تحذير من مقالتين للاخ ديرانية: الحرب الاهلية في وجود الامم المتحدة
مع كامل احترامي للاخ ديرانية و لمقدار الالم الذي يحس به. الا انه – عفا الله عنه – قد ارتكب اخطاء مفجعة، و منها
أولاً: ان الاخ ديرانية يستبيح قصف قرى و مناطق العلويين في حال اتى القصف منها
و هذا هو نفس منطق عصابات الاسد الاجرامية، فهم لانهم لا يستطيعون ايجاد افراد الجيش الحر، فهم يعمدون الى القصف العشوائي للمدنيين بدافع الانتقام الاعمى. فالقرى و الاحياء السكنية هي مناطق مدنية يحرم الاسلام استهدافها، و اتحدى ان يأتي احد بدليل في الاسلام على جواز مهاجمة المدنيين و تعمد ذلك
ثانياً: ان الاخ ديرانية يغفل عن حقيقة ان لعصابة الاسد مخطط اجرامي لفصل الاقليم الساحلي و ضم منطقة حمص الى لبنان (بعد نقل الشيعة شمالاً بعد حرب مسرحية جديدة بين اسرائيل و حزب الله)، و ان المراقبين الدوليين سيكونون سعداء عندما يقفون على خطوط تماس و فصل بين المتحاربين.
فالمهم عند دول مجلس الامن هو تسوية الموضوع بما يحفظ امن اسرائيل و عميلها بشار الاسد و اصدقاؤها في حزب الله و ايران. و لو ادى الامر لانفصال اقاليم من سوريا، و تخلص الجميع من وجع الرأس، فمن الذي سيهتم؟
ثالثاً: ان الاخ ديرانية يعتبر الانتماء الى الاسلام و الى السنة هو انتماء وراثي، و ليس انتماء اختياري. و بالتالي، فهو يحول الصراع الى صراع بين عرقيتين تتنافسان على الارض و على الزعامة. بدلاُ من ان يكون صراعاً بين المدنيين و بين مافيات تتحكم في اسلحة الجيش و تقتل بها المدنيين.
فهو بذلك يجردنا من اقوى اسلحتنا، و هو سلاح الحق و العدالة، و ان من يحاربونا هم مجرمين يجب ان يقدمون الى العدالة، و بدلاً من ذلك يجعلنا مجرد طائفة تريد ان تتقاسم نصيبها في الدولة مع طائفة اخرى على اساس محاصصة طائفية مثل ما هو حاصل في لبنان و العراق.
فعصابة الاسد تريد ان يكون لها خط رجعة امام العالم لتستر به ما ارتكبت من جرائم و فظائع، و لتفلت من العقاب و العدالة، و هذا الخط هو ان ما حصل في سوريا هو مثل ما حصل في الحرب الاهلية اللبنانية و ان الجميع ارتكب جرائم و فظائع، و ان على الجميع التصالح و نسيان الماضي و التقاسم على اساس تبادل الاراضي
و مع كل هذا، فان الجيش الحر و هو المتحمل لكافة المصائب و المصاعب لا يعلن نفسه على انه جيش خاص لطائفة السنة
و كلام الاخ ديرانية لم يقل به أي قائد من قادة الجيش الحر
بل على العكس، كل من انشق عن جيش النظام انما انشق بسبب ارتكاب جرائم ضد المدنيين، فكيف سيكون موقف المنشقين عندما يعرفون انهم هم ايضاً سيرتكبون جرائم ضد المدنيين؟