أكاذيب نظام الإجرام الاسدي و كيفية الرد عليها: (2) الإصلاحات و الحوار
الكذبة بشكل مختصر
الرئيس بشار الأسد يحاول الإسراع بالإصلاحات و يدعو المعارضة للحوار و لكن المعارضة تصر على استخدام السلاح و القيام بالأعمال الإرهابية و التخريبية و اللجوء إلى الدول الخارجية لإفشال الإصلاحات و ترفض الحوار.
الكذبة بالتفصيل
نتيجة لدور سوريا المقاوم و الممانع و المناضل، فقد تآمرت إسرائيل و أمريكا و الدول الغربية على النظام السوري لإسقاطه من الداخل بعد ان فشلت في شن الحرب عليه و غزوه من الخارج بعد احتلال العراق عام 2003. و قد قامت أمريكا بتحريض عملائها في الداخل بدعم من دول الخليج على افتعال القلاقل و محاولة إرباك محاولات الرئيس بشار الأسد الإصلاحية، مما دفع الرئيس بشار الأسد لتأجيل الإصلاحات منعاً لحصول الفوضى. و هاهم عملاء أمريكا و إسرائيل و دول الخليج يخترقون المعارضة الوطنية، و يسعون إلى تخريب الإصلاحات مرة ثانية، و يرفضون الحوار، و يقومون بالأعمال التخريبية و الإرهابية عن طريق الأسلحة المهربة من تركيا و لبنان و الأردن.
منشأ كذبة الإصلاحات
سياسة الدول الشيوعية التي تجعل من التآمر الخارجي ستاراً لقمع جميع المعارضين و اتهامهم بالخيانة، فيلاحق جميع المعارضين و يسجنون و يعذبون و يقتلون و يتم اغتيالهم و تصفيتهم في الخارج. بينما يتفرغ الزعيم لسرقة البلد و توزيع الغنائم على الأقارب و الأصحاب و كبار ضباط الجيش و باقي الموالين و المنافقين و من ليس لديهم ضمير. و عندما يحس الزعيم بتمرد أي شخص من المحيطين به، يقوم بإلصاق تهمة التآمر و الخيانة به و يصفيه، و إذا كانت مجموعة كبيرة يقوم بتصفيتها بتهمة الانحراف عن مسار الثورة.
و قد تلقف حافظ الأسد و حزب البعث هذه السياسة، و جعل من العروبة بديلاً عن الشيوعية، و استغل القضية الفلسطينية و الحرب الإسرائيلية المفتوحة على جيرانها كستار لتغطية جميع أعمال السرقة و الإجرام و الفساد. و أصبح جميع المعارضين للسرقة و النهب و الفساد هم عملاء للصهيونية و للقوى الامبريالية الغربية. بينما أصبح أقارب حافظ الأسد و أصدقاؤه و الأبواق المنافقة هي المقاومة و النضال و الممانعة التي تغدق عليها الأموال و المناصب بغير حساب.
و عندما سقطت الشيوعية لم يخجل حافظ الأسد من الانضمام إلى أمريكا و معسكر الدول الامبريالية، بل انه حارب النظام البعثي العراقي و شارك أمريكا في تدمير الجيش العراقي، كما انه انضم إلى قافلة السلام مع إسرائيل و أعلن السلام مع إسرائيل كخيار استراتيجي، و سماه سلام الشجعان. و بالطبع، كان لابد لهذا الثعبان حافظ الأسد من ان يغير جلده نتيجة لتغيره سياسته الخارجية المعلنة، و لكنه ابقي على كل رموز السرقة و الإجرام و الفساد الذين يعتمد عليهم في حكمه في الداخل.
و الشيء الوحيد الذي اجبر المجرم حافظ الأسد على التخلي عن بعض المجرمين من أقاربه و مساعديه هو تمهيد المجال أمام ابنه المجرم باسل ليرث الحكم في سوريا. و عندها قام المجرم حافظ الأسد بحملة مزعومة ضد الفساد، أطاح فيها بجميع من يشكلون عقبة أمام تسلم باسل السلطة. و لقد استبشر بعض الناس خيراً بهذه الحملة التي روج لها الإعلام الرسمي على أنها إصلاحات و حملة تطهير ضد الفساد، بينما هي في الواقع حملة تصفية داخلية تقوم بها عصابة الإجرام تحضيراً لنقل زعامة العصابة بعد وفاة زعيمها العجوز.
و عندما مات باسل في حادثة السيارة، و أتى دور بشار في استلام الحكم في سوريا، زاد حافظ الأسد من تقربه العلني من أمريكا و إسرائيل، و في نفس الوقت زاد من تخلصه من غير المخلصين من المافيا الاسدية الذين انزعجوا كثيراً من تولي الطفل المدلل بشار. و كل هذا محسوب على الشعب في سوريا على انه إصلاحات. ثم بعد تولي بشار رئاسة سوريا بعد موت أبيه، استمر بشار في التخلص من بعض أعوان أبيه من المجرمين الكبار في السن، و سلم أماكنهم لطبقة جديدة من المجرمين صغار السن من أمثال أخيه ماهر و ابن خالته رامي مخلوف و زوج أخته اصف شوكت، و كل هذا محسوب على الشعب على انه إصلاحات. فالإصلاحات عند أل الأسد هي مجرد تغيير أفعى السرقة و الإجرام و الفساد لجلدها كلما اقتضت الظروف الداخلية و الخارجية مع بقاء كل شيء على حاله.
منشأ كذبة الحوار
أسلوب الدول الاستعمارية في إخماد الثورات و ابتلاع الأراضي (مثل فرنسا في الجزائر و سوريا، بريطانيا في الهند و إسرائيل)، حيث انه بعد ان تقوم الجيوش المستعمرة بحملة مجرمة فتقتل الناس و تهدم بيوتهم و تحرق قراهم و مزارعهم، تتظاهر الدول المستعمرة بالجنوح للسلم و تدعو الناس للتفاوض. و يكون هذا التفاوض ليس للاعتراف بالجرائم التي ارتكبت و تعويض الناس عما فقدوه من أهل و أقارب و بيوت و مزارع، بل يكون التفاوض على إعطاء بعض الميزات الجزئية من حكم ذاتي و تعمير بعض الأماكن و إعطاء بعض المناصب في الإدارة المحلية للأراضي المستعمرة. فتكون الدولة المستعمرة قد استولت على أراضي واسعة و ثروات هائلة و قتلت مئات الآلاف من الناس، و تعطي في المقابل بعضاً من الحكم الذاتي بحيث تعين بعض الموالين لها في مناصب حكومية في الأراضي المستعمرة أو تسحب جيوشها من بعض الأراضي مع الاحتفاظ بالسيادة للدولة المستعمرة فوق تلك الأراضي.
و اقرب مثال على هذا هو ما تقوم به إسرائيل في حوارها المستمر مع الفلسطينيين الذي أدى حصولهم على بعض الميزات التافهة مقابل مكاسب كبيرة جداً لإسرائيل. و من نتائج هذا الأسلوب أيضاً، تفتيت المقاومة الشعبية و بث روح الانقسام بينها. حيث تنقسم المقاومة بين مستعجل في استمرار المواجهة المسلحة مع الدولة المحتلة، و بين مؤجل للمواجهة طمعاً في بعض الميزات و الفتات من طاولة المفاوضات.
الأجواء المساعدة على كذبة الإصلاحات
1- ما قامت به الصين من تخلي تدريجي عن الشيوعية و إحلال الرأسمالية بدلاً عنها.
2- ما قام به حافظ الأسد من تصالح مع الغرب و إسرائيل و إبعاد بعض رجال حكمه عن السلطة، و هذا ما استمر فيه بشار لبعض الوقت.
3- ما قام به القذافي في 2004 عندما تصالح مع الغرب
4- مساندة روسيا لنظام بشار الأسد، حيث ان كلمة الإصلاحات هي كلمة عامة و مطاطة و يمكن تفسيرها بطرق كثيرة.
5- سعي نظام بشار الأسد إلى تفتيت المعارضة بين من يوافق على أي شيء يوقف القتل و الاغتصاب و التدمير، و بين من هو مستعد للاستمرار في التضحيات حتى الخلاص التام و تنفيذ حكم العدالة في المجرمين.
الأجواء المساعدة على كذبة الحوار
1- تبني الدول الغربية للمفاوضات مع إسرائيل كوسيلة وحيدة لحل النزاع في فلسطين
2- تبني روسيا و الصين لموقف مؤيد للتغيرات الشكلية على نظام بشار الأسد، بحجة عدم التدخل في سيادة الدول
3- الإعلان المتكرر لأمريكا و الدول الغربية أنها لن تتدخل عسكرياً في سوريا، و انه من الخطأ تسليح المعارضة.
4- انقسام المعارضة السورية بين مؤيد للحوار مع بشار الأسد حقناً للدماء و بين يرى وجوب الاستمرار و التضحية.
5- إعطاء الدول الغربية و العربية مهل كثيرة لنظام بشار الأسد، مع استمرار وصول المساعدات لبشار من روسيا و إيران و العراق و حزب الله، بينما لا توجد مساعدات كافية للشعب الذي يقتل و يغتصب و يذبح و يدمر. كما ان هناك عدداً من الدول الغربية التي تتبنى وجهة نظر الغرب في عدم التدخل العسكري و عدم تزويد المعارضة بالسلاح.
طريقة الرد و مواجهة الكذبة
____________________
الرد المختصر على الكذبة
ان نظام آل الأسد هو نظام مجرم مغتصب للسلطة عن طريق الانقلاب المسلح، و ليس من حق المجرم المغتصب ان يضع نفسه موضع المصلح. و هذا النظام هو كالافعي السامة التي تهدد الناس باللدغ و السم، فهو لا يستطيع ان يتخلى عن سلاحه و يحاور او يصلح. كما للمجرم القاتل المغتصب حوار مع نفسه و ليس مع الضحايا، و هو إما ان يستسلم للعدالة أو يريح الناس من شره و يختفي.
الرد المفصل على الكذبة
أ- لقد أتى المجرم حافظ الأسد إلى السلطة اثر انقلابات عسكرية و فرض نفسه على الشعب بدون انتخابات. و أقام المجرم حافظ الأسد نظاماً تسلطياً قهرياً له مرجعية وحيدة و هي ما يقوله و يقرره حافظ الأسد، و يردده أزلامه و أفراد عصابته. و قد بقي حافظ الأسد في السلطة لما يزيد عن ثلاثين سنة، فلم يقدم للشعب شيئاً سوى السرقة و النهب و الفساد و الإذلال، و وضع الجميع تحت سلطته المطلقة و قضى على جميع المعارضين بشكل إجرامي و وحشي، بينما وزع المناصب و الأموال على أقاربه و المخلصين له. و قد أورث حافظ الأسد الحكم لابنه بشار بعد ان مات ابنه و خليفته الأول باسل. و عندما ورث بشار الحكم عن أبيه بمساندة العصابة المخلصة لأبيه، فانه لم يستطيع التمرد على عصابة أبيه التي تسيطر على كل شيء في البلد، بل كل الذي قام به هو عملية استبدال لبعض رجال العصابة الكبار في السن، بالأجيال الجديدة من العصابة الأصغر سناً، و استمرت العصابة في جرائمها بدون حساب و لا عقاب. كما ان بشار لم يعتذر أبدا للشعب عن جرائم أبيه و لم يعترف بان تلك الجرائم هي جرائم اصلاً، و لم يحاسب أو يحاكم أيا من مجرميه أو مجرمي أبيه على الجرائم التي ارتكبوها. فما هي الإصلاحات المنتظرة من هذه العائلة الإجرامية؟. و لقد كدس حافظ الاسد الاسلحة بزعم انه سيحارب اسرائيل، و لكن الحقيقة ان هذه الاسلحة كانت و ما تزال لقمع و تهديد الشعب. و اصبحت هذه الاسلحة كسم الافعى الذي تهدد به الناس، و الاسد لن يحاور الناس بدون ان يضع السلاح في وجههم، فهو يعلم ان شرعيته هي في تخويف الناس بالسلاح و ليس له شرعية اخرى.
ب- لم يكن نظام آل الأسد عدواً لإسرائيل في أي يوم من الأيام، فكل الذي قدمه حافظ الأسد إلى إسرائيل هو ان أعطاها الجولان لتستعمرها و لم يعترض على استيطان اليهود في الأراضي المحتلة. و على العكس من ذلك فقد كان حافظ الأسد عدواً للفلسطينيين، فقد حارب المقاومة الفلسطينية في لبنان و قتل و اغتصب الفلسطينيين في تل الزعتر، بينما قامت حركة أمل و حزب الله بطرد المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان و نزعت سلاحها و سجنتها في المخيمات. و لقد اعلن حافظ الاسد التصالح مع الغرب و اسرائيل و حارب الجيش العراقي الي جانب امريكا و الغرب، فحافظ الاسد يتميز بان ليس له اخلاق او مبادئ. و عندما تلقف بشار حركتي حماس و الجهاد الاسلامي، فهذا كان لمساعدة اسرائيل على محاصرة الناس في غزة و حصر التفاوض في شروط التهدئة و مواعيد فتح المعابر الحدودية بينما تكتفي حماس و الجهاد الإسلامي بإطلاق صواريخ بدائية لا تغير أي شيء على الأرض و لا ترجع شبراً من الاراضي المحتلة. فنظام الاجرام الاسدي ليس له عهد و لا اخلاق و لا ذمة و لا وفاء، و هو غير مؤتمن على الشعب، و هو عبارة عن ثعبان سام يغير جلده كلما اقتضت الحاجة، بينما يبقى كل شيء على حاله.
جـ - عندما يدعو نظام بشار إلى الحوار، فهو لا يعترف بجرائمه و لا يعترف بما انتهك من حق الناس، بل كل الذي يريده هو تفتيت المعارضة و إنهاك الناس بالتجويع و التشريد و تدمير المزارع و البيوت حتى يتنازل الناس له و لا يتنازل هو للناس