كيف يمكن لعدد قليل من قطاع الطرق الاستيلاء على قافلة كبيرة من المسافرين؟


هذا الموضوع كان تعليقاً على موضوع الاخ الكريم شباب الثورة: شيطنة الاخر.. ثقافة الاسدين الاب و الابن
http://www.syria2011.net/t30477-topic#69612

و كان التعليق هو:

على الرغم من اهمية ما طرحه كاتب المقال، الا انه اغفل ايضاح و شرح ماهية "الاخر"، و هو في هذه الحالة الحالة المجتمع السوري و حتى جواره العربي و الاسلامي

الجميع يتفق ان عائلة الاسد و من والاها هم مجرمون انتهازيون، و لكن السؤال هو لماذا غفل الشعب عنهم، بل و رضي بهم و ايدهم في كثير من الاوقات؟

من وجهة نظري اننا كنا في ذلك الوقت و حتى في وقتنا الحاضر نبحث عن الحل السريع المريح الذي يقوم به "الاخرين" نيابة عنا

نبحث عن المهدي و المنقذ و المخلص، بينما نحن نكتفي بالتصفيق و التهليل و نحن نستمع الى الراديو او نشاهد التلفزيون.

لم نكن نحمل عقلية نقدية تنظر الى دروس الماضي و تحلل الحاضر و تحاول ان تتوقع المستقبل

لذلك اصبحنا في نظر المجرمين و الانتهازيين مجرد غنيمة و فريسة

فصراخ و مقاومة الذبيحة لا يوقف الجزار و لا يحزن مشترى اللحم

فبالنسبة لحافظ الاسد و ابناؤه من بعده، فهم ابطال الطائفة التي همشت و ظلمت و اضطهدت، و قد مكنها القدر من التسلل وسط الغافلين الذين ظلموا و الانتقام منهم، و بالتالي فهم لم يفلتوا هذه الهدية التي ساقها القدر من بين ايديهم مهما كانت الاسباب

طبعاً لو كان فينا عقلاء و حكماء لما استطاع المجرمون و الانتهازيون خداعنا و تضليل طائفتهم بهذا الشكل

فما حصل من ظلم و تهميش قد وقع على الجميع و لم يختص بطائفة بعينها، و اذا كانت هناك جرائم قد ارتكبت فلا بد من اجراء محاكمات عادلة لمن ظلم و تعدى و اجرم.

و لو كنا نفكر بهذه الطريقة، لم نكن لنتحول الى قطعان من الغنم تتفنن المليشيات الطائفية في ذبحها و تعذيبها كلما احسوا برغبة في ذلك

و لكننا فيما بيننا نفضل الانشغال بحياتنا اليومية و لا نريد ان نجلس معاً و نتشاور و نتحاور و نتجادل و نتفق و نختلف


و إذا حصل و ان اجتمعنا في مجلس، فلا نريد ان نتكلم عما يفيد او ما يخص مستقبلنا كشعب و كأمة

كما اننا سكتنا على هذه الادعاءات و لم نكلف انفسنا عناء البحث و التحقيق فيها لمعرفة الحقيقة أو معاقبة المجرم، و لان السكوت عن الجريمة هو جريمة، فقد قام حافظ الاسد باعلان نفسه الجلاد الذي سيعاقب المجرمين، و سكتنا للمرة الثانية

فنحن لم نتصرف عندما كان مطلوباً منا التصرف، و لم نحس بالخطر عندما تصرف الاخرون لاننا لم نتصرف

و هذا حولنا الى حيوانات داجنة مستأنسة لا تعرف كيف تتدبر امرها و لا تريد تولي مسؤولية نفسها

فنحن لم نكن نبحث عن الطريق و لم يكن يهمنا ان نعرف اين نتجه او نسير

و هذه هي الاجابة على سؤال الموضوع

كيف يمكن لعدد قليل من قطاع الطرق الاستيلاء على قافلة كبيرة من المسافرين؟

فهل نلقي كل اللوم على العدد القليل من قطاع الطرق أم العدد الكبير من المسافرين؟