خذيني بالقساوةِ يا دمشق

دعيْ غَضَّ الكلامِ فمي يَعِقُّ

لكي يصطاد غزلان المنايا

فم، لا بد يسبي القلبَ عشق

حرام أن تُرى حلبُ المعاني

بأدنى همسها سطراً تشق

هرمنا من معاقرة الزوايا

ولم يرشد لكرم النورِ زِقُّ

إذا بردى أشاح عن الضواحي

ضفافا،فالجفاف به أحق

يشق عليَّ أن يجتاح درعا

أمامَ صعوبةِ التأويلِ سَحقُ.

ضعي ثوبَ الخنوعِ فلا جُنَاحٌ

عليكِ، فما القواعدُ تُستَرَقُ

عن الطاغوت يخلعُ صوتُ طفل

قميصا خاطه للعهد رَتْقُ

أعيدي لليمام هديل غصن

يجرده من الغابات طوق

**********

أيا بردى يفيض على بناني

عتاب من صبا درعا أرق

فهل تحبو العيون إلى كتاب

على صفحاته يقتات شدقُ؟

كتابي صادر عن دار قوم

لهم في موطني صلب وشنق

فكيف تركتني في بحر نفسي

أغوص، وغربتي للهم عمق؟

حقول الشوق من أقصى وجودي

إلى وجدي، هَيامي تستحق

تلاحقني الحروف إلى خيال

وينساني بباب الشعرِ نطق

*************

أيا وطنا ينام على ذراعي

يداك جريحةً حلمي تدق

لماذا خلف أزمنتي تراني

مهيض الشعر والأطلال أفق؟

سئمتُ الدفن في أخدود صبري

ولم ينبس بجمر الآهِ حرقُ

فهل بين الحياة بنصف همس

ونصف بصيرة للعيش فرق؟

كأن بيارق التاريخ فينا

لها سهمان توصيةً وحق

طريق الموت بالشهداء رفقا

تخلى عن رصاص الحقدِ رفق

قناديل السلامة لم تعدني

إلى وطن به قلبي يدق

كفاني غيمة آوي إليها

إذا الشرفات عاشتها دمشق

إذا لم تتعبي الساحات شامٌ

وتنتفضي، فلن يرتاح شرقُ