها وصلت الى 42.3 مليون دولار اميركي. كما ذكرت مصادر اردنية
ان نحو 100 الف سوري دخلوا اليها معظمهم يقيمون مع اقاربهم منذ اندلاع
الاحداث والاحتجاجات. وكانت المفوضية اشارت مؤخرا الى ان الحكومة الاردنية
قدرت كلفة استضافة اللاجئين السوريين بنحو 200 مليون دولار وانها تدعم تلك
التقديرات. ناهيك عن الجهود الاغاثية التي يقومون بها شعبا وافراد ومؤسسات
مدنية.
اما عن الجهود الاغاثية في لبنان, وعلى الرغم من غياب الدعم والدور الحكومي
الذي يتعرض لضغوط من احزاب مواليه لنظام الاسد وايران, فقد اكد وزير
الشؤون الاجتماعية اللبناني ان عدد اللاجئين السوريين وصل الى قرابة 15.5
الف حسب اخر احصائيات, واوضحت المتحدثة باسم المفوضية الاممية في لبنان ان
نحو 9 الاف تم تسجيلهم في مكاتب المفوضية, وقد تولت اللجنة الدولية بشكل
خاص مساعدة الصليب الاحمر اللبناني الذي تمكن من القيام ببعض خدمات الاسعاف
الاولى والطوارئ الطبية. وتقوم اللجنة الدولية بمساعدة الصليب الاحمر
اللبناني في تيسير عمليات نقل الجرحي السوريين ومن توزيع معدات تكفي
لمعالجة 400 مريض مصابين بالجروح الخطيرة والمساعدة في دفع تكاليف العناية
اللاحقة للعمليات الجراحية في عدد قليل من المرافق الطبية وتغطية تكاليف
علاج المصابين بالجراح الاكثر خطورة, ومن تامين احتياجات نحو 1000 لاجئ
سوري.
وقد تعرضت الحكومة اللبنانية الى ضغوط من حزب الله اللبنانى الذي ادى الى
شلل العمل الاغاثي من خلال الحكومة. ومن امثلة هذه الضغوط والممارسات تتولى
السفارة السورية بالتعاون مع حزب الله ملاحقة الناشطين السورين القائمين
على عمليات الاغاثة الانسانية, كما يمنع الجيش اللبناني في البقاع عميات
نقل المصابين الى المشافى. ويعيش غالبية اللاجئين السوريين في منازل اقرباء
لهم كما في قرى وادي خالد الحدودية مع سورية وفي المدارس والجوامع
والمزارع او من خلال استئجار اماكن متواضعة وبسيطة نتيجة الشح المادي. كما
يتم علاج المصابين بطلقات النار والمرضى بصفة عامة في المشافي الخاصة على
نفقتهم او من خلال متبرعين. وتنقص هيئات الاغاثة السورية المتواجدة في
لبنان بصفة عامة المعدات والتطبيب الجراحي والعمل الميداني.
وبالتزامن مع بلوغ النازحين مستويات قياسية في تركيا والذي فاق 24 الف مع
تكفل حكوماتها بعدد من المخيمات, توصلت بعثة تابعة للامم المتحدة الى ان
البنية الاساسية في سورية قد تضررت بشدة بعد اكثر من سنة من الصراع بينما
تعطلت امدادات المياه والكهرباء واصبحت عائلات كثيرة غير قادرة على الحصول
على احتياجاتها الاساسية اليومية.
ان العمل الاغاثي ثمرة الجهود الانسانية في رعاية اللاجئين, والجهود
الاردنية قيادة وحكومة وشعبا يعد من المفاخر العربية والاسلامية, وكذلك
الامر مع المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين والصليب (الهلال)
الاحمر اللبناني الذين قاموا بواجبهم كما يجب رغم قلة وشح الموارد. ولا
ننسى في ذلك تركيا التي دابت من اليوم الاول في العمل الاغاثي.
ومما لاشك فيه ان اعطاء المهلة تلو الاخرى من قبل المجتمع الدولي لنظام
الاسد لتغير سياساته ونهجه الدموي, جاء كالوبال علي الشعب السوري من تشريد
وابادة, مما زاد من حدة المعاناة والكلفة الحقيقة لتلك الازمة سواء المادية
منها او الاخلاقية او الانسانية. وتبقى الحلول المفصلية الدولية للازمة
السورية, ذاتها في اللجوء الى الخيار العسكري ايا كانت طريقته بعد مقاطعة
موارد النظام. وما لنا في هذا الا الدعاء والتضرع والقول ... ليرجع اللاجئ
السوري مزهوا الى وطنه, وترجع تلك الزهور الدمشقية التي ذبلت الى سابق
عهدها ولينجلي نظام الاسد الي الابد.
* كاتب سعودي
الناجون بارواحهم من سورية وسط اصوات الرصاص ودانات المدافع, يقف اللاجئ
والنازح السوري وهو بين خيارين اما التعذيب ثم القتل او المجاعة والتشريد
متحصنين بالعدالة الالهية وفعل الخيرين من المجتمع الدولي من دول ومؤسسات
مدنية وافراد لكفالتهم ورعايتهم لحين زوال النظام. ففاتورة التسويف السياسي
من تاجيل الحلول المفصلية من زوال النظام واقطابه واعوانه باهظة على
المستوى الانسانى وعلى الصعيد المادي والشعبي السوري. وهي مسؤولية جماعية
لكل الشعوب التي تمنع في قوانينها ودساتيرها كما تمنعها موروثاتها
وانسانيتها امثال تلك الممارسات الوحشية من قبل نظام الاسد.
وحسب المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين فقد اشار تقرير اخير
الي ما اسماه ال¯ "طفرة" على مستوى اللاجئين السوريين,فمنهم نحو 30 الف
لاجئ في حالة انسانية تحتاج الى مساعدات عاجلة من اجمالي 65 الف لاجئ سوري
مسجل لديها. وهنا اعربت المفوضية عن قلقها حيال نقص الاموال لتلبية
احتياجات ومساعدة 61 الف لاجئ سوري تقدم الى المفوضية ومنظمات انسانية اخرى
في المنطقة. وازاء تفاقم الاوضاع وجهت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين
وشركائها الانسانيين نداء لجمع 84 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين
في الاردن ولبنان وتركيا والعراق, وقد تم جمع 20% فقط من الاموال المطلوبة.
وبحسب المفوضية فان "اللاجئين والدول التي استقبلتهم ايضا بدأوا يظهرون
اشارات تعب". ويتمركز تواجد اللاجئين السورين المسجلين في لبنان حيث بلغوا
21 الفا وفي الاردن نحو 14 الفا وفي تركيا نحو 24 الفا ومن العراق نحو
الفين.
وخصصت المفوضية مبلغا ب¯ 40 مليون دولار لدعم اللاجئين بالاردن. وعلى الرغم
من ذلك ذكر وزير الصحة الاردني ان كلفة علاج اللاجئين السوريين خلال العام
الحالي لوحدها وصلت الى 42.3 مليون دولار اميركي. كما ذكرت مصادر اردنية
ان نحو 100 الف سوري دخلوا اليها معظمهم يقيمون مع اقاربهم منذ اندلاع
الاحداث والاحتجاجات. وكانت المفوضية اشارت مؤخرا الى ان الحكومة الاردنية
قدرت كلفة استضافة اللاجئين السوريين بنحو 200 مليون دولار وانها تدعم تلك
التقديرات. ناهيك عن الجهود الاغاثية التي يقومون بها شعبا وافراد ومؤسسات
مدنية.
اما عن الجهود الاغاثية في لبنان, وعلى الرغم من غياب الدعم والدور الحكومي
الذي يتعرض لضغوط من احزاب مواليه لنظام الاسد وايران, فقد اكد وزير
الشؤون الاجتماعية اللبناني ان عدد اللاجئين السوريين وصل الى قرابة 15.5
الف حسب اخر احصائيات, واوضحت المتحدثة باسم المفوضية الاممية في لبنان ان
نحو 9 الاف تم تسجيلهم في مكاتب المفوضية, وقد تولت اللجنة الدولية بشكل
خاص مساعدة الصليب الاحمر اللبناني الذي تمكن من القيام ببعض خدمات الاسعاف
الاولى والطوارئ الطبية. وتقوم اللجنة الدولية بمساعدة الصليب الاحمر
اللبناني في تيسير عمليات نقل الجرحي السوريين ومن توزيع معدات تكفي
لمعالجة 400 مريض مصابين بالجروح الخطيرة والمساعدة في دفع تكاليف العناية
اللاحقة للعمليات الجراحية في عدد قليل من المرافق الطبية وتغطية تكاليف
علاج المصابين بالجراح الاكثر خطورة, ومن تامين احتياجات نحو 1000 لاجئ
سوري.
وقد تعرضت الحكومة اللبنانية الى ضغوط من حزب الله اللبنانى الذي ادى الى
شلل العمل الاغاثي من خلال الحكومة. ومن امثلة هذه الضغوط والممارسات تتولى
السفارة السورية بالتعاون مع حزب الله ملاحقة الناشطين السورين القائمين
على عمليات الاغاثة الانسانية, كما يمنع الجيش اللبناني في البقاع عميات
نقل المصابين الى المشافى. ويعيش غالبية اللاجئين السوريين في منازل اقرباء
لهم كما في قرى وادي خالد الحدودية مع سورية وفي المدارس والجوامع
والمزارع او من خلال استئجار اماكن متواضعة وبسيطة نتيجة الشح المادي. كما
يتم علاج المصابين بطلقات النار والمرضى بصفة عامة في المشافي الخاصة على
نفقتهم او من خلال متبرعين. وتنقص هيئات الاغاثة السورية المتواجدة في
لبنان بصفة عامة المعدات والتطبيب الجراحي والعمل الميداني.
وبالتزامن مع بلوغ النازحين مستويات قياسية في تركيا والذي فاق 24 الف مع
تكفل حكوماتها بعدد من المخيمات, توصلت بعثة تابعة للامم المتحدة الى ان
البنية الاساسية في سورية قد تضررت بشدة بعد اكثر من سنة من الصراع بينما
تعطلت امدادات المياه والكهرباء واصبحت عائلات كثيرة غير قادرة على الحصول
على احتياجاتها الاساسية اليومية.
ان العمل الاغاثي ثمرة الجهود الانسانية في رعاية اللاجئين, والجهود
الاردنية قيادة وحكومة وشعبا يعد من المفاخر العربية والاسلامية, وكذلك
الامر مع المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين والصليب (الهلال)
الاحمر اللبناني الذين قاموا بواجبهم كما يجب رغم قلة وشح الموارد. ولا
ننسى في ذلك تركيا التي دابت من اليوم الاول في العمل الاغاثي.
ومما لاشك فيه ان اعطاء المهلة تلو الاخرى من قبل المجتمع الدولي لنظام
الاسد لتغير سياساته ونهجه الدموي, جاء كالوبال علي الشعب السوري من تشريد
وابادة, مما زاد من حدة المعاناة والكلفة الحقيقة لتلك الازمة سواء المادية
منها او الاخلاقية او الانسانية. وتبقى الحلول المفصلية الدولية للازمة
السورية, ذاتها في اللجوء الى الخيار العسكري ايا كانت طريقته بعد مقاطعة
موارد النظام. وما لنا في هذا الا الدعاء والتضرع والقول ... ليرجع اللاجئ
السوري مزهوا الى وطنه, وترجع تلك الزهور الدمشقية التي ذبلت الى سابق
عهدها ولينجلي نظام الاسد الي الابد.
* كاتب سعودي