انعكاس الموازين وتبدل
القيم
لطالما قرأنا وسمعنا عن عادات العرب القديمة
ألأصيلة , حيث اشتهر العرب بصفات , لا يزالون يفتخرون بها ويمجدونها , لأنها رمزا لعزتهم وكرامتهم , وسر
بقاءهم وتفاضلهم بين الناس , فما اشتهر حاتم الطائي إلا بصفة الكرم والجود , وما
اشتهر عنتر بن شداد إلا بصفة الشجاعة والإقدام , حتى وصل الحال بهم أنهم يحموا من
لجأ إليهم دخيلا وإن كان قاتل أغلى ألأحباب , وتتورع العرب في ساحات الوغى عن قتل النساء والأطفال , والشيوخ الكبار ,
لأنها تعتبرها من خوارم المروءة , والرجال ألأبطال , وتلبي نداء المحتاج والمستغيث
وإن بعدت المسافات , وما قصة الخليفة المعتصم بالله مع المرأة المسلمة إلا خير
مثال على ذلك عندما أصابها ضيم فصرخت وا معتصماه فستجاب لها المعتصم وأرسل كتابا
إلى ملك عمورية وقال له أطلق سراح المرأة المسلمة وإلا أعددت لك جيشا أوله عندك
وآخره عندي هنا في بغداد , فأرتعد ملك عمورية خوفا وأطلق سراح المرأة فور استلامه
كتاب المعتصم ,وهكذا تهاب الرجال وإن بعدت المسافات ,أما في زماننا هذا فقد انعكست
الأمور وانقلبت فمن أكرم الناس وصنع لهم الطعام قالوا عنه سفيه لا يحسن التصرف
فيما رزقه الله , ومن كان شجاعا وصارع الطغاة ليسترد حق الفقراء قالوا عنه متهور
ومغرور أين هو من هؤلاء , ومن رحم النساء والأطفال والشيوخ الذين طعنهم طول العمر
في ألأبصار والظهور والأقدام , قالوا عنه جبان لا يقوى حتى على قتل الصغار , ومن
أستصرخ مستغيثا قالوا ما له يكثر العويل والصراخ , أما علم أن الصبر خير له من هذا
النداء , وما يحث في سوريا لهو اصدق دليل
على تغير الموازين وانعكاس القيم , فالنساء تغتصب وتقتل , والأطفال تباد بالمئات , ومن يطالب بالحرية يلقى القبض
عليه بتهمة ألإرهاب , ومن يحمل أغصان الزيتون قالوا هي جماعات مسلحة تريد خراب
البلاد , فهناك في سوريا الصغار والكبار والرجال والنساء تصرخ وتستغيث أنقذونا من
بطش الوحوش , أنقذونا من مصاصي الدماء , فلا من سامع أو مجيب , ولسان حالهم يقول
بقول الشاعر وكأنه يصفنا في هذا الزمان ,
أسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي
نارا لو نفخت بها اضاءت ولكن أنت تنفخ في رماد
فيا أهل سوريا اعذرونا فقد حق قول الشاعر
فينا
رب وا معتصماه انطلقت ملء افواه الصبايا
اليتم
لامست مسامعنا لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
وهذا اعتراف مني بذنبي وتقصيري ومن اعترف
بذنبه فلا ذنب عليه فلا تلوموني ............
ahsnemail@yahoo.com عقيل حامد
القيم
لطالما قرأنا وسمعنا عن عادات العرب القديمة
ألأصيلة , حيث اشتهر العرب بصفات , لا يزالون يفتخرون بها ويمجدونها , لأنها رمزا لعزتهم وكرامتهم , وسر
بقاءهم وتفاضلهم بين الناس , فما اشتهر حاتم الطائي إلا بصفة الكرم والجود , وما
اشتهر عنتر بن شداد إلا بصفة الشجاعة والإقدام , حتى وصل الحال بهم أنهم يحموا من
لجأ إليهم دخيلا وإن كان قاتل أغلى ألأحباب , وتتورع العرب في ساحات الوغى عن قتل النساء والأطفال , والشيوخ الكبار ,
لأنها تعتبرها من خوارم المروءة , والرجال ألأبطال , وتلبي نداء المحتاج والمستغيث
وإن بعدت المسافات , وما قصة الخليفة المعتصم بالله مع المرأة المسلمة إلا خير
مثال على ذلك عندما أصابها ضيم فصرخت وا معتصماه فستجاب لها المعتصم وأرسل كتابا
إلى ملك عمورية وقال له أطلق سراح المرأة المسلمة وإلا أعددت لك جيشا أوله عندك
وآخره عندي هنا في بغداد , فأرتعد ملك عمورية خوفا وأطلق سراح المرأة فور استلامه
كتاب المعتصم ,وهكذا تهاب الرجال وإن بعدت المسافات ,أما في زماننا هذا فقد انعكست
الأمور وانقلبت فمن أكرم الناس وصنع لهم الطعام قالوا عنه سفيه لا يحسن التصرف
فيما رزقه الله , ومن كان شجاعا وصارع الطغاة ليسترد حق الفقراء قالوا عنه متهور
ومغرور أين هو من هؤلاء , ومن رحم النساء والأطفال والشيوخ الذين طعنهم طول العمر
في ألأبصار والظهور والأقدام , قالوا عنه جبان لا يقوى حتى على قتل الصغار , ومن
أستصرخ مستغيثا قالوا ما له يكثر العويل والصراخ , أما علم أن الصبر خير له من هذا
النداء , وما يحث في سوريا لهو اصدق دليل
على تغير الموازين وانعكاس القيم , فالنساء تغتصب وتقتل , والأطفال تباد بالمئات , ومن يطالب بالحرية يلقى القبض
عليه بتهمة ألإرهاب , ومن يحمل أغصان الزيتون قالوا هي جماعات مسلحة تريد خراب
البلاد , فهناك في سوريا الصغار والكبار والرجال والنساء تصرخ وتستغيث أنقذونا من
بطش الوحوش , أنقذونا من مصاصي الدماء , فلا من سامع أو مجيب , ولسان حالهم يقول
بقول الشاعر وكأنه يصفنا في هذا الزمان ,
أسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي
نارا لو نفخت بها اضاءت ولكن أنت تنفخ في رماد
فيا أهل سوريا اعذرونا فقد حق قول الشاعر
فينا
رب وا معتصماه انطلقت ملء افواه الصبايا
اليتم
لامست مسامعنا لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
وهذا اعتراف مني بذنبي وتقصيري ومن اعترف
بذنبه فلا ذنب عليه فلا تلوموني ............
ahsnemail@yahoo.com عقيل حامد