لم تكتف العقوبات الغربية، ومنها عقوبات الاتحاد الأوروبي الأخيرة، باستهداف رأس النظام بشار الأسد أو حتى أخيه ماهر، بل قام الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات أخرى على نساء عائلة الأسد، الأم والأخت والزوجة، وهو أمر لافت للنظر، فما معنى فرض تلك العقوبات وما الذي يترتب عليها؟
الواضح أن العقوبات الأوروبية الأخيرة تقول إن المجتمع الدولي – ومن ضمنه أوروبا – يقر، بل ويعترف، بأن إشكالية سوريا اليوم هي عائلة واحدة، وليس عشيرة أو طائفة، وتلك العائلة هي عائلة الأسد نفسها، نساء ورجالا، وبالتالي فإنه باستهداف الاتحاد الأوروبي للنساء بالعقوبات يكون كأنه رسم دائرة حول هذه العائلة ليضعها هدفا لكل من يريد إسقاط النظام الأسدي والنفاد بجلده في الداخل السوري، وتحديدا الجيش. فتسليط الضوء على عائلة الأسد ونسائها، من قبل الاتحاد الأوروبي، يعني إشارة ضمنية إلى أن أي انقلاب عسكري يحدث في سوريا الآن سيقابل بمباركة دولية.
فمعاقبة عائلة الأسد ونسائها، معناه أن أوروبا والمجتمع الدولي يفرزان بين العائلة والطائفة، وكذلك الضباط، وهذه رسالة واضحة ليس الهدف منها قمع العائلة، أو ترهيبها، بقدر ما إنها إشارة للضباط، فحواها: تحركوا وسنبارك تحرككم، لأننا نميز بينكم وبين عائلة الأسد. وهي رسالة لكل قادر على التحرك في الجيش السوري، سواء كان من الطائفة العلوية، أو غيرها، المهم أن أوروبا تريد أن تقول للضباط السوريين إنها تميز بينهم وبين عائلة الأسد. والمفارقة أن تلك العائلة التي تحكم سوريا فعليا، سياسيا واقتصاديا، دائما ما أرادت لنفسها أن تكون بعيدة عن دائرة الأضواء رغم أنها تسيطر على مصادر إشعاعاته، إلا أنها، أي العائلة، باتت اليوم في عين العاصفة، وبشكل غير مسبوق، لأنها، وكما أسلفنا، هي من يدير سوريا ويحكمها فعليا، فسوريا لا تحكم من قبل الحزب البعثي، أو غيره، بل من مجلس العائلة، وللنساء فيه حظوة، وهذا ما تنبه له الأوروبيون جيدا، ولذا فإنهم ذهبوا حتى لمعاقبة النساء في تلك العائلة.
وبالطبع فإنه سيكون لتلك العقوبات أثر معنوي يفترض أن يكون بالغ التأثير، فالقصة هنا ليست قصة استهداف عشيرة أو طائفة، وإنما استهداف عائلة واحدة، واضحة ومحددة لكل السوريين، ناهيك عن الضباط، ولذا فإن السؤال اليوم هو: من الذي لديه الاستعداد للتضحية بنفسه من أجل عائلة محددة؟ فالقصة هنا ليست قصة وطن أو نظام متكامل أو عشيرة أو طائفة، بل هي قصة عائلة واحدة، فالعقوبات الأوروبية اليوم باتت مثل تلك الدائرة السوداء ذات الهدف الموضح والتي تعلق على الجدار ليقوم الرامي بتسديد سهامه في قلبها، والسؤال الآن: من سيقوم بتسديد السهم في قلب تلك الدائرة (العائلة) لينقذ نفسه، وينقذ سوريا؟
العقوبات الأوروبية تعني، وبكل بساطه، أنه إما أن تكون أسديا، وإما أن تكون سوريًا، ولذا فإنها ذهبت، أي العقوبات، لاستهداف النساء، وهذه رسالة لن يفهمها أو يلتقطها أحد أكثر من العسكر في النظام الأسدي، ولذا فإن العقوبات الأوروبية تعد خطيرة ومؤثرة.
طارق الحميد
الواضح أن العقوبات الأوروبية الأخيرة تقول إن المجتمع الدولي – ومن ضمنه أوروبا – يقر، بل ويعترف، بأن إشكالية سوريا اليوم هي عائلة واحدة، وليس عشيرة أو طائفة، وتلك العائلة هي عائلة الأسد نفسها، نساء ورجالا، وبالتالي فإنه باستهداف الاتحاد الأوروبي للنساء بالعقوبات يكون كأنه رسم دائرة حول هذه العائلة ليضعها هدفا لكل من يريد إسقاط النظام الأسدي والنفاد بجلده في الداخل السوري، وتحديدا الجيش. فتسليط الضوء على عائلة الأسد ونسائها، من قبل الاتحاد الأوروبي، يعني إشارة ضمنية إلى أن أي انقلاب عسكري يحدث في سوريا الآن سيقابل بمباركة دولية.
فمعاقبة عائلة الأسد ونسائها، معناه أن أوروبا والمجتمع الدولي يفرزان بين العائلة والطائفة، وكذلك الضباط، وهذه رسالة واضحة ليس الهدف منها قمع العائلة، أو ترهيبها، بقدر ما إنها إشارة للضباط، فحواها: تحركوا وسنبارك تحرككم، لأننا نميز بينكم وبين عائلة الأسد. وهي رسالة لكل قادر على التحرك في الجيش السوري، سواء كان من الطائفة العلوية، أو غيرها، المهم أن أوروبا تريد أن تقول للضباط السوريين إنها تميز بينهم وبين عائلة الأسد. والمفارقة أن تلك العائلة التي تحكم سوريا فعليا، سياسيا واقتصاديا، دائما ما أرادت لنفسها أن تكون بعيدة عن دائرة الأضواء رغم أنها تسيطر على مصادر إشعاعاته، إلا أنها، أي العائلة، باتت اليوم في عين العاصفة، وبشكل غير مسبوق، لأنها، وكما أسلفنا، هي من يدير سوريا ويحكمها فعليا، فسوريا لا تحكم من قبل الحزب البعثي، أو غيره، بل من مجلس العائلة، وللنساء فيه حظوة، وهذا ما تنبه له الأوروبيون جيدا، ولذا فإنهم ذهبوا حتى لمعاقبة النساء في تلك العائلة.
وبالطبع فإنه سيكون لتلك العقوبات أثر معنوي يفترض أن يكون بالغ التأثير، فالقصة هنا ليست قصة استهداف عشيرة أو طائفة، وإنما استهداف عائلة واحدة، واضحة ومحددة لكل السوريين، ناهيك عن الضباط، ولذا فإن السؤال اليوم هو: من الذي لديه الاستعداد للتضحية بنفسه من أجل عائلة محددة؟ فالقصة هنا ليست قصة وطن أو نظام متكامل أو عشيرة أو طائفة، بل هي قصة عائلة واحدة، فالعقوبات الأوروبية اليوم باتت مثل تلك الدائرة السوداء ذات الهدف الموضح والتي تعلق على الجدار ليقوم الرامي بتسديد سهامه في قلبها، والسؤال الآن: من سيقوم بتسديد السهم في قلب تلك الدائرة (العائلة) لينقذ نفسه، وينقذ سوريا؟
العقوبات الأوروبية تعني، وبكل بساطه، أنه إما أن تكون أسديا، وإما أن تكون سوريًا، ولذا فإنها ذهبت، أي العقوبات، لاستهداف النساء، وهذه رسالة لن يفهمها أو يلتقطها أحد أكثر من العسكر في النظام الأسدي، ولذا فإن العقوبات الأوروبية تعد خطيرة ومؤثرة.
طارق الحميد