لندن – كتب حميد غريافي:
توقعت جهات سورية معارضة قريبة من “المجلس الوطني” في العاصمة القطرية,
أمس, أن “ينفجر الوضع الأمني داخل سورية بشكل شامل ومخيف قبل نهاية مايو”
المقبل, “في اعقاب سلسلة من العمليات العسكرية النوعية تستعد لها قوى
الثورة و”الجيش السوري الحر” وتستهدف شخصيات حزبية سياسية وأمنية وعسكرية
تقود الحرب الطاحنة الوحشية ضد الشعب في مختلف مناطق البلاد, وترفض التقيد
بالمبادرات الدولية والعربية لوقف القتال”.
وأضافت المصادر أن “تداعيات عمليات التصعيد الحربية لجيش النظام السوري,
ستؤدي الى انعقاد مجلس الأمن الدولي واصدار قرار تحت الفصل السابع المتضمن
تدخلا عسكرياً ضد النظام وفي حال اصرار روسيا على استخدام حق النقض
“الفيتو” لمنع توجيه ضربات جراحية جوية وصاروخية من البحر وبالمدافع
والدبابات من داخل الحدود التركية المحمية بحلف شمال الاطلسي, فإن الدول
التي تمثلت في اجتماعي “اصدقاء سورية” في تونس وتركيا خلال الاشهر الثلاثة
الماضية, لن تكون بحاجة الى قرار من مجلس الامن لشن حرب جوية على جيش البعث
ومؤسساته السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية على غرار الحرب التي
اطاحت جيش معمر القذافي ونظامه في ليبيا, وكذلك اخرجت الجيش الصربي من
كوسوفو واطاحت نظام سلوبودان ميلوسيفيتش الذي اعتقل فيما بعد وحوكم في
محكمة جرائم الحرب في لاهاي الهولندية وتوفي في سجنه”.
وقال المعارض السوري ل¯”السياسة”, ان “تصريح وزير الخارجية الفرنسي الان
جوبيه اول من أمس وقبله تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون
واستمرار اصرار المسؤولين السعوديين والقطريين والبريطانيين والألمان خصوصا
على ضرورة استخدام القوة لانقاذ الشعب السوري من المجازر التي يتعرض لها
من نظام بشار الأسد, وعمليات التدمير الممنهجة والمخطط لها علوياً لمسح
المدن السنية الرئيسية في اركان البلاد الاربعة, مثل حمص وحماة وحلب ودير
الزور ومدن ومناطق الجنوب السوري وغربه, عن الخريطة كما حدث ومازال يحدث في
تلك المدن منذ أكثر من عام, ان هذه التصريحات الدولية والعربية التي ظهرت
فيها لأول مرة جدية وتصميم حاسمان, قد تجد نفسها في الطريق الى التنفيذ
ابتداء من منتصف الشهر المقبل, اذا جاء تقرير المبعوث الدولي – العربي
المشترك كوفي انان في الخامس من مايو المقبل والعشرين منه, مخيبين لآمال
المجتمع الدولي عبر ذكرهما عدم تقيد نظام الاسد وجيشه ببنود قرار مجلس
الأمن الأخير التي حددت خريطة طريق مبادرة انان لوقف المذابح ضد الشعب
السوري, بحيث ستحشر موسكو في زاوية دولية ضيقة بعد فرض حليفها الاسد التقيد
بهذه المبادرة التي اعلن وزير خارجيتها سيرغي لافروف في مناسبات عدة علنية
تأييدها والتقيد بها, ما سيضطرها لعدم استخدام الفيتو مع الصين هذه المرة,
مفسحتين في المجال لأن يقوم مجلس الأمن بدوره الذي كان يجب ان يلعبه منذ
ثمانية اشهر على الاقل”.
ونقل المعارض السوري عن مسؤولين عسكريين اميركيين في قاعدة القيادة
الجوية الاميركية في السيلية القطرية تأكيدهم ان “هناك ثلاثة سيناريوهات
عسكرية غربية – عربية مشتركة, لتدمير حزب البعث ونظامه وقواته المسلحة
واستخباراته ومخازن اسلحته الاكثر تطورا في منطقة الشرق الأوسط, يعتمد
اولها غارات جوية بعدة اسراب من المقاتلات في وقت واحد على عدد واسع من
القواعد الموضوعة على خريطة القصف والتدمير ترافقها هجمات بصواريخ توماهاك
(كروز) العابرة للقارات من حاملتي طائرات مع قطع اسطوليهما ترابطان حاليا
في المتوسط قبالة الشواطئ السورية واللبنانية والاسرائيلية وبالقرب من
المياه الاقليمية التركية, التي هي الاخرى ستشهد خلال الأسبوعين المقبلين
حشدا اطلسيا بحريا وجويا, فيما تضاعف عدد الحشود البرية من جنود ودبابات
وآليات وقواعد وصواريخ ومضادات جوية صاروخية متطورة على الحدود التركية مع
سورية, بعدما حصلت انقرة على ضوء اخضر اطلسي للتصرف ضد النظام السوري
وقواته المسلحة داخل سورية, اثر اعتداءاته الاخيرة العسكرية المتكررة على
اراضيها, وتهديدات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بالرد العسكري
الفوري اذا كرر نظام الاسد اعتداءاته على الاراضي التركية”.
وأشار إلى أن “السيناريو الثاني الاقرب الى الاعتماد هو تكليف حلف شمال
الاطلسي بقيادة تركيا تدمير قدرات النظام السوري العسكرية والامنية
والاقتصادية حيث يقول الخبراء الاميركيون في قطر ان هذا التكليف من “اصدقاء
سورية” بعيدا عن مجلس الامن لن يكون بحاجة الى موافقة روسية وصينية, رغم
اشتراك حلف الاطلسي في عملياته استنادا الى دستوره المتعلق بأن اي اعتداء
على احد اعضائه (تركيا) يشكل اعتداء على كل دول الحلف”.
اما السيناريو الثالث, فيتلخص وفق المعارض السوري ايضا في “وقوع اعتداء
سوري على الاراضي التركية او الاردنية او اللبنانية يشكل خرقا فاضحا
لسيادتها بحيث يجري التدخل الدولي الفوري استنادا الى المعاهدات العسكرية
بين هذه الدول الثلاث والولايات المتحدة ودول حلف شمال الاطلسي”.
في غضون ذلك, ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”, ان مسلحين
يستقلون زوارق مطاطية هاجموا وحدة عسكرية سورية على شاطئ البحر المتوسط وان
عددا من القتلى سقط من الجانبين بعد معركة بالاسلحة النارية, وهو أول هجوم
من البحر منذ اندلاع الثورة التي بدأت قبل 13 شهرا ضد الرئيس بشار الاسد.
وأوضحت الوكالة ان عددا من المسلحين والجنود قتلوا في المعركة التي
اعقبت الهجوم الساحلي قرب ميناء اللاذقية على بعد 35 كيلومترا جنوبي الحدود
التركية.
وأضافت أن “الاشتباك مع المجموعة الارهابية اسفر عن استشهاد وجرح عدد من
افراد الوحدة العسكرية فيما لم تتم معرفة واحصاء عدد القتلى من المجموعة
الارهابية نظرا لمهاجمتها للوحدة العسكرية من البحر ليلا”.
على صعيد آخر, اعتبرت روسيا ان على سورية التصدي ل¯”الارهابيين بحزم”,
وذلك غداة انفجار في حي الميدان بدمشق اسفر عن تسعة قتلى بحسب وكالة
الانباء السورية الرسمية.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان “نحن مقتنعون بوجوب التصدي بحزم
للارهابيين الذين يتحركون في سورية, وعلى جميع الافرقاء داخل (البلاد)
وخارجها ان يمنعوهم من الحصول على الدعم الذي يريدونه” وذلك في تحريض مباشر
لقوات النظام من أجل قمع الحركة الاحتجاجية بعنف.
ومساء أمس, أعلنت “الهيئة العامة للثورة السورية” سقوط 25 قتيلا برصاص
قوات الأسد في عمليات أمنية مختلفة, شملت العديد من المدن السورية التي
تطالب بإسقاط النظام وتشهد احتجاجات عارمة.