ها هي مهمة السيد كوفي أنان بسوريا تفشل رسميا، كما قلنا أمس، حيث لم يلتزم
بشار الأسد بأي بند من بنود مبادرة أنان، وبدلا من أن نرى مواقف دولية
حاسمة ضد الأسد نجد أن الجميع الآن، سواء النظام الأسدي أو المجتمع الدولي،
يحاول التلحف بـ«غطاء» أنان، أي مبادرته، لكنه غطاء قصير، إن ستر موقعا
فضح الآخر.
فأنان نفسه يقول إنه من المبكر الإعلان عن فشل مهمته، مطالبا بالانتظار
إلى يوم 12 أبريل (نيسان)، أي بعد يومين، للحكم على مبادرته، بل ويقول إنه
من الخطأ سحب مبادرته الآن إلا إذا كانت هناك مبادرة أخرى توضع على
الطاولة. وهذا عبث، فمهمة أنان كلفت السوريين قرابة ألف قتيل في عشرة أيام،
فهل على السوريين اليوم تحمل معاناة أخرى حيث يتم التمديد لمهمة أنان، أو
من أجل طرح مبادرة أخرى يقتل فيها ألف سوري آخر؟ حقا، إنه عبث، خصوصا أن
عدد القتلى السوريين قد شارف على الأحد عشر ألف قتيل! ومن هنا يتضح أن
«غطاء» أنان أقصر من أن يغطي مهمته نفسها!
أما دوليا، فالواضح أن الجميع يريد التلحف أيضا بمهمة أنان؛ فواشنطن
تقول إنه «إذا» أعلن أنان عن فشل مهمته فحينها لا بد أن تتحرك الأمم
المتحدة، وفرنسا تقول إن الحديث عن سحب القوات الأسدية من المدن «كذب
صارخ»، والاتحاد الأوروبي أيضا يقول إن الأسد لم ينفذ خطة أنان، الجميع
يردد نفس الأمر، لكن لا أحد يقول وماذا بعد، ليس استعجالا، ولكن لأن هناك
أبرياء يقتلون كل يوم بسوريا. أوليس لحياة السوريين قيمة؟ أمر محير، بل
ومثير للاشمئزاز!
والأمر نفسه حاول أن يفعله وليد المعلم في موسكو، خصوصا وهو يقول
متبجحا، وبلا حياء، إن النظام الأسدي قد بادر إلى تقديم حسن النيات.
والحقيقة لا نعلم كيف سيكون سوء النيات من قبل النظام الأسدي إذا كان حسن
النيات هو قتل النساء، والأطفال، والرجال، وهدم بيوت الله! ولا يكتفي
المعلم بذلك، بل إنه يقول إن بلاده ملتزمة بتطبيق خطة أنان.. كان المعلم
يردد تلك الأكاذيب بينما كانت الفضائيات العربية تنقل أرقام القتلى تتابعا
في سوريا على أيدي قوات الأسد، وقد بلغ عدد القتلى حتى وقت كتابة المقال
قرابة الخمسين قتيلا! ومن هنا نجد أنه حتى المعلم أيضا كان يحاول التلحف
بـ«غطاء» أنان، الذي من المستحيل أن يغطيه، ليس فقط لضخامة حجمه، بل
ولضخامة «الكذب الصارخ» لنظامه، حسب ما قاله الفرنسيون.
ومن هنا نجد أن الجميع يحاول التلحف بـ«غطاء أنان»، لكنه، وكما أسلفنا،
غطاء قصير، إن ستر منطقة كشف الأخرى، ولذا فمن المعيب أن يستمر المجتمع
الدولي بمجاراة النظام الأسدي بأكاذيبه الصارخة، وجرائمه البشعة بحق
السوريين، فالمفروض اليوم هو التحرك الفعلي على الأرض لإنهاء هذه الحقبة
السيئة في منطقتنا، ووضع حد لمعاناة السوريين التي طالت على يد طاغية دمشق
الأسد.
طارق الحميد
بشار الأسد بأي بند من بنود مبادرة أنان، وبدلا من أن نرى مواقف دولية
حاسمة ضد الأسد نجد أن الجميع الآن، سواء النظام الأسدي أو المجتمع الدولي،
يحاول التلحف بـ«غطاء» أنان، أي مبادرته، لكنه غطاء قصير، إن ستر موقعا
فضح الآخر.
فأنان نفسه يقول إنه من المبكر الإعلان عن فشل مهمته، مطالبا بالانتظار
إلى يوم 12 أبريل (نيسان)، أي بعد يومين، للحكم على مبادرته، بل ويقول إنه
من الخطأ سحب مبادرته الآن إلا إذا كانت هناك مبادرة أخرى توضع على
الطاولة. وهذا عبث، فمهمة أنان كلفت السوريين قرابة ألف قتيل في عشرة أيام،
فهل على السوريين اليوم تحمل معاناة أخرى حيث يتم التمديد لمهمة أنان، أو
من أجل طرح مبادرة أخرى يقتل فيها ألف سوري آخر؟ حقا، إنه عبث، خصوصا أن
عدد القتلى السوريين قد شارف على الأحد عشر ألف قتيل! ومن هنا يتضح أن
«غطاء» أنان أقصر من أن يغطي مهمته نفسها!
أما دوليا، فالواضح أن الجميع يريد التلحف أيضا بمهمة أنان؛ فواشنطن
تقول إنه «إذا» أعلن أنان عن فشل مهمته فحينها لا بد أن تتحرك الأمم
المتحدة، وفرنسا تقول إن الحديث عن سحب القوات الأسدية من المدن «كذب
صارخ»، والاتحاد الأوروبي أيضا يقول إن الأسد لم ينفذ خطة أنان، الجميع
يردد نفس الأمر، لكن لا أحد يقول وماذا بعد، ليس استعجالا، ولكن لأن هناك
أبرياء يقتلون كل يوم بسوريا. أوليس لحياة السوريين قيمة؟ أمر محير، بل
ومثير للاشمئزاز!
والأمر نفسه حاول أن يفعله وليد المعلم في موسكو، خصوصا وهو يقول
متبجحا، وبلا حياء، إن النظام الأسدي قد بادر إلى تقديم حسن النيات.
والحقيقة لا نعلم كيف سيكون سوء النيات من قبل النظام الأسدي إذا كان حسن
النيات هو قتل النساء، والأطفال، والرجال، وهدم بيوت الله! ولا يكتفي
المعلم بذلك، بل إنه يقول إن بلاده ملتزمة بتطبيق خطة أنان.. كان المعلم
يردد تلك الأكاذيب بينما كانت الفضائيات العربية تنقل أرقام القتلى تتابعا
في سوريا على أيدي قوات الأسد، وقد بلغ عدد القتلى حتى وقت كتابة المقال
قرابة الخمسين قتيلا! ومن هنا نجد أنه حتى المعلم أيضا كان يحاول التلحف
بـ«غطاء» أنان، الذي من المستحيل أن يغطيه، ليس فقط لضخامة حجمه، بل
ولضخامة «الكذب الصارخ» لنظامه، حسب ما قاله الفرنسيون.
ومن هنا نجد أن الجميع يحاول التلحف بـ«غطاء أنان»، لكنه، وكما أسلفنا،
غطاء قصير، إن ستر منطقة كشف الأخرى، ولذا فمن المعيب أن يستمر المجتمع
الدولي بمجاراة النظام الأسدي بأكاذيبه الصارخة، وجرائمه البشعة بحق
السوريين، فالمفروض اليوم هو التحرك الفعلي على الأرض لإنهاء هذه الحقبة
السيئة في منطقتنا، ووضع حد لمعاناة السوريين التي طالت على يد طاغية دمشق
الأسد.
طارق الحميد