حث المغرب وجماعة سورية معارضة روسيا
اليوم الاربعاء على الضغط على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد للالتزام
بوقف إطلاق النار وسحب القوات من المدن وفقا لخطة المبعوث الدولي كوفي عنان
الرامية لإنهاء العنف.
وجاءت الدعوتان المنفصلتان لروسيا باستخدام نفوذها لدى دمشق لضمان
استمرار وقف اطلاق النار الهش خلال زيارتين قام بهما إلى موسكو وزير الشؤون
الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني واعضاء من هيئة التنسيق
الوطنية المعارضة.
وصمد وقف لاطلاق النار بدأ منذ ستة ايام في بعض انحاء سوريا منذ أن تعهد
الأسد بتطبيقه الأسبوع الماضي. لكن الجيش واصل مهاجمة المنشقين في معاقل
المعارضة مستخدما الأسلحة الثقيلة في انتهاك لوعد دمشق بالانسحاب.
وقال العثماني في مؤتمر صحفي بعد محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي
لافروف إن بلاده تتمنى نجاح مهمة عنان وتعتقد أن روسيا يمكن ان تقوم بدور
فعال في إقناع الحكومة السورية باحترام وقف إطلاق النار وسحب القوات من
المدن.
وقال عضو في وفد هيئة التنسيق الوطنية الذي التقى بلافروف ومسؤولين
آخرين وعدد من المشرعين الروس خلال زيارة استمرت ثلاثة ايام وانتهت اليوم
الاربعاء ان دور موسكو اساسي.
وذكر هيثم مناع ان روسيا هي الدولة الوحيدة التي يمكنها ان تقوم بالضغط
الضروري على النظام السوري لتنفيذ الجزء الاول من خارطة الطريق التي وضعها
عنان وانه بالنسبة لهذا الامر يجب ان تكون موسكو اكثر قوة امام النظام
السوري اذا رفض التنفيذ.
وقال مناع للصحفيين ان رد موسكو كان اكثر ايجابية من المتوقع وانه يأمل ان تشهد الايام القادم خطوات حقيقية لدعم خطة عنان.
وأعلنت موسكو تأييدها الكامل لخطة عنان للسلام ودعت الحكومة السورية
الأسبوع الماضي إلى تنفيذ الخطة لكنها ألقت بالجزء الاكبر من اللوم في
العنف على قوات المعارضة.
وأكد لافروف مجددا دعوات روسيا للدول الغربية والعربية إلى ضمان التزام المعارضة المسلحة بوقف إطلاق النار.
وقال لافروف وهو يشير إلى تقارير إعلامية ان هناك أدلة على ان “المعارضة
المسلحة تحاول… إذكاء تجدد العنف من أجل انهيار وقف إطلاق النار” وضمان
فشل خطة عنان على امل ان يؤدي ذلك إلى التدخل العسكري الأجنبي.
وتعارض روسيا بشدة اي تدخل عسكري اجنبي في سوريا.
وتقول موسكو ان حلف شمال الاطلسي استخدم قرارا لمجلس الامن يجيز اجراء
عمليات لحماية المدنيين في ليبيا في مساعدة المعارضة الليبية على الاطاحة
بمعمر القذافي العام الماضي وتعهدت بألا تسمح بتكرار ذلك في سوريا.
ومنحت سوريا روسيا بعد الحقبة السوفيتية اقوى موطئ لقدمها في الشرق
الاوسط حيث تشتري منها السلاح بمليارات الدولارات وتستضيف القاعدة البحرية
الروسية الوحيدة في المياه الدافئة خارج جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
وامدت روسيا دمشق بالسلاح وحمت الاسد باستخدام حق النقض الذي تتمتع به
في مجلس الامن مرتين حاول خلالهما الغرب استصدار قرارات من المجلس تدين
الحملة الامنية العنيفة التي تشنها الحكومة السورية على المعارضة والتي
تقول الامم المتحدة انها اسفرت عن سقوط اكثر من 9000 قتيل منذ مارس آذار
2011.
وتشير اللقاءات مع المعارضة والانتقادات للاسد إلى ان روسيا تغير
حساباتها وانها تريد الحفاظ على نفوذها لدى سوريا الجديدة اذا اطيح بالاسد
لكن بعض المحللين يعتقدون ان روسيا تستخدم تمتعها بحق النقض في اكساب
الحكومة السورية الوقت.
ووافقت روسيا على قرار لمجلس الامن يوم السبت يجيز نشر فريق طليعي من
المراقبين لمراقبة وقف اطلاق النار ومن المتوقع ان يقترح الامين العام
للامم المتحدة بان جي مون على مجلس رسميا اليوم الاربعاء نشر قوة من 250
فردا.
وقال لافرور ان مراقبي الامم المتحدة وحدهم هم الذين يملكون سلطة تقييم تنفيذ خطة عنان والمح إلى ان بان بطئ.
وقال “نحن ندعو الامين العام للامم المتحدة مرة ثانية إلى الا يتأخر في تقديم … المقترحات الخاصة بشأن مواصفات بعثة المراقبين.”