رؤية حول نظرية المؤامرة
إنالمؤامرة موجودة منذ وجود
الانسان بسبب تركيبته البشرية
التي تتاثر بالظروف المحيطة
فالانسان في مسيرة حياته يتعرض لكثير من
العقبات و جزء من هذه العقبات يكون مخطط و مدبر من قبل
آخرين و هو ما يطلق عليه مؤامرة وهي اما داخلية او خارجية وهي تكون بدافع الحسد او الجشع أو الطمع
او الانتقام او دوافع دينية او
سياسية او اقتصادية او عرقية و غير ذلك
و ردود فعل
الاشخاص تجاه المؤامرة تكون على الاشكال
الآتية :
الفطن
و الناجح في حياته يتفحص هذه العقبات و
يتعرف عليها و على اسبابها الحقيقية و يدرس
الواقع
و الظروف المحيطة دراسة واعية و بعد ذلك يضع الخطط
و الاساليب الناجعة للتغلب عليها و
يختار التوقيت و المكان المناسب لتنفيذها و بعد ذلك يتجاوزها و يستمر في سيره نحو الهدف المنشود دون ان يشغل نفسه بهذه العقبات و التي تسمى مؤامرات اذا كانت من فعل و تخطيط البشر
و
احيانا تكون حجم هذه العقبات اكبر من امكانياته او انه لم يخطط جيدا لتجاوزها فيفشل في تجاوزها
فيعيد النظر في خططه و يعيد المحاولة تلو المحاولة حتى يفتح له الباب و لكنه لا
يجلس ينوح و يلقي بفشله على فلان و علتان
و
المتسرع او الاحمق او العاجز او الفاشل يجلس امام هذه العقبات و امام خططه الخاطئة و سلوكه
المنحرف عاجزا ينوح و يبرر فشله و يحاول ان يثبت وجوده عن طريق توزيع الاتهامات
لفلان و علتان و هذه الجهة و تلك
الجهة و يقوم بتصرفات و حركات و
يدلي بتصريحات تضره و تضر الآخرين و هذا
السلوك يحول بينه و بين الاهتادء الى
الاسلوب الصحيح للتغلب على المؤامرات إن وجدت و هذا سيؤدي الى تفاقم مشكلته و تعقيدها
و اطالة زمن حلها
و
الاناني الشهواني المتحلل ذو المصلحة الشخصية الضيقة هو فريسة سهلة للمتربصين و المتآمرين و يسهل اصطياده و يسقط امام اصغر عقبة او
اغراء فهذه النوعية تتسبب لمن خلفها بكثير
من المتاعب ربما تحتاج لعقود للتخلص من تبعات افعالهم
و قد ياتي شرفاء من بعدهم
يلقوون بسبب ما ورثوه من تركة ثقيلة و بسبب ما يعانون منه على الأبرياء و على الآخرين
فهذا ليس من الانصاف و سبب لاطالة زمن معاناتهم و سبب لعدم الاهتداء الى الطريق الصحيح للتخلص من هذه التركة الثقيلة و سبب
لقطع المروءة
و
الاستبدادي الماكر البلطجي غير الكفؤ ذو
المصلحة الشخصية الضيقة يضع نظرية
المؤامرة شماعة لتبرير اعماله الشريرة و
فشله وتفطية فساده مثل ما تقوم به الانظمة
القمعية الديكتاتورية الاستبدادية و التي تتعرض نتيجة لسلوكها الخاطئ لكثير من
المشاكل و الازمات و بالتالي الى ارتفاع
الاصوات المطالبة بالحقوق فبدل ان تصحح
هذه الانظمة نهجها و سلوكها فتراها تتهم
هؤلاء المطالبين بحقوقهم بالتآمر و العمالة
و بالتالي سوف لا تهتدي الى الحل
الصحيح و المنصف فتلجا الى القسوة المفرطة
و التي قد تدفع هؤلاء المطالبين بحقوقهم
الى الاستعانة بالاجنبي و بالتالي
سوف تصبح الامور اكثر تعقيدا و ربما تذهب
بالبلدان الى المجهول و الى ما لا تحمد
عقباه و تتحمل مسؤولية ذلك تلك الانظمة التي لا
تفكر الا في مصالحها الخاصة و لا تفكر في
المصلحة العليا لبلدانها
و هذا
ينطبق على الافراد و الجماعات و
الاحزاب و الدول
و خلاصة الكلام ان المؤامرة موجودة و لكن المشكلة
فيمن يتخذها شماعة لتبرير اخطاءه او ذريعة
لسلب الحريات و نهب خيرات البلاد او فيمن يتهم الابرياء بها و يبرئ المسؤولين عنها و هذه
السلوكيات فيها ظلم و تضليل و تمزيق لصف الامة و تؤدي الى عدم الاهتداء للطريق الصحيح للخلاص من نتائج المؤامرات
و بالتالي اطالة زمن معاناة الابرياء و الخروج من
النفق المظلم
الكاتب : عبدالحق صادق