طالب موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان في مجلس
الأمن الدولي أمس الثلاثاء بنشر “سريع” لـ 300 مراقب تابعين للأمم المتحدة
ومكلفين بمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا معتبرًا أن وجودهم له تأثير
ايجابي، حسب ما قال دبلوماسيون.
ونقل الدبلوماسيون عن عنان قوله أن “الانتشار السريع لبعثة المراقبة
التابعة للأمم المتحدة في سوريا أمر حاسم” حتى وإن “كان أي حل لا يخلو من
المخاطر”. وأضاف “نحن نحتاج لأن تكون لدينا عيون وآذان على الأرض قادرة على
التحرك بحرية وسريعًا”. وأضاف عنان الذي كان يتكلم عبر مؤتمر بالفيديو أنه
بعد وصول “عدد ضئيل” من المراقبين إلى حمص “خف العنف بشكل كبير” في هذه
المدينة. ولكنه أعرب عن “قلقه العميق” من دخول القوات الحكومية إلى حماة،
الذي أوقع “عددًا كبيرًا من الضحايا” معتبرًا أن الوضع في سوريا ما زال
“غير مقبول”. وحذر من أن بعثة المراقبين الذين سينتشرون لمدة ثلاثة أشهر في
البدء “لن تكون لأجل غير محدود” ولكنه لم يحدد أية مهلة.
وأوضح عنان أنه تلقى في 21 نيسان أبريل رسالة من السلطات السورية أعلنت
فيها أنها سحبت كل قواتها وكل أسلحتها الثقيلة من المدن السورية ولكنه طلب
إيضاحات من دمشق حول هذا الانسحاب. وأشار إلى أنه في حال تأكد هذا الانسحاب
فسيكون أمرًا “مشجعًا” مضيفًا مع ذلك أن “الوعود الوحيدة التي يؤخذ بها هي
التي يتم احترامها”.
وحسب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، فان رئيس
قسم عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الفرنسي هيرفيه لادسو أعلن
أمام مجلس الأمن أن مئة مراقب سيتوجهون إلى سوريا خلال شهر من بينهم 30 قبل
نهاية نيسان أبريل. ويوجد حاليًا 11 مراقبًا على الأرض، اثنان في حمص
واثنان في حماة. وسيعين الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان رئيس
المراقبين “خلال الأيام المقبلة”. ويبدو أن الجنرال النروجي روبرت مود الذي
أجرى محادثات مع النظام السوري لنشر بعثة المراقبين هو الأوفر حظًا لقيادة
البعثة، حسب دبلوماسيين.
وقال عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن (فرنسا وبريطانيا وألمانيا
وروسيا خصوصًا) إنه فوجئ بالمهلة الضرورية لنشر المراقبين. وقال السفير
الروسي فيتالي تشوريكين إنه “سيبحث عن وسائل لتسريع الأشياء”. أما السفيرة
الاميركية سوزان رايس فاعتبرت أن “الشعب السوري يطالب بالمراقبين الذين
بإمكانهم أن يقدموا معلومات وأن يكون وجودهم مؤثرًا في عملية تخفيف العنف،
ولكن عددهم ليس كبيرًا حاليًا”.
وحسب خبراء في الأمم المتحدة، فإن النشر التام للبعثة مع تجهيزاتها
خصوصًا الآليات المدرعة سوف يتطلب عدة أشهر حتى وإن كان قسم من المراقبين
قد فصل من كتائب من القبعات الزرق منتشرة أصلاً في الشرق الأوسط.