أعلن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، يوم 11 نيسان أن بلاده تؤيد
ارسال مراقبين دوليين بأسرع ما يمكن إلى سورية، مؤكدا أن روسيا تفعل ما
بوسعها لانجاح مهمة كوفي عنان، المبعوث الأممي والعربي الى سورية.
وقال لافروف أمام الصحفيين عقب اللقاء الوزاري لدول مجموعة “الثمانية
الكبار” بواشنطن “إن هذا الشأن (ارسال مراقبين) هو جزء من الخطة (خطة كوفي
عنان، المبعوث الأممي والعربي الى سورية)”، مشيرا إلى أنه بحث مع بان كي
مون الأمين العام للأمم المتحدة، في اطار اجتماع الرباعية الدولية الخاصة
بالتسوية الشرقاوسطية في واشنطن، مسألة “هيكلية وعدد” المراقبين المطلوب
ارسالهم إلى سورية “منعا للاستفزاز”.
وشدد لافروف على أنه من الضروري في الوقت الحالي التركيز لتأمين خطة
التسوية في سورية، التي وضعها عنان تحسبا “لفشلها وأن يتم التقيد بوقف
اطلاق النار من قبل جميع الأطراف.. وهذه أولوياتنا”.
وتابع القول “لقد سمعنا من بعض العواصم الغربية والعربية بان خطة عنان
فشلت، حتى قبل عرضها. هذه التصريحات تدل على وجود اشخاص غير مهتمين بنجاح
بعثة كوفي عنان، ونحن لسنا من ضمنهم. نحن نرى أن خطته واقعية للغاية ونعمل
ما بوسعنا لانجاح مهمة عنان”.
لافروف: الجانب السوري قام بخطوات ايجابية
واشار الى أن روسيا لا تريد “الانطلاق من أسوأ السيناريوهات، لأن وزير
الخارجية السوري زار يوم الثلاثاء موسكو.. وبحسب المباحثات فان الجانب
السوري قام بخطوات ايجابية بما فيه الكفاية وارسل بلاغا الى كوفي عنان
مفاده أنه موافق على وقف اطلاق النار ابتداء من الساعة السادسة صباحا
بتوقيت دمشق يوم 12 نيسان”.
واستطرد قائلا “نحن ننطلق من ان كوفي عنان، كما جاء في خطته، يعمل ايضا
مع المعارضة. ونحن نؤيد ارسال مراقبين دوليين بأسرع ما يمكن إلى سورية.
وهذا جزء من خطة كوفي عنان، التي تتضمن وقف النار تحت مظلة رصد دولية
فعالة”.
لافروف: وجود المراقبين ضروري لاحتمال حدوث استفزازات
واوضح الوزير الروسي أنه تحدث يوم الاربعاء مع “الامين العام للامم
المتحدة بان كي مون وطلب منه الاسراع في الرد على التكليف الذي صادق عليه
مجلس الأمن الدولي في 5 ابريل/نيسان، وتقديم عرض حول رؤيته لاطار وعدد
المراقبين المطلوب، لكي يتمكن المجلس من النظر في تقريره واتخاذ القرار
المناسب، ليكون هناك تفويض لنشر المراقبين في سورية”، مشيرا إلى أنه “من
غير المستبعد حدوث استفزازات، لذا فان وجود المراقبين على الأرض أمر في
غاية الأهمية”.
وفي معرض رده على سؤال حول هل تقاربت المواقف حيال سورية في “الثماني
الكبار”، اوضح الوزير قائلا: “لم يكن هناك هدف بهذا الشأن، لأن الأزمة
السورية مطروحة على أجندة مجلس الأمن”، معيدا للأذهان أن “كوفي عنان حصل
على تفويض من مجلس الأمن. وأمام المجلس سيقوم كوفي عنان بتقديم تقرير”، لذا
ومن وجهة نظر روسيا فان “هذه المسألة لا يمكن ان يكون لها حل إلا عبر مجلس
الأمن”.
لافروف: الأسد في السلطة ليس لأن روسيا والصين تريدان هذا، بل لأنه يمثل مجموعة كبيرة من الشعب السوري
أما فيما يتعلق بتصريحات هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية
والتي حملت من خلالها روسيا مسؤولية بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في سدة
الحكم، قال لافروف: “إنها تصريحات انفعالية. نحن ننظر إليها بهدوء. وما
أهمية من يساعد في البقاء بالسلطة. فلو بدأت بتعداد الأنظمة ذات المحسوبية
على الولايات المتحدة، فمكانك راوح.. وهذا ليس منهجنا”.
واكد لافروف “الأسد في السلطة ليس لأن روسيا والصين تريدان هذا، بل لأنه
يمثل مجموعة كبيرة من الشعب السوري. وبحسب بعض المعطيات، فأنها أكثر من
نصف عدد السكان. لذلك فعندما يقال أن تيارا معارضا ما هو الممثل الشرعي
للشعب السوري فأن في هذا مبالغة”.
واعتبر الوزير الروسي أن “المهمة تكمن في مطالبة جميع السوريين الجلوس
حول طاولة المباحثات.. الأسد يؤكد لنا استعداده لهذا. و لم يتحقق أحد من
تصريحاته.. نحن نعرض التحقق واقناع المعارضة القيام بذلك”.
واشار لافروف الى أن روسيا تحاول التأثير في المعارضة وتلتقي مع “ممثلي
المعارضة الداخلية والخارجية”، مضيفا “أنه من الواضح ايضا ان بعض شركائنا
على الساحة الدولية يقولون للمعارضة أمورا مغايرة، ويدفعونها للعناد”.
واعتبر الوزير أن هذا شيء “غير صحيح ويتناقض مع جميع البيانات التي تصدر
لتسوية الأزمة ووقف العنف والانتقال الى الحوار”.