كشف السفير السوري السابق في ألمانيا عضو
المجلس الوطني الدكتور بسام العمادي عن فساد ودور مخابرات الأسد في
السفارات, مؤكدًا أن نظام الأسد يعتمد على تعيين ضباط مخابرات في سفارتها
ذات الأهمية الإستراتيجية.
وقال: إن وزارة الخارجية بدبلوماسييها المنتشرين خارج سوريا يمثلون
معارضة وثورة صامتة وسيعلنون انشقاقهم عن نظام الأسد في اللحظة المناسبة،
إلا أنهم يواجهون صعوبة بالغة نظرًا لإحكام القبضة الأمنية من مراقبة ورصد
دقيق لتحركات الدبلوماسيين وكبار العاملين في وزارة الخارجية، منوهًا بأنهم
يخشون من تهديدات شبيحة النظام بأن الانتقام السريع والبشع هو مصير كل من
يفكر في الانشقاق، مؤكدًا أن هذا النظام المجرم لا يبالي بأي أعراف إنسانية
ولا قانونية، بل يسعى للحفاظ على السلطة بأي ثمن حتى لو أباد الشعب السوري
عن بكرة أبيه, وفقًا لصحيفة الجزيرة.
وأوضح أنه تقدم بالاستقالة من وزارة الخارجية قبل إعلان الثورة السورية؛
وذلك بسبب الفساد والعصابات التي تتحكم بجهاز وزارة الخارجية، منوهًا بأن
الوقت قد حان للشعب السوري أن يتحرر من عقود العبودية والذل والمهانة ومن
الطائفية التي أصابت الوطن في مقتل، مشيرًا إلى أن سوريا الغد ما بعد سقوط
الطاغية ستكون سوريا الكيان الواحد والوطن الشامل لكل السوريين مهما اختلفت
مذاهبهم ومناطقهم.
وأبدى السفير العمادي أسفه حيال من يتساءل عن أسباب المطالبة بتسليح
الشعب السوري، منوهًا أن من حق الشعب السوري الدفاع عن نفسه لمواجهة شبيحة
النظام ومليشيات الأسد التي تدعمها روسيا وإيران وتزودهم بأرتال من الأسلحة
للنظام القمعي، والشعب يطلب التسليح ليس لمهاجمة النظام وإنما للدفاع عن
نفسه، مشيرًا إلى ضرورة تبني دعوة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود
الفيصل بضرورة تسليح الجيش العربي السوري الحر، داعيًا كل الدول العالمية
بمنح حق الشعب السوري الدفاع عن نفسه وأن الكلمات لا تستطيع مواجهة
الدبابات.
ولفت العمادي إلى أن نظام الطاغية الأسد بدأ يتهاوى سياسيًّا من خلال
تقلبات قراراته ومواقفه السياسية تجاه المجتمع الدولي، فعندما أصدر النظام
السوري بيانًا صحافيًّا يؤكد فيه أنه لن يقوم بسحب الجيش من المدن، وأن
هناك فهمًا خاطئًا… وإلخ من البيان المشئوم، كاشفًا أن اليوم التالي قامت
وزارة الخارجية الروسية باستدعاء المعلم ووجهت له كلامًا بلغة ولهجة قاسية
جدًّا، بعدها تراجع نظام الأسد عن موقفه وأعلن قبوله اتفاقيات عنان بكامل
بنودها وأهمها البند الأول والثاني وهي وقف إطلاق النار على الشعب وسحب
الجيش من المدن والمناطق المأهولة وإطلاق سراح المعتقلين، ونحن في المجلس
الوطني السوري نؤمن بأن نظام الأسد لن يطبق البنود لأنها تصيبه في مقتل
فمجرد سحب الجيش من الشارع ستخرج [التظاهرات] بمئات الآلاف لأنه بوجود
الجيش [التظاهرات] تخرج بعشرات الآلاف، وفي حال عدم التزام النظام بهذه
القرارات فمجلس الأمن هدد باتخاذ إجراءات أخرى بمجلس الأمن.
واختتم حديثه بضرورة التفاف المجتمع الدولي ودعم الحركة الثورية بالسلاح ليحمي الشعب ويسقط النظام الدكتاتوري.
وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد أعرب عن تشاؤمه حيال بعثة
المراقبين الدوليين في سوريا، في وقت انسحب فيه رئيس البعثة فور وصول
طلائعها إلى سوريا، واعتبرت أميركا أن تواصل العنف يلقي بظلال من الشك على
جدوى مهمة المراقبين.
كما أكد أن مجلس الأمن أصبح في أزمة أخلاقية تجاه الشعب السوري الذي يحتاج إلى دعم بالأسلحة وليس دعمًا سلميًّا.
وأعرب في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي أمس عن اعتقاده أن
الشعب السوري من الصعب أن يتراجع عن مطالبه ولو كلفه ذلك عشرات الآلاف من
القتلى، مشيرًا إلى أن المسرح سيتغير في سوريا.
كما أشاد بالموقف الروسي الأخير، ورأى فيه تحسنًا، وشكرهم عليه.
وأضاف أن قطر طالبت منذ البداية بتدخل عربي عسكري لحسم النزاع في سوريا،
لكن السبب الذي أخر المشروع العربي هو نفسه الذي أخر مجلس الأمن، ألا وهو
الموقف الروسي.
وأكد أن نسبة نجاح مبادرة عنان في سوريا لا تتجاوز 3%.