لا شك أن مهمة السيد كوفي أنان فاشلة قبل أن تبدأ، وهذا ما قلناه مرارا
وتكرارا، لكن اليوم، وبعد الإعلان الأسدي بأنه لن ينفذ بنود مهمة أنان،
يمكن القول رسميا إن المهمة قد فشلت، وتبقى على أنان إعلان ذلك بنفسه.
وعليه، فالسؤال الآن هو: وماذا بعد؟! هل من مبادرة أخرى تمنح الأسد فرصة
قتل أخرى؟!
بالطبع هذا ما يخشاه العقلاء، فما يحدث بسوريا ليس أزمة بين طرفين، بل
هي ثورة، وهي الثورة العربية الحقيقية، وما نراه هو شعب أسير بيد عصابة
أسدية تقوم بقتل المواطنين بلا حسيب أو رقيب، والأمر لا يقف هنا فحسب؛
فالنظام الأسدي فتح النار أمس على الحدود اللبنانية، وقتل صحافيا لبنانيا
هناك، وفي نفس اليوم فتحت القوات الأسدية أيضا النار على الحدود التركية
وقامت بقتل لاجئين سوريين، مما يعني أن الأسد يريد إشعال المنطقة بأي ثمن،
فهل يمكن منحه فرصة أخرى؟! أمر خطر، بل ستكون كارثة، فإن حدث هذا الأمر فإن
الخاسر ليس سوريا وحدها، أو الشعب السوري، بل إنه المنطقة كلها، وأمنها
الإقليمي.
ومن هنا، يجب أن يصار اليوم إلى تفعيل غرفة عمليات الحلفاء الراغبين في
إنقاذ سوريا، سواء عربا، أو أتراكا، أو غربيين، للتحرك من أجل فرض أمر واقع
على الأرض في سوريا، وذلك حقنا للدماء السورية. اليوم على تركيا أن تحدد
موقفها، وتتخذ خطوات أكثر عملية، فما يحدث بسوريا يمس أمنها، وسيادتها.
واليوم على الأردن أن يحسم أمره، ويخرج من المنطقة الرمادية، أو الضبابية،
حيث فشلت كل الحلول، والمبادرات، وآخرها مبادرة أنان، ليس لأن العرب، أو
الغرب، أرادوا إفشالها، بل لأن الأسد لا يريد إلا أن يحكم أو يقتل. على
الأردن أن يقرر أي مستقبل يريد للمنطقة، وحدوده.. هل يريد الأردن سوريا
جارة خربة، يقعد على سدتها حاكم طاغية أسوأ من كل طغاة المنطقة، أم أن
الأردن يريد سوريا خالية من الطغاة، وذات مستقبل مسالم لمواطنيها،
وجيرانها، والمنطقة كلها؟
وعليه، فلا بد أن يتحرك تحالف الراغبين، ويحسم كل من تركيا والأردن
موقفيهما، وقبلهما واشنطن، وهذا أمر لن يتحقق من دون جولة دبلوماسية عربية
من الدول القادرة بالمنطقة لحسم الأمر. فما يجب أن نعيه أن نظام الأسد يقوم
بالتصعيد المستمر، والدفع دائما إلى حافة الهاوية ليصعب الحلول على
الآخرين، بمعنى أن الأسد يصعّب من قواعد اللعبة ليحد الآخرين على التراخي،
أو اتخاذ خطوات حاسمة يعرف أن المجتمع الدولي يتردد في مجاراته فيها. ولذا
فلا بد أن يتحرك تحالف الراغبين ليرفع السقف أكثر على نظام الأسد، وبخطوات
عملية وفعلية على الأرض، فنظام الأسد لا يفهم إلا لغة القوة، لأن الأسد
نفسه مؤمن فعليا باستخدام القوة، وهذا ما سمعه بعض زواره منه حيث يقول «لا
بد أن تخاف الناس»، وهو الأمر الذي فشل تماما في سوريا. وعليه فلا بد أن
يعرف الأسد أن لجرائمه ثمنا يجب أن يدفع اليوم، وليس في يوم من الأيام!
ومن هنا نقول: فشلت مهمة أنان، فهل تتحركون؟!
طارق الحميد
وتكرارا، لكن اليوم، وبعد الإعلان الأسدي بأنه لن ينفذ بنود مهمة أنان،
يمكن القول رسميا إن المهمة قد فشلت، وتبقى على أنان إعلان ذلك بنفسه.
وعليه، فالسؤال الآن هو: وماذا بعد؟! هل من مبادرة أخرى تمنح الأسد فرصة
قتل أخرى؟!
بالطبع هذا ما يخشاه العقلاء، فما يحدث بسوريا ليس أزمة بين طرفين، بل
هي ثورة، وهي الثورة العربية الحقيقية، وما نراه هو شعب أسير بيد عصابة
أسدية تقوم بقتل المواطنين بلا حسيب أو رقيب، والأمر لا يقف هنا فحسب؛
فالنظام الأسدي فتح النار أمس على الحدود اللبنانية، وقتل صحافيا لبنانيا
هناك، وفي نفس اليوم فتحت القوات الأسدية أيضا النار على الحدود التركية
وقامت بقتل لاجئين سوريين، مما يعني أن الأسد يريد إشعال المنطقة بأي ثمن،
فهل يمكن منحه فرصة أخرى؟! أمر خطر، بل ستكون كارثة، فإن حدث هذا الأمر فإن
الخاسر ليس سوريا وحدها، أو الشعب السوري، بل إنه المنطقة كلها، وأمنها
الإقليمي.
ومن هنا، يجب أن يصار اليوم إلى تفعيل غرفة عمليات الحلفاء الراغبين في
إنقاذ سوريا، سواء عربا، أو أتراكا، أو غربيين، للتحرك من أجل فرض أمر واقع
على الأرض في سوريا، وذلك حقنا للدماء السورية. اليوم على تركيا أن تحدد
موقفها، وتتخذ خطوات أكثر عملية، فما يحدث بسوريا يمس أمنها، وسيادتها.
واليوم على الأردن أن يحسم أمره، ويخرج من المنطقة الرمادية، أو الضبابية،
حيث فشلت كل الحلول، والمبادرات، وآخرها مبادرة أنان، ليس لأن العرب، أو
الغرب، أرادوا إفشالها، بل لأن الأسد لا يريد إلا أن يحكم أو يقتل. على
الأردن أن يقرر أي مستقبل يريد للمنطقة، وحدوده.. هل يريد الأردن سوريا
جارة خربة، يقعد على سدتها حاكم طاغية أسوأ من كل طغاة المنطقة، أم أن
الأردن يريد سوريا خالية من الطغاة، وذات مستقبل مسالم لمواطنيها،
وجيرانها، والمنطقة كلها؟
وعليه، فلا بد أن يتحرك تحالف الراغبين، ويحسم كل من تركيا والأردن
موقفيهما، وقبلهما واشنطن، وهذا أمر لن يتحقق من دون جولة دبلوماسية عربية
من الدول القادرة بالمنطقة لحسم الأمر. فما يجب أن نعيه أن نظام الأسد يقوم
بالتصعيد المستمر، والدفع دائما إلى حافة الهاوية ليصعب الحلول على
الآخرين، بمعنى أن الأسد يصعّب من قواعد اللعبة ليحد الآخرين على التراخي،
أو اتخاذ خطوات حاسمة يعرف أن المجتمع الدولي يتردد في مجاراته فيها. ولذا
فلا بد أن يتحرك تحالف الراغبين ليرفع السقف أكثر على نظام الأسد، وبخطوات
عملية وفعلية على الأرض، فنظام الأسد لا يفهم إلا لغة القوة، لأن الأسد
نفسه مؤمن فعليا باستخدام القوة، وهذا ما سمعه بعض زواره منه حيث يقول «لا
بد أن تخاف الناس»، وهو الأمر الذي فشل تماما في سوريا. وعليه فلا بد أن
يعرف الأسد أن لجرائمه ثمنا يجب أن يدفع اليوم، وليس في يوم من الأيام!
ومن هنا نقول: فشلت مهمة أنان، فهل تتحركون؟!
طارق الحميد