بسم الله الرحمن الرحيم العـَدالـة الربـَـانِــيَة يَقْتَصُّ الله للمُؤمِنين المظلُومِين بِالمِثْل
قال تعالى:"ومكروا ومكر الله"و"إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا"وقال تعالى "إنما نحن مستهزئون.الله يستهزئ بهم"وقال تعالى"يخادعون الله وهو خادعهم"وقال تعالى "فيسخرون منهم.سخر الله منهم"
قال القُرْطُبــِيُّ:ــ [فهذا على تأمل البشر كأنه استهزاء ومكر وخداع وليس منه سبحانه مكر ولا هزء ولا كيد، إنما هو جزاء لمكرهم واستهزائهم وجزاء كيدهم، وهذا قول الجمهور من العلماء، والعرب تستعمل ذلك كثيرا في كلامهم،من ذلك قول عمرو بن كلثوم:ألا لا يجهلن أحد علينا * فنجهل فوق جهل الجاهلينا فسمى انتصاره جهلا،والجهل لا يفتخر به ذو عقل، وإنما قال ليزدوج الكلام فيكون أخف على اللسان من المخالفة بينهما وكانت العرب إذا وضعوا لفظا بإزاء لفظ جواباً وجزاءً له ذكروُهُ بِمثل لفظه وإن كان مخالفا له في معناه،وعلى ذلك جاء القرآن والسنة والجزاء لا يكون سيئة والقصاص لا يكون اعتداء، لأنه حق وجب]انتهى
وقال الرازي"وكيف يجوز وصف الله تعالى بأنه يستهزىء وقد ثبت أن الاستهزاء لا ينفك عن التلبيس لأنه لا ينفك عن الجهل والجهل على الله محال والجواب:أن ما يفعله الله بهم جزاء على استهزائهم سماه بالاستهزاء لأن جزء الشيء يسمى باسم ذلك الشيء قال تعالى:{وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا}وقال الشوكاني:ـ(العقوبة في الأصل إنما تكون بعد فعل تكون جزاء عنه وقوله تعالى (الله يستهزئ بهم)أي ينتقم منهم ويعاقبهم،ويسخر بهم ويجازيهم على استهزائهم قال ابن كثير:(وهذا من باب المقابلة على سوء صنيعهم واستهزائهم بالمؤمنين؛لأن الجزاء من جنس العمل،فعاملهم معاملة من سخر بهم،انتصارا للمؤمنين في الدنيا،وأعد للمنافقين في الآخرة عذابا أليما)وفيه أيضاً أن الله هو الذي يتولى الاستهزاء العظيم بهم الذي يصير استهزائهم في مقابلته كالعدم انتقاماً للمؤمنين،ولا يحوج المؤمنين إلى أن يعارضوهم باستهزاء مثله فناب الله عنهم واستهزأ بهم الاستهزاء الأبلغ الذي ليس استهزاؤهم عنده من باب الاستهزاء حيث ينزل بهم من النكال ويحل عليهم من الذل والهوان ما لا يوصف به وأن ضرر استهزائهم بالمؤمنين راجع عليهم وغير ضار بالمؤمنين،فيصير كأن الله استهزأ بهم وقوله تعالى{فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ]
قال محمد رشيد رضا: هذا التعبير يسمى مشاكلة،وما هو إلا العدل في جزاء المماثلة أي جَزَاهم بمثل ذنبهم فجعلهم سخرية للمؤمنين وللناس أجمعين،بفضيحته لهم في هذه السورة ببيان هذا الخزي وغيره من مخازيهم وعيوبهم،ولهم فوقه عذاب أليم
قال تعالى:"ومكروا ومكر الله"و"إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا"وقال تعالى "إنما نحن مستهزئون.الله يستهزئ بهم"وقال تعالى"يخادعون الله وهو خادعهم"وقال تعالى "فيسخرون منهم.سخر الله منهم"
قال القُرْطُبــِيُّ:ــ [فهذا على تأمل البشر كأنه استهزاء ومكر وخداع وليس منه سبحانه مكر ولا هزء ولا كيد، إنما هو جزاء لمكرهم واستهزائهم وجزاء كيدهم، وهذا قول الجمهور من العلماء، والعرب تستعمل ذلك كثيرا في كلامهم،من ذلك قول عمرو بن كلثوم:ألا لا يجهلن أحد علينا * فنجهل فوق جهل الجاهلينا فسمى انتصاره جهلا،والجهل لا يفتخر به ذو عقل، وإنما قال ليزدوج الكلام فيكون أخف على اللسان من المخالفة بينهما وكانت العرب إذا وضعوا لفظا بإزاء لفظ جواباً وجزاءً له ذكروُهُ بِمثل لفظه وإن كان مخالفا له في معناه،وعلى ذلك جاء القرآن والسنة والجزاء لا يكون سيئة والقصاص لا يكون اعتداء، لأنه حق وجب]انتهى
وقال الرازي"وكيف يجوز وصف الله تعالى بأنه يستهزىء وقد ثبت أن الاستهزاء لا ينفك عن التلبيس لأنه لا ينفك عن الجهل والجهل على الله محال والجواب:أن ما يفعله الله بهم جزاء على استهزائهم سماه بالاستهزاء لأن جزء الشيء يسمى باسم ذلك الشيء قال تعالى:{وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا}وقال الشوكاني:ـ(العقوبة في الأصل إنما تكون بعد فعل تكون جزاء عنه وقوله تعالى (الله يستهزئ بهم)أي ينتقم منهم ويعاقبهم،ويسخر بهم ويجازيهم على استهزائهم قال ابن كثير:(وهذا من باب المقابلة على سوء صنيعهم واستهزائهم بالمؤمنين؛لأن الجزاء من جنس العمل،فعاملهم معاملة من سخر بهم،انتصارا للمؤمنين في الدنيا،وأعد للمنافقين في الآخرة عذابا أليما)وفيه أيضاً أن الله هو الذي يتولى الاستهزاء العظيم بهم الذي يصير استهزائهم في مقابلته كالعدم انتقاماً للمؤمنين،ولا يحوج المؤمنين إلى أن يعارضوهم باستهزاء مثله فناب الله عنهم واستهزأ بهم الاستهزاء الأبلغ الذي ليس استهزاؤهم عنده من باب الاستهزاء حيث ينزل بهم من النكال ويحل عليهم من الذل والهوان ما لا يوصف به وأن ضرر استهزائهم بالمؤمنين راجع عليهم وغير ضار بالمؤمنين،فيصير كأن الله استهزأ بهم وقوله تعالى{فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ]
قال محمد رشيد رضا: هذا التعبير يسمى مشاكلة،وما هو إلا العدل في جزاء المماثلة أي جَزَاهم بمثل ذنبهم فجعلهم سخرية للمؤمنين وللناس أجمعين،بفضيحته لهم في هذه السورة ببيان هذا الخزي وغيره من مخازيهم وعيوبهم،ولهم فوقه عذاب أليم