17/4/2012
طائفيّة؟ إياكم أن تقولوها ولو ذُبحتم بالسكاكين!
تدفقت على سوريا في الشهور الماضية جحافلُ وقوافلُ من شرقها وغربها، من مليشيات وعصابات الحرس الثوري وبدر والقدس وجيش المهدي وأمل وحزب اللات، وحتى من حُثالات الحوثيين، ومن غرائب الموافقات أنهم كلهم من طائفة معينة (لا أريد أن أسمّيها لئلا أصبح من الكتّاب الطائفيين)… ولكن إياكم أن تقولوا إن في سوريا حرباً طائفية.
آلاف القتلة والمجرمين اقتحموا حمص وحماة والرستن والقصير وتلكلخ واللاذقية وجبلة والحفة، وعشراتٍ غيرَها من مدن وقرى السنّة في سوريا، فقتلوا وذبحوا واغتصبوا ونهبوا وخرّبوا وارتكبوا الموبقات، ومن غرائب الموافقات أنهم كلهم من طائفة معينة (لا أريد أن أسمّيها لئلا أصبح من الكتّاب الطائفيين)… ولكن إياكم أن تقولوا إن في سوريا حرباً طائفية.
تاج أحياء الثورة، بابا عمرو، سقط بعد قصف همجي قام به جيش الاحتلال الأسدي بالمدافع البالمدافع والصورايخ، وكان المتوقع أن يبتهج النظام بالانتصار العظيم، انتصار جيش نظامي عرمرم على حي سكني فقير، وقد فعل، ولكنه لم يكن وحده، فقد شاركه في الابتهاج والاحتفال والرقص في الشوارع سكانُ بعض القرى السورية، ومن غرائب الموافقات أنهم كلهم من طائفة معينة (لا أريد أن أسمّيها لئلا أصبح من الكتّاب الطائفيين)… ولكن إياكم أن تقولوا إن في سوريا حرباً طائفية.
ثم رأينا ما هو أغرب وأعجب، فقد نشر مستشار خامنئي الخاص، محمد صادق الحسيني، نشر مقالة قال فيها (بالحرف): “إن إيران انتصرت في بابا عمرو”. وقبله دعا من يُسمّى “الشيخ” حسن الراشد في البصرة إلى إنشاء جيش مليوني لدعم نظام الأسد، ثم بدأنا نسمع منذ مطلع العام الحالي عن تجنيد وتسجيل آلاف المتطوعين العراقيين في “جيش الإمام الحسين” للقتال في سوريا إذا دعت الحاجة. من غرائب الموافقات أن تلك الغرائب والعجائب تصدر كلها عن طائفة معينة (لا أريد أن أسمّيها لئلا أصبح من الكتّاب الطائفيين)… ولكن إياكم أن تقولوا إن في سوريا حرباً طائفية.
أهم مرجعيات “الشيعة”، السيستاني، أفتى بوجوب دعم الأسد، وزعيم حركة “حزب الله” في العراق عيسى السيد جعفر أكد أن المقاتلين “الشيعة” سيملؤون سوريا إذا حاولت أي دولة أجنبية التدخل لإسقاط النظام، وأحد أبرز مراجع “الشيعة”، أحمد جنّتي، دعا الشيعة العرب إلى ما أسماه “الجهاد” دفاعاً عن نظام بشار الأسد، قائلاً في خطبة جمعة في طهران: “على الشيعة العرب الدخول إلى سوريا والجهاد إلى جوار النظام السوري حتى لا تقع سوريا في أيدي أعداء آل البيت”… ولكن إياكم أن تقولوا إن في سوريا حرباً طائفية.
* * *
أيها الأب الملكوم الذي ذُبح ابنه بين يديه: إياك أن تذكر طائفة المجرم الذابح، لو فعلتَ إنك إذن طائفي قبيح. أيتها العفيفة الشريفة التي اعتُدي على شرفها وانتُهك عفافها: إياكِ أن تذكري طائفة المجرم المغتصِب، لو فعلتِ إنكِ إذن طائفية ذميمة. يا عشرين ألف شهيد ويا ربع مليون معذَّب: إياكم أن تذكروا طائفة السفّاحين الذين اغتالوكم أو عذّبوكم، لو فعلتم إنكم إذن طائفيون وإنكم مجرمون بحق الوطن.
مجاهد مأمون ديرانية