هل احتاجت هيئة التنسيق كل هذا الوقت لتكتشف هذه الحقيقة عن نظام الأسد والذي
قتل فيه ألاف السوريين الأبرياء وهل تعتبر شريكة له في هذه المجازر
لتغطيتها على النظام بشكل أو أخر ؟
كشف القيادي في «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير قتل فيه ألاف السوريين الأبرياء وهل تعتبر شريكة له في هذه المجازر
لتغطيتها على النظام بشكل أو أخر ؟
الديموقراطي في سورية» عارف دليلة تفاصيل الزيارة التي قامت بها «الهيئة»
لموسكو، مشيراً الى أن «اللقاء مع القيادة الروسية تركز على نقاط عدة بينها
دعم خطة المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان»، موضحاً انه «لم يتم الخوض في
تفاصيل المرحلة الانتقالية».
ورأى أن «النظام السوري في هذه المرحلة تخلى في شكل كلي عن إيجاد مخرج
للأزمة السورية»، موضحاً: «في السابق كان يتحدث عن الحل السياسي أما اليوم
فقد أسقطه من حسابه وهذا التحول في رأينا خطير جداً وهو الذي يدفع باتجاه
تأزيم الوضع».
وإذ شدد «على أهمية الحل الداخلي رغم مستوى التدويل الذي وصلت اليه
الأزمة السورية»، لفت الى أن «توحيد المعارضة المتشرذمة خطوة مهمة ولا يمكن
أن تجد حلاً لها إلاّ باجتماع أطرافها على طاولة واحدة، ولا بد من مؤتمر
يجمع الجميع للاتفاق على خطوات المرحلة الانتقالية».
ورداً على سؤال عمّا إذا كان العلويون كأقلية دينية يتخوفون من سقوط
النظام، أكد أن «المشكلة ليست مع أي طائفة بل مع النظام السياسي».
«الراي» اتصلت بالقيادي في هيئة التنسيق عارف دليلة وأجرت معه الحوار الآتي:
• قامت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» بزيارة لموسكو. ما أبرز النقاط التي تمّ طرحها على القيادة الروسية؟
- جرى الحديث في شكل أساسي عن الدور الروسي في الأزمة السورية
والإمكانات المتاحة لايجاد مخرج سريع قابل للتطبيق ويحضّ كافة الأطراف على
وضع حد أولاً للعمليات الحربية ووقف إطلاق الرصاص والتخلي عن السلاح،
وتوفير الأجواء لعودة الحياة الطبيعية، ووقف التدمير والتهجير، والقيام
بأعمال الإغاثة الضرورية والتي كانت للأسف بعيدة عن حكم القانون خلال
الأشهر الـ 14 الماضية، ما أدى الى تجاذبات خطيرة ذهب ضحيتها عدد كبير من
السوريين من قتلى وجرحى ومعتقلين من دون اغفال تدمير أعداد ضخمة جداً من
البيوت. هذه الخسارة لا يمكن تعويضها لسنوات طويلة لو افترضنا عودة الحياة
الطبيعية، ولا نعلم إذا كانت هناك إمكانية لعودة هذه الحياة ما دامت القوى
الفاعلة والمؤثرة تركت حكم السياسة والعقل والقانون الى حكم القتل والوحشية
والتدمير.
• هل طرحتم خلال اللقاء مع القيادة الروسية تنحي الرئيس بشار الأسد، خصوصاً أن موسكو ترفض هذه المسألة؟
- لم يجرِ بحث تفصيلي في العملية الانتقالية، وكان البحث حول تطبيق خطة
أنان التي تبدأ بوقف النار وإطلاق المعتقلين والسماح بالتظاهرات السلمية.
وبنتيجة اللقاءات مع القيادة الروسية، لا نستطيع تأكيد أن هناك تغييراً في
الموقف الروسي، وهو حتى الآن لا يزال موقفاً سلبياً، ونطالب بموقف ايجابي
فاعل قابل للتطبيق. الموقف الروسي الراهن لا يبادر الى إيجاد مخرج للأزمة،
وما سمعناه هو أنهم يدعون ويطالبون بتطبيق خطة أنان، ونحن أيّدنا الخطة،
لكن مع الأسف الشديد، تدويل المشكلة السورية ساهم في عرقلة الحل وكان من
الممكن الاعتماد على الخيار الداخلي لإزالة الاستبداد المزمن.
• زار وفد آخر من المعارضة الداخلية موسكو قبل نحو يومين. لماذا تبدو القيادة الروسية اقرب الى المعارضة الداخلية؟
- كما سمعنا من الروس، أنهم استقبلوا كل أطراف المعارضة السورية، وأنهم
يطالبون رسمياً بالمشاركة في جمع أطراف المعارضة والنظام من أجل الاتفاق
على العملية الانتقالية كما وردت في خطة أنان. وكما نرى حتى الآن، لا توجد
نية على الاطلاق لدى النظام في استغلال الفرصة من أجل الخروج من الأزمة، اذ
ما زال البعض يرى أن أي مخرج يتطلب تحمل تكاليف باهظة ويؤدي الى خسائر
سياسية، وهذا التوجه الاحادي دفع ثمنه السوريون طوال الفترة الماضية نتيجة
السياسات الخاطئة. وفي تقديري، أن النظام لا يريد حلاً ويتجاهل ما يجري على
الأرض، وهو كان في السابق يتحدث عن الحل السياسي، أما اليوم فقد أسقطه من
حسابه. وهذا التحول في رأينا خطير جداً وهو الذي يدفع باتجاه تأزيم الوضع.
• سيعقد اجتماع للمعارضة السورية برعاية جامعة الدول العربية في 16 مايو
المقبل. ما أهمية هذا الاجتماع بالنسبة لتوحيد صفوف المعارضة؟
- منذ أشهر، يجري الحديث عن عقد مؤتمر لمختلف أطراف المعارضة في إطار
الجامعة العربية، وكان الأمين العام تحدث عن هذه المسألة مرات عدة من دون
تحديد موعد، ولا اعتقد أن الأطراف الأخرى في المعارضة أُبلغت أو تلقت دعوات
حتى اللحظة، وليست لديّ معلومات حول الجهات المشاركة خصوصاً أنني عدت قبل
يومين الى سورية. ولا شك في أن قضية تشرذم المعارضة لا يمكن أن تجد حلاً
لها إلاّ باجتماع أطرافها على طاولة واحدة. وبالتالي لا بد من مؤتمر يجمع
الجميع للاتفاق على خطوات وبنود المرحلة الانتقالية ووضع برنامج سياسي موحد
حول مستقبل سورية.
• يشترط «المجلس الوطني السوري» تنحي الأسد قبل الدخول في المرحلة الانتقالية. ما موقف «هيئة التنسيق» من هذه النقطة؟
- عبّرت «هيئة التنسيق» عن موقفها في شكل واضح في وثائقها التي تؤكد أن
المخرج من الأزمة الراهنة هو بالتغيير الجذري في النظام السياسي، وهنا تكمن
المشكلة لأن النظام متمسك ليس فقط برفض أي تغيير، وهو الذي كان يتحدث عن
مطالب محقة، فهو الآن ألغى من ذهنه مسألة التغيير بسبب اصراره على
الوحدانية، خوفاً من أن التغيير سيكون فاتحة لتغييرات جذرية. ولو كان في
السلطة ذرة من العقل لكانت بادرت قبل عشرة اعوام لإحداث التحول في بنية
النظام، وهذا النظام ماضٍ الآن في تدمير البلاد كما لو أنه يذبح دجاجة.
• هل ما زلتم تراهنون على الحل الداخلي رغم مستوى التدويل الذي وصلت
اليه الأزمة السورية وخصوصاً في ظل تصاعد الأصوات المطالبة بالفصل السابع؟
- نحن من أنصار الحل الداخلي ومن أنصار عودة العقل، وللاسف الشديد هناك
تغليب لمنطق العنف ومطاردة للعقلاء من داخل النظام، وهذا يعود كما قلت
سابقاً الى الوقوع في الخطأ منذ البداية بسبب التعنت الشديد، وبالتالي فإن
مجابهة التغيير هي التي أدت الى تفجر الوضع بالشكل الخطير الذي نشهده
اليوم.
• لماذا يتم استبعاد فاروق الشرع عن الأزمة السورية؟
- ليست لديّ معلومات وهذا شأن الحكومة السورية.
• هل يشعر العلويون اليوم كأقلية دينية بمخاوف في حال سقوط النظام؟
- المشكلة ليست مع أي طائفة بل مع النظام السياسي، وأي تحوّل في السلطة
يجب أن يكون نتيجة مشاركة جميع السوريين، ما يعني ضمان حقوق الجميع في
الدولة بضمانة قانونية. وعلى السلطة الانتقالية الجديدة أن تتصرف بموجب
تكريس العدالة وحماية التعدد الاثني والديني في البلاد على القاعدة
الدستورية.