طوال العام الماضي انشغلت وسائل الاعلام
بتغطية القمع الذي تعرض له الثوار في سوريا على يد نظام بشار الاسد، فضلا
عن ما تسرب عبر شبكة الانترنت، وفي هذا السياق ذكر معهد واشنطن ان لسوريا
تاريخ طويل مع سياسة القمع المفروضة على الانترنت، ويوضح الموقع انه منذ
وان بدأت الثورة في البلاد بمساعدة تكنولوجيا من ايران وحزب الله، ازدادت
وتيرة العمليات في الجيش الموالي للنظام والذي يهتم بالشق الالكتروني، وفي
ظل عدم نية لانهاء الازمة في سوريا فمن المرجح ان نشهد عملية تصعيد على
مستوى “المعارك الالكترونية”.
تكتيكات النظام
يعتمد النظام السوري بشكل اساسي على ابطاء سرعة الانترنت ومنع الوصول
الى المواقع الالكترونية قبل اي مظاهرة كبرى وذلك من اجل ان يعيق قدرة
المعارضة على تنظيم الاحتجاج، وبذلك يصبح الثوار عاجزين عن تحميل الصور او
اشرطة الفيديو او تقديم تغطية حية للاحداث، كما حصل في الاونة الاخيرة في
بابا عمرو.
وفي هذا السياق ذكرت التقارير انه يوم 3 حزيران/ يونيو تم اغلاق ثلثي
الشبكات الالكترونية في محاولة من النظام لمنع المعارضة من تنظيم اي احتجاج
على مقتل الطفل حمزة الخطيب.
ويوضح الموقع ان الانترنت في سوريا يعتمد على موفر خدمة انترنت تملكه السلطات السورية وبالتالي من السهل التحكم بالشبكة الالكترونية.
كما استخدم النظام السوري تقنيات الانترنت لاضعاف المعارضة، فخلال
الايام الاولى للانتفاضة استخدم الثوار الهاشتاغ #سوريا لنشر المعلومات حول
المظاهرات وحملة الحكومة السورية التي تلت ذلك، وفي غضون بضعة اشهر اصبحت
#سوريا في دائرة الاستهداف من قبل القوات الموالية للنظام، التي لجأت الى
اسلوب التهديد والوعيد من خلال ارسال الرسائل التحذيرية.
فضلا عن ذلك استخدم النظام السوري تقنية الانترنت المعروفة ب”الرجل في
الوسط”، حيث يسيطر مهاجم على ضحية عن طريق اعتراض الرسائل الواردة والصادرة
دون علم الضحية.
غموض الجيش السوري الالكتروني
على الرغم من ان “الجيش السوري الالكتروني” هو احد اهم الاسلحة التي
يستخدمها النظام في حملته الالكترونية، الا ان هذا الجيش الالكتروني يبقى
غامضا، فقد تم تسجيل نطاق موقعه من قبل الجمعية العلمية السورية
للمعلوماتية، والتي ترأسها بشار الاسد في التسعينات قبل ان يصبح رئيسا
للبلاد، هذا وقد اكد الاسد دعمه المتواصل لهذا الجيش السوري الالكتروني
قائلا:” اثبت الشباب انهم قوة ناشطة وهناك الجيش الالكتروني الذي كان الجيش
الحقيقي في الواقع الافتراضي”.
والجيش السوري الالكتروني يركز على ما يلي: الترويج لحكومة الاسد وتخريب
كل المواقع المناهضة للاسد، فضلا عن كتابة تعليقات تؤيد النظام على كافة
صفحات الفايسبوك منها: الاتحاد الاوروبي، الرئيس باراك اوباما، اوبرا
وينفري، هيومن رايتس ووتش وصفحة الجزيرة، فضلا عن ذلك فقد استهدف الجيش
السوري الالكتروني المواقع الاسرائيلية واللافت ان الكثير منها لا تحتوي
على مضمون سياسي.
فعالية الحملة الالكترونية
يوضح الموقع انه من الصعب تحديد عدد الاعتقالات والتعذيب وغيرها من
الافعال القمعية التي يرتكبها النظام بحق شعبه، الا انه ما يمكن تأكيده ان
الجيش السوري الالكتروني وغيرها من القوات الموالية للاسد معتادة على مواقع
وسائل الاعلام الاجتماعية وتعمل بشتى الطرق على استهداف اعضاء المعارضة،
فبحسب لجنة حماية الصحافيين، تم قتل 8 صحافيين في سوريا، دون ان نتحدث عن
الاعتقالات والتهديد والتعذيب الذي تعرض له قسم كبير من الصحافيين.
ويشير الموقع الى ان الحملة الالكترونية لا تزال تشكل جانبا مهما من
العنف المستشري في سوريا، والعناصر الموالية للنظام لا تستهدف فقط المعارضة
انما تحد من وضوح حقيقة ما يحصل في سوريا على ارض الواقع وتقوض الجهود
المبذولة لبناء توافق دولي في سوريا.
ويضيف الموقع انه يتعين على الولايات المتحدة ان تبذل المزيد من الجهد
لمنع المنتجات الاميركية من الوصول الى النظام السوري، فمن المعروف ان
النظام يستخدم تكنولوجيا “بلو كوت” ومقرها كاليفورنيا، لمنع الوصول الى
مواقع المعارضة، وبالتالي يشدد الموقع على ضرورة اتخاذ قرارات بوضع ضوابط
على بعض المواقع التي يمكن استخدامها لانتهاك حقوق الانسان، وفي هذا السياق
سبق وان دعم كريس سميث مشروع قانون من شأنه تنظيم التصدير لهذه
التكنولوجيا، بالاضافة الى ذلك يجب على واشنطن ان تحذو حذو الاتحاد
الاوروبي والمملكة المتحدة وفرض عقوبات على السوريين والايرانيين الذين
يشاركون عن كثب في الحرب الالكترونية.