وفد «المذعورين» الدوليين في سوريا !  %D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B2%D8%A7%D9%82-%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%B3-%D9%88-%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D9%85%D8%B9-%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%82%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%85%D8%B5-550x404
بدلا
من أن يقوم وفد المراقبين الدوليين إلى سوريا بمراقبة وقف إطلاق النار
هناك من قبل القوات الأسدية، وفقا لمبادرة أنان، وجدنا أن الجيش الحر هو من
يقوم بحماية المراقبين الدوليين ذوي الخوذات الزرقاء، وتحديدا في حمص،
وبوجود رئيس الوفد العقيد أحمد حميش!

حيث يظهر شريط على «يوتيوب» عملية استهداف المراقبين من خلال إطلاق
النار عليهم من قبل قوات طاغية دمشق، بينما يقوم أفراد من الجيش الحر
بتشكيل دروع جسدية لحمايتهم حيث أصابهم الذعر، بل إن شريط الفيديو يظهر أحد
أفراد الجيش الحر وهو يحمي أحد المراقبين من إطلاق النار، ويطمئنه بالقول:
«لا تخف»! وبالطبع فإن كل من يشاهد ذلك المقطع على «يوتيوب» سيشعر بحجم
السخرية، حيث إن شر البلية ما يضحك، لا سيما عندما يتحول وفد المراقبين
المحسوبين على الأمم المتحدة إلى وفد «المذعورين»، في إهانة أسدية واضحة
لمجلس الأمن، والمجتمع الدولي، خصوصا أن استهداف الوفد حدث في نفس اليوم
الذي أقر فيه مجلس الأمن إرسال مزيد من المراقبين إلى سوريا! فهل يمكن بعد
كل ذلك القول إن هناك فائدة مرجوة من إرسال المراقبين الدوليين إلى سوريا؟
بكل تأكيد إن هذا أمر غير وارد.

فالقصف الأسدي على حمص، ودرعا، وحماه، وغيرها، مستمر، والقتل بشكل يومي،
فكيف يمكن بعد كل ذلك القول إن وفد المراقبين سيقوم بأي دور، أو إنه
سيتأكد من التزام الأسد بمبادرة أنان؟ فاستهداف المراقبين الدوليين، وإطلاق
النار عليهم في حمص، يعني أن الأسد قد أطلق النار على مهمة أنان. ولذا فلا
يجب أن يعول عليها، أو يتم الانتظار لمدة ثلاثة أشهر، وهو الوقت المحدد
لمهمة المراقبين بحسب قرار مجلس الأمن. فالأسد لم ينتظر حتى أياما معدودة
حتى أطلقت قواته النار على المراقبين «المذعورين»!

الطريف أن واشنطن تقول إن صبرها قد نفد، وإنها لن تجدد مهلة المراقبين
بعد تسعين يوما من الآن، أي أن واشنطن بدأت تتفاوض من الآن على تجديد مهمة
المراقبين التي يفترض أن تنتهي بعد ثلاثة أشهر! وهذا هو العبث بعينه، إن لم
يكن استخفافا بدماء السوريين الذين يقتلون منذ قرابة ثلاثة عشر شهرا بلا
توقف، حتى مع وجود وفد «المذعورين» الدوليين، الذين رفضوا المراقبة يوم
الجمعة الماضي، رغم المظاهرات الحاشدة ضد الأسد، إذ نقل عن رئيس فريق
المراقبين قوله إن فريقه لن يقوم بجولات ميدانية «كي لا يؤدي وجودنا إلى
تصعيد»! فهل هذا مزاح؟! بل هل بات مطلوبا من الجيش الحر أن يحمي وفد
«المذعورين» الدوليين من قوات الأسد أيضا؟!

الواضح أن وفد «المذعورين» لن يقدم أو يؤخر في سوريا، خصوصا بهذا العدد
والمستوى، ومحق أمير قطر حين يقول إن فرص نجاح أنان لا تتجاوز الـ3 في
المائة، فما يجب أن يعيه الجميع هو أن الأسد لا يفهم إلا لغة القوة، وما
عدا ذلك هو رخصة قتل، ومضيعة للوقت، وتعميق للأزمة السورية.



طارق الحميد