بسم الله الرحمن الرحيم
في الانقلاب و الثورة، و تجديد أمر الإسلام
الانقلاب و الثورة محلهما النفس، لكن الفرق بينهما، أن الانقلاب إيقاع (نشاط منعزل) نفسي، أو عقد (ارتباط) يكون فيه النفس هي المتسلطة و العقل منفعل خاضع تستغله النفس لتبرير مساوئها قال الأمير علي السلام: "كم من عقل أسير تحت هوى أمير". بينما الثورة هي انقلاب
الانقلاب و الثورة محلهما النفس، لكن الفرق بينهما، أن الانقلاب إيقاع (نشاط منعزل) نفسي، أو عقد (ارتباط) يكون فيه النفس هي المتسلطة و العقل منفعل خاضع تستغل النفس لتبرير مساوئها قال الأمير علي السلام: "كم من عقل أسير تحت هوى أمير". بينما الثورة هي انقلاب مصحوب بنشاط عقلي ناطقي غالب، أي الثورة عقد تكون فيه النفس الطرف المنفعل المتحرك أي المستنير بتوجيه عقل رشيد و هداية فكر صائب.
........................................................................................................
... في الانقلاب و الثورة، و جنس الثورة السورية المباركة التي من شأنها تجديد أمر الإسلام إن شاء الله تعالى ...
الانقلاب أو الثورة تقوم به النفس، التي نظيرها من المجتمع جماعة الرجال الإداريين، أي المادة من الناس التي تتشكل منها الدولة عقب انتصار الانقلاب أو الثورة،
تزيد الثورة على الانقلاب، في أن النفس التي تقوم بالانقلاب تكون مستنيرة بتدبير العقل و رأي الفكر، لكن رشد العقل ينقلب ضلالا، و رأي الفكر ينقلب عمى، إذا اقتضى الواجب قيام النفس بقلب الوضع البائس السائد رأسا على عقب، و كان حال العقل و الفكر البلادة و موقفهما النأي عن دعم النفس، حذر الأذى و إيثار السلامة، أو التزاما بعقيدة انعزالية مجافية للإسلام محسوبة عليه، هذا التخاذل من العقل و الفكر عن القيام بواجب دعم النفس يضرهما أيضا، إذ يحرمهما من تحصيل نصف الوجود، باعتبار ان الكائن المحدث أصل حاله هو العدم المحض، لكن له وجودان ممكنان، يتوجب عليه اكتسابهما، هما وجود إيقاعي، أي حياة انعزالية مستقلة، و وجود عقدي أي حياة متعدية تتجاوز كيانه، كل كائن محدث هو مؤلف أي يتضمن أجزاء كثيرة نفس و عقل و روح و بدن، لا ينفذ هذا الكائن المؤلف إلا بتعاقد جميع أجزاءه، ليقوموا معا، فإن "يد الله مع الجماعة".
... وضع الظروف المقدرة هـــو الناصر الأفعل للنفس الثائرة المتشوقة إلى الوجود ...
في القرن التاسع عشر ميلادي، كان الوقت مناسبا للحال متعدي الذات نحو الطبيعة، أي كان الوقت مناسبا لأوروبا و أمريكا، مجافيا للأمتين الاثنتين، أمة الإسلام و أمة الشرق. و هو التفسير الوحيد لاستطاعة أوروبا غزو العالم، و تضعضع الدولة العثمانية. القرن العشرين نصر الله عز و جل به أمة الشرق، هذا القرن الحالي الواحد و العشرون هو وقت مناسب للأمة الإسلامية ناصر لها إنشاء الله تعالى و بإذنه و حوله و قوته.
الانقلاب القومي مباشر أو متوسل ...... يحتمل في الانقلاب أن يكون محض إرادي، أي عمل نفسي خالص، تقوم به مباشرة النفس أو طبقة الساسة نظيرها من المجتمع، أو تتوسل فيه النفس استعمال أداة كالجيش أو العصابات المسلحة، لكن مهما بلغ بطولة النفس و استعدادها للتضحية، إذا لم تثر في الوقت الناصر لها، فإنها لا تنتصر، مثال على ذلك ثورة الأخوان المسلمين في سوريا مطلع الثمانينات، لقد انهزموا رغم بطولتهم المنقطة النظير بسب مجافاة الوقت لهم، لم يستطيعوا زيادة كتلتهم و تسارعهم، افتقدوا الزخم الثوري، بسبب خذلان الشعب السوري لهم، خذلهم المسلمون في الجيش السوري، فلم تنتشر المظاهرات في أرجاء سوريا، و لم يحدث انشقاقات عن الجيش و الحزب و الدولة.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه:-- "مُجَامَلَةُ أَعْدَاءِ اللَّهِ فِي دَوْلَتِهِمْ تَقِيَّةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، وَ حَذَرٌ مِنْ مَعَارِكِ الْبَلَاءِ فِي الدُّنْيَا."
"مُجَاهَدَةُ الْأَعْدَاءِ فِي دَوْلَتِهِمْ وَ مُنَاضَلَتُهُمْ مَعَ قُدْرَتِهِمْ تَرْكٌ لِأَمْرِ اللَّهِ وَ تَعَرُّضٌ لِبَلَاءِ الدُّنْيَا."
الانقلاب المستدعى ..... و يحتمل في الانقلاب أن يقوم به رجال منصورون بحكم مناسبة الوقت لحالهم، كما حدث في إيران التي كان يحكمها الشاة طول الوقت المناسب للحال القومي، و عندما جاء وقت مختلف الطبيعة موات للحال الديني ناصر للدين سواء الدين الإيمانية أو الدين الجاهلي العصبي، مجاف للعصبية القومية الفارسية استطاع آية الشيطان الخوميني باستغلال العصبية الجاهلية المجوسية، أن يقوم بثورة سوداء، و هو في هذا الثورة تابع سيرة الشياطين المجوس في استغلال الإسلام، للتستر وراءه، بدلا من أن يخدمه بتنقيته من أكاذيب المجوس المستقلة و المدسوسة في الأحاديث الشريفة، و حتى في القرآن الكريم..
قال تعالى: "و تلك الأيام نداولها بين الناسو ليعلم الله الذين آمنوا منكم و يتخذ منكم شهداء و الله لا يحب الظالمين".
و جنس الانقلاب المستدعى بتفرع إلى ثلاثة أنواع على عدد أحوال الإنسان، و هي الأحوال الدينية و القومية و الوطنية، و عند مجيء الوقت المناسب للتركيز على استعمار الطبيعة و الاقتصاد و التجارة، يسهل هزيمة القوميين أو الدينيين، و يظهر الوطنيون مالكي الرأسمال و الحرفيين على مزاحميهم أصحاب الحالين الديني و القومي، و يسهل عليه استيلائهم على الدولة.
هذا الانقلاب المستدعى يمكن أن يلاحظه الفرد في مزاجه، فهو يجد نفسه أحيانا في طور من حياته ميال للنسك، حتى لو كان ملحدا، : "رب متنسك و لا دين له"، ذلك أن فصل النفس الإنسانية هو أنها ناطقة قدسية، و الشق القدسي من نفس الإنسان تفرض وضعا تضطره إلى التنسك، رغم تكثر فرص النجاح في الاحتراف أو السيادة في العشيرة.
و الدين هو حال تعدي الإنسان ذاته و تساميه إلى تلقي إملاءات الله تعالى عليه، و الشق القدسي ينشط سواء لزم الإنسان ذاته أو تعداها متساميا نحو الله سبحانه و تعالى أو منتكسا نحو الطبيعة مركزا اهتمامه و وعيه في بطنة و فرجه و اقتناء المال و ترصيد الحقوق المالية أي النقود.
...........................................................................................................
يتضح الفرق بين الانقلاب و الثورة، بتفحص العلاقة بين نظائر النفس و العقل من المجتمع أي الدولة و المذهب أو الحزب، و يمكن تفريع جنس الانقلاب إلى أنواع قليلة أو كثيرة حسب القدرة على التمييز، على أساس نسبة وزن النفس إلى وزن العقل في المزاج الفردي أو نسبة الدولة إلى الحزب في الوعي الاجتماعي.
1. انقلاب محض... هو عمل المجانين، تقوم به نفس خشنة مظلمة تماما تتمادى في الإجرام، لا تـــأبه بالعقل و الفكر، و لا ترى نفسها مضطرة للسماح لهما بدور، حتى على سبيل استغلالهما في تبرير فظائعها. الانقلاب المحض إيقاع نفسي خالص، أي إرادة مستقلة متفلتة، و هو أسوأ أنواع الرعونة و الاستبداد، حيث يغيب العقل تماما.
2. انقلاب تبريري..... أسوأ من خمول العقل و جنونه هو ارتهانه للنفس، و استغلالها إياه لتبرير مساوئها. : "كم من عقل أسير تحت هوى أمير".
3. ثورة قلقة متنازعة ..... انقلاب مصحوب بنشاط عقلي ناطقي مكافئ لنشاط النفس،
4. ثورة مستقرة...... فيها النشاط العقلي هو الغالب، و غلبة النشاط العقلي يعني متابعته للنفس و محاسبتها، و هذا الوضع من شأنه تهذيب النفس و تحسين أخلاقها، بسبب إستثارة ما فيها من طيبة بتوجيه عقل رشيد و هداية فكر صائب.
5. ثورة مثالية .... وضع يكون فيه العقل هو الغالب غلبة كبيرة، و هو جنس الثورة السورية المباركة حتى عندما ألجأها النظام المجرم و اضطرت إلى التسلح و الرد على فظائع النظام بأعمال عنف نظيف.
6. ثورة عبثية...... رهبانية مجافية للإسلام..... هو عمل كنسي يتجافى مع الإسلام، يقوم به نظائر القساوسة و الرهبان، همهم انتعاش الحالة العقلية الفكرية و النسك، رغم أن النسك و الرهبانية في الإسلام هو الجهاد. هنا النفس تلعب تتصف بالخمول و الإرادة و تخدع نفسها أن ناشطة متحمسة أي ذات إرادة لكنها إرادة و خيرة تخالف خيرة الله تعالى، و هو جنس الصوفية النقشبندية في الشام، رغم أن النقشبنديون في العراق ثوار جاهدوا الأمريكان و الدولة المجوسية بمضادات طائرات و دروع من صنعهم.
........................................................................................................
... جنس الثورة السورية المباركة،،، و الأخلاق الانقلابية الوقائية للنظام الكافر و المجرم ،، المفلس الهالك قريبا إن شاء الله تعالى ...
في سورية ثورة لا انقلاب، ثورة شعب، أكثرية شعب صاحبة قضية عادلة، مضطهدة و محرومة و مكتومة، ضد أقلية متسلطة، تغتصب أرزاق الآخرين، مهرجة و تصادر حرية التعبير، تخضع بهوس لإملاءات، آيات الشيطان، متورطة في خيانة موصوفة للإسلام و العروبة.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "ما أدل الحلم على العلم"، العلم هو ما يميز الثورة من الانقلاب، ذلك أن كلاهما الثورة و الانقلاب يقوم بهما شيء واحد هو النفس التي فعلها أو انفعالها هو الإرادة، تقوم بأحدهما عندما ترتفع همتها و تتمرد على عذاب الهون و الأذى، و ترفض استمرار حال الحرمان و الاضطهاد و استصحاب الخمول في العدم، "التمرد قضية عادلة" هكذا قال ماو تسي تونغ، يستمر الكافر المجرم في ظلمه يضطهد و يغصب الارزاق و يمنع التعبير و ينكر الحقوق، و يتمادى و يزداد تماديا و ليس يهتدي و يصطلح من تلقاء نفسه، لا يوقفه عند حده غير تمرد المظلوم و الخروج عليه.
الفرق بين الثورة و الإنقلاب، أن الثورة حماسة كرام أحرار بينما الانقلاب هوس لئام رهائن رعونة، و الثورة تستهدي بضياء العقل و نور الفكر، بينما الانقلاب أعمى، لا يأبه لعقل و لا فكر، إلا في حال اغتراره بكثرة قدرته، و فيتمادى في الطغيان حتى إخضاع العقل و الفكر و توظيفهما عبثا في تحسين شناعات النفس الهوجاء. بسبب أن الثورة مؤسسة على الإيمان بالله تعالى و على التسامي بالإنسانية و الحرص على براءتها من وحشية البهيمة و دنسها.
في سورية ثورة لا انقلاب،
و هي ثورة متميزة، ملكة الثورات العربيات، ليست بالثورة القلق وضعها، يتنازع فيها إرادة نفس و رشد عقل متكافئان في القوة، بل إنها ثورة طيبة مهذبة حتى الوداعة و الغفلة و السذاجة، و النتيجة ظلم النفس و التقصير في واجب انصافها، و السماحة حتى الإحسان للعدو المجرم، تكاد تكون ثورة كنيسة المسيح عليه السلام، التي تكتفي من الدولة بالامتناع عن اضطهادها و إملاء جهلها عليها و إجراءها تهريجا على لسانها و سرقة أرزاقها، ألم تستمر ستة أشهر تردد بطريقة سوريالية سلمية سلمية سلمية، و استمر أقصى طموحها المطالبة باسترداد حقها في عيش مقبول، و لم تكن تطالب بإسقاط القيصر المجرم، حتى تسببت حساباته الظنية و مراهناته الوهمية في انفجار الأنفس المكبوتة عضبا فبدأت تعلي سقف مطالبها و تتمرد و تخرج على فوضى التسلط و التهريج التي يسمونها نظام حكم.
و قد لاحظ عزمي بشارة هذه الطبيعة الصوفية التي تشيع في رجال الثورة السورية، ثورة تشرب العذاب و الألم و الهوان و لا يضر الأذى نفسها بل تصر على استصحاب الاستقامة لا تتطرف نجو إجرام أو عودة إلى الخضوع، و لا يضر الأذى عقلها بل تستمر رشيدة لا تزيغ.
هذه الثورة السورية المباركة المنتصرة قريبا إن شاء الله تعالى، هي مولودة من أبوين كريمين، أب هو لإسلام و أم هي العروبة، يتشرف بها المسلمون السنة، السنة الذين الإسلام في أمانتهم سالم من الخلل محفوظ حسنه مصون من العبث ، و يفخر بها العرب من الناس الناطقين بالعربية، إنها ثورة هذا الإسلام ضد مجوسية تتقنع بالإسلام، أو إسلام شانه ما يشوب نصه من كذب المجوس و دسهم، و ما يدنس عمله من رذائلهم، حتى صار ما عندهم و الذي يسمونه بالإسلام أو التشيع شرا من الجاهلية المجوسية نفسها، أليس أن النفاق شر من صريح الكفر.
إنها ثورة شعب عربي مسلم مخذول من اخوانه المسلمين، و أشقائه العرب، خاص من جيرانه الترك و الأردن و السعودية باعتبار أن النجدة هي اوجب عليهم بحكم الجوار، ثورة شعب عربي مسلم ضد نظام شيعي خبيث يدعمه إخوانه أنجاس العجم و العرب، و حثالة العرب المحسوبين على السنة من الجاهليين البعثيين و القوميين السوريين و الناصريين و الشيوعيين،،،،
حتى عند استفتاح الثورة كان شعارا رديئا "ثورة الشعب السوري ضد بشار"، على افتراض سوء النية بالثوار و أنهم يداهنون الشيعة الخبيثة و يتذاكون عليها، إلى أن تنتصر الثورة، بعضهم نصح أمير المؤمنين عليا كرم الله وجهه و رضي عنه، أن يخدع معاوية إلى أن يستتب له الأمر فيعزله، فقال الأمير عليه السلام: "هيهات، إن المداهنة لا تسعني في ديني"، ليس في الإسلام سياسة إذا كانت غشا و خداعا، الخداع مجاله الوحيد هو الخيال العسكري.
على افتراض أن الحظ حالف الثوار الذين ضربوا موكب بشار عند زيارته مشارف بابا عمرو، و تمكنوا من قتلوا، هل كانت ستصير سوريا بعد هلاكه بخير، بداهة كلا، لأنها حرب الشعب السوري بقيادة المسلمين السنة ضد النصيرية مجوس سوريا و مجوس إيران و لبنان و العراق و البهائم المحسوبين على العروبة و الإسلام.
إنها ثورة مبهوته مفترى عليها، يزعم الأمريكان لتبرير خذلانهم لها أنها موبوءة بالقاعدة، أي بالضالين المجرمين المحسوبين على السنة، و لو أن الأمريكان عندهم احتمال و ليس يقين أن القاعدة تحكم سوريا بعد انتصار الثورة، لما صبروا شهرا و لا اسبوعا و لا يوما، و أسرعوا مخفوقين إلى دعم الثورة السورية بالسلاح و المال و معلومات المخابرات و ربما بالرجال أيضا.
و تفسير ذلك بسيط و يمكن إدراكه بداهة فورا، و القصة التالية توضح ما ليس بحاجة إلى توضيح، يحكى أن القذافي دعا أميركيا للإسلام، فرد الأمريكي عليه: " أرفض الإسلام، لكنني أعدك أن أكون مسيحيا رديئا"،
هذه هو غاية ما تخطط له أعداء الله تعالى و يحرصوا عليه، هو تمكين الخبثاء من المحسوبين على المسلمين في بلاد المسلمين، و الترويج للدعوات الضالة المحسوبة على الإسلام، بداهة هم يقصدون تنفير الناس من الإسلام و المسلمين، لكن أليس يضرون أنفسهم؟ بالتأكيد نعم، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "رب ساع فيما يضره"، و قال عليه السلام: "إياك و مصاحبة الأحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك"، طيب العمل بهذه النصيحة ممكن بالنسبة للفطن المطيع، لكن كيف يعمل بها الأحمق إذا لم يكن مهذبا مطيعا، و كيف يعمل بها الحمى الأمريكان مثلا، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "من شاور الرجال شاركها في عقولها"، لكن الحمقى يريدون مشاركة الناس في أموالهم و حتى سرقتها معظمها و كلها إن استطاعوا ذلك، لكنهم ابتلعهم اغترارهم بأنفسهم، صحيح أنهم في يوم واحد يطبعون من الكتب و الجرائد و المجلات ما يطبعه العرب في سنة، لكن لا يجوز الغفلة عن حقيقة المصادر الثقافية التي تخص العرب، و هي أن القرآن الكريم كلام الله تعالى، و الحديث الشريف كلام رسوله صلى الله عليه و آله و سلم، و لا قيمة للكم إذا كان جهلا مركبا فيما يخص الاعتقاد و أوصاف الحلال و الحرام و الطيب و الخبيث من الغذاء و الأعمال و الأقوال، هذه الثقافة التي خصص الله تعالى بها العرب، هي السبب الوحيد في الدنيا الذي يعفي الإنسان من زيارة الأطباء النفسانيين، و الإدمان على الحبوب المهدئة للأعصاب، و هي السبيل الوحيد للنجاة و الفوز و الحظوة برضا الله تعالى، و مقعد صدق عند مليك مقتدر.
بناء على ما تقدم نستطيع تصديق تصريح المسؤول الإيراني الذي قال: "إسرائيل كلب ينبح و لا يعض"، و إسرائيل تكتفي بالنباح ليس لأنها غير قادرة على إيذاء إيران، بل تكتفي بالنباح لأن النباح انجاز ضخم بالنسبة لها، فهو يحقق لها أقصى ما تريده من شر للإسلام، و هل شر أقصى من دولة مجوسية محسوبة على الإسلام، و هل يطمع العدو بأكثر من أي يكون عدوه مضروبا بسرطان ثقافي. امريكا و إسرائيل و كل عدو للإسلام، غايتهم من النباح و العض، إن يمكنوا للأشرار المحسوبين على المسلمين في بلاد المسلمين، و أن يروجوا للسم الثقافي في عقول المسلمين و نفوسهم، و السم من الغذاء هو الغذاء الخبيث المؤذي شبيه الأصل من الغذاء الطيب، و بسبب المشابهة يشكل الأمر على البدن و يخدعه السم فيغتذ عليه فيموت، المتعة تشبه الزواج، و الخمس يشبه الزكاة، و الانقياد لآيات الشيطان يشبه طاعة أولي الأمر، و الملكية تشبه الخلافة،،،،،،،،،،.
القاعدة الخبيثة في السنة المسلمين هي نظير الشيعة الخبيثة في الشيعة المسلمين، و هل يوجد دليل أكبر على خبث القاعدة من أن أمها الولايات المتحدة الأمريكية، مدعية الحرية و نصرة المضطهدين.
إنها ثورة مخذولة من الشيعة المسلمين، خاصة العرب الشيعة المسلمين، لكن هل هم حقا موجودين هؤلاء النوع من المسلمين، إنهم من الخفاء حتى يكاد المسلم السني يشك في وجودهم، و وجود نصوص شيعية نظيفة أصلا خالية خالصة من زؤان المجوس، و ما هو شر من الزؤان بكثير جدا، جدا، جدا.
................................................................................................
قال لينين و الحكمة ضالة المؤمن: "لا ثورة بدون نظرية ثورية"، يمكن للجيش أن يقوم بانقلاب، لكنه لا يستطيع أن يقوم بثورة، لأن الثورة هي انتعاش ثقافي و ارتقاء علمي، أي هي توجه عقل متجدد أو مذهب مستعاد يصير تحديثه و تكييفه ليتناسب مع الوقت الحديث، ليكتسب صلاحية إضافية بعد تقادم، و الثورة تفكر مؤتم بالتعقل الجديد، باستعمال رأسمال آلي نظري حديث، أي باستعمال قوات نطق صناعية متجددة، تساعد قوى النطق الأربع، النباهة و الفهم و الذكر و العلم.
............................................................................................................
*** دور العقل في الثورة .... القيام بالاجتهاد الكامل، أي المستقصي للنصوص الشرعية (الجامع إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه آله و سلم و أحاديث الآل و هي سنة قولية تقريرية مستأنفة) و المطعم بالنص الوارد (العلوم دون النظريات) من الشرق أو الغرب ***
مثال على الثورة الإسلامية السنية ...........
حديث لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، من طبقة المؤول.... و طريقة ترقية الفهم عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حتى جعل هذا الحديث المجمل في طبقة المحكم.....
أجناس الاجتهاد أربعة و هــــــــــــي....
1. الاجتهاد عن طريق العقل و النفس الناطقة القدسية، الكاشف لمقصود المتكلم.. و المدعم بالوارد من علوم الشرق و الغرب دون النظريات التي يطلع عليها فقط من موقف مستبصري نقدي يرجح الشك فيها على الظن، أي الخطأ حتى تسطير الخرافة على الصحة....
2. الاجتهاد بطريقة استقصاء النصوص البشرية الشريفة، أي جمع أحاديث الآل إلى حديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم....
3. الاجتهاد بطريقة دلالة الدلالة، أي تفسير القرآن الكريم بالقرآن......
4. الاجتهاد الضيق و هو الزيغ غير المباشر بنوعيه النصب و الرفض ..... و هو الاقتصار على تفسير الحديث النبوي بالحديث النبوي فقط لا غير، و اهمال حتى الهدر لآراء علماء أهل البيت صلوات الله عليهم و سلامه، و هو النصب، المقابل للرفض الذي هو إنكار صحة خلافة الصحابي و النيل من أزواج النبي صلى الله عليه و آله و سلم، و تشويه التاريخ الإسلامي ببهتان الصحابة رضي الله عنهم أجمعين و إنكار فضائلهم و أفضالهم على دولة الإسلام......
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "في كل ذات كبد رطبة أجر"
سأتبع في تفسير هذا الحديث الشريف طريقتين اثنتين، الطريقة العقلية و الطريقة الاستقصائية،
الاجتهاد في تفسير الحديث بالطريقة العقلية الناطقية.....
الاجتهاد في تفسير الحديث بطريقة التحديث الاستقصائية ......
... الطريقة العقلية في الاجتهاد ...
طبقة الحديث باعتبار قوة الفهم الإنساني.. هو حديث من طبقتي المؤول و المقيد.
و الكلام يكون من إحدى الرتب الخمس و هي الحرف، و المفرد و العبارة و الفقرة و المؤلف. بداهة هذا الحديث الشريف من رتبة العبارة.
و المجمل هو جنس أعلى من العلم قابل للتفرع بالتوضيح بإدخال الفصول عليه إلى أجناس علمية.
بينما المطلق هو جنس من العلم قابل للتفرع بالتوضيح بإيراد القيود عليه إلى أنواع علمية.
الكلمة البسيطة ... كبد ... من طبقة المطلق.
لكن الكلمة المركبة ... كبد رطبة ... من طبقة المقيد.
بعض الفقهاء يبهتون النبي صلى الله عليه و آله و سلم، ...و أكثر... (عن حسن نية)، يطلقون المقيد من كلامه، و يقولون جرى التقييد على "مجرى الغالب أو العادة"، و النبي صلى الله عليه و آله و سلم رجل كريم حر، أعظم شأنا من أن يكون مغلوبا في الكلام مرتهنا لعادة، و هو أفصح العرب الذي هم أفصح البشر.
مفهوم المخالفة أو دليل الخطاب ............ يفهم من الحديث الشريف، أنه ليس في الكبد الجافة اليابسة أجر.
لكن لا يكون الإنسان أو الحيوان في حال له كبد جافة، يموت فتبقى كبده رطبة إلى أن تتحلل، و ليس أنها تجف و تيبس، كما أن جيفة الحيوان لا أجر للمسلم في سقي صاحبها الميت رغم أن كبده تكون رطبة لما تتحلل مع صاحبها بعد.
لم يبقى إلا الشجرة، تجف كلها، كبدها و نفسها و خاصيتيها و قواها الخمس، و لا أجر للمسلم في سقي عود جاف، لأن هذا العمل عبث غير مجدي لا ينفع الشجرة، بل ربما يؤذيها، و يجعلها تتلف. قال سيدنا المسيح عليه و على أمه أم المؤمنين السلام: "إن حبة القمح إذا لم تمت لا تحيا"، إذا لم يدع الإنسان الشجرة تموت كل سنة و تعبث بها بسقيها فإنها يحتمل ألا تحيا مرة أخرى.
فحوى الخطاب أو من باب أولى ............ أن في كل ذي قلب أجر أكبر، أي أن في سقي الحيوان، أجر أكبر من سقي النبات، باعتبار أن النبات أصبر على العطش من الحيوان.
منطوق الخطاب أو عبارة الحديث.... كانت مناسبة الحديث قصة قصها النبي صلى الله عليه و آله عن رجل عطشان نزل إلى بئر و شرب الماء و عندما صعد وجد كلبا عطشانا فرجع إلى البئر و جلب إلى الكلب ماء بخفه، فتعجب المسلمون و استفسروا من النبي صلى الله عليه و آله وسلم، "ألنا في البهائم أجرا". فأخبرهم النبي صلى الله عليه و آله و سلم، أن لهم فيما دون البهائم أجر. فيكون من باب أولى أن لهم في البهائم أجر، و هو ما يسمى فحوى الخطاب.
لحن الخطاب.... هو الفهم أن في نفع النبات بغير السقي أجر، مثلا تهوية التربة أسفل النبات أو تغذية التربة بالعضويات. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إذا قامت الساعة على أحدكم و في يده فسيلة فليغرسها"، في غرس الشجرة بالتربة أجر.
... طريقة استقصاء الأحاديث في الاجتهاد في تفسير نص ...
يزيغ بعض الفقهاء و يخرج من الهدى، لدرجة التورط في الردة عن (حسن نية، و غفلة أيضا) و زيغ أو ارتداد الفقهاء نوعان إما نصب أو رفض، حسب المذهب، و زيغ فقهاء له اسم خاص هو النصب، و هو مشاقة الله عز و جل و رسوله، بطريقة بخس أقدار أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، بمعنى عدم اعتبار أقوالهم من مصادر التشريع، رغم أن بعضهم و هو سيدنا أحمد بن حنبل رضي الله عنه، يعتبر قول الصحابي من مصادر التشريع، و الإمام مالك رضي الله عنه يعتبر جماعة أهل المدينة من مصادر التشريع، فمن باب أولى اعتبار من شهد له رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بأكثر من حديث أنه حجة في العلم، أنه من مصادر التشريع، : "............. أقضاهم علي............"، : "أنا مدينة العلم و علي بابها"،،،،،
بداهة لم يكن موقف الصحابة رضي الله عنهم أجمعين من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه، و أيضا الأئمة المجتهدين رضي الله عنهم، هو الموقف المشهور عن بعض الفقهاء، الذي لم يطلعوا على نهج البلاغة، و غرر الحكم و المستدرك.
سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لم يكن فقط يحرص على تحصيل مشورة و نصيحة سيدنا علي كرم الله وجهه و يطيع حكمه في القضية، بل إنه تمنى يوما لو أنه كان سائلا النبي صلى الله عليه و آله و سلم ثلاثة أسئلة، فقال له الأمير عليه السلام: "ما كنت سائلا عنه النبي صلى الله عليه و آله و سلم في حياته، فاسئلنيه"، لم يستنكر الفاروق و لم يستهجن عرض الأمير، فسأله ما شاء و حصل على الأجوبة،،،، ليس مهما ذكر هذه الأسئلة و هذه الأجوبة، بل يحسن عدم ذكرها من أجل التركيز، على حقيقة ضيعها علماء السوء، و هي أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم لم يكونوا يبخسون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أقدارهم، و لم يكونوا ينكرون عليهم اختصاصهم في العلم الشرعي، و ليس مرتكب هذه الجناية على نفسه و على غيره المغشوش به الذي يضع ثقته فيه، أقل شرا و أذى من الروافض الذين ينكرون صحة خلافة الصحابة، و ينالون من أزواج النبي رض الله عنهم أجمعين.
و لم يكن الأئمة المجتهدون أقل حرصا من الصحابة الخلفاء على الاستفادة من علوم أهل البيت، حتى أن سيدنا الشافعي رضي الله عنه، رماه الناس بتهمة الرفض و أنه شديد في التشيع.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه في حديث شريف طويل يحصي فيه عدد أنفس الإنسان: " .... النفس النامية (بطن، طحلب) النباتية (فرج، زهرة)، منشأها الكبد، و لها خاصيتان هم الزيادة و النقصان، و لها خمس قوى هي الجاذبة و الدافعة و الهاضمة و الماسكة و المربية.... "
الاجتهاد العقلي منع هدر قيمة القيد "رطبة"، و منع القول بالحشو في الحديث الشريف، إذ هدر القيد "رطبة" هو قول بالحشو، و القول "جرى على مجرى العادة، أو الغالب" لا يليق بالنبي صلى الله عليه و آله و سلم.
· طبقة "المؤول" من الكلام..... نتيجة الاجتهاد العقلي.... نقل الحديث من طبقة المفسر كما يفهمه الفقهاء، و يبقى عند الجميع في طبقة المحكم باعتبار أنه غير قابل للنسخ، و إدخاله في طبقة المؤول من الكلام، بسبب حفظ القيد "رطبة". المؤول هو ترجيح معنى آخر غير المعنى المتبادر إلى البال، و هذا المعنى الآخر هو هنا سقي الشجرة.
· طبقة "المشكل" من الكلام...... بالنسبة لبعض الناس أين يترددون بين فهمين مختلفين متساويين في القوة، صار الحديث غامضا "مشكلا"، يترددون هنا بين الفهم أن المقصود أن للمسلم فيه أجر هو الحيوان أم و بين الفهم أن المقصود أن فيه الأجر هو النبات، و بداهة بالنسبة للفهم أن المقصود أن الذي فيه أجر هو النبات، يكون من باب أولى أن للمسلم أجر في الحيوان و الإنسان.
· طبقة "الظاهر" من الكلام..... بالنسبة لبعض الناس أي الذين ظنوا (رجحوا) أن المقصود هو الشجرة، دخل معنى الحديث بالنسبة إليهم في طبقة الظاهر، اي فهموا أن النبي يعني بالكبد الرطبة الشجرة العود الأخضر.
· طبقة "المراد" من الكلام و هو المعروف عند الاحناف بطبقة "النص".... قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إذا قامت الساعة على أحدكم و في يده فسيلة فليغرسها"، ينص الحديث على غرس الشجرة بالتربة في كل حتى وقت قيام الساعة. و المراد من هذا الكلام هو حض على فعل الخير حتى في ظرف انقطاع الرجاء من جدوى الخير، باعتبار أن مجرد فعل الخير هو غاية شرعية مطلوبة. أي أن النبي صلى الله عليه و آله الحض على فعل الخير حتى ظرف امتناع النتيجة، فلا قسمة للعمل إلى وسيلة و غاية في الإسلام، بل كل خير هو غاية.
الفرق بني "المراد" و بين "الظاهر"، أن واحد من المعاني المزدحمة، و هو المعنى الراجح هو المقصود فقط، و المعنى الآخر أي المرجوح هو مهمل، بينما المعنيان اللذان يفيدهما "المراد" كلاهما مقصودان، الراجح منهما و هو المعنى البعيد الذي يحصله الفهم، و المعنى المرجوح و هو المتبادر إلى الذهن.
المشترك "المراد" هو المستوى الرابع من الكلمة،،،،
و الكلمة مركبة من خمسة مستويات:--
1. مستوى المبنى الثانوي: و هو المبنى المنظور، و هو مخطوط مصنوع اليد، و يحتمل فيه أن يشير إلى المعنى أي الفكرة أو الصورة مباشرة، لكن الغالب أنه مبنى للمبنى المنطوق.
2. مستوى المبنى الأول: و هو المسموع الذي يصنعه اللسان.
3. مستوى المعنى القريب: و هو المتبادر إلى الإدراك.
4. مستوى المعنى البعيد: مثله المعنى الذي يستفاد من المعنى القريب، أي المعنى القريب هو مبنى للمعنى البعيد، و المعنى البعيد هو معنى للمعنى القريب.
5. مستوى الغاية: غرض القائل من القول، الحصول على الإعجاب، أو المال، أو الاستفزاز و المشاغبة و إثارة سجال، أو تعلية فكر المخاطب، أو بيان حق الله تعالى على العباد، أو زجر النفس الراعنة،،،
أمثلــــــــــــــة على "المراد" أي معنى المعنى .....
"سل السيف من غمده"،،،،،، و هذه العبارة غير مقصود المعنى المتبادر منها بداهة (فورا) إلى الذهن أو الخيال، إنما المقصود هو معنى المعنى، أي نفر المجاهد من بلده إلى الحرب. و هذا الكلام هو البيان فرع فن البلاغة، قسم الاستعارة التمثيلية.
"امتشق الأسد حسامه"،،،،، في الاستعارة التمثيلية يحتمل عدم الانتباه إلى معنى المعنى، و الظن أو الوهم أن المعنى القريب هو المقصود، لكن هذه الاستعارة هي من المؤول، أي الذي يسهل الانتباه إلى أن غير المعنى البديهي المتبادر إلى البال أو الحس هو المقصود، و أن المقصود هو معنى المعنى أي جهز المجاهد الجسور سلاحه، و ليس و الحسام أي السيف أيضا من المؤول باعتبار أنه الأسلحة المتقادمة، و التي فقدت الصلاحية.
أيضا الكناية مركبة معنويا من مستويين، قريب و بعيد، قريب هو المعنى المبنى، و بعيد هو المعنى المقصود.
من المراد المجازان المرسل و العقلي.
الإيحاء و التلويح و الإيماء... من المراد،
· طبقة "التورية" من فن البديع المتفرع عن البلاغة، و هو نوع من الكلام المشترك، و الكلام المشترك جنس من جنس أعلى هو الكلام وحيد المبنى أي عكس المترادف و المتشابه،،، الذي هو من جنس أعلى وحيد المعنى متجزئ كثير المباني. المشترك جنس الكلام وحيد المبنى كثير المعاني. التورية تتميز بتعدد المخاطبين، كل معنى متجه لطبقة من المخاطبين.
· طبقة "التورية العكسية"... التورية تستعمل لإبراز المعنى الذي في العادة يتعمد المتكلم إخفاءه عن طبقة من المخاطبين، مثال نشر القوميون السوريون في حيطان لبنان عبارة: "لكل خائن حبيب"، و اللبنانيون جميعا يعرفون أن حبيب الشرتوني هو قاتل الرئيس الكتائبي بشير الجميل بعد إدانته بالعمالة لإسرائيل، و عندما تكون التورية مكشوفة معلومة المعنيين، تقوم بعكس وظيفتها، تخفي المعنى الظاهر و تظهر المعنى المخفي. و رد الكتائبيون بعبارة: "كل حبيب خائن"، و بما أنه معلوم للجميع أن المقصود بكلمة حبيب ليس هو العاشق، بل المجرم الذي اغتال رئيس الجمهورية، و كل رجل أخلاقه القومية الغدر بالرجال الوطنيين. ينعكس وظيفة التورية بهذه العبارة أيضا. و تفترق العبارتان، في أن عبارة القوميين السوريون من المشترك المؤول، باعتبار أن معنى العبارة لا يستقيم، فيضطر العقل إلى التأويل أي الرجوع إلى المتكلم و هو الأول في الكلام، و الراجع هو القارئ، و القارئ تعني الثاني.
· طبقة "المثنى"... هو مقابل المؤول، و المثنى هو تعمد الأول أي المتكلم تكييف كلامه ليناسب فهم المخاطب و هو الثاني أو القارئ، و المثنى دليل على فصاحة المتكلم، باعتبار أن المتكلم لا يخاطب نفسه، بل يخاطب مستويات من القراء أو الثانويين.
مثال قوله تعالى: "و الله يعلم بما وضعت"، و أيضا الإحتراس و رفع الوهم من نوع الكلام المثنى و هو مشترك أي متعدد المعاني معنى يفهمه المتكلم، و معنى آخر لفائدة القارئ، لم يكن المتكلم ليقوله لو ضمن إمكانية فهم المخاطب.
· طبقة "المتصالح"... هو نوع من المشترك مقابل المشترك المشكل و أيضا مقابل المشترك الظاهر، و فيه يكون المعنيان مقصودين من المتكلم، أي المعنيان الراجح و المرجوح في الظاهر، و المعنيان المتكافئان في المشترك، لا تنازع و لا تزاحم بينهما. و المتصالح الظاهر منه نوع من الكناية أو هو شبه الكناية التي تبدو لو أنها عبارة وحيدة المعنى، و هي تختلف عن الكناية القوية متعددة المعاني، أي المؤلفة من معنى قريب مستعمل كمبنى و معنى بعيد هو المعنى المقصود.
مثال على "المتصالح".......
من قواعد سيدنا الشافعي رضي الله عنه، التي تنبـّــه إلى طريقة التعلم الصحيح: "التأسيس أولى من التوكيد"، و لحنها: "الاختلاف أولى من الترادف"، هنا أفترض أن الرما و الربا مختلفين في المعنى، و ليس مترادفين،،، و على أساس هذه القاعدة أتعلم من النبي صلى الله عليه و آله و سلم.
نهي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، عن المقايضة بين سلالتين من نوع واحد من الثمار و هذا النهي كان بمناسبة مقايضة سيدنا بلال رضي الله عنه تمرا رديئا كثير الكمية، بتمر جيد قليل الكمية، لكن رغم تراضي الطرفين أي بلال و الرجل صاحبه في هذه المقايضة. قال الرسول صلى الله عليه و سلم: "الذهب بالذهبو الفضة بالفضة و البر بالبر و الشعير بالشعير و التمر بالتمر و الملح بالملحمثلاً بمثلسواءً بسواء يداً بيد فإذا اختلفت هذه الأصناف
فبيعوا كيف شئتم إذا كان يداً بيد" معللا صلى الله عليه و آله و سلم النهي بالقول: "إني أخاف عليكم الرما"، و الرما من المشترك "المتصالحة معانيه" و تعني المصير و المآل، و تعني الخصومة. و ليس أن الرما مرادف للربا، كما فهم الفقهاء، و حتى في عقد الترادف بين الكلمتين ربا و رما، فإن الترادف لا يعني التكرار و المطابقة، الحسام و السيف مترادفان، لكن أيضا مختلفان، الترادف يعني تقارب المعاني و ليس تكرارها، و الربا معناها الزيادة، بينما الرما معناها النهاية، و النهاية هي شعور بعض من قايض أنه كان مغبونا، بالمقارنة بين مقايضته و مقايضة أخرى، كانت لصالح نظيره في المساومة، في نفس الأصناف من نوع الثمر. و مصير الرما هذا أن تقترب من الربا، فيتوهم أن صاحبه غلبه في المساومة، و نهاية الشعور بالظلم هو الخصومة لا شك. و في المعاملات الحقوقية أي التي تستعمل فيها النقود، فإن التاجر الذي يبيع نفس السلعة بثمن أعلى مستغلا جهل الزبائن و ثقتهم فيه، هو قريب من المرابي، إذ لا يختلف عن الربا ما يأخذه من زيادة على الثمن السائد في السوق من غير عوض منه مثل خدمة ما بعد البيع، أو تسهيل دفع الثمن بتقسيطه.
· طبقة "النص" من الكلام.... الاقتصار على ذكر جزء من الحديث، أو ذكر حديث واحد، من مجموعة أحاديث متفرقة لكنها مترابطة المعنى أي ذات دلالة دلالة، يضعف وضوح المذكور، مثلا الاقتصار على ذكر: "في كل ذي كبد رطبة أجر"، دون ذكر المتقدم من الحديث و هو المناسبة أي القصة و تساؤل المسلمين، يجعل المذكور في طبقة "النص"، و هو الكلام وحيد المعنى، غير المزحوم بمعنى آخر مرجوح.
· طبقة "المفسر" من الكلام ... هو الكلام المفصل المشروح المبسوط،،، مناسبة الحديث الشريف: "في كل كبد رطبة أجر"، و أحاديث أخر تنقل الحديث من طبقة النص، إلى طبقة المفسر، و هو الكلام الذي يشرح أي عمل فيه أجر، النبي صلى الله عليه و آله و سلم ذكر السقي، و في حديث آخر ذكر الغرس، و في حديث آخر نهى عن إيواء الكلاب لغير حاجة الصيد أو الحراسة، ما يعني أن إيواء الكلاب معصية، عليه عقاب و ليس فيه ثواب و أجر، عكس إيواء القطط.
· طبقة "المحكم" من الكلام، هو الكلام من أية طبقة سواء المبين المفسر أو النص أو الظاهر، أو المشكل أو المؤول أو الخفي أو المجمل أو المتشابه. الذي لا يحتمل النسخ و الإبطال. و لا يضر في الكلام المحكم أن يكون غامضا، فسواء كان المفهوم من الحديث الشريف من عبارة "كبد رطبة" هو الحيوان أو الشجرة، يبقى هذا الحديث النبوي في طبقة المحكم.
· طبقة "المتغير" من الكلام.... هو كل كلام يحتمل فيه النسخ أو الإبطال، دون التجميد أي التعطيل المؤقت. فقد جمد سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب قطع يد السارق في عام الرمادة (المجاعة)، لكن بقي حد قطع أصابع السارق محكما، رغم التعطيل المقيد بظرف المجاعة.
المتشابه............
لا يكتمل هذا البحث في أصول الفقه إلا بالقول في المتشابه......
المتشابه و المشترك الأضداد جنس واحد من الكلام، الفرق بينهما أن المشترك من نوع الأضداد أن وحيد المبنى محل لمعنين متقابلين متنازعين و هما معدومين في المعجم، و ربما استمرا متنازعين حتى في حال الوجود، أي استعمالهما في عبارة، بسبب أنهما كلاهما مخذولان، فلا السياق و لا المناسبة و لا نص من خارج ينصر أحدهما أو بكبت صاحبه.
مثل قوله تعالى: "و الليل إذا عسعس و الصبح إذا تنفس"، عسعس من المشترك الأضداد و تعني أدبر و أقبل، و سياق الفقرة أي العبارة: "و الصبح إذا تنفس"، لا تنصر و لا تمنع، مما يترك الكلمة عسعس في طبقة المشكل من الكلام الذي يغمض على الفهم.
أما المتشابه فهو من الأضداد المفرق، أي أن كل معنى من المعنيين المتقابلين مبنى منطوق يخصه، و الأضداد يتقاسمان معنى كاملا، و ليس في طاقة عقل المخلوق بسبب أنه محدود أن يستوعب الكمال.
بعض الفقهاء يفهم أن فواتح السور هي من المجمل، و هذا جهل مركب، المتشابه يجب أن يكون معلوما، و هو ليس مشكل، لآن من المشكل المفرق واحد فقط من معانيه هو المقصود، بين المتشابه المعنيان مقصودان.
و يحسن في موقف العقل من طبقة الكلام المتشابه التوسط بينهما، أي الحذر من أخذ أحد المعنيين المتقابلين، هدر صاحبه، باعتبار أن كلا المعنيين المتضادين مقصودين من المتكلم، و ليس كما في المشترك المشكل، أحد المعنيين فقط هو المقصود.
الحروف التي هي فواتح سور القرآن الكريم ليست من المتشابه، باعتبار أن لا معنى توقيفي لها معروف للبشر، بداهة يوجد لها معاني اصطناعية، إذ يستعمل الحرف ليعني رقما أو عددا، ، مثل {ب} تعني الرقم اثنين {2}، و الحرف يحتمل فيه أنه اختزال لكلمة مثل {س} تعني سمين،،، و {يد} تعني عنصر الهيدروجين،،،،، الخ....
و أشهر الآيات الكريمة التي هي من طبقة المتشابه من الكلام، هي الآيات التي تصف الله تعالى، أو تصف عمل الإنسان هل يكون عن اختيار و تفويض أو جبر و تسيير، أو تيسير،،، و النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال: "كل ميسر لما خلق له"، أي توسط بين الاضطرار و بين الاختيار. و اعتقاد أهل البيت صلوات الله عليهم و سلامه هو نفي الاختيار و الاضطرار، لأن هذه المسألة ترجع في النهاية إلى الله سبحانه و تعالى رب العالمين، الله سبحانه و تعالى أعز من أي يفعل الإنسان عملا أو قولا عن اختيار، و الله سبحانه أعدل من أن يعاقب إنسانا يفعل الشر و هو مضطر مسير مجبور مقهور.
لكن الإنسان يتردد بين أوضاع متفاوتة جدا مرة يبدوا أن مضطرا، و مرة يبدوا أن حر مختار يمكنه أن يفعل أو يسكن، أن يترك أو يعمل أن يقول أو يصمت، القاعدة الاعتقادية هنا هي الحديث: "ما غلب الله عليه فهو أعذر لعبده"، أي إن مسؤولية الإنسان على ما يفعله من قول و عمل تتساوى مع مقدار الحرية التي يتمتع بها في موقف الفعل.
زيادة في شرح هذا البحث من أصول الفقه، أستحسن التقدم في توضيح طبقات المجمل و المبين و المطلق و المقيد.
· [b][font='Tahoma']طبقة "المجمل" جنس أعلى من الكلام، قابل للتفريع إلى أجناس، غير مذكور و لا جنس واحد منها، مثل كلمة الأسودان، التي تعني
في الانقلاب و الثورة، و تجديد أمر الإسلام
الانقلاب و الثورة محلهما النفس، لكن الفرق بينهما، أن الانقلاب إيقاع (نشاط منعزل) نفسي، أو عقد (ارتباط) يكون فيه النفس هي المتسلطة و العقل منفعل خاضع تستغله النفس لتبرير مساوئها قال الأمير علي السلام: "كم من عقل أسير تحت هوى أمير". بينما الثورة هي انقلاب
الانقلاب و الثورة محلهما النفس، لكن الفرق بينهما، أن الانقلاب إيقاع (نشاط منعزل) نفسي، أو عقد (ارتباط) يكون فيه النفس هي المتسلطة و العقل منفعل خاضع تستغل النفس لتبرير مساوئها قال الأمير علي السلام: "كم من عقل أسير تحت هوى أمير". بينما الثورة هي انقلاب مصحوب بنشاط عقلي ناطقي غالب، أي الثورة عقد تكون فيه النفس الطرف المنفعل المتحرك أي المستنير بتوجيه عقل رشيد و هداية فكر صائب.
........................................................................................................
... في الانقلاب و الثورة، و جنس الثورة السورية المباركة التي من شأنها تجديد أمر الإسلام إن شاء الله تعالى ...
الانقلاب أو الثورة تقوم به النفس، التي نظيرها من المجتمع جماعة الرجال الإداريين، أي المادة من الناس التي تتشكل منها الدولة عقب انتصار الانقلاب أو الثورة،
تزيد الثورة على الانقلاب، في أن النفس التي تقوم بالانقلاب تكون مستنيرة بتدبير العقل و رأي الفكر، لكن رشد العقل ينقلب ضلالا، و رأي الفكر ينقلب عمى، إذا اقتضى الواجب قيام النفس بقلب الوضع البائس السائد رأسا على عقب، و كان حال العقل و الفكر البلادة و موقفهما النأي عن دعم النفس، حذر الأذى و إيثار السلامة، أو التزاما بعقيدة انعزالية مجافية للإسلام محسوبة عليه، هذا التخاذل من العقل و الفكر عن القيام بواجب دعم النفس يضرهما أيضا، إذ يحرمهما من تحصيل نصف الوجود، باعتبار ان الكائن المحدث أصل حاله هو العدم المحض، لكن له وجودان ممكنان، يتوجب عليه اكتسابهما، هما وجود إيقاعي، أي حياة انعزالية مستقلة، و وجود عقدي أي حياة متعدية تتجاوز كيانه، كل كائن محدث هو مؤلف أي يتضمن أجزاء كثيرة نفس و عقل و روح و بدن، لا ينفذ هذا الكائن المؤلف إلا بتعاقد جميع أجزاءه، ليقوموا معا، فإن "يد الله مع الجماعة".
... وضع الظروف المقدرة هـــو الناصر الأفعل للنفس الثائرة المتشوقة إلى الوجود ...
في القرن التاسع عشر ميلادي، كان الوقت مناسبا للحال متعدي الذات نحو الطبيعة، أي كان الوقت مناسبا لأوروبا و أمريكا، مجافيا للأمتين الاثنتين، أمة الإسلام و أمة الشرق. و هو التفسير الوحيد لاستطاعة أوروبا غزو العالم، و تضعضع الدولة العثمانية. القرن العشرين نصر الله عز و جل به أمة الشرق، هذا القرن الحالي الواحد و العشرون هو وقت مناسب للأمة الإسلامية ناصر لها إنشاء الله تعالى و بإذنه و حوله و قوته.
الانقلاب القومي مباشر أو متوسل ...... يحتمل في الانقلاب أن يكون محض إرادي، أي عمل نفسي خالص، تقوم به مباشرة النفس أو طبقة الساسة نظيرها من المجتمع، أو تتوسل فيه النفس استعمال أداة كالجيش أو العصابات المسلحة، لكن مهما بلغ بطولة النفس و استعدادها للتضحية، إذا لم تثر في الوقت الناصر لها، فإنها لا تنتصر، مثال على ذلك ثورة الأخوان المسلمين في سوريا مطلع الثمانينات، لقد انهزموا رغم بطولتهم المنقطة النظير بسب مجافاة الوقت لهم، لم يستطيعوا زيادة كتلتهم و تسارعهم، افتقدوا الزخم الثوري، بسبب خذلان الشعب السوري لهم، خذلهم المسلمون في الجيش السوري، فلم تنتشر المظاهرات في أرجاء سوريا، و لم يحدث انشقاقات عن الجيش و الحزب و الدولة.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه:-- "مُجَامَلَةُ أَعْدَاءِ اللَّهِ فِي دَوْلَتِهِمْ تَقِيَّةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، وَ حَذَرٌ مِنْ مَعَارِكِ الْبَلَاءِ فِي الدُّنْيَا."
"مُجَاهَدَةُ الْأَعْدَاءِ فِي دَوْلَتِهِمْ وَ مُنَاضَلَتُهُمْ مَعَ قُدْرَتِهِمْ تَرْكٌ لِأَمْرِ اللَّهِ وَ تَعَرُّضٌ لِبَلَاءِ الدُّنْيَا."
الانقلاب المستدعى ..... و يحتمل في الانقلاب أن يقوم به رجال منصورون بحكم مناسبة الوقت لحالهم، كما حدث في إيران التي كان يحكمها الشاة طول الوقت المناسب للحال القومي، و عندما جاء وقت مختلف الطبيعة موات للحال الديني ناصر للدين سواء الدين الإيمانية أو الدين الجاهلي العصبي، مجاف للعصبية القومية الفارسية استطاع آية الشيطان الخوميني باستغلال العصبية الجاهلية المجوسية، أن يقوم بثورة سوداء، و هو في هذا الثورة تابع سيرة الشياطين المجوس في استغلال الإسلام، للتستر وراءه، بدلا من أن يخدمه بتنقيته من أكاذيب المجوس المستقلة و المدسوسة في الأحاديث الشريفة، و حتى في القرآن الكريم..
قال تعالى: "و تلك الأيام نداولها بين الناسو ليعلم الله الذين آمنوا منكم و يتخذ منكم شهداء و الله لا يحب الظالمين".
و جنس الانقلاب المستدعى بتفرع إلى ثلاثة أنواع على عدد أحوال الإنسان، و هي الأحوال الدينية و القومية و الوطنية، و عند مجيء الوقت المناسب للتركيز على استعمار الطبيعة و الاقتصاد و التجارة، يسهل هزيمة القوميين أو الدينيين، و يظهر الوطنيون مالكي الرأسمال و الحرفيين على مزاحميهم أصحاب الحالين الديني و القومي، و يسهل عليه استيلائهم على الدولة.
هذا الانقلاب المستدعى يمكن أن يلاحظه الفرد في مزاجه، فهو يجد نفسه أحيانا في طور من حياته ميال للنسك، حتى لو كان ملحدا، : "رب متنسك و لا دين له"، ذلك أن فصل النفس الإنسانية هو أنها ناطقة قدسية، و الشق القدسي من نفس الإنسان تفرض وضعا تضطره إلى التنسك، رغم تكثر فرص النجاح في الاحتراف أو السيادة في العشيرة.
و الدين هو حال تعدي الإنسان ذاته و تساميه إلى تلقي إملاءات الله تعالى عليه، و الشق القدسي ينشط سواء لزم الإنسان ذاته أو تعداها متساميا نحو الله سبحانه و تعالى أو منتكسا نحو الطبيعة مركزا اهتمامه و وعيه في بطنة و فرجه و اقتناء المال و ترصيد الحقوق المالية أي النقود.
...........................................................................................................
يتضح الفرق بين الانقلاب و الثورة، بتفحص العلاقة بين نظائر النفس و العقل من المجتمع أي الدولة و المذهب أو الحزب، و يمكن تفريع جنس الانقلاب إلى أنواع قليلة أو كثيرة حسب القدرة على التمييز، على أساس نسبة وزن النفس إلى وزن العقل في المزاج الفردي أو نسبة الدولة إلى الحزب في الوعي الاجتماعي.
1. انقلاب محض... هو عمل المجانين، تقوم به نفس خشنة مظلمة تماما تتمادى في الإجرام، لا تـــأبه بالعقل و الفكر، و لا ترى نفسها مضطرة للسماح لهما بدور، حتى على سبيل استغلالهما في تبرير فظائعها. الانقلاب المحض إيقاع نفسي خالص، أي إرادة مستقلة متفلتة، و هو أسوأ أنواع الرعونة و الاستبداد، حيث يغيب العقل تماما.
2. انقلاب تبريري..... أسوأ من خمول العقل و جنونه هو ارتهانه للنفس، و استغلالها إياه لتبرير مساوئها. : "كم من عقل أسير تحت هوى أمير".
3. ثورة قلقة متنازعة ..... انقلاب مصحوب بنشاط عقلي ناطقي مكافئ لنشاط النفس،
4. ثورة مستقرة...... فيها النشاط العقلي هو الغالب، و غلبة النشاط العقلي يعني متابعته للنفس و محاسبتها، و هذا الوضع من شأنه تهذيب النفس و تحسين أخلاقها، بسبب إستثارة ما فيها من طيبة بتوجيه عقل رشيد و هداية فكر صائب.
5. ثورة مثالية .... وضع يكون فيه العقل هو الغالب غلبة كبيرة، و هو جنس الثورة السورية المباركة حتى عندما ألجأها النظام المجرم و اضطرت إلى التسلح و الرد على فظائع النظام بأعمال عنف نظيف.
6. ثورة عبثية...... رهبانية مجافية للإسلام..... هو عمل كنسي يتجافى مع الإسلام، يقوم به نظائر القساوسة و الرهبان، همهم انتعاش الحالة العقلية الفكرية و النسك، رغم أن النسك و الرهبانية في الإسلام هو الجهاد. هنا النفس تلعب تتصف بالخمول و الإرادة و تخدع نفسها أن ناشطة متحمسة أي ذات إرادة لكنها إرادة و خيرة تخالف خيرة الله تعالى، و هو جنس الصوفية النقشبندية في الشام، رغم أن النقشبنديون في العراق ثوار جاهدوا الأمريكان و الدولة المجوسية بمضادات طائرات و دروع من صنعهم.
........................................................................................................
... جنس الثورة السورية المباركة،،، و الأخلاق الانقلابية الوقائية للنظام الكافر و المجرم ،، المفلس الهالك قريبا إن شاء الله تعالى ...
في سورية ثورة لا انقلاب، ثورة شعب، أكثرية شعب صاحبة قضية عادلة، مضطهدة و محرومة و مكتومة، ضد أقلية متسلطة، تغتصب أرزاق الآخرين، مهرجة و تصادر حرية التعبير، تخضع بهوس لإملاءات، آيات الشيطان، متورطة في خيانة موصوفة للإسلام و العروبة.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "ما أدل الحلم على العلم"، العلم هو ما يميز الثورة من الانقلاب، ذلك أن كلاهما الثورة و الانقلاب يقوم بهما شيء واحد هو النفس التي فعلها أو انفعالها هو الإرادة، تقوم بأحدهما عندما ترتفع همتها و تتمرد على عذاب الهون و الأذى، و ترفض استمرار حال الحرمان و الاضطهاد و استصحاب الخمول في العدم، "التمرد قضية عادلة" هكذا قال ماو تسي تونغ، يستمر الكافر المجرم في ظلمه يضطهد و يغصب الارزاق و يمنع التعبير و ينكر الحقوق، و يتمادى و يزداد تماديا و ليس يهتدي و يصطلح من تلقاء نفسه، لا يوقفه عند حده غير تمرد المظلوم و الخروج عليه.
الفرق بين الثورة و الإنقلاب، أن الثورة حماسة كرام أحرار بينما الانقلاب هوس لئام رهائن رعونة، و الثورة تستهدي بضياء العقل و نور الفكر، بينما الانقلاب أعمى، لا يأبه لعقل و لا فكر، إلا في حال اغتراره بكثرة قدرته، و فيتمادى في الطغيان حتى إخضاع العقل و الفكر و توظيفهما عبثا في تحسين شناعات النفس الهوجاء. بسبب أن الثورة مؤسسة على الإيمان بالله تعالى و على التسامي بالإنسانية و الحرص على براءتها من وحشية البهيمة و دنسها.
في سورية ثورة لا انقلاب،
و هي ثورة متميزة، ملكة الثورات العربيات، ليست بالثورة القلق وضعها، يتنازع فيها إرادة نفس و رشد عقل متكافئان في القوة، بل إنها ثورة طيبة مهذبة حتى الوداعة و الغفلة و السذاجة، و النتيجة ظلم النفس و التقصير في واجب انصافها، و السماحة حتى الإحسان للعدو المجرم، تكاد تكون ثورة كنيسة المسيح عليه السلام، التي تكتفي من الدولة بالامتناع عن اضطهادها و إملاء جهلها عليها و إجراءها تهريجا على لسانها و سرقة أرزاقها، ألم تستمر ستة أشهر تردد بطريقة سوريالية سلمية سلمية سلمية، و استمر أقصى طموحها المطالبة باسترداد حقها في عيش مقبول، و لم تكن تطالب بإسقاط القيصر المجرم، حتى تسببت حساباته الظنية و مراهناته الوهمية في انفجار الأنفس المكبوتة عضبا فبدأت تعلي سقف مطالبها و تتمرد و تخرج على فوضى التسلط و التهريج التي يسمونها نظام حكم.
و قد لاحظ عزمي بشارة هذه الطبيعة الصوفية التي تشيع في رجال الثورة السورية، ثورة تشرب العذاب و الألم و الهوان و لا يضر الأذى نفسها بل تصر على استصحاب الاستقامة لا تتطرف نجو إجرام أو عودة إلى الخضوع، و لا يضر الأذى عقلها بل تستمر رشيدة لا تزيغ.
هذه الثورة السورية المباركة المنتصرة قريبا إن شاء الله تعالى، هي مولودة من أبوين كريمين، أب هو لإسلام و أم هي العروبة، يتشرف بها المسلمون السنة، السنة الذين الإسلام في أمانتهم سالم من الخلل محفوظ حسنه مصون من العبث ، و يفخر بها العرب من الناس الناطقين بالعربية، إنها ثورة هذا الإسلام ضد مجوسية تتقنع بالإسلام، أو إسلام شانه ما يشوب نصه من كذب المجوس و دسهم، و ما يدنس عمله من رذائلهم، حتى صار ما عندهم و الذي يسمونه بالإسلام أو التشيع شرا من الجاهلية المجوسية نفسها، أليس أن النفاق شر من صريح الكفر.
إنها ثورة شعب عربي مسلم مخذول من اخوانه المسلمين، و أشقائه العرب، خاص من جيرانه الترك و الأردن و السعودية باعتبار أن النجدة هي اوجب عليهم بحكم الجوار، ثورة شعب عربي مسلم ضد نظام شيعي خبيث يدعمه إخوانه أنجاس العجم و العرب، و حثالة العرب المحسوبين على السنة من الجاهليين البعثيين و القوميين السوريين و الناصريين و الشيوعيين،،،،
حتى عند استفتاح الثورة كان شعارا رديئا "ثورة الشعب السوري ضد بشار"، على افتراض سوء النية بالثوار و أنهم يداهنون الشيعة الخبيثة و يتذاكون عليها، إلى أن تنتصر الثورة، بعضهم نصح أمير المؤمنين عليا كرم الله وجهه و رضي عنه، أن يخدع معاوية إلى أن يستتب له الأمر فيعزله، فقال الأمير عليه السلام: "هيهات، إن المداهنة لا تسعني في ديني"، ليس في الإسلام سياسة إذا كانت غشا و خداعا، الخداع مجاله الوحيد هو الخيال العسكري.
على افتراض أن الحظ حالف الثوار الذين ضربوا موكب بشار عند زيارته مشارف بابا عمرو، و تمكنوا من قتلوا، هل كانت ستصير سوريا بعد هلاكه بخير، بداهة كلا، لأنها حرب الشعب السوري بقيادة المسلمين السنة ضد النصيرية مجوس سوريا و مجوس إيران و لبنان و العراق و البهائم المحسوبين على العروبة و الإسلام.
إنها ثورة مبهوته مفترى عليها، يزعم الأمريكان لتبرير خذلانهم لها أنها موبوءة بالقاعدة، أي بالضالين المجرمين المحسوبين على السنة، و لو أن الأمريكان عندهم احتمال و ليس يقين أن القاعدة تحكم سوريا بعد انتصار الثورة، لما صبروا شهرا و لا اسبوعا و لا يوما، و أسرعوا مخفوقين إلى دعم الثورة السورية بالسلاح و المال و معلومات المخابرات و ربما بالرجال أيضا.
و تفسير ذلك بسيط و يمكن إدراكه بداهة فورا، و القصة التالية توضح ما ليس بحاجة إلى توضيح، يحكى أن القذافي دعا أميركيا للإسلام، فرد الأمريكي عليه: " أرفض الإسلام، لكنني أعدك أن أكون مسيحيا رديئا"،
هذه هو غاية ما تخطط له أعداء الله تعالى و يحرصوا عليه، هو تمكين الخبثاء من المحسوبين على المسلمين في بلاد المسلمين، و الترويج للدعوات الضالة المحسوبة على الإسلام، بداهة هم يقصدون تنفير الناس من الإسلام و المسلمين، لكن أليس يضرون أنفسهم؟ بالتأكيد نعم، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "رب ساع فيما يضره"، و قال عليه السلام: "إياك و مصاحبة الأحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك"، طيب العمل بهذه النصيحة ممكن بالنسبة للفطن المطيع، لكن كيف يعمل بها الأحمق إذا لم يكن مهذبا مطيعا، و كيف يعمل بها الحمى الأمريكان مثلا، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "من شاور الرجال شاركها في عقولها"، لكن الحمقى يريدون مشاركة الناس في أموالهم و حتى سرقتها معظمها و كلها إن استطاعوا ذلك، لكنهم ابتلعهم اغترارهم بأنفسهم، صحيح أنهم في يوم واحد يطبعون من الكتب و الجرائد و المجلات ما يطبعه العرب في سنة، لكن لا يجوز الغفلة عن حقيقة المصادر الثقافية التي تخص العرب، و هي أن القرآن الكريم كلام الله تعالى، و الحديث الشريف كلام رسوله صلى الله عليه و آله و سلم، و لا قيمة للكم إذا كان جهلا مركبا فيما يخص الاعتقاد و أوصاف الحلال و الحرام و الطيب و الخبيث من الغذاء و الأعمال و الأقوال، هذه الثقافة التي خصص الله تعالى بها العرب، هي السبب الوحيد في الدنيا الذي يعفي الإنسان من زيارة الأطباء النفسانيين، و الإدمان على الحبوب المهدئة للأعصاب، و هي السبيل الوحيد للنجاة و الفوز و الحظوة برضا الله تعالى، و مقعد صدق عند مليك مقتدر.
بناء على ما تقدم نستطيع تصديق تصريح المسؤول الإيراني الذي قال: "إسرائيل كلب ينبح و لا يعض"، و إسرائيل تكتفي بالنباح ليس لأنها غير قادرة على إيذاء إيران، بل تكتفي بالنباح لأن النباح انجاز ضخم بالنسبة لها، فهو يحقق لها أقصى ما تريده من شر للإسلام، و هل شر أقصى من دولة مجوسية محسوبة على الإسلام، و هل يطمع العدو بأكثر من أي يكون عدوه مضروبا بسرطان ثقافي. امريكا و إسرائيل و كل عدو للإسلام، غايتهم من النباح و العض، إن يمكنوا للأشرار المحسوبين على المسلمين في بلاد المسلمين، و أن يروجوا للسم الثقافي في عقول المسلمين و نفوسهم، و السم من الغذاء هو الغذاء الخبيث المؤذي شبيه الأصل من الغذاء الطيب، و بسبب المشابهة يشكل الأمر على البدن و يخدعه السم فيغتذ عليه فيموت، المتعة تشبه الزواج، و الخمس يشبه الزكاة، و الانقياد لآيات الشيطان يشبه طاعة أولي الأمر، و الملكية تشبه الخلافة،،،،،،،،،،.
القاعدة الخبيثة في السنة المسلمين هي نظير الشيعة الخبيثة في الشيعة المسلمين، و هل يوجد دليل أكبر على خبث القاعدة من أن أمها الولايات المتحدة الأمريكية، مدعية الحرية و نصرة المضطهدين.
إنها ثورة مخذولة من الشيعة المسلمين، خاصة العرب الشيعة المسلمين، لكن هل هم حقا موجودين هؤلاء النوع من المسلمين، إنهم من الخفاء حتى يكاد المسلم السني يشك في وجودهم، و وجود نصوص شيعية نظيفة أصلا خالية خالصة من زؤان المجوس، و ما هو شر من الزؤان بكثير جدا، جدا، جدا.
................................................................................................
قال لينين و الحكمة ضالة المؤمن: "لا ثورة بدون نظرية ثورية"، يمكن للجيش أن يقوم بانقلاب، لكنه لا يستطيع أن يقوم بثورة، لأن الثورة هي انتعاش ثقافي و ارتقاء علمي، أي هي توجه عقل متجدد أو مذهب مستعاد يصير تحديثه و تكييفه ليتناسب مع الوقت الحديث، ليكتسب صلاحية إضافية بعد تقادم، و الثورة تفكر مؤتم بالتعقل الجديد، باستعمال رأسمال آلي نظري حديث، أي باستعمال قوات نطق صناعية متجددة، تساعد قوى النطق الأربع، النباهة و الفهم و الذكر و العلم.
............................................................................................................
*** دور العقل في الثورة .... القيام بالاجتهاد الكامل، أي المستقصي للنصوص الشرعية (الجامع إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه آله و سلم و أحاديث الآل و هي سنة قولية تقريرية مستأنفة) و المطعم بالنص الوارد (العلوم دون النظريات) من الشرق أو الغرب ***
مثال على الثورة الإسلامية السنية ...........
حديث لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، من طبقة المؤول.... و طريقة ترقية الفهم عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حتى جعل هذا الحديث المجمل في طبقة المحكم.....
أجناس الاجتهاد أربعة و هــــــــــــي....
1. الاجتهاد عن طريق العقل و النفس الناطقة القدسية، الكاشف لمقصود المتكلم.. و المدعم بالوارد من علوم الشرق و الغرب دون النظريات التي يطلع عليها فقط من موقف مستبصري نقدي يرجح الشك فيها على الظن، أي الخطأ حتى تسطير الخرافة على الصحة....
2. الاجتهاد بطريقة استقصاء النصوص البشرية الشريفة، أي جمع أحاديث الآل إلى حديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم....
3. الاجتهاد بطريقة دلالة الدلالة، أي تفسير القرآن الكريم بالقرآن......
4. الاجتهاد الضيق و هو الزيغ غير المباشر بنوعيه النصب و الرفض ..... و هو الاقتصار على تفسير الحديث النبوي بالحديث النبوي فقط لا غير، و اهمال حتى الهدر لآراء علماء أهل البيت صلوات الله عليهم و سلامه، و هو النصب، المقابل للرفض الذي هو إنكار صحة خلافة الصحابي و النيل من أزواج النبي صلى الله عليه و آله و سلم، و تشويه التاريخ الإسلامي ببهتان الصحابة رضي الله عنهم أجمعين و إنكار فضائلهم و أفضالهم على دولة الإسلام......
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "في كل ذات كبد رطبة أجر"
سأتبع في تفسير هذا الحديث الشريف طريقتين اثنتين، الطريقة العقلية و الطريقة الاستقصائية،
الاجتهاد في تفسير الحديث بالطريقة العقلية الناطقية.....
الاجتهاد في تفسير الحديث بطريقة التحديث الاستقصائية ......
... الطريقة العقلية في الاجتهاد ...
طبقة الحديث باعتبار قوة الفهم الإنساني.. هو حديث من طبقتي المؤول و المقيد.
و الكلام يكون من إحدى الرتب الخمس و هي الحرف، و المفرد و العبارة و الفقرة و المؤلف. بداهة هذا الحديث الشريف من رتبة العبارة.
و المجمل هو جنس أعلى من العلم قابل للتفرع بالتوضيح بإدخال الفصول عليه إلى أجناس علمية.
بينما المطلق هو جنس من العلم قابل للتفرع بالتوضيح بإيراد القيود عليه إلى أنواع علمية.
الكلمة البسيطة ... كبد ... من طبقة المطلق.
لكن الكلمة المركبة ... كبد رطبة ... من طبقة المقيد.
بعض الفقهاء يبهتون النبي صلى الله عليه و آله و سلم، ...و أكثر... (عن حسن نية)، يطلقون المقيد من كلامه، و يقولون جرى التقييد على "مجرى الغالب أو العادة"، و النبي صلى الله عليه و آله و سلم رجل كريم حر، أعظم شأنا من أن يكون مغلوبا في الكلام مرتهنا لعادة، و هو أفصح العرب الذي هم أفصح البشر.
مفهوم المخالفة أو دليل الخطاب ............ يفهم من الحديث الشريف، أنه ليس في الكبد الجافة اليابسة أجر.
لكن لا يكون الإنسان أو الحيوان في حال له كبد جافة، يموت فتبقى كبده رطبة إلى أن تتحلل، و ليس أنها تجف و تيبس، كما أن جيفة الحيوان لا أجر للمسلم في سقي صاحبها الميت رغم أن كبده تكون رطبة لما تتحلل مع صاحبها بعد.
لم يبقى إلا الشجرة، تجف كلها، كبدها و نفسها و خاصيتيها و قواها الخمس، و لا أجر للمسلم في سقي عود جاف، لأن هذا العمل عبث غير مجدي لا ينفع الشجرة، بل ربما يؤذيها، و يجعلها تتلف. قال سيدنا المسيح عليه و على أمه أم المؤمنين السلام: "إن حبة القمح إذا لم تمت لا تحيا"، إذا لم يدع الإنسان الشجرة تموت كل سنة و تعبث بها بسقيها فإنها يحتمل ألا تحيا مرة أخرى.
فحوى الخطاب أو من باب أولى ............ أن في كل ذي قلب أجر أكبر، أي أن في سقي الحيوان، أجر أكبر من سقي النبات، باعتبار أن النبات أصبر على العطش من الحيوان.
منطوق الخطاب أو عبارة الحديث.... كانت مناسبة الحديث قصة قصها النبي صلى الله عليه و آله عن رجل عطشان نزل إلى بئر و شرب الماء و عندما صعد وجد كلبا عطشانا فرجع إلى البئر و جلب إلى الكلب ماء بخفه، فتعجب المسلمون و استفسروا من النبي صلى الله عليه و آله وسلم، "ألنا في البهائم أجرا". فأخبرهم النبي صلى الله عليه و آله و سلم، أن لهم فيما دون البهائم أجر. فيكون من باب أولى أن لهم في البهائم أجر، و هو ما يسمى فحوى الخطاب.
لحن الخطاب.... هو الفهم أن في نفع النبات بغير السقي أجر، مثلا تهوية التربة أسفل النبات أو تغذية التربة بالعضويات. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إذا قامت الساعة على أحدكم و في يده فسيلة فليغرسها"، في غرس الشجرة بالتربة أجر.
... طريقة استقصاء الأحاديث في الاجتهاد في تفسير نص ...
يزيغ بعض الفقهاء و يخرج من الهدى، لدرجة التورط في الردة عن (حسن نية، و غفلة أيضا) و زيغ أو ارتداد الفقهاء نوعان إما نصب أو رفض، حسب المذهب، و زيغ فقهاء له اسم خاص هو النصب، و هو مشاقة الله عز و جل و رسوله، بطريقة بخس أقدار أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، بمعنى عدم اعتبار أقوالهم من مصادر التشريع، رغم أن بعضهم و هو سيدنا أحمد بن حنبل رضي الله عنه، يعتبر قول الصحابي من مصادر التشريع، و الإمام مالك رضي الله عنه يعتبر جماعة أهل المدينة من مصادر التشريع، فمن باب أولى اعتبار من شهد له رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بأكثر من حديث أنه حجة في العلم، أنه من مصادر التشريع، : "............. أقضاهم علي............"، : "أنا مدينة العلم و علي بابها"،،،،،
بداهة لم يكن موقف الصحابة رضي الله عنهم أجمعين من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه، و أيضا الأئمة المجتهدين رضي الله عنهم، هو الموقف المشهور عن بعض الفقهاء، الذي لم يطلعوا على نهج البلاغة، و غرر الحكم و المستدرك.
سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لم يكن فقط يحرص على تحصيل مشورة و نصيحة سيدنا علي كرم الله وجهه و يطيع حكمه في القضية، بل إنه تمنى يوما لو أنه كان سائلا النبي صلى الله عليه و آله و سلم ثلاثة أسئلة، فقال له الأمير عليه السلام: "ما كنت سائلا عنه النبي صلى الله عليه و آله و سلم في حياته، فاسئلنيه"، لم يستنكر الفاروق و لم يستهجن عرض الأمير، فسأله ما شاء و حصل على الأجوبة،،،، ليس مهما ذكر هذه الأسئلة و هذه الأجوبة، بل يحسن عدم ذكرها من أجل التركيز، على حقيقة ضيعها علماء السوء، و هي أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم لم يكونوا يبخسون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أقدارهم، و لم يكونوا ينكرون عليهم اختصاصهم في العلم الشرعي، و ليس مرتكب هذه الجناية على نفسه و على غيره المغشوش به الذي يضع ثقته فيه، أقل شرا و أذى من الروافض الذين ينكرون صحة خلافة الصحابة، و ينالون من أزواج النبي رض الله عنهم أجمعين.
و لم يكن الأئمة المجتهدون أقل حرصا من الصحابة الخلفاء على الاستفادة من علوم أهل البيت، حتى أن سيدنا الشافعي رضي الله عنه، رماه الناس بتهمة الرفض و أنه شديد في التشيع.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه في حديث شريف طويل يحصي فيه عدد أنفس الإنسان: " .... النفس النامية (بطن، طحلب) النباتية (فرج، زهرة)، منشأها الكبد، و لها خاصيتان هم الزيادة و النقصان، و لها خمس قوى هي الجاذبة و الدافعة و الهاضمة و الماسكة و المربية.... "
الاجتهاد العقلي منع هدر قيمة القيد "رطبة"، و منع القول بالحشو في الحديث الشريف، إذ هدر القيد "رطبة" هو قول بالحشو، و القول "جرى على مجرى العادة، أو الغالب" لا يليق بالنبي صلى الله عليه و آله و سلم.
· طبقة "المؤول" من الكلام..... نتيجة الاجتهاد العقلي.... نقل الحديث من طبقة المفسر كما يفهمه الفقهاء، و يبقى عند الجميع في طبقة المحكم باعتبار أنه غير قابل للنسخ، و إدخاله في طبقة المؤول من الكلام، بسبب حفظ القيد "رطبة". المؤول هو ترجيح معنى آخر غير المعنى المتبادر إلى البال، و هذا المعنى الآخر هو هنا سقي الشجرة.
· طبقة "المشكل" من الكلام...... بالنسبة لبعض الناس أين يترددون بين فهمين مختلفين متساويين في القوة، صار الحديث غامضا "مشكلا"، يترددون هنا بين الفهم أن المقصود أن للمسلم فيه أجر هو الحيوان أم و بين الفهم أن المقصود أن فيه الأجر هو النبات، و بداهة بالنسبة للفهم أن المقصود أن الذي فيه أجر هو النبات، يكون من باب أولى أن للمسلم أجر في الحيوان و الإنسان.
· طبقة "الظاهر" من الكلام..... بالنسبة لبعض الناس أي الذين ظنوا (رجحوا) أن المقصود هو الشجرة، دخل معنى الحديث بالنسبة إليهم في طبقة الظاهر، اي فهموا أن النبي يعني بالكبد الرطبة الشجرة العود الأخضر.
· طبقة "المراد" من الكلام و هو المعروف عند الاحناف بطبقة "النص".... قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إذا قامت الساعة على أحدكم و في يده فسيلة فليغرسها"، ينص الحديث على غرس الشجرة بالتربة في كل حتى وقت قيام الساعة. و المراد من هذا الكلام هو حض على فعل الخير حتى في ظرف انقطاع الرجاء من جدوى الخير، باعتبار أن مجرد فعل الخير هو غاية شرعية مطلوبة. أي أن النبي صلى الله عليه و آله الحض على فعل الخير حتى ظرف امتناع النتيجة، فلا قسمة للعمل إلى وسيلة و غاية في الإسلام، بل كل خير هو غاية.
الفرق بني "المراد" و بين "الظاهر"، أن واحد من المعاني المزدحمة، و هو المعنى الراجح هو المقصود فقط، و المعنى الآخر أي المرجوح هو مهمل، بينما المعنيان اللذان يفيدهما "المراد" كلاهما مقصودان، الراجح منهما و هو المعنى البعيد الذي يحصله الفهم، و المعنى المرجوح و هو المتبادر إلى الذهن.
المشترك "المراد" هو المستوى الرابع من الكلمة،،،،
و الكلمة مركبة من خمسة مستويات:--
1. مستوى المبنى الثانوي: و هو المبنى المنظور، و هو مخطوط مصنوع اليد، و يحتمل فيه أن يشير إلى المعنى أي الفكرة أو الصورة مباشرة، لكن الغالب أنه مبنى للمبنى المنطوق.
2. مستوى المبنى الأول: و هو المسموع الذي يصنعه اللسان.
3. مستوى المعنى القريب: و هو المتبادر إلى الإدراك.
4. مستوى المعنى البعيد: مثله المعنى الذي يستفاد من المعنى القريب، أي المعنى القريب هو مبنى للمعنى البعيد، و المعنى البعيد هو معنى للمعنى القريب.
5. مستوى الغاية: غرض القائل من القول، الحصول على الإعجاب، أو المال، أو الاستفزاز و المشاغبة و إثارة سجال، أو تعلية فكر المخاطب، أو بيان حق الله تعالى على العباد، أو زجر النفس الراعنة،،،
أمثلــــــــــــــة على "المراد" أي معنى المعنى .....
"سل السيف من غمده"،،،،،، و هذه العبارة غير مقصود المعنى المتبادر منها بداهة (فورا) إلى الذهن أو الخيال، إنما المقصود هو معنى المعنى، أي نفر المجاهد من بلده إلى الحرب. و هذا الكلام هو البيان فرع فن البلاغة، قسم الاستعارة التمثيلية.
"امتشق الأسد حسامه"،،،،، في الاستعارة التمثيلية يحتمل عدم الانتباه إلى معنى المعنى، و الظن أو الوهم أن المعنى القريب هو المقصود، لكن هذه الاستعارة هي من المؤول، أي الذي يسهل الانتباه إلى أن غير المعنى البديهي المتبادر إلى البال أو الحس هو المقصود، و أن المقصود هو معنى المعنى أي جهز المجاهد الجسور سلاحه، و ليس و الحسام أي السيف أيضا من المؤول باعتبار أنه الأسلحة المتقادمة، و التي فقدت الصلاحية.
أيضا الكناية مركبة معنويا من مستويين، قريب و بعيد، قريب هو المعنى المبنى، و بعيد هو المعنى المقصود.
من المراد المجازان المرسل و العقلي.
الإيحاء و التلويح و الإيماء... من المراد،
· طبقة "التورية" من فن البديع المتفرع عن البلاغة، و هو نوع من الكلام المشترك، و الكلام المشترك جنس من جنس أعلى هو الكلام وحيد المبنى أي عكس المترادف و المتشابه،،، الذي هو من جنس أعلى وحيد المعنى متجزئ كثير المباني. المشترك جنس الكلام وحيد المبنى كثير المعاني. التورية تتميز بتعدد المخاطبين، كل معنى متجه لطبقة من المخاطبين.
· طبقة "التورية العكسية"... التورية تستعمل لإبراز المعنى الذي في العادة يتعمد المتكلم إخفاءه عن طبقة من المخاطبين، مثال نشر القوميون السوريون في حيطان لبنان عبارة: "لكل خائن حبيب"، و اللبنانيون جميعا يعرفون أن حبيب الشرتوني هو قاتل الرئيس الكتائبي بشير الجميل بعد إدانته بالعمالة لإسرائيل، و عندما تكون التورية مكشوفة معلومة المعنيين، تقوم بعكس وظيفتها، تخفي المعنى الظاهر و تظهر المعنى المخفي. و رد الكتائبيون بعبارة: "كل حبيب خائن"، و بما أنه معلوم للجميع أن المقصود بكلمة حبيب ليس هو العاشق، بل المجرم الذي اغتال رئيس الجمهورية، و كل رجل أخلاقه القومية الغدر بالرجال الوطنيين. ينعكس وظيفة التورية بهذه العبارة أيضا. و تفترق العبارتان، في أن عبارة القوميين السوريون من المشترك المؤول، باعتبار أن معنى العبارة لا يستقيم، فيضطر العقل إلى التأويل أي الرجوع إلى المتكلم و هو الأول في الكلام، و الراجع هو القارئ، و القارئ تعني الثاني.
· طبقة "المثنى"... هو مقابل المؤول، و المثنى هو تعمد الأول أي المتكلم تكييف كلامه ليناسب فهم المخاطب و هو الثاني أو القارئ، و المثنى دليل على فصاحة المتكلم، باعتبار أن المتكلم لا يخاطب نفسه، بل يخاطب مستويات من القراء أو الثانويين.
مثال قوله تعالى: "و الله يعلم بما وضعت"، و أيضا الإحتراس و رفع الوهم من نوع الكلام المثنى و هو مشترك أي متعدد المعاني معنى يفهمه المتكلم، و معنى آخر لفائدة القارئ، لم يكن المتكلم ليقوله لو ضمن إمكانية فهم المخاطب.
· طبقة "المتصالح"... هو نوع من المشترك مقابل المشترك المشكل و أيضا مقابل المشترك الظاهر، و فيه يكون المعنيان مقصودين من المتكلم، أي المعنيان الراجح و المرجوح في الظاهر، و المعنيان المتكافئان في المشترك، لا تنازع و لا تزاحم بينهما. و المتصالح الظاهر منه نوع من الكناية أو هو شبه الكناية التي تبدو لو أنها عبارة وحيدة المعنى، و هي تختلف عن الكناية القوية متعددة المعاني، أي المؤلفة من معنى قريب مستعمل كمبنى و معنى بعيد هو المعنى المقصود.
مثال على "المتصالح".......
من قواعد سيدنا الشافعي رضي الله عنه، التي تنبـّــه إلى طريقة التعلم الصحيح: "التأسيس أولى من التوكيد"، و لحنها: "الاختلاف أولى من الترادف"، هنا أفترض أن الرما و الربا مختلفين في المعنى، و ليس مترادفين،،، و على أساس هذه القاعدة أتعلم من النبي صلى الله عليه و آله و سلم.
نهي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، عن المقايضة بين سلالتين من نوع واحد من الثمار و هذا النهي كان بمناسبة مقايضة سيدنا بلال رضي الله عنه تمرا رديئا كثير الكمية، بتمر جيد قليل الكمية، لكن رغم تراضي الطرفين أي بلال و الرجل صاحبه في هذه المقايضة. قال الرسول صلى الله عليه و سلم: "الذهب بالذهبو الفضة بالفضة و البر بالبر و الشعير بالشعير و التمر بالتمر و الملح بالملحمثلاً بمثلسواءً بسواء يداً بيد فإذا اختلفت هذه الأصناف
فبيعوا كيف شئتم إذا كان يداً بيد" معللا صلى الله عليه و آله و سلم النهي بالقول: "إني أخاف عليكم الرما"، و الرما من المشترك "المتصالحة معانيه" و تعني المصير و المآل، و تعني الخصومة. و ليس أن الرما مرادف للربا، كما فهم الفقهاء، و حتى في عقد الترادف بين الكلمتين ربا و رما، فإن الترادف لا يعني التكرار و المطابقة، الحسام و السيف مترادفان، لكن أيضا مختلفان، الترادف يعني تقارب المعاني و ليس تكرارها، و الربا معناها الزيادة، بينما الرما معناها النهاية، و النهاية هي شعور بعض من قايض أنه كان مغبونا، بالمقارنة بين مقايضته و مقايضة أخرى، كانت لصالح نظيره في المساومة، في نفس الأصناف من نوع الثمر. و مصير الرما هذا أن تقترب من الربا، فيتوهم أن صاحبه غلبه في المساومة، و نهاية الشعور بالظلم هو الخصومة لا شك. و في المعاملات الحقوقية أي التي تستعمل فيها النقود، فإن التاجر الذي يبيع نفس السلعة بثمن أعلى مستغلا جهل الزبائن و ثقتهم فيه، هو قريب من المرابي، إذ لا يختلف عن الربا ما يأخذه من زيادة على الثمن السائد في السوق من غير عوض منه مثل خدمة ما بعد البيع، أو تسهيل دفع الثمن بتقسيطه.
· طبقة "النص" من الكلام.... الاقتصار على ذكر جزء من الحديث، أو ذكر حديث واحد، من مجموعة أحاديث متفرقة لكنها مترابطة المعنى أي ذات دلالة دلالة، يضعف وضوح المذكور، مثلا الاقتصار على ذكر: "في كل ذي كبد رطبة أجر"، دون ذكر المتقدم من الحديث و هو المناسبة أي القصة و تساؤل المسلمين، يجعل المذكور في طبقة "النص"، و هو الكلام وحيد المعنى، غير المزحوم بمعنى آخر مرجوح.
· طبقة "المفسر" من الكلام ... هو الكلام المفصل المشروح المبسوط،،، مناسبة الحديث الشريف: "في كل كبد رطبة أجر"، و أحاديث أخر تنقل الحديث من طبقة النص، إلى طبقة المفسر، و هو الكلام الذي يشرح أي عمل فيه أجر، النبي صلى الله عليه و آله و سلم ذكر السقي، و في حديث آخر ذكر الغرس، و في حديث آخر نهى عن إيواء الكلاب لغير حاجة الصيد أو الحراسة، ما يعني أن إيواء الكلاب معصية، عليه عقاب و ليس فيه ثواب و أجر، عكس إيواء القطط.
· طبقة "المحكم" من الكلام، هو الكلام من أية طبقة سواء المبين المفسر أو النص أو الظاهر، أو المشكل أو المؤول أو الخفي أو المجمل أو المتشابه. الذي لا يحتمل النسخ و الإبطال. و لا يضر في الكلام المحكم أن يكون غامضا، فسواء كان المفهوم من الحديث الشريف من عبارة "كبد رطبة" هو الحيوان أو الشجرة، يبقى هذا الحديث النبوي في طبقة المحكم.
· طبقة "المتغير" من الكلام.... هو كل كلام يحتمل فيه النسخ أو الإبطال، دون التجميد أي التعطيل المؤقت. فقد جمد سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب قطع يد السارق في عام الرمادة (المجاعة)، لكن بقي حد قطع أصابع السارق محكما، رغم التعطيل المقيد بظرف المجاعة.
المتشابه............
لا يكتمل هذا البحث في أصول الفقه إلا بالقول في المتشابه......
المتشابه و المشترك الأضداد جنس واحد من الكلام، الفرق بينهما أن المشترك من نوع الأضداد أن وحيد المبنى محل لمعنين متقابلين متنازعين و هما معدومين في المعجم، و ربما استمرا متنازعين حتى في حال الوجود، أي استعمالهما في عبارة، بسبب أنهما كلاهما مخذولان، فلا السياق و لا المناسبة و لا نص من خارج ينصر أحدهما أو بكبت صاحبه.
مثل قوله تعالى: "و الليل إذا عسعس و الصبح إذا تنفس"، عسعس من المشترك الأضداد و تعني أدبر و أقبل، و سياق الفقرة أي العبارة: "و الصبح إذا تنفس"، لا تنصر و لا تمنع، مما يترك الكلمة عسعس في طبقة المشكل من الكلام الذي يغمض على الفهم.
أما المتشابه فهو من الأضداد المفرق، أي أن كل معنى من المعنيين المتقابلين مبنى منطوق يخصه، و الأضداد يتقاسمان معنى كاملا، و ليس في طاقة عقل المخلوق بسبب أنه محدود أن يستوعب الكمال.
بعض الفقهاء يفهم أن فواتح السور هي من المجمل، و هذا جهل مركب، المتشابه يجب أن يكون معلوما، و هو ليس مشكل، لآن من المشكل المفرق واحد فقط من معانيه هو المقصود، بين المتشابه المعنيان مقصودان.
و يحسن في موقف العقل من طبقة الكلام المتشابه التوسط بينهما، أي الحذر من أخذ أحد المعنيين المتقابلين، هدر صاحبه، باعتبار أن كلا المعنيين المتضادين مقصودين من المتكلم، و ليس كما في المشترك المشكل، أحد المعنيين فقط هو المقصود.
الحروف التي هي فواتح سور القرآن الكريم ليست من المتشابه، باعتبار أن لا معنى توقيفي لها معروف للبشر، بداهة يوجد لها معاني اصطناعية، إذ يستعمل الحرف ليعني رقما أو عددا، ، مثل {ب} تعني الرقم اثنين {2}، و الحرف يحتمل فيه أنه اختزال لكلمة مثل {س} تعني سمين،،، و {يد} تعني عنصر الهيدروجين،،،،، الخ....
و أشهر الآيات الكريمة التي هي من طبقة المتشابه من الكلام، هي الآيات التي تصف الله تعالى، أو تصف عمل الإنسان هل يكون عن اختيار و تفويض أو جبر و تسيير، أو تيسير،،، و النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال: "كل ميسر لما خلق له"، أي توسط بين الاضطرار و بين الاختيار. و اعتقاد أهل البيت صلوات الله عليهم و سلامه هو نفي الاختيار و الاضطرار، لأن هذه المسألة ترجع في النهاية إلى الله سبحانه و تعالى رب العالمين، الله سبحانه و تعالى أعز من أي يفعل الإنسان عملا أو قولا عن اختيار، و الله سبحانه أعدل من أن يعاقب إنسانا يفعل الشر و هو مضطر مسير مجبور مقهور.
لكن الإنسان يتردد بين أوضاع متفاوتة جدا مرة يبدوا أن مضطرا، و مرة يبدوا أن حر مختار يمكنه أن يفعل أو يسكن، أن يترك أو يعمل أن يقول أو يصمت، القاعدة الاعتقادية هنا هي الحديث: "ما غلب الله عليه فهو أعذر لعبده"، أي إن مسؤولية الإنسان على ما يفعله من قول و عمل تتساوى مع مقدار الحرية التي يتمتع بها في موقف الفعل.
زيادة في شرح هذا البحث من أصول الفقه، أستحسن التقدم في توضيح طبقات المجمل و المبين و المطلق و المقيد.
· [b][font='Tahoma']طبقة "المجمل" جنس أعلى من الكلام، قابل للتفريع إلى أجناس، غير مذكور و لا جنس واحد منها، مثل كلمة الأسودان، التي تعني
المرفقات