أظهر مقطع فيديو تم تصويره لقائد فريق المراقبين الدوليين العقيد
المغربي أحمد حميش أثناء زيارته لأحد المساجد في حمص وهو يقول: «الماضي
اللي فات مات، وما تهدم تأتي إيد تبنيه، ومن استشهد رحمه الله»، محاورًا
بعض الأهالي.
وظهر حميش بالمقطع أثناء حديثه مع بعض السوريين بداخل مسجد خالد بمحافظة
حمص، بحسب تعليق الناشطين على المقطع، وهو ما يؤكده شكل المعمار الداخلي
والأبسطة المفروشة، إضافة إلى صدى الصوت الواضح والمميز للمساجد أو
الكنائس.
وبدا في المقطع بضعة سوريين يتحلقون حول حميش، بينما يواجهه من يبدو كإمام المسجد،
والذي كان جالسًا على كرسي متحرك لكونه قعيدًا.
وقد طلب حميش من الموجودين خلال المقطع – الذي لا يتجاوز الدقيقتين –
مساعدته على وقف إطلاق النار نحو 5 مرات، رغم محاولاتهم الحثيثة تنبيهه إلى
ما فعله بهم نظام بشار الأسد، وأنه غير مأمون الجانب، لكنه كان يرد:
«الماضي اللي فات مات، وما تهدم تأتي إيد تبنيه، ومن استشهد رحمه الله».
ويبدو في المقطع – الذي ربما تم تصويره في منتصف حديث دائر – أن الإمام
كان يشرح لحميش ما فعله النظام بأهالي المنطقة؛ وقال الإمام: «أرجوكم أن
تذهبوا إلى حي البياضة، قرب البريد.. بس (فقط) انظروا إلى هناك، انظروا إلى
الإجرام الذي يتعاطاه هذا الرجل (الأسد) مع شعبه».
وبعد أن يقول له العقيد حميش: «إن شاء الله»، يوضح للإمام: «يا حاج
المسألة الآن هي وقف إطلاق النار.. (هذا) هو الهدف الأول، يعني الماضي اللي
فات مات.. اللي مضى مرحلة أخرى»، فيقاطعه الشيخ قائلاً: «لم يقف النار إلى
الآن.. »، لكن حميش يستكمل كلامه: «ولهذا، نحن نطلب من الشباب هنا، نطلب
من الإخوان هنا، ونطلب من الجيش (هناك).. يعني بنحاول التهدئة.. لأن ما
هدم، تيجي أيادي تبنيه إن شاء الله.. ومن استشهد رحمه الله».
ويقاطعه الشيخ ثانية: «كل هذا (مفهوم).. لكن نحن نرجو فقط الاطلاع على
الحقيقة لا أكثر ولا أقل.. ما بدنا (لا نريد) شيء، ما بدنا لا عمار ولا أكل
ولا شرب.. بدنا بس حريتنا»، فيتابع حميش مرة أخرى: «المهم الآن هو وقف
إطلاق النار وتفادي (إزهاق) أرواح المدنيين».. فيرد الشيخ في نبرة من لا
يجد سامعًا منصتًا: «أخذ الله بأيديكم إلى ما فيه الخير»، ثم يستدرك: «هذه
الصورة بأمانتكم وبرقابكم أن تنقلوها إلى العالم»، فيضيف حميش: «نحن نطلب
منكم أن تعينونا وأن تطلبوا من الشباب.. »، فيقاطعه الشيخ هذه المرة، وقد
فهم مغزاه: «سيدي.. نحن الضحية، نحن المظلومون، نحن المهجرون.. عندما هجر
الناس من حي العشيرة وكرم الزيتون والعباسية أتوا إلينا!».
فيقول حميش: «يا شيخ نحن ننظر للأمام.. ما فات إن شاء الله يتم إصلاحه..
ننظر للأمام لكي يقف هذا (إطلاق النار)»، فيرد الإمام: «توكلنا على الله..
إن شاء الله.. الله يزيدكم».. ثم يضيف حميش: «ونفسي.. » قبل أن يلتفت إلى
المصور مطالبًا بإنهاء التصوير ليكمل حديثه من دون تسجيل، فينتهي المقطع.
وعلق أحد المتابعين على المقطع قائلاً: «راح الدابي وأتى حميش، عيش يا
سوري على الإجرام عيش.. يريدوننا أن ننسى ما فات من إجرام وسفك للدماء
والقتل من قبل النظام الفاشي؟!».
من جانبه، قال المحلل السياسي الدكتور محمود عبد العزيز: إن المراقبين «كالممسك بكرة نار، ويريدون التخلص منها بأي وسيلة».
وأضاف عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»: «المراقبون يأملون بشتى الطرق أن
يتحقق وقف إطلاق النار على الأرض حتى ولو لفترة قصيرة للغاية، لكي ينهوا
مهمتهم في سوريا.. وهم يعلمون تمامًا أن أملهم في النجاح وكذلك خطة المبعوث
(العربي – الدولي كوفي) أنان ضئيل للغاية».
وتابع أن «ما نراه من تفاصيل صغيرة في تحركات المراقبين يشير إلى أن
ثقتهم في المعارضة، سواء الجيش الحر أو حتى رجل الشارع في سوريا، أكبر
كثيرًا من ثقتهم في النظام السوري؛ ولذلك فإن حميش يتحدث مع الشارع السوري
بأريحية أكبر، طالبًا دعمه في وقف إطلاق النار، بينما لا يضع آمالاً مساوية
في أن يلتزم النظام بذلك».
المغربي أحمد حميش أثناء زيارته لأحد المساجد في حمص وهو يقول: «الماضي
اللي فات مات، وما تهدم تأتي إيد تبنيه، ومن استشهد رحمه الله»، محاورًا
بعض الأهالي.
وظهر حميش بالمقطع أثناء حديثه مع بعض السوريين بداخل مسجد خالد بمحافظة
حمص، بحسب تعليق الناشطين على المقطع، وهو ما يؤكده شكل المعمار الداخلي
والأبسطة المفروشة، إضافة إلى صدى الصوت الواضح والمميز للمساجد أو
الكنائس.
وبدا في المقطع بضعة سوريين يتحلقون حول حميش، بينما يواجهه من يبدو كإمام المسجد،
والذي كان جالسًا على كرسي متحرك لكونه قعيدًا.
وقد طلب حميش من الموجودين خلال المقطع – الذي لا يتجاوز الدقيقتين –
مساعدته على وقف إطلاق النار نحو 5 مرات، رغم محاولاتهم الحثيثة تنبيهه إلى
ما فعله بهم نظام بشار الأسد، وأنه غير مأمون الجانب، لكنه كان يرد:
«الماضي اللي فات مات، وما تهدم تأتي إيد تبنيه، ومن استشهد رحمه الله».
ويبدو في المقطع – الذي ربما تم تصويره في منتصف حديث دائر – أن الإمام
كان يشرح لحميش ما فعله النظام بأهالي المنطقة؛ وقال الإمام: «أرجوكم أن
تذهبوا إلى حي البياضة، قرب البريد.. بس (فقط) انظروا إلى هناك، انظروا إلى
الإجرام الذي يتعاطاه هذا الرجل (الأسد) مع شعبه».
وبعد أن يقول له العقيد حميش: «إن شاء الله»، يوضح للإمام: «يا حاج
المسألة الآن هي وقف إطلاق النار.. (هذا) هو الهدف الأول، يعني الماضي اللي
فات مات.. اللي مضى مرحلة أخرى»، فيقاطعه الشيخ قائلاً: «لم يقف النار إلى
الآن.. »، لكن حميش يستكمل كلامه: «ولهذا، نحن نطلب من الشباب هنا، نطلب
من الإخوان هنا، ونطلب من الجيش (هناك).. يعني بنحاول التهدئة.. لأن ما
هدم، تيجي أيادي تبنيه إن شاء الله.. ومن استشهد رحمه الله».
ويقاطعه الشيخ ثانية: «كل هذا (مفهوم).. لكن نحن نرجو فقط الاطلاع على
الحقيقة لا أكثر ولا أقل.. ما بدنا (لا نريد) شيء، ما بدنا لا عمار ولا أكل
ولا شرب.. بدنا بس حريتنا»، فيتابع حميش مرة أخرى: «المهم الآن هو وقف
إطلاق النار وتفادي (إزهاق) أرواح المدنيين».. فيرد الشيخ في نبرة من لا
يجد سامعًا منصتًا: «أخذ الله بأيديكم إلى ما فيه الخير»، ثم يستدرك: «هذه
الصورة بأمانتكم وبرقابكم أن تنقلوها إلى العالم»، فيضيف حميش: «نحن نطلب
منكم أن تعينونا وأن تطلبوا من الشباب.. »، فيقاطعه الشيخ هذه المرة، وقد
فهم مغزاه: «سيدي.. نحن الضحية، نحن المظلومون، نحن المهجرون.. عندما هجر
الناس من حي العشيرة وكرم الزيتون والعباسية أتوا إلينا!».
فيقول حميش: «يا شيخ نحن ننظر للأمام.. ما فات إن شاء الله يتم إصلاحه..
ننظر للأمام لكي يقف هذا (إطلاق النار)»، فيرد الإمام: «توكلنا على الله..
إن شاء الله.. الله يزيدكم».. ثم يضيف حميش: «ونفسي.. » قبل أن يلتفت إلى
المصور مطالبًا بإنهاء التصوير ليكمل حديثه من دون تسجيل، فينتهي المقطع.
وعلق أحد المتابعين على المقطع قائلاً: «راح الدابي وأتى حميش، عيش يا
سوري على الإجرام عيش.. يريدوننا أن ننسى ما فات من إجرام وسفك للدماء
والقتل من قبل النظام الفاشي؟!».
من جانبه، قال المحلل السياسي الدكتور محمود عبد العزيز: إن المراقبين «كالممسك بكرة نار، ويريدون التخلص منها بأي وسيلة».
وأضاف عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»: «المراقبون يأملون بشتى الطرق أن
يتحقق وقف إطلاق النار على الأرض حتى ولو لفترة قصيرة للغاية، لكي ينهوا
مهمتهم في سوريا.. وهم يعلمون تمامًا أن أملهم في النجاح وكذلك خطة المبعوث
(العربي – الدولي كوفي) أنان ضئيل للغاية».
وتابع أن «ما نراه من تفاصيل صغيرة في تحركات المراقبين يشير إلى أن
ثقتهم في المعارضة، سواء الجيش الحر أو حتى رجل الشارع في سوريا، أكبر
كثيرًا من ثقتهم في النظام السوري؛ ولذلك فإن حميش يتحدث مع الشارع السوري
بأريحية أكبر، طالبًا دعمه في وقف إطلاق النار، بينما لا يضع آمالاً مساوية
في أن يلتزم النظام بذلك».