صورة من شريط تم تحميله على يوتيوب الجمعة 6 أبريل/ نيسان تظهر جنديا يطلق النار على مصور خلال دورية عسكرية في درعا
أعلنت دمشق الأحد أن الحديث عن سحب القوات السورية من المدن في
10 أبريل/ نيسان "تفسير خاطئ"، موضحة أن الجيش لن ينسحب من المدن بدون
ضمانات "مكتوبة" حول قبول "الجماعات الإرهابية المسلحة" وقف العنف، فيما
تتواصل العمليات العسكرية والأمنية والاشتباكات مع المنشقين في مناطق عدة
في البلاد.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى تصعيد في أعمال العنف في الأيام الأخيرة في مختلف أنحاء البلاد.
وقتل 38 شخصا على الأقل الأحد، من بينهم 19 مدنيا و7 منشقين و12 من
القوات النظامية غداة يوم دام سقط فيه 128 قتيلا على الأقل من بينهم 86
مدنيا.
إسقاط مروحية تابعة للجيش
كما أعلن المرصد نقلا عن مصادر متعددة أن مروحية تابعة للجيش السوري أسقطت خلال مواجهات في الريف الشرقي لمدينة جسر الشغور.
وهذه هي المرة الأولى بحسب المرصد التي يتم فيها إسقاط مروحية واشتعالها في الجو وليس هبوطها اضطراريا.
النظام لن يسحب قواته من المدن
وأعلن الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي أنان
الأحد أنه "صدم بالتقارير الأخيرة التي تفيد عن تصعيد في العنف والفظاعات
في العديد من المدن والقرى السورية".
وقبل يومين من انتهاء مهلة خطة كوفي أنان، أعلنت وزارة الخارجية السورية
أن القول إن "سورية أكدت أنها سوف تسحب قواتها من المدن ومحيطها بتاريخ 10
أبريل/ نيسان تفسير خاطئ".
وقالت الوزارة في بيان إن موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي
أنان "لم يقدم للحكومة السورية حتى الآن ضمانات مكتوبة حول قبول الجماعات
الإرهابية المسلحة لوقف العنف بكل أشكاله واستعدادها لتسليم أسلحتها لبسط
سلطة الدولة على كل أراضيها".
وأضاف البيان أن أنان لم يقدم أيضا "ضمانات بالتزام حكومات كل من قطر والسعودية وتركيا بوقف تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية".
وذكرت الخارجية أن كوفي أنان أكد للرئيس السوري بشار الأسد في اللقاء
الذي جمعهما الشهر الماضي أن "مهمته تنطلق من احترام السيادة السورية وبأنه
سيعمل على وقف العنف بكل أشكاله من أي طرف كان، وصولا إلى نزع أسلحة
الجماعات المسلحة لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، وبدء حوار وطني شامل
مع أطياف المعارضة في سورية".
وأضافت: "على هذا الأساس قبلت سورية بمهمة أنان وخطته ذات النقاط الست".
وتقضي خطة أنان بوقف العنف من جميع الأطراف تحت إشراف الأمم المتحدة
وسحب القوات العسكرية من المدن وتقديم مساعدة إنسانية إلى المناطق المتضررة
وإطلاق المعتقلين على خلفية الأحداث والسماح بالتظاهر السلمي.
وأعلنت دمشق في وقت سابق موافقتها على الخطة في ظل تشكيك من المعارضة السورية والدول الغربية بالتزامها بتنفيذها.
المجلس الوطني السوري يدعو لحماية المدنيين
من جهة أخرى، أدان المجلس الوطني السوري المعارض "المجازر الوحشية التي
ارتكبها النظام منذ إعلانه قبول خطة" المبعوث الدولي كوفي أنان ومواصلة نشر
قواته في المناطق التي تشهد احتجاجات، داعيا إلى قرار في مجلس الأمن تحت
البند السابع لحماية المدنيين.
من جهته، أكد قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد التزامه بخطة أنان
لكنه أضاف أنه ليس عليه تقديم ضمانات إلى النظام السوري بل إلى الأسرة
الدولية.
قلق تركي من استمرار تدفق اللاجئين
وأعربت تركيا عن قلقها إزاء دفق اللاجئين السوريين إلى أراضيها حيث فاق
عددهم 24500 شخصا وهددت باتخاذ "إجراءات" أن لو يوقف نظام دمشق أعمال العنف
مع حلول موعد انتهاء المهلة التي حددتها الأمم المتحدة الثلاثاء.
وتداولت الصحف التركية عدة سيناريوهات ولا سيما إنشاء منطقة عازلة على
طول الحدود. لكن هذا الخيار الذي يتطلب عمل قوات من تركيا أو دول أخرى في
الأراضي السورية يعني تدويل النزاع في منطقة تشهد أصلا توترا حادا.
بلجيكا تدعو لتدخل إنساني
من جهته، أشار وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز إلى أن تدخلا
إنسانيا ميدانيا بحماية عسكرية سيكون ضروريا في سورية إذا استمرت
"الممارسات الوحشية" لنظام بشار الأسد.
وأضاف: "هناك خطة مطروحة مع مهلة تنتهي في 10 أبريل/ نيسان". وقال: "إذا
لم يتم الالتزام بالخطة فعلينا الانتقال إلى المرحلة التالية".
وشدد على أن "تدخلا إنسانيا سيصبح ضروريا وسيفترض تواجدا عسكريا مسلحا".
وشددت ألمانيا على "توقف العنف في موعد أقصاه العاشر من أبريل/ نيسان".
وأعلنت وزارة الخارجية أن "لا بد من السماح بوصول الناس إلى مساعدات
إنسانية ويجب أن تتحقق الأسرة الدولية من ذلك".
البابا يدعو إلى وقف العنف
ودعا البابا بنديكتوس السادس عشر بمناسبة عيد الفصح الأحد إلى وقف أعمال
العنف في سورية وقال "فلتتوقف إراقة الدماء وليتبع طريق الاحترام والحوار
والمصالحة كما تتمناه الأسرة الدولية".
وأضاف: "فليجد اللاجئون الكثر الوافدون من هذه البلاد ويحتاجون مساعدات إنسانية حسن الاستقبال والتضامن".