طالب الرئيس التونسى الدكتور محمد المنصف
المرزوقى بأن يكون هناك تدخل عسكرى من قبل الدول العربية لإنهاء الأزمة
السورية والمساعدة على الانتقال الآمن للسلطة هناك، معربا عن شعوره
بالإحباط الشديد لما يجرى فى سوريا.
وأضاف المرزوقى – فى تصريحات خاصة لتليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية
(بى بى سى) أذاعها الأحد، – أنه عرض اللجوء على الرئيس السورى بشار
الأسد فى فبراير الماضى، واصفا ذلك بأنها كانت مبادرة شخصية منه لتسهيل
عملية نقل السلطة فى سوريا.
وأكد الرئيس التونسى أنه يعلم أن بشار الأسد لم يكن يوافق بأى حال من
الأحوال على مغادرة سوريا واللجوء فى تونس، لأن لديه أماكن أخرى قد يذهب
إليها غير تونس، وأوضح المرزوقى أنه عرض ذلك اقتناعا منه بحتمية القيام بأى
شىء واتخاذ ما يمكن اتخاذه من خطوات فى سبيل وقف “المجازر” الدائرة على
أرض سوريا.
وتوقع المرزوقى ألا يتوقف بشار عن ممارساته فى حق أبناء الشعب السورى،
مضيفا بقوله “لا أعتقد أن هذا الرجل قادر على أن يفعل شيئا سوى أنه سيستمر
ويستمر ويستمر”.
ورجح الرئيس التونسى المنصف المرزوقى أن يواجه بشار فى النهاية نفس
المصير الذى لاقاه العقيد الليبى الراحل معمر القذافى، واصفا ذلك بأنه
سيكون بمثابة مصلحة لسوريا وللعالم العربى كافة.
وأعرب الرئيس التونسى عن أسفه البالغ إزاء الوضع السورى، قائلا إنه لا
يرى لهذه الأزمة حلا سوى تكرار السيناريو اليمنى، وأنه شدد مرارا وتكرارا
على هذا الحل، وأنه سيكون على هذا الشخص (فى إشارة إلى بشار) أن يغادر إلى
أى دولة مثل روسيا أو إلى أى بلد يرغب فى الذهاب إليه.
وأوضح أنه فى حال حدوث ذلك، فسيترك بشار السلطة لنائبه، وأنه لابد أن
يعمل هذا النائب على إدارة عملية الانتقال السلمى للسلطة بالتنسيق مع
المعارضة، وهذا سيكون أفضل سيناريو لحل الأزمة السورية (على حد قوله).
ومع ذلك، لفت المرزوقى إلى أن المؤشرات البادية حاليا لا توحى بأن هذا
السيناريو قد يتم تطبيقه بالفعل فى سوريا، معربا عن قلقه لما قد يحدث للشعب
السورى فى الأيام القادمة.
وكان عرض المرزوقى حق اللجوء فى تونس على بشار والمقربين منه فى فبراير
الماضى قد أثار استغرابا على الصعيدين الداخلى والخارجى، إلا أن المرزوقى
أكد آنذاك أن هذا الاقتراح ينسجم تماما مع الرؤية التونسية للأزمة السورية
والهدف منه هو إيجاد مخرج سياسى للأزمة هناك.