سناتور جمهوري نافذ لا يستبعد توجيه ضربة عسكرية لإيران.. ودعم المعارضة السورية 26-4-2012 FgG3b

اعتبر ماركو روبيو، السناتور الأمريكي الجمهوري الذي ورد اسمه كمرشح
لمنصب نائب الرئيس، أن ضربات أمريكية “أحادية الجانب” قد تكون لازمة لمنع
إيران من حيازة سلاح نووي. وشدد روبيو، سناتور فلوريدا، في خطاب حول
السياسة الخارجية ألقاه في معهد بروكينغز بواشنطن أن على الولايات المتحدة
“ألا تقف على الحياد” في قضايا الشرق الاوسط، بل أن تتخذ موقفًا قياديًا
لحل الأزمات الدولية.

وقال روبيو “منذ أصبحت الولايات المتحدة قوة كبرى، فضلنا دائمًا التعاون
مع بلدان أخرى لتحقيق أهدافنا”. وتدارك أن “أمريكا في الماضي تحركت بشكل
أحادي، واعتقد أنها ينبغي أن تستمر في القيام بذلك عند الضرورة”، في إشارة
إلى إيران التي تتهمها الدول الغربية بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي رغم نفي
طهران المتكرر.

وروبيو (40 عامًا) عضو في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ. وورد
اسمه كمرشح محتمل لنائب الرئيس إلى جانب ميت رومني خلال الانتخابات
الرئاسية المقبلة في تشرين الثاني نوفمبر. وبعد فوز رومني في الانتخابات
التمهيدية الخمس للحزب الجمهوري الثلاثاء، حيث باتت اللجنة الوطنية
الجمهورية تعتبره “المرشح المفترض لحزبنا”، يمكن اعتبار خطاب روبيو بداية
المواجهات على صعيد السياسة الخارجية.

وفي الخطاب الذي شدد فيه روبيو على ضرورة أن تتولى الولايات المتحدة
دورًا قياديًا، أضاف أن تعزيز التعاون مع دول أخرى يجب أن يكون أولولية في
التعاطي مع الأزمة في سوريا وتعاظم نفوذ الصين. إلا أن روبيو، المولود من
والدين كوبيين، ركز على إيران مؤكدًا “بينما نرسم سياستنا الإقليمية في
الشرق الأوسط علينا أن نحدد دائمًا هدفًا أساسيًا يتمثل في منع إيران من
احتلال موقع متقدم”. وتابع أن على الولايات المتحدة أن تعمل “بالتوازي” مع
الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات الدولية للحيلولة دون تزايد نفوذ إيران.
وتابع “علينا أيضًا أن نعد حلفاءنا والعالم أجمع لحقيقة مؤسفة مفادها أنه
إذا أخفقت كل الخيارات الأخرى، ينبغي اللجوء إلى الخيار العسكري لمنع إيران
من امتلاك سلاح نووي”.

وشدد روبيو (40 عامًا) على أن واشنطن يجب أن تكون مستعدة لتجاوز الأمم
المتحدة عندما تحول “عناصر سيئة” دون اتخاذ الهيئة الدولية قرارات مهمة كما
هو الأمر بالنسبة إلى سوريا. وقال روبيو إن “مجلس الأمن الدولي لا يزال
مهمًا.. لكننا لا يمكننا تجاهل مشكلة لمجرد رفض بعض أعضاء المجلس التدخل”.
وأكد روبيو أن “المشاكل الدولية تحتم إقامة تحالفات دولية” كما أشار الرئيس
باراك أوباما، إلا أنه ذكّر الرئيس بأن “التحالفات الدولية الناجحة لا
تتشكل تلقائيًا”، بل هي بحاجة لدفع وقيادة من قبل الولايات المتحدة. وقال
“وهذا ما لا تدركه الإدارة الحالية”.

إلا أن البيت الأبيض كان مستعدًا للرد. فقد انتقدت اللجنة الوطنية
الديموقراطية “هجمات روبيو المشينة” ضد أداء أوباما، وأضافت أن البلاد وتحت
إدارة الرئيس “واجهت أعداءها بنجاح وعززت تحالفاتها إزاء التحديات في
الخارج”. وأضافت اللجنة أن نظرة روبيو إلى التاريخ يجب “أخذها ببعض الحذر
لأنها صادرة عن شخص يستغل الخطاب للترشح لوظيفة جديدة”.

من جهة اخرى، توجه روبيو إلى الجمهوريين بدعوتهم إلى عدم الانغلاق ورفض
الدعوات بأن “الوقت حان للتركيز أكثر على الشؤون الداخلية وأقل على
العالم”. وأضاف روبيو أن “أحد أصعب التحديات الانتقالية في هذه الفترة هو
السؤال: من سيتولى القيادة إذا لم نقم نحن بذلك؟ الجواب، أقله اليوم، هو أن
أي أمة أو هيئة لا ترغب أو غير قادرة على القيام بذلك”.

وانتقد روبيو دعوات الرئيس الروسي المنتخب فلاديمير بوتين إلى “معاداة
الغرب” وقال أن “ستار السرية الذي يلف الصين” لا يسمح بالوثوق بها لتولي
منصب قيادي في الحرية السياسية والاقتصاد الدولي. وأشار إلى الأزمة في
سوريا كمثال على الحاجة إلى التزام من قبل الولايات المتحدة. وقال أن
“المنطقة تنتظر دورًا قياديًا من الولايات المتحدة”. وختم بالقول “نحن
بحاجة إلى دعم المعارضة في سوريا لتشكيل هذا التحالف قبل الانتقال إلى خطة
محددة. وفي غياب نفوذ وتأثير وقيادة الولايات المتحدة، فإن ذلك صعب
التحقيق”.