تابع -----(بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد البيعة على الجهاد إذا غاب عنها إمام البلاد وانه ماضي إلى الأبد)
قال الإمام البغوى في شرح السنة إن الأمور الموكلة إلى الأئمة إذا غابوا عنها فإنه يتولاها من وجد من المسلمين من غير إمرة من الأئمة والخلفاء )ويجوز أن يبايع غير الإمام على الجهاد في هذه الحالة والدليل قال رسول الله عن حصار الدجال(يولي الدجال قبل الشام حتى يأتي بعض جبال الشام فيحاصرهم وبقية المسلمين يومئذ معتصمون بذروة جبل من جبال الشام فيحاصرهم الدجال نازلا بأصله حتى إذا طال عليهم البلاء قال رجل من المسلمين : يا معشر المسلمين حتى متى أنتم هكذا وعدو الله نازل بأرضكم هكذا هل أنتم إلا بين إحدى الحسنيين بين أن يستشهدكم الله أو يظهركم فيبايعون على الموت بيعة يعلم الله أنها الصدق من أنفسهم )صححه الألباني في قصة الدجال وهذا دليل على جواز المبايعة لمن طلب البيعة للجهاد في نصرة الله أو لشهادة من غير ولي الأمر كما فعل المسلمون ببيعة ذاك الرجل على جهاد الدجال وان البيعة على الجهاد ماض في موضعه إلى يوم القيامة قال الإمام ابن قدامه في المغنى فإن عدم الإمام لم يؤخر الجهاد لأن مصلحته تفوت بتأخيره وإن حصلت غنيمة قسمها أهلها على موجب الشرع) ولذلك لما أغار الكفار على لقاح النبي فصادفهم سلمه بن الأكوع خارجاً من المدينة، تبعهم فقاتلهم لوحده من غير إذن، فمدحه النبي ،و قال:"خير رجالنا سلمه بن الأكوع" وأعطاه سهم فارس وراجل" مع ملاحظة بأن جهاد الطلب فرض كفاية وهو جهاد إبلاغ الإسلام ونشره، وحفظ حرماته والدعوة.إليه لحديث ابن عباس قال رسول الله (يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفاً ينصرون الله ورسوله هم خير من بيني وبينهم )صححه الألباني في الصحيحة ويكون بشرط وهي أن لا يقل الجيش عن اثنا عشر إلف مع وجود القوة الإيمانية والمادية والقدرة حسب الاستطاعة ويكون أولا بمواجهة العدو الأقرب فالأقرب الذي يلي المسلمين قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظه وعلموا أن الله مع المتقين) يلونكم أي الذي يليكم وبشرط إذا أقدموا على الجهاد ألا يتولوا مدبرين قال تعالى (ومن يولهم يؤمئذ دبره إلا متحرف إلى قتال أو متحيز إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) ولابد فيه من إذن الوالدين أمّا جهاد الدفع فلا يشترط فيه شروط جهاد الطلب وجهاد الدفع هو أن يحتل العدو بلاد المسلمين أو بعضه كما هو اليوم في فلسطين والأفغان والعراق.و يتعين جهاد الدفع في مواضع أحدها: على من حضر المعركة ولو لم يحضر للقتال الموضع الثاني: إذا داهم العدو بلداً آمنا من بلاد المسلمين وجب على أهل ذلك البلد أن يخرجوا للقتال فهذا لاختلاف فيه بل يجب على البلاد المحتلة أن يخرج كل الناس للقتال سواء كانوا من الرجال أو النساء أو الأطفال أو الشيوخ و يحق للمرأة أن تخرج بدون إذن من زوجها و يحق للخادم أو العبد أن يخرج بدون إذن سيدة ، كما يحق للصبي أن يخرج للجهاد بدون إذن من أبوية فإذا لم يخرجوا كان فرض واجب على لبلاد المسلمة القريبة عن البلد المحتلة على الكل القتال حتى إذا لم يحدو أسلحة فيمكنهم القتال بعصا أو بالحجارة فإذا خرجوا سقط عن البعض وكان فرض كفاية وان لم يخرجوا وجب على المسلمين ما عدا النساء والأطفال الموضع الثالث: إذا أستنفر الإمام قوماَ أو عين أشخاصاً لان البيعة على الجهاد مستمر لا يبطله جور جائر أو عدل عادل فعن سلمه بن نفيل قال كنت جالسا عند رسول الله فقال رجل يا رسول الله أذال الناس الخيل ووضعوا السلاح وقالوا لا جهاد قد وضعت الحرب أوزارها فأقبل رسول الله بوجهه وقال : كذبوا الآن جاء القتال ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق ويزيغ الله لهم قلوب أقوام ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة وحتى يأتي وعد الله والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) أذال معنى أهان وتركوا وفي رواية أحرى في الصحيحة قال (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الناس يزيغ الله قلوب أقوام يقاتلونهم، و يرزقهم الله منهم حتى يأتي أمر الله عز وجل و هم على ذلك ألا إن عقر دارا لمؤمنين الشام ) وقال رسول الله " لا تزال من أمتي عصابة قوامة على أمر الله عز وجل لا يضرها من خالفها تقاتل أعداءها كلما ذهب حرب نشب حرب قوم آخرين يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منهم حتى تأتيهم الساعة) فمعنى هذه الأحاديث استمرار الجهاد بجميع أنواعه، جهاد طلب ودفع في كل زمان، وأن المسلمين لا ينقطعون عنه إلى قيام الساعة،وأفضل الجهاد في الحرب هو الرباط كما قال رسول الله (أول هذا الأمر نبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملكاً ورحمة، ثم إمارة ورحمة ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر، فعليكم، بالجهاد، وإن أفضل جهادكم الرباط، وإن أفضل رباطكم عسقلان) صححه الألباني في الصحيحة" (3270) فإذا لم يمض السلطان على الجهاد وعرض عن حماية المقدسات ولم يقم به فأن يقوم من ينوب عنهم قال ابن كثير في التهابه 15/14 عن شيخ الإسلام بن تيميه وقال لهم يعنى للسلطان ومن معه إن كنتم أعرضتم عن الشام وحمايته أقمنا له سلطاناً يحوطه محمية ويستغله في زمن الأمن)وعن عوف بن مالك قال بَعَثَ النَّبِيُّ سَرِيَّةً فَسَلَحْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ سَيْفًا فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لَوْ رَأَيْتَ مَا لامَنَا رَسُولُ قَالَ أَعَجَزْتُمْ إِذْ بَعَثْتُ رَجُلًا مِنْكُمْ فَلَمْ يَمْضِ لِأَمْرِي أَنْ تَجْعَلُوا مَكَانَهُ مَنْ يَمْضِي لِأَمْرِي(صحيح أبي داود للألباني أي ْ بعثته لِلجهاد وَلَمْ يَمْضِ فعَصَانِي اعْزِلُوهُ وجعلوا مكانه من يتبع السنة اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزم أعداء الإسلام، واجعل ، واجعل تدميرهم في تدبيرهم، وأرنا فيهم آيات قدرتك، ودلائك قوتك، وانصر اللهم الإسلام والمسلمين في
كل مكان