أخبار البلد: أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما العام
الماضي بالتدخل في ليبيا في إطار “المسؤولية عن الحماية”. وكان معمر
القذافي يهدد بمجزرة في بنغازي بحسب الكاتب تشارلز كاوثامير في واشنطن بوست
كما ننقل عنه في العالمية . وفي العام نفسه كان النظام السوري يفعل ما هو
اكثر من التهديد بالمجازر، وهو ارتكابها بالفعل. وقال أوباما إنّ أميركا لا
يمكنها ان تقف موقف المتفرج… لكنها وقفت بالفعل هذا الموقف.
ويتابع الكاتب: نعم لقد طبقنا عقوبات اقتصادية، لكن وكما في إيران فإنّ
الضغط الإقتصادي لا يؤثر في سلوك النظام. والإعلان يوم الإثنين عن قيود على
سفر أولئك الذين يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعي لملاحقة الثوار هو مثل
وخزة الإبرة. لا رحلات إلى عالم ديزني لرؤساء الوكالات الأمنية السورية
والإيرانية. وقد يحولون أموالهم إلى دبي بدلاً من نيويورك، فهل هذا سيوقفه؟
ويضيف: أما إعلان أوباما الكبير الآخر – في متحف واشنطن للهولوكوست –
كان إقامة مجلس لتجنب الفظائع. لا أمازحكم. روسيا تنقل حمولات طائرات من
الأسلحة إلى دمشق، وإيران تزودها بالمال والمدربين والعملاء والمزيد من
الأسلحة. وماذا تفعل أميركا؟ تدعم بعثة سلام ضعيفة للأمم المتحدة لا تفعل
أي شيء لوقف القتل. (بالتأكيد، بعض المدنيين الذين التقوا مراقبي الأمم
المتحدة اعدموا على الفور)، وإقامة مجلس لتجنب الفظائع والمجازر. ومع
مشاركة من الوكالات المتعددة، تذكروا. فالإيمان الحر بقوة البيروقراطية
والرسوم البيانية، واللجان والتقارير، أسطوري. لكن هذه سخرية.
ويتابع: الآن، هناك نقطة في الجدال وهي أننا ليس لدينا واجب الحماية.
السياسة الخارجية ليست عملا اجتماعياً. أنك تعرض حياة الأميركيين للخطر فقط
حين يتعرض الأمن القومي أو المصالح الاستراتيجية للتهديد، وليس فقط لإرضاء
الدوافع الإنسانية لبعض قادتنا. لكن أوباما لا يستخدم هذه النقطة. بل
العكس. هو يذهب إلى متحف الهولوكوست ليلزم نفسه وبلاده بالدفاع عن
الأبرياء، والتأكيد على الأهمية الأخلاقية للإنقاذ، ثم لا يفعل أي شيء ذي
نتيجة.
ويردف: وتستند قضيته في السلبية إلى أن البديل الوحيد لعدم التصرف هو
التدخل العسكري – القصف والاجتياج البري. لكن هذا ليس صحيحاً. فهو ليس
البديل الوحيد. لم لا نقدم التنظيم والتدريب والتسليح للثوار السوريين في
أماكن احتمائهم في تركيا؟ لا شيء أحادي الجانب في هذا. السعودية تخطط
بالفعل للقيام بذلك. تركيا تحولت بشكل حاسم ضد بشار الأسد، والفرنسيون
يدفعون باتجاه تدخل مباشر أكثر. وبدلاً من ذلك، يصر أوباما على أننا يمكن
أن نتحرك فقط بدعم من ” المجتمع الدولي”، أي مجلس الأمن التابع للأمم
المتحدة- حيث تملك روسيا والصين حق النقض الدائم. بأي منطق يجب أن تحظى
الشرعية الأخلاقية لأميركا بمباركة “سفاح” مثل فلاديمير بوتين و”جزاري”
ساحة تيان ان مين؟
يضيف الكاتب: خضوعنا الذاتي، الطائش “للشرعية الدولية” لا يفعل شيئاً
سوى السماح لروسيا – التي تتظاهر بأنها قوة كبرى بعد الاتحاد السوفيتي- بأن
تمدد مظلتها لحماية أي زبون قاتل تختاره. أوباما أعلن بذلك أن روسيا (أو
الصين) تملك القدرة على نقض التصرفات الدولية – العقوبات، الدعم العسكري،
التدخل المباشر، وأميركا سوف تتراجع.
ويتابع: لأي سبب؟ حتى الرئيس (السابق) كلينتون، المعروف بنشاطه العالمي،
يقر بتلك القيود. ذلك انه مع استعداد روسيا لحجب اي تدخل أممي ضد دولة
الصرب، حليفتها، فان كلينتون أنقذ كوسوفو باستدعائه “ناتو” لقصف صربيا
بقوة، صاباً اللعنة على الروس. واذا اراد اوباما ان يظل في منأى عن سوريا،
فلا بأس. ولكن لا بد له ان يعلن ان ليس لنا اي علاقة بهذه القضية. وانها
قضية اصعب من اللازم، وليس لنا مصالح امنية او قومية هناك.
ويختم بالقول: وفي رأيي فان الادلة تنحو الى خلاف ذلك، وان ظل ممكننا
على الاقل ايراد حجج مترابطة تدعم موقف عدم التدخل. وسيكون ذلك سياسة
مباشرة وصادقة. ولكن بدلا من ذلك فان يعلن الرئيس، وهو يتمتع بقداسة “متحف
المحرقة”، التزامه الامين بنظرية المسؤولية – حتى وان كان يقف متفرجا
ليشاهد سوريا تحترق. فإذا كنا غير مستعدين للتدخل، حتى بصورة غير مباشرة
بتسليح وتدريب السوريين الذين يريدون تحرير انفسهم، فلنكن واضحين. ثم
فلتصمت. يجب عدم التظاهر بان الامم المتحدة تعمل اي شيء. ولا تحرج البلاد
بمجلس للوقاية من الاعمال الوحشية. فالكوارث التي وقعت في رواندا وفي
دارفور والان في سوريا لم تنتج عن ضعف في المعلومات او نقص في التنسيق بين
الوكالات، ولكن بسبب عدم توفر الإرادة.