من... يخاف من الآخر
قصة ترسمها بلا خوف باللون الأحمر.. ريشة: دانة سكري
لم تكن تبكي "أم محمد", لكنها أبكتني.. لم تمتلأ الدموع بعينيها... لقد كانت مليئة بالأسئلة.. ولم يكن للدموع مكان بهما...
تعرّفتُ عليها بأحدى مدن لبنان التي نزح إليها أهالي الأحياء المنكوبة...
للوهلة الأولى لن تصدق أنها أمٌ ثكلى, تستقبلك بإبتسامة, فيها رِضا وفيها فرح غريب لم أجد له بالكلمات وصف...
بادرتها بالسلام وضممتها وأنا أحاول أن أتدفئ من دفئها رغم برد البيت الفقير الذي إستأجرته.....
كان إسم إبني "محمد "... إنظري.. هذا ما بقي لي منه... دبابة من صنع يديه وبارودته التي كانت أغلى ما يملك... صنعها من أغصان الزيتون ومن مطاط شَعر أخته "هاجر"...
يا ليتك رأيت هاجر التي بحثت عن مطاطة شعرها ذلك اليوم... لتجدها بالصدفة مربوطة ببارودة محمد... تضحك.. وتنزل الدموع وكأنها كانت تمطر... نزلت بغزارة... لتصمت أم محمد... وأنا
ذلك الصباح.. طلبتُ من كل الصغار أن لا يخرجوا.. و لا حتى أن يفكروا أن يُخرجوا رؤسهم من الباب.. فالقناصة بكل مكان.. ولا يرحمون حتى القطط...
إنشغلتُ بالبحث عن ثياب إضافية لأُلبس أولادي البرد قارص كان ذلك الصباح... إنشغلت ولم أتخيل أن محمد ينتظر مني هذه الغلطة...
خرج ومعه بندقيته مرسوم عليها عَلم سوريا ...لم تمض الثواني كثيراً... كان القناصة ينطرون أي حركة ...
سمعنا صوت الطلقة...
لكن لم أخف,, مُعتَقِدة أن كل أولادي حوالي...
صرخت هاجر :أمي محمد
عندها لم أعد أعرف كيف أقف أو كيف سأمشي
ركضتُ وبقرب الباب كان ممدد إبني... يضم بقوة البارودة التي تلونت مع العَلم بدمه القاني....
نظرت إلي الأم وسألتني وهي تضحك ضحكة تبكي الحجر: هل تعتقدين أن بارودة محمد أخافت القناص؟؟؟؟
ضحكتُ بسري وأجبتها بسري :ربما يا أم محمد ربما من يدري؟؟؟؟
-الحقوق محفوظة لكاتبة القصة "دانة سكري" ولصفحة "من قصص الحرية في الثورة السورية - صفحة HOMS أيضًا وقناة الجزيرة الحمصية وصفحة نسائم الحرية ومجلة سورية بدا حرية و صفحة أخبار اللاذقية |L.n.n |- ودورية: ايقاعات ثقافية - ومنتديات الثورة السورية وشبكة مسيحيي سوريا لدعم الثورة السورية وصفحة حماصنة الانشاءات"
قصة ترسمها بلا خوف باللون الأحمر.. ريشة: دانة سكري
لم تكن تبكي "أم محمد", لكنها أبكتني.. لم تمتلأ الدموع بعينيها... لقد كانت مليئة بالأسئلة.. ولم يكن للدموع مكان بهما...
تعرّفتُ عليها بأحدى مدن لبنان التي نزح إليها أهالي الأحياء المنكوبة...
للوهلة الأولى لن تصدق أنها أمٌ ثكلى, تستقبلك بإبتسامة, فيها رِضا وفيها فرح غريب لم أجد له بالكلمات وصف...
بادرتها بالسلام وضممتها وأنا أحاول أن أتدفئ من دفئها رغم برد البيت الفقير الذي إستأجرته.....
كان إسم إبني "محمد "... إنظري.. هذا ما بقي لي منه... دبابة من صنع يديه وبارودته التي كانت أغلى ما يملك... صنعها من أغصان الزيتون ومن مطاط شَعر أخته "هاجر"...
يا ليتك رأيت هاجر التي بحثت عن مطاطة شعرها ذلك اليوم... لتجدها بالصدفة مربوطة ببارودة محمد... تضحك.. وتنزل الدموع وكأنها كانت تمطر... نزلت بغزارة... لتصمت أم محمد... وأنا
ذلك الصباح.. طلبتُ من كل الصغار أن لا يخرجوا.. و لا حتى أن يفكروا أن يُخرجوا رؤسهم من الباب.. فالقناصة بكل مكان.. ولا يرحمون حتى القطط...
إنشغلتُ بالبحث عن ثياب إضافية لأُلبس أولادي البرد قارص كان ذلك الصباح... إنشغلت ولم أتخيل أن محمد ينتظر مني هذه الغلطة...
خرج ومعه بندقيته مرسوم عليها عَلم سوريا ...لم تمض الثواني كثيراً... كان القناصة ينطرون أي حركة ...
سمعنا صوت الطلقة...
لكن لم أخف,, مُعتَقِدة أن كل أولادي حوالي...
صرخت هاجر :أمي محمد
عندها لم أعد أعرف كيف أقف أو كيف سأمشي
ركضتُ وبقرب الباب كان ممدد إبني... يضم بقوة البارودة التي تلونت مع العَلم بدمه القاني....
نظرت إلي الأم وسألتني وهي تضحك ضحكة تبكي الحجر: هل تعتقدين أن بارودة محمد أخافت القناص؟؟؟؟
ضحكتُ بسري وأجبتها بسري :ربما يا أم محمد ربما من يدري؟؟؟؟
-الحقوق محفوظة لكاتبة القصة "دانة سكري" ولصفحة "من قصص الحرية في الثورة السورية - صفحة HOMS أيضًا وقناة الجزيرة الحمصية وصفحة نسائم الحرية ومجلة سورية بدا حرية و صفحة أخبار اللاذقية |L.n.n |- ودورية: ايقاعات ثقافية - ومنتديات الثورة السورية وشبكة مسيحيي سوريا لدعم الثورة السورية وصفحة حماصنة الانشاءات"