قصص من أشخاص أضطهدوا و عذبوا في السجون السورية
التعذيب في السجون السورية ، مع أحمد أبو صالح
في برنامج شاهد على العصر " حزب البعث السوري "
التعذيب في سجون بشار الأسد
التعذيب في سجون نظام بشار الجحش
يقول الصحفي ياسر الزعاترة :
حدثني مناضل شيوعي تحول لاحقا إلى الإسلام كيف أنه بعد أن أمضى أكثر من
عشر سنوات في سجون بلد عربي خلال الخمسينيات والستينيات، كان قد عزم على
كتابة فصول تجربته في السجن، لكنه بعد لقاءات في بيروت مع عدد من الذين
مروا بتجربة السجون السورية والعراقية، قرر ألا يفعل، فقد وجد أنه وأصحابه
كانوا في فنادق مريحة قياسا بمعتقلي البلدين.
قبل عامين التقينا وعدد من الأصدقاء بطبيب من ضحايا حقبة حافظ الأسد؛
حيث أمضى فيها عشرين عاما كان الجزء الأكبر منها في سجن تدمر، فسرد علينا
الرجل شهادات تشيب لهولها الولدان تبدو أكثر فظاعة بكثير مما رواه
عبدالرحمن منيف في روايته الشهيرة «شرق المتوسط». وقد كتب بعضها في كتب
وأعمال روائية آخرها رواية «القوقعة» التي صدرت عن دار الآداب في بيروت
وتحكي قصة شاب مسيحي يعتقل لدى عودته من فرنسا بتهمة الانتماء لجماعة
الإخوان المسلمين ويقضي في سجون النظام 15 عاما.
اليوم، ثمة جانب لم يكشف بعد من فظاعات مرحلة بشار الأسد التي نعيشها
هذه الأيام (قليل منها كان سابقا على الثورة، وقلتها تنبع من سيطرة النظام
على البلد بسطوة الرعب وليس بسبب اختلاف النهج)، ففي حين نسمع يوميا عن
فصول القتل والتدمير التي تنفذها عصابات النظام، فإن فصولا أخرى ستروى
لاحقا (قليل منها سيروى هذه الأيام) من بعض من مروا بتجربة السجون
والمعتقلات التي تزدحم منذ شهور طويلة بعشرات الآلاف من البشر في سياق من
مساعي وأد الثورة السورية التي دخلت عامها الثاني بإصرار عجيب.
بعض أشكال التعذيب رواها عدد ممن خرجوا من تلك المعتقلات لمراسلين
صحافيين غربيين، ولنا أن نتخيل أن هؤلاء الذين خرجوا ينتمون إلى فئة الأقل
«جرما» بنظر جلاوزة النظام، لكن الآخرين الأكثر نشاطا في الثورة لا يزالون
قيد الاعتقال، ومنهم من قضى نحبه تحت التعذيب.
يتحدث بعض الخارجين من مسالخ التعذيب عن «السرير الحديدي»، ويتمثل بحسب
وصف عامل في شركة هواتف اسمه شادي في ربط المعتقل بأحزمة مثبتة على كل طرف
من أطرافه، وشريط جلدي آخر لتثبيت الرأس. بعد ذلك يجري تعريض السجين الممدد
على وجهه لتيار كهربائي يسري في كل أنحاء جسده (السرير مربوط بمولد
كهربائي). وتستمر كل جلسة بحسب شادي الذي تحدث لصحيفة «تايمز» لمدة تتراوح
ما بين ثلاث إلى أربع ساعات، يجري تعريضه خلالها لصعقات كهربائية تستمر
الواحدة منها في حدود النصف دقيقة. شادي قال إنه تمنى من قسوة التعذيب لو
قتله المحققون كما قتلوا والده من قبل.
وتقول الصحيفة: إن شهادة شادي الذي قضى 46 يوما في سجن بشمال إدلب هي
واحدة من عدد من الشهادات التي جمعتها من ناجين من التعذيب هربوا إلى
تركيا. ويقول ناجون آخرون إن بعض السجناء يتم ليُّ ظهورهم للخلف، وبعضهم
تعرضوا لقرص وجوههم باستخدام كماشة حديدية، وكل من التقت بهم الصحيفة مروا
بتجربة «الشبح» من أيديهم لساعات مع الجلد بالعصي والأنابيب البلاستيكية.
وتحدث الشهود عن المعتقلين الذين قضوا نحبهم في الزنازين المزدحمة
بالبشر (300 إلى 400 في الزنزانة الواحدة) بسبب التعذيب المفرط. وقد استشهد
أحدهم بعد أن أدخل المحققون أنبوب ضغط هواء في مؤخرته.
تشير هذه الوقائع إلى تعويل النظام على إجهاض الثورة عبر هذه الممارسات،
في محاكاة لتجربة (الوالد) في إسكات سائر الأصوات المعارضة خلال
الثمانينيات، وبالطبع إلى جانب الوسائل الأمنية الأخرى من قتل واغتيال، مع
قدر هائل من الدعاية السياسية والإعلامية.
ما لا يريد النظام أن يفهمه هو أن هذه المرحلة تختلف كثيرا عن المراحل
السابقة، وأن الشعب الذي خرج يطلب الحرية لن يتراجع عن مطلبه، وأن فضائح
التعذيب هذه لن تلبث أن تخرج للعلن تباعا حتى يعرف القاصي والداني أي نظام
مجرم هذا الذي يواجهه السوريون العزل بلحمهم الحي وإمكاناتهم المحدودة.
هذه المرة لن تمر جرائم النظام دون عقاب، وهؤلاء الذي يذوقون الأهوال لن
يستسلموا، ولن يتمكن النظام من إلقاء الرعب في نفوس البقية، بل إن هذه
القصص ستدفع الآخرين إلى تفضيل الشهادة في المواجهة على دخول الزنازين
والتعرض لمثل هذه الفظاعات.
لقد فقد هذا النظام كل شرعية سياسية وأخلاقية، وهو ساقط لا محالة، ومن
يغطون جرائمه عبر تبريرات بائسة هم شركاء له في الجريمة، سواءً كانوا من
أزلامه المباشرين، أم من أولئك الذين لا يتوقفون عن إدانة الشعب وثورته،
مقابل منح النظام شهادات المقاومة والممانعة، مع حديث ممل عن «المؤامرة»
الدولية عليه!!
التعذيب في السجون السورية ، مع أحمد أبو صالح
في برنامج شاهد على العصر " حزب البعث السوري "
التعذيب في سجون بشار الأسد
التعذيب في سجون نظام بشار الجحش
يقول الصحفي ياسر الزعاترة :
حدثني مناضل شيوعي تحول لاحقا إلى الإسلام كيف أنه بعد أن أمضى أكثر من
عشر سنوات في سجون بلد عربي خلال الخمسينيات والستينيات، كان قد عزم على
كتابة فصول تجربته في السجن، لكنه بعد لقاءات في بيروت مع عدد من الذين
مروا بتجربة السجون السورية والعراقية، قرر ألا يفعل، فقد وجد أنه وأصحابه
كانوا في فنادق مريحة قياسا بمعتقلي البلدين.
قبل عامين التقينا وعدد من الأصدقاء بطبيب من ضحايا حقبة حافظ الأسد؛
حيث أمضى فيها عشرين عاما كان الجزء الأكبر منها في سجن تدمر، فسرد علينا
الرجل شهادات تشيب لهولها الولدان تبدو أكثر فظاعة بكثير مما رواه
عبدالرحمن منيف في روايته الشهيرة «شرق المتوسط». وقد كتب بعضها في كتب
وأعمال روائية آخرها رواية «القوقعة» التي صدرت عن دار الآداب في بيروت
وتحكي قصة شاب مسيحي يعتقل لدى عودته من فرنسا بتهمة الانتماء لجماعة
الإخوان المسلمين ويقضي في سجون النظام 15 عاما.
اليوم، ثمة جانب لم يكشف بعد من فظاعات مرحلة بشار الأسد التي نعيشها
هذه الأيام (قليل منها كان سابقا على الثورة، وقلتها تنبع من سيطرة النظام
على البلد بسطوة الرعب وليس بسبب اختلاف النهج)، ففي حين نسمع يوميا عن
فصول القتل والتدمير التي تنفذها عصابات النظام، فإن فصولا أخرى ستروى
لاحقا (قليل منها سيروى هذه الأيام) من بعض من مروا بتجربة السجون
والمعتقلات التي تزدحم منذ شهور طويلة بعشرات الآلاف من البشر في سياق من
مساعي وأد الثورة السورية التي دخلت عامها الثاني بإصرار عجيب.
بعض أشكال التعذيب رواها عدد ممن خرجوا من تلك المعتقلات لمراسلين
صحافيين غربيين، ولنا أن نتخيل أن هؤلاء الذين خرجوا ينتمون إلى فئة الأقل
«جرما» بنظر جلاوزة النظام، لكن الآخرين الأكثر نشاطا في الثورة لا يزالون
قيد الاعتقال، ومنهم من قضى نحبه تحت التعذيب.
يتحدث بعض الخارجين من مسالخ التعذيب عن «السرير الحديدي»، ويتمثل بحسب
وصف عامل في شركة هواتف اسمه شادي في ربط المعتقل بأحزمة مثبتة على كل طرف
من أطرافه، وشريط جلدي آخر لتثبيت الرأس. بعد ذلك يجري تعريض السجين الممدد
على وجهه لتيار كهربائي يسري في كل أنحاء جسده (السرير مربوط بمولد
كهربائي). وتستمر كل جلسة بحسب شادي الذي تحدث لصحيفة «تايمز» لمدة تتراوح
ما بين ثلاث إلى أربع ساعات، يجري تعريضه خلالها لصعقات كهربائية تستمر
الواحدة منها في حدود النصف دقيقة. شادي قال إنه تمنى من قسوة التعذيب لو
قتله المحققون كما قتلوا والده من قبل.
وتقول الصحيفة: إن شهادة شادي الذي قضى 46 يوما في سجن بشمال إدلب هي
واحدة من عدد من الشهادات التي جمعتها من ناجين من التعذيب هربوا إلى
تركيا. ويقول ناجون آخرون إن بعض السجناء يتم ليُّ ظهورهم للخلف، وبعضهم
تعرضوا لقرص وجوههم باستخدام كماشة حديدية، وكل من التقت بهم الصحيفة مروا
بتجربة «الشبح» من أيديهم لساعات مع الجلد بالعصي والأنابيب البلاستيكية.
وتحدث الشهود عن المعتقلين الذين قضوا نحبهم في الزنازين المزدحمة
بالبشر (300 إلى 400 في الزنزانة الواحدة) بسبب التعذيب المفرط. وقد استشهد
أحدهم بعد أن أدخل المحققون أنبوب ضغط هواء في مؤخرته.
تشير هذه الوقائع إلى تعويل النظام على إجهاض الثورة عبر هذه الممارسات،
في محاكاة لتجربة (الوالد) في إسكات سائر الأصوات المعارضة خلال
الثمانينيات، وبالطبع إلى جانب الوسائل الأمنية الأخرى من قتل واغتيال، مع
قدر هائل من الدعاية السياسية والإعلامية.
ما لا يريد النظام أن يفهمه هو أن هذه المرحلة تختلف كثيرا عن المراحل
السابقة، وأن الشعب الذي خرج يطلب الحرية لن يتراجع عن مطلبه، وأن فضائح
التعذيب هذه لن تلبث أن تخرج للعلن تباعا حتى يعرف القاصي والداني أي نظام
مجرم هذا الذي يواجهه السوريون العزل بلحمهم الحي وإمكاناتهم المحدودة.
هذه المرة لن تمر جرائم النظام دون عقاب، وهؤلاء الذي يذوقون الأهوال لن
يستسلموا، ولن يتمكن النظام من إلقاء الرعب في نفوس البقية، بل إن هذه
القصص ستدفع الآخرين إلى تفضيل الشهادة في المواجهة على دخول الزنازين
والتعرض لمثل هذه الفظاعات.
لقد فقد هذا النظام كل شرعية سياسية وأخلاقية، وهو ساقط لا محالة، ومن
يغطون جرائمه عبر تبريرات بائسة هم شركاء له في الجريمة، سواءً كانوا من
أزلامه المباشرين، أم من أولئك الذين لا يتوقفون عن إدانة الشعب وثورته،
مقابل منح النظام شهادات المقاومة والممانعة، مع حديث ممل عن «المؤامرة»
الدولية عليه!!