يتوقف
نجاح او فشل خطة كوفي عنان للسلام في سوريا الى حد كبير على مدى استعداد
روسيا لمواصلة الضغط على حكومة تصر موسكو على حمايتها من الدعوات الى
“تغيير النظام”.
واذا لم يلتزم الرئيس السوري بشار الاسد التزاما كاملا كما هو متوقع
بمهلة تنتهي في العاشر من ابريل نيسان لوقف العمليات العسكرية وسحب جيشه من
المراكز المأهولة سيستمر عنان -كما يقول دبلوماسيون من الامم المتحدة- في
حث روسيا والصين على مساعدته في الضغط على دمشق لانهاء الصراع الممتد منذ
عام.
وقال الامين العام السابق للامم المتحدة الذي اصبح الان مبعوثا للامم
المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا أمام مجلس الامن الدولي المكون من
15 دولة يوم الاثنين ان الحكومة السورية وافقت للمرة الاولى على موعد نهائي
لوقف القتال بحلول العاشر من ابريل يعقبها وقف عمليات مقاتلي المعارضة في
غضون 48 ساعة.
ويأمل المجلس في اقرار الموعد النهائي رسميا قريبا.
كانت روسيا قد أيدت المهلة وقالت ان على حكومة الاسد أن تتخذ الخطوة
الاولى نحو وقف اطلاق النار. وفي حين تعارض موسكو بشدة التدخل الخارجي في
الصراع السوري يقول دبلوماسيون ومراقبون ان موقفها تغير نحو ممارسة مزيد من
الضغط على دمشق.
ويكاد لا يكون هناك مسؤول او دبلوماسي بالامم المتحدة في نيويورك يصدق
أن الاسد سيلتزم بما وعد به لانه لم ينفذ وعودا سابقة بوقف الهجمات على
المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية ومقاتلي المعارضة.
وتحدثت مندوبة الولايات المتحدة بالامم المتحدة سوزان رايس رئيسة مجلس
الامن الدولي لهذا الشهر عن أجواء التشكك التي تخيم على القوى الغربية
بالمجلس حين قالت للصحفيين يوم الثلاثاء “تشعر الولايات المتحدة بالقلق
وبالتشكك الشديد في أن حكومة سوريا ستفي فجأة بالتزاماتها.”
وأضافت “واذا لم تفعل فاننا سنتشاور بالتأكيد مع زملائنا في مجلس الامن بشأن الخطوات التالية الملائمة.”
ولكن ماذا يمكن أن تكون هذه “الخطوات التالية”.. نظريا يمكن أن يفرض
المجلس عقوبات على دمشق او حتى يعطي تفويضا بالتدخل العسكري لحماية
المدنيين السوريين مثلما فعل العام الماضي مع ليبيا وساحل العاج.
لكن روسيا -وكذلك الصين- أوضحت معارضتها لفرض عقوبات من الامم المتحدة
وقالت انها لن تؤيد ابدا استخدام القوة العسكرية للاطاحة بالحكومة السورية.
واستخدمت الدولتان حق النقض (الفيتو) ضد مشروعي قرارين يدينان العمليات
العسكرية السورية على المحتجين ويلمحان الى احتمال فرض عقوبات.
لكن اذا رفع عنان تقريرا للمجلس قال فيه ان الاسد لم يلتزم بالموعد
النهائي وحثه على تمرير قرار للضغط على دمشق لتنفيذ خطة السلام المكونة من
ست نقاط فسيكون من الصعب على روسيا تجاهل هذا الطلب.
وتدعو خطة عنان الى وقف القتال وبدء حوار بين الحكومة والمعارضة بهدف
بدء “انتقال سياسي.” لكنها لا تتضمن ما تحملة خطة للجامعة العربية تدعو
الاسد للتنحي وهو اقتراح ترفضه دمشق وموسكو بشدة.
وأعداد القتلى في سوريا في تزايد مستمر. وتقول الامم المتحدة ان الجيش
السوري قتل اكثر من تسعة الاف شخص بينما تنحي دمشق باللائمة على “جماعات
مسلحة” في مقتل نحو ثلاثة الاف من قوات الامن.
واتهم نشطاء من المعارضة القوات السورية بقصف مدينتين يوم الثلاثاء في
حملة لاضعاف القوات التي تقاتل حكومة الاسد قبل حلول الموعد النهائي لوقف
اطلاق النار. وواصل مقاتلو المعارضة هجماتهم فقتلوا ثلاثة جنود في وقائع
منفصلة بشمال سوريا.
ووجهت روسيا الاتهام للولايات المتحدة واوروبا مرارا بخداعها في مارس
اذار 2011 لتمتنع عن التصويت في مجلس الامن الدولي على التفويض باستخدام
القوة العسكرية لحماية المدنيين الليبيين وذلك حتى يتمكن حلف شمال الاطلسي
من اسقاط الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال دبلوماسي غربي كبير “روسيا لديها ثلاثة أهداف في الوقت الحالي…
معاقبة الغرب على ليبيا واظهار أنها قوة دبلوماسية لا يمكن تجاهلها وحماية
قاعدتها البحرية في سوريا. هذه الاهداف الثلاثة مهمة للغاية.”
لكن روسيا التي ليس لها أي قواعد بحرية خارج الاتحاد السوفيتي السابق
الا في سوريا تزداد احباطا ازاء دمشق وفشلها في انهاء الانتفاضة التي تفجرت
منذ أكثر من عام بل واتسعت لدرجة جعلت البلاد على شفا حرب أهلية.
وقال دبلوماسي بالامم المتحدة طلب عدم نشر اسمه ويتابع الملف السوري عن
كثب انه حدث “تغير كبير في الموقف الروسي. من الواضح جدا أنهم ضاقوا ذرعا
بمراوغة وعناد النظام السوري.”
ووصف مسؤول أمريكي كبير تأييد موسكو للموعد النهائي بأنه “تحول مهم”.
وقال المسؤول الامريكي ان هذا يمنع الاسد من كسب الوقت.
وقال عدة دبلوماسيين غربيين ان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أبلغ
عددا من نظرائه الاوروبيين في أحاديث خاصة بأنه ستتم الاطاحة بالاسد على
الارجح غير أن شخصية من دائرته العلوية المقربة ستتدخل وستبقي على سياسات
الاسد.
وقال دبلوماسي كبير “تعتقد روسيا أن تغيير النظام في سوريا سيؤدي الى
نظام اسلامي بعد اراقة الكثير من الدماء… انها تفضل الاحتفاظ بالحكومة
الحالية أو ما شابهها سواء بالاسد او بدونه.”
ويتفق جورجي ميرسكي الخبير الروسي في شؤون الشرق الاوسط مع وجهة النظر
هذه. وقال ان موسكو تأمل أن يستمر الاسد في الحكم لكنها لا تضع رهانها على
حصان واحد استعدادا لاي نتيجة ولتحسين صورتها والاحتفاظ بنفوذها
الدبلوماسي.
وأضاف أن دعم روسيا لخطة السلام التي اقترحها عنان ولمطلب أن تتخذ
القوات الحكومية اولى خطوات وقف اطلاق النار لا يعني أن موسكو تخلت عن
الاسد او أنها ستضغط عليه لينسحب من المناطق التي يمكن أن تسقط تحت سيطرة
خصومه.
وأضاف ميرسكي كبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية
بموسكو “بالطبع روسيا تريد أن تبقى حكومة الاسد لكنها ليست واثقة من
استمراره.”
ومضى يقول “لو سألت مسؤولا روسيا منذ بضعة أسابيع لقال لك ان الامر
سينتهي قريبا بلا شك وان التمرد سيسحق. أما الان فهم ليسوا بهذا القدر من
اليقين.”
وأضاف “ثم أن السلطات الروسية حريصة على أن ينظر اليها باعتبارها حليفة للرأي العام العالمي وشريكة لكوفي عنان.”
لويس شاربونو – رويترز
نجاح او فشل خطة كوفي عنان للسلام في سوريا الى حد كبير على مدى استعداد
روسيا لمواصلة الضغط على حكومة تصر موسكو على حمايتها من الدعوات الى
“تغيير النظام”.
واذا لم يلتزم الرئيس السوري بشار الاسد التزاما كاملا كما هو متوقع
بمهلة تنتهي في العاشر من ابريل نيسان لوقف العمليات العسكرية وسحب جيشه من
المراكز المأهولة سيستمر عنان -كما يقول دبلوماسيون من الامم المتحدة- في
حث روسيا والصين على مساعدته في الضغط على دمشق لانهاء الصراع الممتد منذ
عام.
وقال الامين العام السابق للامم المتحدة الذي اصبح الان مبعوثا للامم
المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا أمام مجلس الامن الدولي المكون من
15 دولة يوم الاثنين ان الحكومة السورية وافقت للمرة الاولى على موعد نهائي
لوقف القتال بحلول العاشر من ابريل يعقبها وقف عمليات مقاتلي المعارضة في
غضون 48 ساعة.
ويأمل المجلس في اقرار الموعد النهائي رسميا قريبا.
كانت روسيا قد أيدت المهلة وقالت ان على حكومة الاسد أن تتخذ الخطوة
الاولى نحو وقف اطلاق النار. وفي حين تعارض موسكو بشدة التدخل الخارجي في
الصراع السوري يقول دبلوماسيون ومراقبون ان موقفها تغير نحو ممارسة مزيد من
الضغط على دمشق.
ويكاد لا يكون هناك مسؤول او دبلوماسي بالامم المتحدة في نيويورك يصدق
أن الاسد سيلتزم بما وعد به لانه لم ينفذ وعودا سابقة بوقف الهجمات على
المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية ومقاتلي المعارضة.
وتحدثت مندوبة الولايات المتحدة بالامم المتحدة سوزان رايس رئيسة مجلس
الامن الدولي لهذا الشهر عن أجواء التشكك التي تخيم على القوى الغربية
بالمجلس حين قالت للصحفيين يوم الثلاثاء “تشعر الولايات المتحدة بالقلق
وبالتشكك الشديد في أن حكومة سوريا ستفي فجأة بالتزاماتها.”
وأضافت “واذا لم تفعل فاننا سنتشاور بالتأكيد مع زملائنا في مجلس الامن بشأن الخطوات التالية الملائمة.”
ولكن ماذا يمكن أن تكون هذه “الخطوات التالية”.. نظريا يمكن أن يفرض
المجلس عقوبات على دمشق او حتى يعطي تفويضا بالتدخل العسكري لحماية
المدنيين السوريين مثلما فعل العام الماضي مع ليبيا وساحل العاج.
لكن روسيا -وكذلك الصين- أوضحت معارضتها لفرض عقوبات من الامم المتحدة
وقالت انها لن تؤيد ابدا استخدام القوة العسكرية للاطاحة بالحكومة السورية.
واستخدمت الدولتان حق النقض (الفيتو) ضد مشروعي قرارين يدينان العمليات
العسكرية السورية على المحتجين ويلمحان الى احتمال فرض عقوبات.
لكن اذا رفع عنان تقريرا للمجلس قال فيه ان الاسد لم يلتزم بالموعد
النهائي وحثه على تمرير قرار للضغط على دمشق لتنفيذ خطة السلام المكونة من
ست نقاط فسيكون من الصعب على روسيا تجاهل هذا الطلب.
وتدعو خطة عنان الى وقف القتال وبدء حوار بين الحكومة والمعارضة بهدف
بدء “انتقال سياسي.” لكنها لا تتضمن ما تحملة خطة للجامعة العربية تدعو
الاسد للتنحي وهو اقتراح ترفضه دمشق وموسكو بشدة.
وأعداد القتلى في سوريا في تزايد مستمر. وتقول الامم المتحدة ان الجيش
السوري قتل اكثر من تسعة الاف شخص بينما تنحي دمشق باللائمة على “جماعات
مسلحة” في مقتل نحو ثلاثة الاف من قوات الامن.
واتهم نشطاء من المعارضة القوات السورية بقصف مدينتين يوم الثلاثاء في
حملة لاضعاف القوات التي تقاتل حكومة الاسد قبل حلول الموعد النهائي لوقف
اطلاق النار. وواصل مقاتلو المعارضة هجماتهم فقتلوا ثلاثة جنود في وقائع
منفصلة بشمال سوريا.
ووجهت روسيا الاتهام للولايات المتحدة واوروبا مرارا بخداعها في مارس
اذار 2011 لتمتنع عن التصويت في مجلس الامن الدولي على التفويض باستخدام
القوة العسكرية لحماية المدنيين الليبيين وذلك حتى يتمكن حلف شمال الاطلسي
من اسقاط الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال دبلوماسي غربي كبير “روسيا لديها ثلاثة أهداف في الوقت الحالي…
معاقبة الغرب على ليبيا واظهار أنها قوة دبلوماسية لا يمكن تجاهلها وحماية
قاعدتها البحرية في سوريا. هذه الاهداف الثلاثة مهمة للغاية.”
لكن روسيا التي ليس لها أي قواعد بحرية خارج الاتحاد السوفيتي السابق
الا في سوريا تزداد احباطا ازاء دمشق وفشلها في انهاء الانتفاضة التي تفجرت
منذ أكثر من عام بل واتسعت لدرجة جعلت البلاد على شفا حرب أهلية.
وقال دبلوماسي بالامم المتحدة طلب عدم نشر اسمه ويتابع الملف السوري عن
كثب انه حدث “تغير كبير في الموقف الروسي. من الواضح جدا أنهم ضاقوا ذرعا
بمراوغة وعناد النظام السوري.”
ووصف مسؤول أمريكي كبير تأييد موسكو للموعد النهائي بأنه “تحول مهم”.
وقال المسؤول الامريكي ان هذا يمنع الاسد من كسب الوقت.
وقال عدة دبلوماسيين غربيين ان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أبلغ
عددا من نظرائه الاوروبيين في أحاديث خاصة بأنه ستتم الاطاحة بالاسد على
الارجح غير أن شخصية من دائرته العلوية المقربة ستتدخل وستبقي على سياسات
الاسد.
وقال دبلوماسي كبير “تعتقد روسيا أن تغيير النظام في سوريا سيؤدي الى
نظام اسلامي بعد اراقة الكثير من الدماء… انها تفضل الاحتفاظ بالحكومة
الحالية أو ما شابهها سواء بالاسد او بدونه.”
ويتفق جورجي ميرسكي الخبير الروسي في شؤون الشرق الاوسط مع وجهة النظر
هذه. وقال ان موسكو تأمل أن يستمر الاسد في الحكم لكنها لا تضع رهانها على
حصان واحد استعدادا لاي نتيجة ولتحسين صورتها والاحتفاظ بنفوذها
الدبلوماسي.
وأضاف أن دعم روسيا لخطة السلام التي اقترحها عنان ولمطلب أن تتخذ
القوات الحكومية اولى خطوات وقف اطلاق النار لا يعني أن موسكو تخلت عن
الاسد او أنها ستضغط عليه لينسحب من المناطق التي يمكن أن تسقط تحت سيطرة
خصومه.
وأضاف ميرسكي كبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية
بموسكو “بالطبع روسيا تريد أن تبقى حكومة الاسد لكنها ليست واثقة من
استمراره.”
ومضى يقول “لو سألت مسؤولا روسيا منذ بضعة أسابيع لقال لك ان الامر
سينتهي قريبا بلا شك وان التمرد سيسحق. أما الان فهم ليسوا بهذا القدر من
اليقين.”
وأضاف “ثم أن السلطات الروسية حريصة على أن ينظر اليها باعتبارها حليفة للرأي العام العالمي وشريكة لكوفي عنان.”
لويس شاربونو – رويترز