ذات يوم قال لينين: “اعطوا الاميركيين مزيداً من الحبال في آسيا وهم الكفيلون بشنق انفسهم”. اليوم يمكن القول اعطوا الروس مزيداً من الحبال في سوريا وهم الكفيلون بشنق انفسهم وشنق السوريين ايضاً.
يكفي ان يقارن المرء بين كلام سيرغي لافروف لاذاعة “كومرسانت أف أم” الروسية اول من امس وبين موقف السفير الروسي فيتالي تشوركين في مجلس الامن لكي يتأكد ان روسيا تعقد رهاناً خاسراً عندما تصر على ان تحشر نفسها في زاوية النظام السوري، الذي لن يتمكن من اعادة الامور الى الوراء في وقت تدخل سوريا نفق الحرب الاهلية البغيضة التي لا يعرف المرء كيف ومتى ستنتهي.
فعندما كان لافروف يقول إن: “القيادة السورية ردت في شكل خاطىء على الاحتجاجات السلمية عند بدء ظهورها وارتكبت اخطاء كثيرة ادت الى تفاقم الازمة” كان سفيره يحاول تعطيل صدور بيان رئاسي من مجلس الامن، يدعم مهمة كوفي انان ويحدد مهلة اسبوع للرد على الاقتراحات الستة التي قدمها المبعوث الدولي – العربي وقابلها الرئيس الاسد بالازدراء.
ومن خلال هذا يبدو التناقض الروسي في ابشع صوره، فلقد بات واضحاً ان موسكو تدعم الاسد الى النهاية، لكنها تحاول ان تحفظ خط الرجعة من خلال الانتقادات المتزايدة التي بدأت توجهها الى الاسد.
والحقيقة التي يعرفها العالم ان القيادة الروسية هي التي تعاملت وتتعامل بشكل خاطىء مع الازمة ما ادى الى تأجيج الحل العسكري بعد استعمال “الفيتو” مرتين. وعندما يرفض لافروف اي اشارة الى تنحي الاسد على الطريقة اليمنية وفق ما اشارت اليه “المبادرة العربية” يصبح تساؤله عمن سيقود سوريا في فترة انتقالية بلا معنى باستثناء محاولة ذرّ الرماد في عيون العرب ربما لأن موسكو بدأت تشعر انها خسرت كل العرب دون ان تربح بقاء الاسد!
والمثير ان روسيا لم تلاحظ انها قدمت خدمة رائعة الى اميركا وفرنسا وبريطانيا، عندما استعملت “الفيتو”، فوفرت على هذه الدول مأزق تدخل عسكري لا يريده احد عشية الانتخابات الفرنسية والاميركية، اضافة الى تلافي ضغوط اسرائيل التي تخشى قيام نظام في سوريا يقوم بتسخين جبهة الجولان الهادئة والمريحة!
المثير اكثر ان الصين وايران تختبئان وراء الموقف الروسي، بدليل ان السفير الصيني في مجلس الامن لم يكن متحمساً للتعديلات الروسية على البيان الرئاسي، وبدليل ان طهران تبدو منذ اسابيع وكأنها تتجاهل ما يجري في سوريا، فلا بيانات نارية او تعليقات حماسية تدعم الاسد، بل على العكس فقد بدا كلام السيد حسن نصرالله الاخير وكأنه صدى للموقف الايراني، عندما دعا جميع الافرقاء الى وضع السلاح جانباً والذهاب الى المفاوضات لأن الحل يجب ان يكون سياسياً، ولأن هناك خوفاً على سوريا من التقسيم، ولأن للشعب السوري مطالب محقة في الاصلاح!
راجح الخوري
يكفي ان يقارن المرء بين كلام سيرغي لافروف لاذاعة “كومرسانت أف أم” الروسية اول من امس وبين موقف السفير الروسي فيتالي تشوركين في مجلس الامن لكي يتأكد ان روسيا تعقد رهاناً خاسراً عندما تصر على ان تحشر نفسها في زاوية النظام السوري، الذي لن يتمكن من اعادة الامور الى الوراء في وقت تدخل سوريا نفق الحرب الاهلية البغيضة التي لا يعرف المرء كيف ومتى ستنتهي.
فعندما كان لافروف يقول إن: “القيادة السورية ردت في شكل خاطىء على الاحتجاجات السلمية عند بدء ظهورها وارتكبت اخطاء كثيرة ادت الى تفاقم الازمة” كان سفيره يحاول تعطيل صدور بيان رئاسي من مجلس الامن، يدعم مهمة كوفي انان ويحدد مهلة اسبوع للرد على الاقتراحات الستة التي قدمها المبعوث الدولي – العربي وقابلها الرئيس الاسد بالازدراء.
ومن خلال هذا يبدو التناقض الروسي في ابشع صوره، فلقد بات واضحاً ان موسكو تدعم الاسد الى النهاية، لكنها تحاول ان تحفظ خط الرجعة من خلال الانتقادات المتزايدة التي بدأت توجهها الى الاسد.
والحقيقة التي يعرفها العالم ان القيادة الروسية هي التي تعاملت وتتعامل بشكل خاطىء مع الازمة ما ادى الى تأجيج الحل العسكري بعد استعمال “الفيتو” مرتين. وعندما يرفض لافروف اي اشارة الى تنحي الاسد على الطريقة اليمنية وفق ما اشارت اليه “المبادرة العربية” يصبح تساؤله عمن سيقود سوريا في فترة انتقالية بلا معنى باستثناء محاولة ذرّ الرماد في عيون العرب ربما لأن موسكو بدأت تشعر انها خسرت كل العرب دون ان تربح بقاء الاسد!
والمثير ان روسيا لم تلاحظ انها قدمت خدمة رائعة الى اميركا وفرنسا وبريطانيا، عندما استعملت “الفيتو”، فوفرت على هذه الدول مأزق تدخل عسكري لا يريده احد عشية الانتخابات الفرنسية والاميركية، اضافة الى تلافي ضغوط اسرائيل التي تخشى قيام نظام في سوريا يقوم بتسخين جبهة الجولان الهادئة والمريحة!
المثير اكثر ان الصين وايران تختبئان وراء الموقف الروسي، بدليل ان السفير الصيني في مجلس الامن لم يكن متحمساً للتعديلات الروسية على البيان الرئاسي، وبدليل ان طهران تبدو منذ اسابيع وكأنها تتجاهل ما يجري في سوريا، فلا بيانات نارية او تعليقات حماسية تدعم الاسد، بل على العكس فقد بدا كلام السيد حسن نصرالله الاخير وكأنه صدى للموقف الايراني، عندما دعا جميع الافرقاء الى وضع السلاح جانباً والذهاب الى المفاوضات لأن الحل يجب ان يكون سياسياً، ولأن هناك خوفاً على سوريا من التقسيم، ولأن للشعب السوري مطالب محقة في الاصلاح!
راجح الخوري