تتمة ..... في الانقلاب و الثورة و تجديد أمر الإسلام
يزعم البعث المهرج و هو على كل حال ليس اكثر من قناع يتستر وراءه الفرع اللعين من الشيعة الصفوية من نصيرية و متاولة،،،أن في سوريا ثورة، و الثورة حماسة نفس مستنيرة بتدبير العقل و آراء الفكر، و ما يقوم به العصابة المجرمة النصيرية البعثية ليس سوى انقلاب وقائي ضد الشعب السوري، لوئد ثورته و بإذن الله تعالى لن تستطيع هذه العصابة أكثر من إعاقة الثورة و إطالة أمدها، مما يزيدها توهجا و عظمة و اقتدارا. لو كانت البعث ثوري و الدولة الساقطة في سوريا ثورية، لكان ممكنا القيام بثورة وقائية، أي إجراء إصلاحات جادة صادقة، و طرح مشاريع مقنعة، و ليس مسرحيات تهريج و إصلاح مفضوح كذبه و هزله دستوري و إعلامي و حزبي، و كان الأهم لو يتصدر جميع هذه الاصلاحات الترفية إصلاح اقتصادي لمعالجة مشكلة البطالة المتفشية، و مستوى الدخل المتدني، فإن العاطل على العمل يريد حرفة مستقلة أو شركة يتوظف أو يستخدم فيها و لس حزبا
ينتسب إليه، و جريدة يقرأها و طريقة في حكم البلد. و يريد أمانا عند التعبير عن رأيه أو يشكو سوء حاله، و ليس وسائل إعلام تهريجية.
.............................................................
الأسودان، التي تعني الماء و التمر، غير مذكور فيها لا تمر و لا ماء، و مثل كلمة القريتان، و هما مكة و الطائف، غير معروف بالكلمة المجملة واحدة من القريتين، و هذا النوع من المجمل على الأقل معلوم من الكلام شيء و هو عدد أجناسه، لكن نوع آخر من المجمل، مجهول حتى عدده،. قال تعالى: "وَ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَ آتُوا الزَّكَاةَوَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"، الصلاة قبل تفصيلها كلمة مجمل، و الزكاة قبل تفصيها كلمة مجمل أجناسها لا تحصى و كل جنس لا يحصى أنواعه، مثلا الزكاة في الحقوق المالية أي النقود نسبتها هي واحد من أربعين.. أي {2.5%}، و هذه نسبة من نسب لا تحصى من المائة، و الزكاة تتفرع إلى أجناس أخر، حتى المواهب فيها زكاة،
مثال... قال الأمير علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: ----
"لِكُلِّ شيء زَكَاةٌ وَ زَكَاةُ الْعَقْلِ احْتِمَالُ الْجُهَّالِ،"
"زكاة الجمال العفاف"،
"زكاة العلم نشره"،
"زَكَاةُ الْعِلْمِ بَذْلُهُ لِمُسْتَحِقِّهِ وَ إِجْهَادُ النَّفْسِ فِي الْعَمَلِ بِهِ"،
"زَكَاةُ الْجَاهِ بَذْلُهُ"،
"زَكَاةُ الصِّحَّةِ السَّعْيُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ".
و لمعرفة المقصود بالكلام من طبقة "المجمل" لا بد من الرجوع الى المتكلم
· طبقة "الخفي" من الكلام.... هو الكلام مذكور نوعه الذي يحتمل تغليبه على النوع المهمل ذكره، يقال مثلا العصران و و العشاءان و الأبوان، و الوالد و الولد، و المقصود العصر و الظهر، و المقصود المغرب و العشاء، و المقصود الأب و الأم، و المقصود بالوالد أيضا المرأة، و المقصود بالولد أيضا الأنثى.
· طبقة "الخفي" الكلام الخفي واحد من أجناس المجمل، و الخفي كلام واضح المعنى، لكنه يخفى من جهة إمكانية تغليبه أي قياس بقية الأجناس به، بسب أن الخفي يحتمل فيه أن يقوم مقام المجمل، من جهة سعة المعنى، باعتبار أن تغليبه يكون محتمل و غير مؤكد أنه مقصود المتكلم، أي لا يفهم يقينا من منطوقه فحوى و لا لحنا و دليلا على حكم مخالف لمخالفه.
يقال مثلا على سبيل التغليب: "شربت لبنا و تمرا"، هنا الشرب هو من طبقة "الخفي"، لكنه بعد الانتباه إلى أنه المقصود به الأكل أيضا، و ليس أن كلمة أكلت سقطت سهوا، يزول خفاءه و غموضه و يدخل في طبقة "المبين"
· طبقة "المطلق" من الكلام.. هو الكلام شبه الغامض، باعتبار أن المجمل أغمض منه، و شبه الضيق المعنى، باعتبار أن المجمل أوسع معنى منه، إذ أن المجمل يتضمن أكثر من مطلق واحد، و المطلق جنس من الكلام، فيه ذكر للعين أو لمعنى قابل للتفريع إلى أنواع، مثل كلمة رقبة، تتفرع إلى رقبة مؤمنة و رقبة كافرة، و رقبة كتابية.
· المشترك "المستمر"..... المشترك هو أصلا مرتجل، أي ليس بين معانيه علاقة، المشترك "المستمر"، بين معانيه علاقة و هي استمرار معنى "مجمل" فيها، مثال كلمة نجم و تعني الكوكب الدري الشبيه بشمسنا، و تعنى الكائن الحي النامي الذي لا ساق له، مقابل النام الذي له ساق أي الشجرة. و هذا المعنى المجمل هو جنس أعلى أو واسع المعنى مذكور بعض أجناسه في المشترك "المستمر"، و من المعاني الجزئية التي يستمر فيها هذا المعنى المجمل كلمة منجم، و فعل نجم،
· طبقة المشترك "المنقول".... مثال نهر، و معنى نهر بأصل الوضع هو الأخدود الذي يحفره الماء الجاري في الأرض، و صار يعني الماء نفسه.
· المشترك "المشتق".. يعرف أرسطو "الموجودات المشتقة أسماؤها" بقوله : "فهي التي سميت باسم معنى موجود فيها"، لكن ليس بالضرورة أن يكون معتمد هذا المعنى، أو معتمد لكن ليس في جميع البلدان. لكن هذا المعنى يحتمل الدلالة عليه بأكثر من لفظ، مثال ... المقص، فيه معنى القص، و القص و القطع و الفصل و البذل و الشق و الشطر و القسمة،،،، كلها مترادفات أي أن هذه الألفاظ تشترك في معنى واحد أو معاني متقاربة جدا، لكن كلمة مقص، المشتقة من الفعل الماضي قص، هي التي تواطأ الناس على جعلها اسما للأداة المعروفة. و "المتواطأ" أضيق معنى من "المشتق"، باعتبار أن "المشتق" له بديل واحد على الأقل، لكن المتواطأ هو أشهر البدائل، أو المشهور الوحيد بسبب أنه معتمد وحده في الدلالة على الموجود.
· طبقة المشترك "المتواطأ"... المتواطأ إما عام أو خاص أو شخصي. و المتواطأ نوع من جنس "المشتق"، الموجود الواحد يمكن الدلالة عليه بأكثر من اسم واحد مشتق، باعتبار أن أكثر من لفظ في صيغة الفعل الماضي يدل على نفس المعنى، و بالتالي يمكن اشتقاق أكثر من اسم واحد مناسب للموجود، الاسم المعتمد المشتق من واحد من افعال الماضي المترادفة أو البدائل، هو المتواطأ. مثال {نــجـْـم} اسم مشتق من الفعل {نـجـَــم}، و يمكن اشتقاق اسم و أكثر من فعل مردف بديل للفعل{نـجـَــم}، لكن هذا هو الفعل الماضي المعتمد أو الاسم المشتق المعتمد و المختار أو المتواطأ عليه ليكون اسما للكوكب الدري. و النجم كثير أي هو اسم "متواطأ عام"، و شمس ايضا اسم متواطأ، لكن من نوع "المتواطأ العلم"، فليس يوجد نجم آخر يشار إليه باللفظ شمس.
· طبقة "المتواطأ المخصص"... اللفظ إما سلم لمعنى واحد فقط لا غير، و إما مشترك بين معنيين فصاعدا، شمس متواطأ و نجم متواطأ، لكن نجم هو في الأصل اسم عام، فصار اعتماده أي تواطأ الناس و اصطلحوا عرفيا على تخصيص ثريا واحدة معينة به، و الثريا مطلق مجموعة من النجوم، لكن النجم هو أسم علم على شخص ثريا معلوم موقعها قديما و عدد نجومها ثلاث عشرة نجمة.
...................................................
من علم أصول الفقه بحث مناظر لبحث فقهاء اللغة في طبقات الكلام التضمن و الالتزام و المطابقة،، يصير عرضه فيما بعد إن شاء الله تعالى. و هو دلالات المحذوف و الإشارة و العبارة.
دلالة التضمن أو المحذوف .... الإنسان يتضمن تكوينه رأس و رقبة و أطراف و أجزاء أخر كثيرة يستحيل أو يصعب تصور فقدان بعضها في تكوينه،،، و فائدة هذا النوع من الكلام أن ذكر جزء من المؤلف يغني عن ذكر سائر الأجزاء التي يتضمنها، مثـــــــــــــال... كلمة رقبة تعادل كلمة الإنسان المؤلف منها و من أجزاء أخر.
دلالة الالتزام أو الإشارة.... قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "ما كثر شعر رجل قط إلاّ قلّت شهوته"، و دلالة الإشارة نجدها في صورة ضعيفة في مقولة الإضافة للحكيم أرسطو، و هي الصورة التي في متناول الجميع إدراكها، مثل ارتباط السيد و العبد في علاقة اضطرارية فلا سيد بدون عبد و لا عبد بدون سيد. لكن هذه العلاقة لا يستطيع أن يعرفها جميع الناس، فلا يدري الرجل المشعر أنه أقل شهوة من الرجل قليل الشعر، و لا قليل الشعر يدرك مدى شهوته بالقياس إلى المشعر، فهذا الربط يحتاج إلى دراسة مخبرية يجريها أطباء اختصاصيون. لكن بعد العلم بهذا الحديث الشريف صار ممكنا الحكم يقينا على مدى شهوة الرجل بالنظر إلى كمية شعره.
قال الشاعر .. "دع المكارم لا تسعى لبغيتها... و اقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي"،
كل طاعم له صاحب هو المطعوم من رزق الطاعم، و كل كاسي له صاحب هو المكسو من فضل الكاسي. و ذكر الشاعر المعاني المصاحبة للمعاني التي يضطر العقل إلى تأويل الكلام إليها، و هي المطعوم و المكسو، يجعل العيب ملحوظا، زيادة في الذم، مثلما يقال للغبي فاحش الغباء يا ذكي، زيادة في الذم. باعتبار أن الذكاء و الغباء متلازمان، كل منهما يستدعي صاحبه إلى البال، و كل منهما يحتمل فيه تقدم وقت حضوره إلى الوعي أو التأخر.
· دلالة العبارة أو المطابقة.... و هو الكلام الذي يفيد معنى مستقلا، ليس له معنى صاحب، و لا يتفرع إلى معاني تحته. لكن العبارة لها بدل مرادف، أي أن المعاني المستقلة تترابط حتى عند استعمال العبارة وحيدة المعنى، لأنها تذكر بالعبارة القريبة منها، التي تغني غنها، و توقع في حيرة المقارنة و الاختيار بينهما.
مثال على ترابط معاني العبارات...
عبارة "لَا تَسْكُنُ الْحِكْمَةُ قَلْباً مَعَ شَهْوَةٍ" مرادفة للعبارة "لَا عَقْلَ مَعَ هَوًى"
و عبارة "لَا يَزْكُو مَعَ الْجَهْلِ مَذْهَبٌ"، مرادفة للعبارة "لَا يُدْرَكُ مَعَ الْحُمْقِ مَطْلَبٌ"
... الثورة السوداء في إيران بقيادة آيات الشيطان ...
أحاول قد استطاعتي و بتوفيق من الله تعالى المشاركة في الجانب الثقافي من الثورة السورية المباركة إن شاء الله ، أي تجديد العقل و إثراء الفكر، و أيضا المشاركة في الجانب الفني عن طريق إثراء العربية بخط بديع على الطريقة الصينية التي يجهلها أهل الصين أنفسهم.
ما يجري في سوريا الحبيبة هو ثورة الإسلام السني المصون، ضد الإسلام الشيعي الذي شوهه المجوس علميا بالكذب و الدس و عمليا بالرذيلة.
لكن أيضا للشيعة ثورتهم الممكنة التي لما يستانفوها بعد، بالزخم الكافي، باعتبار أن لبعض الشيعة حتى شيعة إيران و على رأسهم الدكتور الشهيد على شريعتي فاتحة مشروع لتنقية النصوص و الأعمال من الكذب و الدس، و هو الذي ميز في كل مذهب بين الطيب و الخبيث، عندما قسم الشيعة إلى شيعة علي و شيعة صفوية، و قسم السنة إلى سنة محمدية و سنة أموية، و كان لقبه أبا الثورة.
و لكن انتكست الثورة الإيرانية بسبب العصبية القومية الفارسية (و الأصح القول أن ما جرى في إيران هو ثورة سوداء، بسبب الفكر الذي صاحب الإنقلاب هو فكر ارتداد إلى الجاهلية المجوسية) و غدرت الثورة الشيطانية بأبيها و تنكرت له، و القول الأصح أنها بنفسها غدرت، بدلا من أن تنطلق من كتاباته لتميم مشروع تنقية الإسلام الشيعي مما شابه من التقول على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و التقول على الأئمة من آله صلوات الله عليهم، بل و التقول على الله سبحانه و تعالى، فمرة يزعم أن القرآن ضاع معظمة، و مرة يبتدعوا سورة، مثل سورة "الولايت"، و مرة يقولوا لإخفاء عجزهم عن تفسير القرآن أن المسلمين تعبثوا في القرآن و بدلوا كلام بكلام بسبب بغضهم آل النبي... تصوروا.... زعموا أن سيدنا جعفر الصادق عليه السلام قال في معرض تفسير قوله تعالى: " إن الله اصطفى لآدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران على العالمين"، أن السنة حذفوا آل محمد و خطوا مكانها آل عمران.
عندما ينجح السنة في إعطاء أهل البيت حقهم من الإجلال و الحب، و الإقرار بحقيقتهم كخلفاء رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و معرفة تميزهم عن المجتهدين، الذي يحتمل فيهم إصابة حكم الله تعالى في القضية، و الذي إذا أصابوا أو أخطأوا يتوهموا أنهم أصابوا، بينما العلماء من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لا يجتهدون، أي لا يحتاجون بذل الجهد و الوقت للتوصل إلى العلم الشرعي أو الطبيعي أو الحيوي بسب فهمهم السريع و العميق عن الله و عن الرسول، و يعلمون يقينا أنهم أصابوا و لا يظنون أو يتوهمون الإصابة.
عندها يجتمع شمل السنة الطيبين المهديين مع الشيعة الطيبين المهديين، في أمة إسلامية واحدة ذات رسالة خالدة، خالدة باستمرار صلاحيتها إلى يوم القيامة، بتفردها بتقبل الله إياها وحدها دون مزاحم،
عندها تكتمل الحضارة الإنسانية الناقصة الآن، بتتويجها بأعظم ثقافة، أو بقول أصح بالثقافة الوحيدة، باعتبار أن الحضارة شرقية و المدنية غربية و الثقافة اختصاص العرب.
... وظائف الدولة الإسلامية عامة، و الدولة العربية خاصة، الإبداعية و الاقتباسية ...
يتطلب الإبداع معظم الوقت و الوعي، بينما الاقتباس لا يتطلب الكثير منهما، ليس العرب مكلفين أن يبدعوا مدنية، هذا اختصاص الغرب أوروبا و أمريكا، و ليس العرب مكلفين أن الوحدة السياسية، اختراع الدولة و العائلة حضارة و هي اختصاص الشرق، العرب مكلفون بالقيام بواجب تكميل إبداعات الشرق و الغرب بالإبداع الثقافي، و هو الاجتهاد لتجديد أمر دين الله تعالى الإسلام، و في المدنية و الحضارة، ليس العرب مكلفين بأكثر من الاقتباس، لكن هذا لا يمنع دون بروز مخترعين منهم في الحضارة و المدنية، لكن رغم ذلك يبقى العرب قوم اقتباس في هذين المجالين، مهما ارتقت اليابان علما و صناعة متعلقان بالطبيعة حتى لو تقدمت حتى ألمانيا، تبقى اليابان مقتبسة.
قال تعالى: --
"إِنَّالدِّينَ عِنْدَ اللَّهِالإِسْلامُ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ"
فَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ 83 قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 84 وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
لاحظ سيدنا الشيخ الأكبر محيي الملة و الدين إبن عربي قدس الله تعالى سره، أن للإنسان ثلاثة أحوال، حال يكون فيها مع الله تعالى، و حال يكون فيها مع نفسه و حال يكون فيها مع الطبيعة، و هذه الملاحظة جدا عظيمة القيمة، ذلك أن كل حال من الثلاثة خصص الله تعالى له الآلاف المؤلفة من البشر ليقوموا بالحال، القومية العربية ليست سوى حال الناس مع الله، و قوميات الشرق أي الهند و الصين و ما يجاورهما ليس سوى الحال لزوم النفس، حضارة الشرق توجز في كلمة واحدة هي الاجتماع، في الصين دولة عظيمة و في الهند دولة عظيمة، رغم أن الصين أكثر عددا من أوروبا، و الهند أكثر اختلافا في الألسن و الأديان من أوروبا، رغم ذلك لا تزال أوروبا عاجزة عن الاجتماع في دولة، و العائلة الأوروبية ضعيفة التواصل. و مدنية الغرب أي أوروبا و أمريكا ليست سوى ثمرات الحال مع الطبيعة.
الدين أسمى حالات الإنسان، تحتاج الثقافة الإنسانية التي هي ليست سوى تجديد أمر الإسلام إلى عمل إبداعي يسمى الاجتهاد، يتطلب توظيف معظم الوعي القومي له من أجل انتاج ثقافة إنسانية صحيحة، تتوج حضارة الشرق و مدنية الغرب، و ليس غير العرب يستطيعون ذلك، ليس فقط بسبب أفهم عن الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم، كون القرآن و الحديث عربيان، بل أيضا بسبب تفرد حقيقة العروبة بالسعة و الكمال، بينما القومية العجمية محدودة، الفارسية تضخم قيمة العلم و تبخس نسبة العمل من الاهتمام سواء على مستوى القومية أو مستوى الشخصية الفردية، إذ أن الفرد الإيراني جدا متأثر بالمرجع الفقهي، الذي يستطيع أن يحركه بطريقة هوسية بفتوى واحدة، و الطورانية تضخم قيمة العمل و تبخس حظ العلم من وعيها القومي، و ليس للشيخ في نفس التركي منزلة كبيرة بالمقارنة مع يحظى به الزعيم السياسي، انظروا إلى صور الخوميني و أتاتورك، تكتسبون معرفة سريعة بخصوص اختلال الوعي.. بينما العرب يجلون الصحابة و الآل معا، و هو سر اتزان وعيهم على المستويين القومي و الفردي، لكن السليم الذات الصحيح الفعل قولا و عملا، يستمر يجهل حقيقته، حتى يلحظ عيب النقص في صفات الآخرين.
..............................................
شمس لبنان... مشعشع الضياء بنور وهج الرحمن
السبت 31\3\2012 مـــــــــــــــــــــــــــــ
يزعم البعث المهرج و هو على كل حال ليس اكثر من قناع يتستر وراءه الفرع اللعين من الشيعة الصفوية من نصيرية و متاولة،،،أن في سوريا ثورة، و الثورة حماسة نفس مستنيرة بتدبير العقل و آراء الفكر، و ما يقوم به العصابة المجرمة النصيرية البعثية ليس سوى انقلاب وقائي ضد الشعب السوري، لوئد ثورته و بإذن الله تعالى لن تستطيع هذه العصابة أكثر من إعاقة الثورة و إطالة أمدها، مما يزيدها توهجا و عظمة و اقتدارا. لو كانت البعث ثوري و الدولة الساقطة في سوريا ثورية، لكان ممكنا القيام بثورة وقائية، أي إجراء إصلاحات جادة صادقة، و طرح مشاريع مقنعة، و ليس مسرحيات تهريج و إصلاح مفضوح كذبه و هزله دستوري و إعلامي و حزبي، و كان الأهم لو يتصدر جميع هذه الاصلاحات الترفية إصلاح اقتصادي لمعالجة مشكلة البطالة المتفشية، و مستوى الدخل المتدني، فإن العاطل على العمل يريد حرفة مستقلة أو شركة يتوظف أو يستخدم فيها و لس حزبا
ينتسب إليه، و جريدة يقرأها و طريقة في حكم البلد. و يريد أمانا عند التعبير عن رأيه أو يشكو سوء حاله، و ليس وسائل إعلام تهريجية.
.............................................................
الأسودان، التي تعني الماء و التمر، غير مذكور فيها لا تمر و لا ماء، و مثل كلمة القريتان، و هما مكة و الطائف، غير معروف بالكلمة المجملة واحدة من القريتين، و هذا النوع من المجمل على الأقل معلوم من الكلام شيء و هو عدد أجناسه، لكن نوع آخر من المجمل، مجهول حتى عدده،. قال تعالى: "وَ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَ آتُوا الزَّكَاةَوَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"، الصلاة قبل تفصيلها كلمة مجمل، و الزكاة قبل تفصيها كلمة مجمل أجناسها لا تحصى و كل جنس لا يحصى أنواعه، مثلا الزكاة في الحقوق المالية أي النقود نسبتها هي واحد من أربعين.. أي {2.5%}، و هذه نسبة من نسب لا تحصى من المائة، و الزكاة تتفرع إلى أجناس أخر، حتى المواهب فيها زكاة،
مثال... قال الأمير علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: ----
"لِكُلِّ شيء زَكَاةٌ وَ زَكَاةُ الْعَقْلِ احْتِمَالُ الْجُهَّالِ،"
"زكاة الجمال العفاف"،
"زكاة العلم نشره"،
"زَكَاةُ الْعِلْمِ بَذْلُهُ لِمُسْتَحِقِّهِ وَ إِجْهَادُ النَّفْسِ فِي الْعَمَلِ بِهِ"،
"زَكَاةُ الْجَاهِ بَذْلُهُ"،
"زَكَاةُ الصِّحَّةِ السَّعْيُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ".
و لمعرفة المقصود بالكلام من طبقة "المجمل" لا بد من الرجوع الى المتكلم
· طبقة "الخفي" من الكلام.... هو الكلام مذكور نوعه الذي يحتمل تغليبه على النوع المهمل ذكره، يقال مثلا العصران و و العشاءان و الأبوان، و الوالد و الولد، و المقصود العصر و الظهر، و المقصود المغرب و العشاء، و المقصود الأب و الأم، و المقصود بالوالد أيضا المرأة، و المقصود بالولد أيضا الأنثى.
· طبقة "الخفي" الكلام الخفي واحد من أجناس المجمل، و الخفي كلام واضح المعنى، لكنه يخفى من جهة إمكانية تغليبه أي قياس بقية الأجناس به، بسب أن الخفي يحتمل فيه أن يقوم مقام المجمل، من جهة سعة المعنى، باعتبار أن تغليبه يكون محتمل و غير مؤكد أنه مقصود المتكلم، أي لا يفهم يقينا من منطوقه فحوى و لا لحنا و دليلا على حكم مخالف لمخالفه.
يقال مثلا على سبيل التغليب: "شربت لبنا و تمرا"، هنا الشرب هو من طبقة "الخفي"، لكنه بعد الانتباه إلى أنه المقصود به الأكل أيضا، و ليس أن كلمة أكلت سقطت سهوا، يزول خفاءه و غموضه و يدخل في طبقة "المبين"
· طبقة "المطلق" من الكلام.. هو الكلام شبه الغامض، باعتبار أن المجمل أغمض منه، و شبه الضيق المعنى، باعتبار أن المجمل أوسع معنى منه، إذ أن المجمل يتضمن أكثر من مطلق واحد، و المطلق جنس من الكلام، فيه ذكر للعين أو لمعنى قابل للتفريع إلى أنواع، مثل كلمة رقبة، تتفرع إلى رقبة مؤمنة و رقبة كافرة، و رقبة كتابية.
· المشترك "المستمر"..... المشترك هو أصلا مرتجل، أي ليس بين معانيه علاقة، المشترك "المستمر"، بين معانيه علاقة و هي استمرار معنى "مجمل" فيها، مثال كلمة نجم و تعني الكوكب الدري الشبيه بشمسنا، و تعنى الكائن الحي النامي الذي لا ساق له، مقابل النام الذي له ساق أي الشجرة. و هذا المعنى المجمل هو جنس أعلى أو واسع المعنى مذكور بعض أجناسه في المشترك "المستمر"، و من المعاني الجزئية التي يستمر فيها هذا المعنى المجمل كلمة منجم، و فعل نجم،
· طبقة المشترك "المنقول".... مثال نهر، و معنى نهر بأصل الوضع هو الأخدود الذي يحفره الماء الجاري في الأرض، و صار يعني الماء نفسه.
· المشترك "المشتق".. يعرف أرسطو "الموجودات المشتقة أسماؤها" بقوله : "فهي التي سميت باسم معنى موجود فيها"، لكن ليس بالضرورة أن يكون معتمد هذا المعنى، أو معتمد لكن ليس في جميع البلدان. لكن هذا المعنى يحتمل الدلالة عليه بأكثر من لفظ، مثال ... المقص، فيه معنى القص، و القص و القطع و الفصل و البذل و الشق و الشطر و القسمة،،،، كلها مترادفات أي أن هذه الألفاظ تشترك في معنى واحد أو معاني متقاربة جدا، لكن كلمة مقص، المشتقة من الفعل الماضي قص، هي التي تواطأ الناس على جعلها اسما للأداة المعروفة. و "المتواطأ" أضيق معنى من "المشتق"، باعتبار أن "المشتق" له بديل واحد على الأقل، لكن المتواطأ هو أشهر البدائل، أو المشهور الوحيد بسبب أنه معتمد وحده في الدلالة على الموجود.
· طبقة المشترك "المتواطأ"... المتواطأ إما عام أو خاص أو شخصي. و المتواطأ نوع من جنس "المشتق"، الموجود الواحد يمكن الدلالة عليه بأكثر من اسم واحد مشتق، باعتبار أن أكثر من لفظ في صيغة الفعل الماضي يدل على نفس المعنى، و بالتالي يمكن اشتقاق أكثر من اسم واحد مناسب للموجود، الاسم المعتمد المشتق من واحد من افعال الماضي المترادفة أو البدائل، هو المتواطأ. مثال {نــجـْـم} اسم مشتق من الفعل {نـجـَــم}، و يمكن اشتقاق اسم و أكثر من فعل مردف بديل للفعل{نـجـَــم}، لكن هذا هو الفعل الماضي المعتمد أو الاسم المشتق المعتمد و المختار أو المتواطأ عليه ليكون اسما للكوكب الدري. و النجم كثير أي هو اسم "متواطأ عام"، و شمس ايضا اسم متواطأ، لكن من نوع "المتواطأ العلم"، فليس يوجد نجم آخر يشار إليه باللفظ شمس.
· طبقة "المتواطأ المخصص"... اللفظ إما سلم لمعنى واحد فقط لا غير، و إما مشترك بين معنيين فصاعدا، شمس متواطأ و نجم متواطأ، لكن نجم هو في الأصل اسم عام، فصار اعتماده أي تواطأ الناس و اصطلحوا عرفيا على تخصيص ثريا واحدة معينة به، و الثريا مطلق مجموعة من النجوم، لكن النجم هو أسم علم على شخص ثريا معلوم موقعها قديما و عدد نجومها ثلاث عشرة نجمة.
...................................................
من علم أصول الفقه بحث مناظر لبحث فقهاء اللغة في طبقات الكلام التضمن و الالتزام و المطابقة،، يصير عرضه فيما بعد إن شاء الله تعالى. و هو دلالات المحذوف و الإشارة و العبارة.
دلالة التضمن أو المحذوف .... الإنسان يتضمن تكوينه رأس و رقبة و أطراف و أجزاء أخر كثيرة يستحيل أو يصعب تصور فقدان بعضها في تكوينه،،، و فائدة هذا النوع من الكلام أن ذكر جزء من المؤلف يغني عن ذكر سائر الأجزاء التي يتضمنها، مثـــــــــــــال... كلمة رقبة تعادل كلمة الإنسان المؤلف منها و من أجزاء أخر.
دلالة الالتزام أو الإشارة.... قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "ما كثر شعر رجل قط إلاّ قلّت شهوته"، و دلالة الإشارة نجدها في صورة ضعيفة في مقولة الإضافة للحكيم أرسطو، و هي الصورة التي في متناول الجميع إدراكها، مثل ارتباط السيد و العبد في علاقة اضطرارية فلا سيد بدون عبد و لا عبد بدون سيد. لكن هذه العلاقة لا يستطيع أن يعرفها جميع الناس، فلا يدري الرجل المشعر أنه أقل شهوة من الرجل قليل الشعر، و لا قليل الشعر يدرك مدى شهوته بالقياس إلى المشعر، فهذا الربط يحتاج إلى دراسة مخبرية يجريها أطباء اختصاصيون. لكن بعد العلم بهذا الحديث الشريف صار ممكنا الحكم يقينا على مدى شهوة الرجل بالنظر إلى كمية شعره.
قال الشاعر .. "دع المكارم لا تسعى لبغيتها... و اقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي"،
كل طاعم له صاحب هو المطعوم من رزق الطاعم، و كل كاسي له صاحب هو المكسو من فضل الكاسي. و ذكر الشاعر المعاني المصاحبة للمعاني التي يضطر العقل إلى تأويل الكلام إليها، و هي المطعوم و المكسو، يجعل العيب ملحوظا، زيادة في الذم، مثلما يقال للغبي فاحش الغباء يا ذكي، زيادة في الذم. باعتبار أن الذكاء و الغباء متلازمان، كل منهما يستدعي صاحبه إلى البال، و كل منهما يحتمل فيه تقدم وقت حضوره إلى الوعي أو التأخر.
· دلالة العبارة أو المطابقة.... و هو الكلام الذي يفيد معنى مستقلا، ليس له معنى صاحب، و لا يتفرع إلى معاني تحته. لكن العبارة لها بدل مرادف، أي أن المعاني المستقلة تترابط حتى عند استعمال العبارة وحيدة المعنى، لأنها تذكر بالعبارة القريبة منها، التي تغني غنها، و توقع في حيرة المقارنة و الاختيار بينهما.
مثال على ترابط معاني العبارات...
عبارة "لَا تَسْكُنُ الْحِكْمَةُ قَلْباً مَعَ شَهْوَةٍ" مرادفة للعبارة "لَا عَقْلَ مَعَ هَوًى"
و عبارة "لَا يَزْكُو مَعَ الْجَهْلِ مَذْهَبٌ"، مرادفة للعبارة "لَا يُدْرَكُ مَعَ الْحُمْقِ مَطْلَبٌ"
... الثورة السوداء في إيران بقيادة آيات الشيطان ...
أحاول قد استطاعتي و بتوفيق من الله تعالى المشاركة في الجانب الثقافي من الثورة السورية المباركة إن شاء الله ، أي تجديد العقل و إثراء الفكر، و أيضا المشاركة في الجانب الفني عن طريق إثراء العربية بخط بديع على الطريقة الصينية التي يجهلها أهل الصين أنفسهم.
ما يجري في سوريا الحبيبة هو ثورة الإسلام السني المصون، ضد الإسلام الشيعي الذي شوهه المجوس علميا بالكذب و الدس و عمليا بالرذيلة.
لكن أيضا للشيعة ثورتهم الممكنة التي لما يستانفوها بعد، بالزخم الكافي، باعتبار أن لبعض الشيعة حتى شيعة إيران و على رأسهم الدكتور الشهيد على شريعتي فاتحة مشروع لتنقية النصوص و الأعمال من الكذب و الدس، و هو الذي ميز في كل مذهب بين الطيب و الخبيث، عندما قسم الشيعة إلى شيعة علي و شيعة صفوية، و قسم السنة إلى سنة محمدية و سنة أموية، و كان لقبه أبا الثورة.
و لكن انتكست الثورة الإيرانية بسبب العصبية القومية الفارسية (و الأصح القول أن ما جرى في إيران هو ثورة سوداء، بسبب الفكر الذي صاحب الإنقلاب هو فكر ارتداد إلى الجاهلية المجوسية) و غدرت الثورة الشيطانية بأبيها و تنكرت له، و القول الأصح أنها بنفسها غدرت، بدلا من أن تنطلق من كتاباته لتميم مشروع تنقية الإسلام الشيعي مما شابه من التقول على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و التقول على الأئمة من آله صلوات الله عليهم، بل و التقول على الله سبحانه و تعالى، فمرة يزعم أن القرآن ضاع معظمة، و مرة يبتدعوا سورة، مثل سورة "الولايت"، و مرة يقولوا لإخفاء عجزهم عن تفسير القرآن أن المسلمين تعبثوا في القرآن و بدلوا كلام بكلام بسبب بغضهم آل النبي... تصوروا.... زعموا أن سيدنا جعفر الصادق عليه السلام قال في معرض تفسير قوله تعالى: " إن الله اصطفى لآدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران على العالمين"، أن السنة حذفوا آل محمد و خطوا مكانها آل عمران.
عندما ينجح السنة في إعطاء أهل البيت حقهم من الإجلال و الحب، و الإقرار بحقيقتهم كخلفاء رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و معرفة تميزهم عن المجتهدين، الذي يحتمل فيهم إصابة حكم الله تعالى في القضية، و الذي إذا أصابوا أو أخطأوا يتوهموا أنهم أصابوا، بينما العلماء من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لا يجتهدون، أي لا يحتاجون بذل الجهد و الوقت للتوصل إلى العلم الشرعي أو الطبيعي أو الحيوي بسب فهمهم السريع و العميق عن الله و عن الرسول، و يعلمون يقينا أنهم أصابوا و لا يظنون أو يتوهمون الإصابة.
عندها يجتمع شمل السنة الطيبين المهديين مع الشيعة الطيبين المهديين، في أمة إسلامية واحدة ذات رسالة خالدة، خالدة باستمرار صلاحيتها إلى يوم القيامة، بتفردها بتقبل الله إياها وحدها دون مزاحم،
عندها تكتمل الحضارة الإنسانية الناقصة الآن، بتتويجها بأعظم ثقافة، أو بقول أصح بالثقافة الوحيدة، باعتبار أن الحضارة شرقية و المدنية غربية و الثقافة اختصاص العرب.
... وظائف الدولة الإسلامية عامة، و الدولة العربية خاصة، الإبداعية و الاقتباسية ...
يتطلب الإبداع معظم الوقت و الوعي، بينما الاقتباس لا يتطلب الكثير منهما، ليس العرب مكلفين أن يبدعوا مدنية، هذا اختصاص الغرب أوروبا و أمريكا، و ليس العرب مكلفين أن الوحدة السياسية، اختراع الدولة و العائلة حضارة و هي اختصاص الشرق، العرب مكلفون بالقيام بواجب تكميل إبداعات الشرق و الغرب بالإبداع الثقافي، و هو الاجتهاد لتجديد أمر دين الله تعالى الإسلام، و في المدنية و الحضارة، ليس العرب مكلفين بأكثر من الاقتباس، لكن هذا لا يمنع دون بروز مخترعين منهم في الحضارة و المدنية، لكن رغم ذلك يبقى العرب قوم اقتباس في هذين المجالين، مهما ارتقت اليابان علما و صناعة متعلقان بالطبيعة حتى لو تقدمت حتى ألمانيا، تبقى اليابان مقتبسة.
قال تعالى: --
"إِنَّالدِّينَ عِنْدَ اللَّهِالإِسْلامُ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ"
فَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ 83 قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 84 وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
لاحظ سيدنا الشيخ الأكبر محيي الملة و الدين إبن عربي قدس الله تعالى سره، أن للإنسان ثلاثة أحوال، حال يكون فيها مع الله تعالى، و حال يكون فيها مع نفسه و حال يكون فيها مع الطبيعة، و هذه الملاحظة جدا عظيمة القيمة، ذلك أن كل حال من الثلاثة خصص الله تعالى له الآلاف المؤلفة من البشر ليقوموا بالحال، القومية العربية ليست سوى حال الناس مع الله، و قوميات الشرق أي الهند و الصين و ما يجاورهما ليس سوى الحال لزوم النفس، حضارة الشرق توجز في كلمة واحدة هي الاجتماع، في الصين دولة عظيمة و في الهند دولة عظيمة، رغم أن الصين أكثر عددا من أوروبا، و الهند أكثر اختلافا في الألسن و الأديان من أوروبا، رغم ذلك لا تزال أوروبا عاجزة عن الاجتماع في دولة، و العائلة الأوروبية ضعيفة التواصل. و مدنية الغرب أي أوروبا و أمريكا ليست سوى ثمرات الحال مع الطبيعة.
الدين أسمى حالات الإنسان، تحتاج الثقافة الإنسانية التي هي ليست سوى تجديد أمر الإسلام إلى عمل إبداعي يسمى الاجتهاد، يتطلب توظيف معظم الوعي القومي له من أجل انتاج ثقافة إنسانية صحيحة، تتوج حضارة الشرق و مدنية الغرب، و ليس غير العرب يستطيعون ذلك، ليس فقط بسبب أفهم عن الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم، كون القرآن و الحديث عربيان، بل أيضا بسبب تفرد حقيقة العروبة بالسعة و الكمال، بينما القومية العجمية محدودة، الفارسية تضخم قيمة العلم و تبخس نسبة العمل من الاهتمام سواء على مستوى القومية أو مستوى الشخصية الفردية، إذ أن الفرد الإيراني جدا متأثر بالمرجع الفقهي، الذي يستطيع أن يحركه بطريقة هوسية بفتوى واحدة، و الطورانية تضخم قيمة العمل و تبخس حظ العلم من وعيها القومي، و ليس للشيخ في نفس التركي منزلة كبيرة بالمقارنة مع يحظى به الزعيم السياسي، انظروا إلى صور الخوميني و أتاتورك، تكتسبون معرفة سريعة بخصوص اختلال الوعي.. بينما العرب يجلون الصحابة و الآل معا، و هو سر اتزان وعيهم على المستويين القومي و الفردي، لكن السليم الذات الصحيح الفعل قولا و عملا، يستمر يجهل حقيقته، حتى يلحظ عيب النقص في صفات الآخرين.
..............................................
شمس لبنان... مشعشع الضياء بنور وهج الرحمن
السبت 31\3\2012 مـــــــــــــــــــــــــــــ