كشف المفتش الأول بوزارة الدفاع السورية
عضو مجلس القبائل محمود سليمان الحاج أن مخابرات النظام وشبيحته وضعوا
قائمة تضم أكثر من 150 شخصية معارضة وفاعلة ترغب باغتيالها مستشهدًا بحادثة
اختطاف وقتل المقدم الهرموش.
وتوقع أن الثورة كانت تنجح في بدايتها بشكل سريع لولا تدخل القوى
الروسية والصينية والإيرانية والعراقية وحزب الله. وقال في حوار خاص مع
(الجزيرة): إن تعيين وزير دفاع مسيحي بعد مقتل علي حبيب يهدف إلى حدوث
الوقيعة بين طوائف المجتمع السوري خصوصًا السنّة والمسيحيين فإلى نص
الحوار:
- بحكم عملك مفتشًا أول بوزارة الدفاع السورية، ما تقييمك للقوة العسكرية لكتائب الأسد؟
- بحكم عملي ومنصبي الطويل كمفتش أول بوزارة الدفاع السورية أؤكد لك أن
الجيش السوري لنظام الأسد منهار من الداخل، فأسلحته قديمة جدًا ولا يتعامل
مع التقنية الحديثة وميزانية الجيش خاوية ولا تستطيع تحمل نفقات أي حرب؛
بسبب الفساد المستشري فيها.
- من خلال حديثك السابق أشرت لضعف الجيش والسؤال: كم سيصمد في وجه الثورة لو تم تسليح الجيش الحر؟
- الثورة السورية كانت ستنجح خلال الستة أشهر الأولى من العام الماضي
إلا أن التدخل الإيراني والعراقي وحزب الله فتح الحدود بينهما بشكل كامل
ومد النظام بالمال والعتاد والرجال كذلك الدعم الروسي السياسي
والاستخباراتي والخبرات الفنية العسكرية وآخر معلوماتي الأكيدة أن الروس
مؤخرًا زوّدت الدبابات بنظام كاشف للألغام الأرضية عن بعد 30 مترًا بل
وتمكن الدبابة من تفجيرها وتجاوز خطرها والحقيقة أن هناك تدخلاً خارجيًا
كبيرًا جدًا، فيما الشعب السوري الثائر لم يسانده أحد، بل يواجه كل أنواع
الأسلحة بصدورهم العارية مقابل حرية الكرامة وتحرير الوطن من كتائب
وميليشيات الأسد.
- إذا لو تم تسليح الجيش الحر، كيف ستكون المعركة؟
- الجيش الحر والشعب السوري على أحر من الجمر، ينتظر تسليحه أمس قبل
اليوم ولكن التسليح يجب أن يكون نوعيًا وفق تقنيات جيدة ومتطورة، فالجيش
الحر والثوار يحتاجون لدعم مسلح قادر على مواجهة التقنية الروسية
والإيرانية والصينية، وأتوقع أن المعركة لن تكون طويلة؛ بسبب الأغلبية
الكاسحة لكفة الشعب السوري الذي يرغب بتغيير النظام وهو مؤشر على تهاوي
أركانه، فيما لو بدأ تسليح الجيش وتحقيق انتصارات ميدانية، علمًا أن 50 %
من أراضي سوريا خارج سيطرة الأسد.
- هل المخابرات الجوية العسكرية السورية مخترقة؟
- نظام الأسد كلّه مخترق من القوى الإيرانية وفق المعايير الطائفية
الصرفة، فالأسد مسير بإرادة إيران وملاليها وليس مخيرًا وإيران هي من سترسم
السياسة الداخلية والخارجية للأسد وتقدم له دعمًا مفتوحًا لكل شيء مقابل
الحفاظ على السلطة التي هي بالواقع تشكل قوة إضافية لإيران بجانب العراق
ولبنان…
كذلك هناك اختراق آخر للثوار الأحرار وأؤكد لك أن النظام السوري سيتهاوى
سريعًا كون الشعب أصبح ثائرًا من الداخل وكل فرد فيه لديه معاناة وألم من
هذا النظام الذي قتل واغتصب وشرد أبناء بلده من العزل والأبرياء والكثير
منهم يتعاون من الثوار والمعارضة بتسريب المعلومات أولاً بأول وهذا الأمر
يصيب شبيحة وكتائب الأسد بالجنون فأصبحوا يشكون بكل من حولهم.
- بحكم اطلاعك على الحقيقة، ماذا عن مقتل وزير الدفاع بنظام الأسد علي حبيب؟
- هناك عدة روايات منها أن علي حبيب كان يمتلك علاقات واتصالات قوية مع
جهات خارجية لتخطيط انقلاب عسكري على النظام وكان ينتظر التوقيت المناسب
ولكن هذه الرواية غير صحيحة وبالمناسبة هو من الطائفة العلوية والحقيقة أن
نظام الأسد الخبيث يريد الإيقاع بين نسيج الوطن السوري من خلال تعيين وزير
دفاع من الطائفة المسيحية، فيثير كراهية أهل السنّة على المسيحيين وتحدث
الفتنة وهذا ما لا يستطيع النظام أن يقوم به كون هناك الكثير من الأحرار
والشرفاء المسيحيين المنضمين للثورة ضد الطغيان والاستبداد.
- ما صحة المعلومات التي تواردت بخصوص سعي مخابرات نظام الأسد لتنفيذ اغتيالات شخصيات في الداخل والخارج؟
- هذه حقيقة مؤكدة ولا غبار عليها، فنظام الأسد قمعي دكتاتوري وحسب
معلوماتنا المؤكدة من داخل النظام أن الاستخبارات السورية لنظام الأسد وضعت
قائمة تضم ما يقارب 150 شخصية مطلوب تصفيتهم واغتيالهم يشكلون أبرز الرموز
الفاعلة في الثورة السورية والكل يعلم أن السجون امتلأت بالمعتقلين الذين
خرجوا مطالبين بالتغيير بالشكل السلمي ومقتل الكثير بسبب التعذيب كذلك قصة
اغتيال أول ضابط منشق حسين الهرموش بعد أن تم التخطيط لخطفه ومن ثم قتله.
- أخيرًا كيف تقيم موقف المملكة العربية السعودية؟
- أثمن دور حكومة المملكة العربية السعودية الذي وقف بجانب الشعب السوري
منذ البداية الذي حثّ الأسد على الحل السلمي وترجيح العقل والحكمة وأدان
بشدة ما تقوم به كتائب وميليشيات نظام الأسد من قتل للشعب وتدمير للمدن
وكانت في طليعة الدول التي طالبت بتسليح الجيش الحر لحماية الشعب الأعزل
ونظام الأسد الاستبدادي لا ينجح معه أي حوار ولو كان يمتلك جزءًا من العقل
والحكمة لما قام بتوجيه الرصاص في وجوه شعبه.