طارق الحميد
قال وزير الخارجية الروسي ما قاله عن الازمة السورية، ودشن الطائفية الصارخة بتصريحاته الكارثية تلك التي قال فيها بانه مع سقوط الاسد ستتحرك دول بالمنطقة لوضع نظام سني بسوريا، وعليه فان السؤال الان هو: ما الذي ستفعله الاقليات بسوريا؟
فمنذ اندلاع الثورة السورية العام الماضي لم يتحدث احد، على مستوى الثورة، او العرب، بلغة طائفية، فلم يقل احدا بان الهدف هو اسقاط العلويين، او المسيحيين، او غيرهم، بل ان زعيم الدروز وليد جنبلاط كان قلبا وقالبا مع الثورة السورية، وان كان هناك من اصوات نشاز فهي تدخل باطار الشاذ الذي لا يحسب، لكن حديث الوزير لافروف يعد اول حديث يشرع للطائفية بسوريا والمنطقة بهذا الشكل السافر، ولو تم استطلاع رأي حتى الاسد نفسه، او ايران، لابدوا امتعاضهم من تلك التصريحات الكارثية. فما الذي ستفعله الاقلية بسوريا؟ هل تصدق وهم لافروف، وتكرر الخطاء الذي ارتكبه شيعة العرا بعشرينات القرن الماضي يوم اعلنوا رفضهم التعامل مع الملك فيصل بحجة أنه ممثل للمستعمر الإنجليزي، ام انهم سيكررون خطاء سنة العراق يوم قاطعوا العملية السياسية بعد صدام حسين على اعتبار انها امتداد للمستعمر الاميركي؟
ام ان الاقليات السورية تريد تكرار خطاء مسيحيي لبنان يوم صدقوا الوهم الاميركي والغربي القائل حينها، عبر تسريبات، بان تهميش مسيحيي لبنان غير مقبول، فقرر حينها المسيحيين مقاطعة الانتخابات النيابية بعد اتفاق الطائف، فحرموا انفسهم قرابة عشرين عاما من المشاركة بالحكم؟ فهل تقبل الاقليات السورية اليوم الوهم الروسي، او قل وهم لافروف؟ اذا حدث ذلك فهذا امر محزن، ومحبط، لان من لا يستفيد من الاخطاء، والتجارب التاريخية، يعتبر هو العدو الحقيقي لنفسه. والامر الاخر الذي يجب ان تتنبه له الاقليات السورية هو ان من يضيع اللحظة يخسر المعركة، والمرحلة، وقد يكلف ذلك عقود من الزمان.
ولذا فان افضل ما تفعله اقليات سوريا اليوم هو ان تحسم امرها وتنظم للثورة، وتكون شريكة حقيقية فيها، وتساهم في رسم مساراها، بدلا من ان تكون تابعة، اي الاقليات، لاي متغير سياسي بسوريا، خصوصا وانه امر واقع، فلا يمكن ان تتذرع الاقليات السورية اليوم بخوفها من الغد، وتطلب تطمينات، بينما تقتل الاقلية وينكل بها اشر تنكيل، فهذا امر لا يستقيم اطلاقا. فافضل ما يحمي الاقليات السورية، بكل انواعها، بل قل سوريا كلها، وطن ونسيج، هو المشاركة بالثورة، ووضع اسسها، ورسم مستقبلها، من اجل الوصول الى سوريا الحلم، وليس الانسياق خلف اوهام لافروف، او اكاذيب الاسد.
المهم اليوم ان تتنبه الاقليات السورية الى انها باتت ضحية الاسد مرتين، الاولى حين اصبحت رهينته وكانها توافق على قمع الاغلبية، والاخرى حين صدقت كذبة انه حامي الاقلية، فلو تذكرت الاقلية السورية من كان المستفيد من اغتيال مسيحي لبنان، ومن كان خلف استهداف مسيحي العراق، وهي القاعدة التي كانت تتسلل للعراق عبر الحدود السورية، وتحت اعين النظام الاسدي، فحينها ستعرف الاقليات السورية انها ضحية الاسد، وانه ليس حامي الاقليات ابدا!
طارق الحميد
قال وزير الخارجية الروسي ما قاله عن الازمة السورية، ودشن الطائفية الصارخة بتصريحاته الكارثية تلك التي قال فيها بانه مع سقوط الاسد ستتحرك دول بالمنطقة لوضع نظام سني بسوريا، وعليه فان السؤال الان هو: ما الذي ستفعله الاقليات بسوريا؟
فمنذ اندلاع الثورة السورية العام الماضي لم يتحدث احد، على مستوى الثورة، او العرب، بلغة طائفية، فلم يقل احدا بان الهدف هو اسقاط العلويين، او المسيحيين، او غيرهم، بل ان زعيم الدروز وليد جنبلاط كان قلبا وقالبا مع الثورة السورية، وان كان هناك من اصوات نشاز فهي تدخل باطار الشاذ الذي لا يحسب، لكن حديث الوزير لافروف يعد اول حديث يشرع للطائفية بسوريا والمنطقة بهذا الشكل السافر، ولو تم استطلاع رأي حتى الاسد نفسه، او ايران، لابدوا امتعاضهم من تلك التصريحات الكارثية. فما الذي ستفعله الاقلية بسوريا؟ هل تصدق وهم لافروف، وتكرر الخطاء الذي ارتكبه شيعة العرا بعشرينات القرن الماضي يوم اعلنوا رفضهم التعامل مع الملك فيصل بحجة أنه ممثل للمستعمر الإنجليزي، ام انهم سيكررون خطاء سنة العراق يوم قاطعوا العملية السياسية بعد صدام حسين على اعتبار انها امتداد للمستعمر الاميركي؟
ام ان الاقليات السورية تريد تكرار خطاء مسيحيي لبنان يوم صدقوا الوهم الاميركي والغربي القائل حينها، عبر تسريبات، بان تهميش مسيحيي لبنان غير مقبول، فقرر حينها المسيحيين مقاطعة الانتخابات النيابية بعد اتفاق الطائف، فحرموا انفسهم قرابة عشرين عاما من المشاركة بالحكم؟ فهل تقبل الاقليات السورية اليوم الوهم الروسي، او قل وهم لافروف؟ اذا حدث ذلك فهذا امر محزن، ومحبط، لان من لا يستفيد من الاخطاء، والتجارب التاريخية، يعتبر هو العدو الحقيقي لنفسه. والامر الاخر الذي يجب ان تتنبه له الاقليات السورية هو ان من يضيع اللحظة يخسر المعركة، والمرحلة، وقد يكلف ذلك عقود من الزمان.
ولذا فان افضل ما تفعله اقليات سوريا اليوم هو ان تحسم امرها وتنظم للثورة، وتكون شريكة حقيقية فيها، وتساهم في رسم مساراها، بدلا من ان تكون تابعة، اي الاقليات، لاي متغير سياسي بسوريا، خصوصا وانه امر واقع، فلا يمكن ان تتذرع الاقليات السورية اليوم بخوفها من الغد، وتطلب تطمينات، بينما تقتل الاقلية وينكل بها اشر تنكيل، فهذا امر لا يستقيم اطلاقا. فافضل ما يحمي الاقليات السورية، بكل انواعها، بل قل سوريا كلها، وطن ونسيج، هو المشاركة بالثورة، ووضع اسسها، ورسم مستقبلها، من اجل الوصول الى سوريا الحلم، وليس الانسياق خلف اوهام لافروف، او اكاذيب الاسد.
المهم اليوم ان تتنبه الاقليات السورية الى انها باتت ضحية الاسد مرتين، الاولى حين اصبحت رهينته وكانها توافق على قمع الاغلبية، والاخرى حين صدقت كذبة انه حامي الاقلية، فلو تذكرت الاقلية السورية من كان المستفيد من اغتيال مسيحي لبنان، ومن كان خلف استهداف مسيحي العراق، وهي القاعدة التي كانت تتسلل للعراق عبر الحدود السورية، وتحت اعين النظام الاسدي، فحينها ستعرف الاقليات السورية انها ضحية الاسد، وانه ليس حامي الاقليات ابدا!
طارق الحميد