هل بدأ "التصدع" يتسرب إلى صفوف أركان النظام؟ "منشورات شفهية"ضد آصف شوكت في عدد من المحافظات
حملة "التشهير" التي يتعرض لها شوكت تتضمن إشارات إلى أصوله الدينية وغمزا من أصوله الاجتماعية وتلميحات إلى أصول عائلة شوكت المنحدرة من طائفة"الدونمة" التركية في القرن السابع عشر
دمشق ، محافظات ـ الحقيقة ( خاص): قال مواطنون سوريون في محافظات سورية مختلفة إن حملة " تشهير" ضد آصف شوكت تنتشر بين الناس منذ بداية انفجار الأزمة في سوريا قبل نحو شهرين ، وليس معلوما مصدرها الحقيقي بعد ، وإن كان من المرجح أن مصدرها الحرس الجمهوري و / أو أحد أجهزة المخابرات. وتشمل الحملة محافظات حمص وطرطوس بشكل خاص ، فضلا عن بقية مناطق الساحل السوري وبعض أوساط الجيش. المقزز والمقرف في الأمر ، ودائما حسب هذه المصادر ، هو أن الحملة الشبيهة بتوزيع "منشورات شفهية" تركز على أصول شوكت الدينية والاجتماعية ، وليس على دوره القمعي أو أي شيء آخر. فمن ناحية أولى هناك تركيز على انحداره من الطائفة السنية وعلى المعلومات التي تقول إن عائلته أصلها من "يهود الدونمة" الأتراك الذين أسلموا من باب " التقية" بفعل الاضطهاد الإسلامي الذي تعرضوا له في القرن السابع عشر على أيدي السلطة العثمانية. ومن ناحية ثانية ، فإن "المنشورات الشفهية" تركز على كونه من عرب وادي خالد ، وهو ما يعني ـ بالتعبير الشعبي العنصري ـ " قرباطي / غجري / نوري"! وطبقا لهذه المصادر ، فإن الهدف من هذه الإشاعات ، أيا كانت هوية من يقف وراءها، هو التشكيك بـ"وطنيته وولائه " والإيحاء بأن له "علاقات خفية" مع الأتراك و "المؤامرة التي تضطلع بها تركيا" ضد النظام السوري.
يشار في هذا السياق إلى أن وثائق أرشيف جهاز " شتازي" الألماني الشرقي ، الذي انتقلت ملكيته إلى الحكومة الألمانية بعد سقوط جدار برلين وتوحيد ألمانيا، تضمن وثائق عديدة عن سوريا من بينها وثيقة كان أعدها رئيس مكافحة التجسس في " شتازي" ماركوس فولف Markus Wolfوأرسلها رئيس ألمانيا الشرقية إريش هونيكر لحافظ الأسد في العام 1988 حول القضية. وطبقا لما قاله وولف في الوثيقة ، فإن أسرة شوكت "تنحدر من طائفة يهود الدونمة التي هاجر كثيرون منها إلى سوريا في القرن السابع عشر ، ومنهم آل شوكت" الذين استقروا في سهل الحولة والمنطقة ما بين حمص وطرطوس وأصبحوا لاحقا إقطاعيين صغارا في المنطقة .كما وتضمنت الوثيقة "معلومات عن أن آصف شوكت ، الذي كان ضابط مخابرات في فرع الدوريات آنذاك ، يقوم بزيارات منتظمة إلى تركيا بحثا عن جذوره التركية ، وقد نسج علاقات مع ضباط مخابرات أتراك وفي الجيش التركي ". وهذه الوثيقة ـ طبقا لما قاله ماركوس وولف شخصيا لصحفي سوري في برلين العام 2002 ـ هي السبب الحقيقي الذي كان وراء رفض أسرة الأسد زواج آصف شوكت من ابنتهم ، وليس أي سبب اجتماعي آخر ( فارق السن وكونه متزوجا من امرأة أخرى هي أم أولاده).
ومن المعلوم أن هناك "صراعا" مزمنا وكامنا بين شوكت وأبناء حافظ الأسد ، لاسيما باسل ( قبل مقتله) وماهر ، بدأ مطلع التسعينيات حين أقدم باسل الأسد على طرد شوكت من الجيش على خلفية اتفاق هذا الأخير مع بشرى الأسد على الزواج . وبعد مقتله في حادث المطار مطلع العام 1994 ، أعيد شوكت إلى الجيش وتزوج من بشرى الأسد " بقوة الأمر الواقع" ، لكن هذا لم يمنع ماهر الأسد من إطلاق النار عليه بحضور والده ـ رئيس الجمهورية ، قبل أن ينقل إلى المشفى العسكري في باريس للعلاج ، وهو ما كشفت عنه صحيفة " ليبراسيون" في حينه.
حملة "التشهير" التي يتعرض لها شوكت تتضمن إشارات إلى أصوله الدينية وغمزا من أصوله الاجتماعية وتلميحات إلى أصول عائلة شوكت المنحدرة من طائفة"الدونمة" التركية في القرن السابع عشر
دمشق ، محافظات ـ الحقيقة ( خاص): قال مواطنون سوريون في محافظات سورية مختلفة إن حملة " تشهير" ضد آصف شوكت تنتشر بين الناس منذ بداية انفجار الأزمة في سوريا قبل نحو شهرين ، وليس معلوما مصدرها الحقيقي بعد ، وإن كان من المرجح أن مصدرها الحرس الجمهوري و / أو أحد أجهزة المخابرات. وتشمل الحملة محافظات حمص وطرطوس بشكل خاص ، فضلا عن بقية مناطق الساحل السوري وبعض أوساط الجيش. المقزز والمقرف في الأمر ، ودائما حسب هذه المصادر ، هو أن الحملة الشبيهة بتوزيع "منشورات شفهية" تركز على أصول شوكت الدينية والاجتماعية ، وليس على دوره القمعي أو أي شيء آخر. فمن ناحية أولى هناك تركيز على انحداره من الطائفة السنية وعلى المعلومات التي تقول إن عائلته أصلها من "يهود الدونمة" الأتراك الذين أسلموا من باب " التقية" بفعل الاضطهاد الإسلامي الذي تعرضوا له في القرن السابع عشر على أيدي السلطة العثمانية. ومن ناحية ثانية ، فإن "المنشورات الشفهية" تركز على كونه من عرب وادي خالد ، وهو ما يعني ـ بالتعبير الشعبي العنصري ـ " قرباطي / غجري / نوري"! وطبقا لهذه المصادر ، فإن الهدف من هذه الإشاعات ، أيا كانت هوية من يقف وراءها، هو التشكيك بـ"وطنيته وولائه " والإيحاء بأن له "علاقات خفية" مع الأتراك و "المؤامرة التي تضطلع بها تركيا" ضد النظام السوري.
يشار في هذا السياق إلى أن وثائق أرشيف جهاز " شتازي" الألماني الشرقي ، الذي انتقلت ملكيته إلى الحكومة الألمانية بعد سقوط جدار برلين وتوحيد ألمانيا، تضمن وثائق عديدة عن سوريا من بينها وثيقة كان أعدها رئيس مكافحة التجسس في " شتازي" ماركوس فولف Markus Wolfوأرسلها رئيس ألمانيا الشرقية إريش هونيكر لحافظ الأسد في العام 1988 حول القضية. وطبقا لما قاله وولف في الوثيقة ، فإن أسرة شوكت "تنحدر من طائفة يهود الدونمة التي هاجر كثيرون منها إلى سوريا في القرن السابع عشر ، ومنهم آل شوكت" الذين استقروا في سهل الحولة والمنطقة ما بين حمص وطرطوس وأصبحوا لاحقا إقطاعيين صغارا في المنطقة .كما وتضمنت الوثيقة "معلومات عن أن آصف شوكت ، الذي كان ضابط مخابرات في فرع الدوريات آنذاك ، يقوم بزيارات منتظمة إلى تركيا بحثا عن جذوره التركية ، وقد نسج علاقات مع ضباط مخابرات أتراك وفي الجيش التركي ". وهذه الوثيقة ـ طبقا لما قاله ماركوس وولف شخصيا لصحفي سوري في برلين العام 2002 ـ هي السبب الحقيقي الذي كان وراء رفض أسرة الأسد زواج آصف شوكت من ابنتهم ، وليس أي سبب اجتماعي آخر ( فارق السن وكونه متزوجا من امرأة أخرى هي أم أولاده).
ومن المعلوم أن هناك "صراعا" مزمنا وكامنا بين شوكت وأبناء حافظ الأسد ، لاسيما باسل ( قبل مقتله) وماهر ، بدأ مطلع التسعينيات حين أقدم باسل الأسد على طرد شوكت من الجيش على خلفية اتفاق هذا الأخير مع بشرى الأسد على الزواج . وبعد مقتله في حادث المطار مطلع العام 1994 ، أعيد شوكت إلى الجيش وتزوج من بشرى الأسد " بقوة الأمر الواقع" ، لكن هذا لم يمنع ماهر الأسد من إطلاق النار عليه بحضور والده ـ رئيس الجمهورية ، قبل أن ينقل إلى المشفى العسكري في باريس للعلاج ، وهو ما كشفت عنه صحيفة " ليبراسيون" في حينه.