جميل الدمشقي... ينظر للسماء ويسأل
"ناسا"... أأنت معنا أم علينا
في الخامس من شهر أغسطس/أب للعام 2010 حصل انهيار صخري في منجم "سان خوسيه" بدولة "تشيلي"... أغلق المنفذ الرئيسي للمنجم الذي كان بداخله 33 من العمال على عمق يزيد عن 600 متر تحت الأرض.. وبعدها بيومين حصل انهيار آخر أغلق منفذ التنفس بذات المنجم ليزيد من اختناق العمال هناك
وبعد 69 يوماً من الاحتجاز.. أطلق في ذلك اليوم 33 بالوناً... تحمل ألوان علم تشيلي في سماء "مخيم الامل " الذي انتظرت فيه أسر وأصدقاء العمال على أعصابهم خروج أحبائهم منذ الانهيار الأرضي معلنة انتهاء المحنة... فقد خرج الجميع سالماً من جوف الارض
هذه هي القصة كما يسردها الإعلام ولكن بقي الجزء الأهم منها حسب وجهة نظري كإنسان يمتلك مشاعر وأحاسيس... الجزء الذي يحكي أن الحكومة التشيلية حاولت في أول إسبوعين كل ما بوسعها... كي تنقذ العمال.. لتنتهي كل المحاولات بالفش
وتعلن الحكومة رسمياً فشلها
وهكذا فهمه أهالي وأصدقاء المحتجزين
أن الموعد قد حان ليأتوا قرب المنجم يودعون أحبائهم الذين في طريقهم من تحت التراب إلى تحت التراب
وفي تلك اللحظة التي حبس العالم بأسره أنفاسه
جاء بيان من وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" يقول: أن الأقمار الصناعية العائدة للوكالة قد التقطت اشارات حرارية وصوتية تشير إلى أن كامل العدد من العمال مازال يعيش تحت الأرض ولم يمت بعد
واشتعل العالم مرة ثانية وبمساعدة "ناسا" هذه المرة عبر خبراءها الأربعة الذين توجهوا الى تشيلي لتوجيه وارشاد فريق الانقاذ باستخدامهم لخبراتهم في الرحلات الفضائية وتوجيهاتهم اليومية والتي كانت ترسل للمحتجزين للقيام برياضات معينة للحفاظ على نشاطهم أو لفريق الحفر الموكلة إليه مهام الانقاذ الذي تم قبل اليوم السبعين بيوم واحد
واليوم أرى مثلاً وقد اقتربنا من اليوم السبعين والقصف متواصل على "باباعمرو" على سبيل المثال لا الحصر في مدينة حمص.. وأسأل نفسي... أتراها "ناسا" هي التي تخبر النظام أنه مازال هناك أحياء تحت الأنقاض
أم غير ذلك
"ناسا"... كل العالم ضدنا... وأنت... معنا أم علينا
** الصورة لذات الألم السوري.. فالألم واحد في كل الدنيا... لكن الصورة هنا.... هي لأهالي العمال المحتجزين في منجم "سان خوسيه" في دولة "تشيلي"
ذات السؤال
"ناسا"... أأنت معنا أم علينا
المصدر
من هنا