تعتزم سلطات الأمن الإسرائيلية توزيع منشور هو عبارة عن رسالة من رئيس
الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى النشطاء الأجانب المشاركين بحملة
“أهلاً بكم في فلسطين” فور وصولهم إلى تل أبيب المتوقع اليوم الأحد،
ويدعوهم فيه إلى التظاهر ضد سورية وإيران وحماس بدلاً من إسرائيل.
ووصلت الاستعدادات الأمنية الإسرائيلية أوجها في مطار بن غوريون صباح
اليوم استعدادًا لمواجهة احتمال وصول نشطاء أجانب، خصوصًا من دول أوروبية،
إلى إسرائيل بهدف التضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالاحتلال
الإسرائيلي للضفة الغربية.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن رسالة نتنياهو خاطبت
الناشط وأشادت باختياره “لإسرائيل على أنها القضية التي تحظى بهمومك
الإنسانية، ولكننا نعلم علم اليقين أن هناك الكثير من القضايا الهامة
الأخرى التي تستحق ذلك”.
وأردفت رسالة نتنياهو “كان بإمكانك أن تختار استنكار الوحشية التي
يمارسها النظام السوري ضد شعبه يومًا بعد يوم، مما أدى إلى مقتل الآلاف من
المدنيين الأبرياء، وكان بإمكانك أن تختار استنكار الحملات الهمجية التي
يقوم بها النظام الإيراني ضد مظاهر المعارضة ودعمه للإرهاب في كل أنحاء
العالم”. وتابعت الرسالة “كان بإمكانك أن تختار استنكار حكم حماس في غزة
حيث ترتكب المنظمات الإرهابية جريمة حرب مزدوجة من خلال إطلاق الصواريخ على
مدنيين إسرائيليين والاختباء وراء ظهور المدنيين الفلسطينيين”.
وأضافت “لكن، بدلاً من كل ذلك، اخترتَ أن تحتج ضد إسرائيل وهي
الديمقراطية الوحيدة بالشرق الأوسط حيث تتمتع النساء بالمساواة، والصحافة
تنتقد الحكومة بشكل حر، وتعمل منظمات تدافع عن حقوق الإنسان، وتتم حماية
حرية العبادة للجميع وتعيش الأقليات بلا مخاوف”.
وخلصت الرسالة إلى أنه “لذلك نقترح أن تحل أولاً المشاكل الحقيقية التي
تعاني منها المنطقة وبعد ذلك عُد إلينا وأشركنا بتجربتك.. نتمنى لك رحلة
ممتعة”.
وتشير التقديرات في إسرائيل صباح اليوم إلى أن قسمًا كبيرًا من النشطاء
الأجانب المشاركين في حملة “أهلاً بكم في فلسطين” لن يتمكنوا من الوصول إلى
إسرائيل على أثر إلغاء شركات طيران أوروبية لتذاكر سفرهم بعد ضغوط مارستها
إسرائيل عليهم.
وذكرت صحيفة “هآرتس” أن مدير سلطة الهجرة الإسرائيلية في مطار بن غوريون
أمنون شموئيلي بعث رسائل إلى شركات طيران أوروبية، بينها “لوفتهانزا”
و”إيرفرانس” و”أليطاليا” و”توركيش إيرلاينز” و”إيزي جت”، مرفقة بقوائم
بأسماء نشطاء قد يشاركون في الحملة الاحتجاجية الدولية، وطالبها بعدم
السماح للنشطاء بالصعود إلى الطائرات المتجهة إلى إسرائيل والتهديد بأنه في
حال وصولهم فإن السلطات الإسرائيلية ستعيدهم إلى الدول التي جاؤوا منها.
وتنشر الشرطة الإسرائيلية في مطار بن غوريون اليوم 650 شرطيًا علمًا أن
حركة المسافرين ستكون كبيرة بشكل خاص اليوم بسبب عودة عشرات آلاف
الإسرائيليين من عطلة الفصح اليهودي خارج البلاد.
ونقلت “هآرتس” عن المتحدث باسم حملة “أهلاً بكم في فلسطين” الدكتور مازن
قمصية المتواجد في بيت لحم قوله إن “إسرائيل بعثت قوائم بأسماء مئات
الناشطين إلى شركات الطيران وأرفقتها برسالة تدعي أنهم سيأتون بهدف القيام
باستفزازات وخرق النظام العام، وهذا، ببساطة، ليس صحيحًا”. وأضاف قمصية
“أنه لأمر مؤسف جدًا أن تستسلم هذه الشركات لضغوط إسرائيلية ولا شك في أن
قسمًا من النشطاء ونحن كمنظمات فلسطينية سنعمل على تقديم دعاوى ضد
الشركات”. وقدر قمصية أنه رغم الممارسات الإسرائيلية فإنه يتوقع أن ينجح
مئات النشطاء بالوصول إلى مطار بن غوريون.
من جهتها تقدر الشرطة الإسرائيلية أن بضعة عشرات من النشطاء فقط
سيتمكنون من الوصول إلى إسرائيل، وسيكون بانتظارهم نشطاء إسرائيليين. كما
أعلن نشطاء في اليمين المتطرف الإسرائيلي أنهم سيتظاهرون بمطار بن غوريون
اليوم ضد الحملة الدولية المؤيدة للفلسطينيين.