"دمشق" . . بين (عدوّ) الأمس و اليوم !!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه
الله-:
(( إنّ العدوّ
الخارج عن شريعة الإسلام لما قدِمَ "دمشق" خرجوا يستغيثون
بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشف ضرهم !
وقال بعض
الشعراء:
يا خائفين من التتر ... لوذوا بقبر أبي
عمر
أو قال :
عوذوا بقبر أبي عمر
... ينجيكم من الضرر
فقلت لهم: هؤلاء الذين تستغيثون بهم لو
كانوا معكم في القتال لانهزموا كما انهزم من انهزم من المسلمين يوم أُحد؛
فإنه كان قد قضى أن العسكر ينكسر لأسباب اقتضت ذلك، ولحكمة الله عز وجل في
ذلك.
ولهذا كان أهل المعرفة بالدين والمكاشفة لم يقاتلوا في تلك المرة لعدم القتال
الشرعي الذي أمر الله به ورسوله ولما يحصل في ذلك من الشر
والفساد وانتفاء النصرة المطلوبة من القتال ؛ فلا يكون فيه ثواب الدنيا
ولا ثواب الآخرة لمن عرف هذا وهذا.
وإنّ كثيراً من القائلين
الذين اعتقدوا هذا قتالاً شرعياً أُجروا على نيّاتهم.
فلما
كان بعد ذلك جعلنا نأمر الناس بإخلاص الدين لله عز وجل والاستغاثة به وأنهم
لا يستغيثون إلا إيّاه لا يستغيثون بملك مقرب ولا نبي مرسل كما قال تعالى يوم بدر:
{ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم }، وَرُوِيَ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان
يوم بدر يقول: ( يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث ) وفي لفظ: ( أصلح
لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا إلى أحد من خلقك )
.
فلما أصلح الناس أمورهم وصَدَقوا في
الاستغاثة بربهم نصرهم على عدوهم نصرا عزيزا ولم تهزم التتار مثل هذه
الهزيمة قبل ذلك أصلاً .
لما صح من تحقيق توحيد الله تعالى وطاعة رسوله ما لم يكن قبل ذلك؛ فإن
الله تعالى ينصر رسوله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ))
.
الله-:
(( إنّ العدوّ
الخارج عن شريعة الإسلام لما قدِمَ "دمشق" خرجوا يستغيثون
بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشف ضرهم !
وقال بعض
الشعراء:
يا خائفين من التتر ... لوذوا بقبر أبي
عمر
أو قال :
عوذوا بقبر أبي عمر
... ينجيكم من الضرر
فقلت لهم: هؤلاء الذين تستغيثون بهم لو
كانوا معكم في القتال لانهزموا كما انهزم من انهزم من المسلمين يوم أُحد؛
فإنه كان قد قضى أن العسكر ينكسر لأسباب اقتضت ذلك، ولحكمة الله عز وجل في
ذلك.
ولهذا كان أهل المعرفة بالدين والمكاشفة لم يقاتلوا في تلك المرة لعدم القتال
الشرعي الذي أمر الله به ورسوله ولما يحصل في ذلك من الشر
والفساد وانتفاء النصرة المطلوبة من القتال ؛ فلا يكون فيه ثواب الدنيا
ولا ثواب الآخرة لمن عرف هذا وهذا.
وإنّ كثيراً من القائلين
الذين اعتقدوا هذا قتالاً شرعياً أُجروا على نيّاتهم.
فلما
كان بعد ذلك جعلنا نأمر الناس بإخلاص الدين لله عز وجل والاستغاثة به وأنهم
لا يستغيثون إلا إيّاه لا يستغيثون بملك مقرب ولا نبي مرسل كما قال تعالى يوم بدر:
{ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم }، وَرُوِيَ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان
يوم بدر يقول: ( يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث ) وفي لفظ: ( أصلح
لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا إلى أحد من خلقك )
.
فلما أصلح الناس أمورهم وصَدَقوا في
الاستغاثة بربهم نصرهم على عدوهم نصرا عزيزا ولم تهزم التتار مثل هذه
الهزيمة قبل ذلك أصلاً .
لما صح من تحقيق توحيد الله تعالى وطاعة رسوله ما لم يكن قبل ذلك؛ فإن
الله تعالى ينصر رسوله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ))
.
["الاستغاثة والرد على البكري"
(ص732-733)، تحقيق: محمد عجلان، ط: الثانية]
(ص732-733)، تحقيق: محمد عجلان، ط: الثانية]
أقول:
إنّ الناظر إلى الحال اليوم ؛ يدرك
أنَّ العدوّ أشدّ قوة وتسلّطاً من عدوّ الأمس!
فعلى سبيل المثال :
تواردت الأنباء أن عدوّ اليوم -الغاشم المتسلّط- باشرَ بتهجير أهالي بعض الأحياء
-بأكملها- واستبدالهم ببعض الموالين والمأجورين ؛ لكي يسمع (مراقبوا الأمم
المتحدة!) من الناس ما يريده العدوّ !
فقوّةٌ وتسلّطٌ مثل هذا أيُدفَعُ بأفرادٍ
لا يملكون أرضاً ولا سلاحاً بل ولا عقيدة صحيحة -فإن الناس اليوم
أشدّ وقوعاً في الشرك والبدع والمعاصي من ذي قبل!- ؟!
لذلك ؛ فإن الواجب
الحتمي الآن هو الدعوة إلى التوحيد والأخذ بأسباب النصر.
قال رب العزّة
في كتابه العظيم: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم} وقد أجمع المفسرون
على أن (نصرة الله) -هنا- تعني: نصرة دينه وشرعه الحنيف.
وقال رسول الأمة -صلى
الله عليه وعلى آله وسلم-: «إذا تبايعتم بالعينة، وتبعتم أذناب البقر، وتركتم
الجهاد في سبيل الله؛ سلط الله عليكم ذلاً، لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» [السلسلة الصحيحة: 11].
وعَلّقَ الإمام
البخاري -رحمه الله- في "صحيحه" عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قَالَ: «إِنَّمَا
تُقَاتِلُونَ بِأَعْمَالِكُمْ» يعني: (الصالحة)؛ وأوّلُ ذلك: عمل القلب؛ فإن
صلح = صلحت بقية الأعمال.
لذلك قال الإمام ابن القيّم -رحمه الله- في
"نونيّتهِ":
هـذا وإنّ قتـالَ حـزبِ اللهِ بـالْــ * أعـمــالِ لا بـكـتائب الشـجعـانِ
فما بالكم إنْ فُقِدَ كِلا
العاملَين؟!!
إنّ الناظر إلى الحال اليوم ؛ يدرك
أنَّ العدوّ أشدّ قوة وتسلّطاً من عدوّ الأمس!
فعلى سبيل المثال :
تواردت الأنباء أن عدوّ اليوم -الغاشم المتسلّط- باشرَ بتهجير أهالي بعض الأحياء
-بأكملها- واستبدالهم ببعض الموالين والمأجورين ؛ لكي يسمع (مراقبوا الأمم
المتحدة!) من الناس ما يريده العدوّ !
فقوّةٌ وتسلّطٌ مثل هذا أيُدفَعُ بأفرادٍ
لا يملكون أرضاً ولا سلاحاً بل ولا عقيدة صحيحة -فإن الناس اليوم
أشدّ وقوعاً في الشرك والبدع والمعاصي من ذي قبل!- ؟!
لذلك ؛ فإن الواجب
الحتمي الآن هو الدعوة إلى التوحيد والأخذ بأسباب النصر.
قال رب العزّة
في كتابه العظيم: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم} وقد أجمع المفسرون
على أن (نصرة الله) -هنا- تعني: نصرة دينه وشرعه الحنيف.
وقال رسول الأمة -صلى
الله عليه وعلى آله وسلم-: «إذا تبايعتم بالعينة، وتبعتم أذناب البقر، وتركتم
الجهاد في سبيل الله؛ سلط الله عليكم ذلاً، لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» [السلسلة الصحيحة: 11].
وعَلّقَ الإمام
البخاري -رحمه الله- في "صحيحه" عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قَالَ: «إِنَّمَا
تُقَاتِلُونَ بِأَعْمَالِكُمْ» يعني: (الصالحة)؛ وأوّلُ ذلك: عمل القلب؛ فإن
صلح = صلحت بقية الأعمال.
لذلك قال الإمام ابن القيّم -رحمه الله- في
"نونيّتهِ":
هـذا وإنّ قتـالَ حـزبِ اللهِ بـالْــ * أعـمــالِ لا بـكـتائب الشـجعـانِ
فما بالكم إنْ فُقِدَ كِلا
العاملَين؟!!
---
اللهم
احفظ المسلمين المستضعفين في سوريا .. أطفالهم ونساءهم ورجالهم وشيوخهم وشبابهم ..
اللهم فرّج عنهم .. اللهم انتصر لهم .. اللهم لا تمكن لأعدائك في سوريا يا قوي يا
متين .. وكل بلاد الإسلام يا رب العالمين .
عُمَر - صباح الإثنين 24/جمادى الأولى/1433هـ