الكرامة في ذكرى الكرامة
أنا مثلك سيدي... لا أعرف الله
365 قصة.. يختصرها قلم: جميل الدمشقي
مع غروب شمس اليوم كنت وابنة أخي نتبادل الحديث عن قصة الليلة التي تصادف العام على مرور أول يوم مشى به شعبنا طريقه نحو الكرامة... يوم نادى بالحرية شعبنا... فأبدلها الخاسرون.. أبدلوها ومنذ اليوم الأول... أبدلو الحرية.. التي كانت "الشعار الثاني بعد الوحدة" في أصباحنا اليومية... نعم... أبدلوها باسم "شخص" يزول.... فيما الوطن يبقى ويبقى ويبقى إلى ما يشاء الله
وبدا المشهد من اليوم الأول.. أشبه بالطفل الذي يكسر شيئاً في غياب الأبوين... ولكن.. حالما يعودان... يسارع هو للبوح بأن هذا الشئ.. قد كُسر من تلقاء نفسه... حيث الغائب هو الضمير للجملة الطفولية
وهكذا كانت طريقتهم "الصبيانية... البعيدة كل البعد عن الاحترافية" مع مسيرة الشعب للكرامة وحتى لليوم.. وكل يوم... يقفون ويستعملون ضمير الغائب أيضاً... فالمجاهيل وما أكثرهم.. من أُنس وشياطين... وجان... وأمم مختلفة اللهجة والعروبة.. والأديان
ولكن... هذا لا يعني أن الكرامة هي وليدة سنة... ففي حمص يتذكر كثيرون أن أحد اللذين انتحروا ذات يوم برصاصتين منذ أكثر من عامين حسب ظني... كان قد وقف في أحد اجتماعاته... يبحث في طريقة يوقف فيها شلال البشر الذي يهوى الكرامة النادي قائلاً: لا أريد للكرامة عن تُعبر عن الطاقة الكامنة للشعب... فلا نريد الآه أن تخرج من فم أحد كي لا تتعود الناس
وحادثة "الفاتحة" مشهورة بذلك الوقت... حيث تعود جمهور الكرامة النادي... أن يقرأ "الفاتحة" بصوت عال جداً قبل بدء المباراة... ولا يمكن لقلم... كقلمي المتواضع أن يصف الشعور تلك اللحظات... حيث الآلاف... تقول: الرحمن الرحيم
استنفرت الأجهزة الأمنية يومها... وصادرت "هويات" الجمهور دون تحديد... فمن كل مائة مشجع بالملعب... اقترب عنصر أمني... وسأل عن "الهوية" وقال للخائف: اذهب للفرع واستلمها من هناك... ولم يكن هناك أكثر من سؤال واحد بالفرع: هل أنت كنت ممن يقرأون الفاتحة بالملعب؟؟!!
- لا سيدي... فأنا مثلك.. لا أعرف الله... هذا الجواب كان المطلوب... ومن يومها... صارت المباريات بصمت الخوف والارهاب
استعرضت لي ابنة أختي مقطعاً من فيديو.. به جمهور الكرامة... ضد الجيش... شجعني هو الآخر أن أضيفه بآخر القصة اضافة إلى دموعها التي سقطت بفرق البارحة واليوم
يا سنين اللي راحتي ارجعيلي
ارجعيلي شي مرة ارجعيلي
رديلي ضحكات اللي راحوا
اللي بعدا بزاوايا الساحات
بتتذكر شو حكيوا عليي
لما نطرت و انت نسيت
و صار الشتي ينزل عليي
و اجا الصيف و انت ما جيت
يا ابنة أخي... الحرية ستأتي طالما نبحث عن الكرامة... فلا تخافي التأخير... ولا من داع لأن تتحسري على الماضي... فالأيام القادمة ستثبت أن من صاغ الكرامة... قادر على أن يعيد صياغتها ثانية
بقي في قصة الكرامة اليوم... قصة رواها لي أحد الأصحاب اليوم على الهاتف وأنا أُخبره شفهياً بذكرى الكرامة.. حيث قال: بأنه قد حدث ذات يوم بأن هاجم جمهور الكرامة قناة تلفزيونية متهماً إياها "بالكذب"... وبرغم احترافية ومصداقية ذاك الجمهور يومها وبرغم اختلاف ميوله وطبقاته وحتى طوائفه... فقد أجمع الكل يومها على الاتهام ومرت السنين... ليكشتف الجميع بأن الكرامة... قرأ السطر قبل الآخرين بزمن... هو زمن البحث عن الكرامة
الرحمة لشهداء الكرامة
الصحة لجرحى الكرامة
الحرية لمعتقلي الكرامة
سيأتي الصيف... والكرامة
فبعد ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً من دموع أم على ولدها.. وألف آه من كبدها... وألف لعنة تصيب قاتل فلذة كبدها.... وبنت على أب.. و زوج على زوجها... ودماء طاهرة سقت وسقت وسقت وماتزال جغرافية البلاد بطولها ترتوي بمن ذهب لنعيش نحن بكرامة
-الحقوق محفوظة لكاتب القصة "جميل الدمشقي"
أنا مثلك سيدي... لا أعرف الله
365 قصة.. يختصرها قلم: جميل الدمشقي
مع غروب شمس اليوم كنت وابنة أخي نتبادل الحديث عن قصة الليلة التي تصادف العام على مرور أول يوم مشى به شعبنا طريقه نحو الكرامة... يوم نادى بالحرية شعبنا... فأبدلها الخاسرون.. أبدلوها ومنذ اليوم الأول... أبدلو الحرية.. التي كانت "الشعار الثاني بعد الوحدة" في أصباحنا اليومية... نعم... أبدلوها باسم "شخص" يزول.... فيما الوطن يبقى ويبقى ويبقى إلى ما يشاء الله
وبدا المشهد من اليوم الأول.. أشبه بالطفل الذي يكسر شيئاً في غياب الأبوين... ولكن.. حالما يعودان... يسارع هو للبوح بأن هذا الشئ.. قد كُسر من تلقاء نفسه... حيث الغائب هو الضمير للجملة الطفولية
وهكذا كانت طريقتهم "الصبيانية... البعيدة كل البعد عن الاحترافية" مع مسيرة الشعب للكرامة وحتى لليوم.. وكل يوم... يقفون ويستعملون ضمير الغائب أيضاً... فالمجاهيل وما أكثرهم.. من أُنس وشياطين... وجان... وأمم مختلفة اللهجة والعروبة.. والأديان
ولكن... هذا لا يعني أن الكرامة هي وليدة سنة... ففي حمص يتذكر كثيرون أن أحد اللذين انتحروا ذات يوم برصاصتين منذ أكثر من عامين حسب ظني... كان قد وقف في أحد اجتماعاته... يبحث في طريقة يوقف فيها شلال البشر الذي يهوى الكرامة النادي قائلاً: لا أريد للكرامة عن تُعبر عن الطاقة الكامنة للشعب... فلا نريد الآه أن تخرج من فم أحد كي لا تتعود الناس
وحادثة "الفاتحة" مشهورة بذلك الوقت... حيث تعود جمهور الكرامة النادي... أن يقرأ "الفاتحة" بصوت عال جداً قبل بدء المباراة... ولا يمكن لقلم... كقلمي المتواضع أن يصف الشعور تلك اللحظات... حيث الآلاف... تقول: الرحمن الرحيم
استنفرت الأجهزة الأمنية يومها... وصادرت "هويات" الجمهور دون تحديد... فمن كل مائة مشجع بالملعب... اقترب عنصر أمني... وسأل عن "الهوية" وقال للخائف: اذهب للفرع واستلمها من هناك... ولم يكن هناك أكثر من سؤال واحد بالفرع: هل أنت كنت ممن يقرأون الفاتحة بالملعب؟؟!!
- لا سيدي... فأنا مثلك.. لا أعرف الله... هذا الجواب كان المطلوب... ومن يومها... صارت المباريات بصمت الخوف والارهاب
استعرضت لي ابنة أختي مقطعاً من فيديو.. به جمهور الكرامة... ضد الجيش... شجعني هو الآخر أن أضيفه بآخر القصة اضافة إلى دموعها التي سقطت بفرق البارحة واليوم
يا سنين اللي راحتي ارجعيلي
ارجعيلي شي مرة ارجعيلي
رديلي ضحكات اللي راحوا
اللي بعدا بزاوايا الساحات
بتتذكر شو حكيوا عليي
لما نطرت و انت نسيت
و صار الشتي ينزل عليي
و اجا الصيف و انت ما جيت
يا ابنة أخي... الحرية ستأتي طالما نبحث عن الكرامة... فلا تخافي التأخير... ولا من داع لأن تتحسري على الماضي... فالأيام القادمة ستثبت أن من صاغ الكرامة... قادر على أن يعيد صياغتها ثانية
بقي في قصة الكرامة اليوم... قصة رواها لي أحد الأصحاب اليوم على الهاتف وأنا أُخبره شفهياً بذكرى الكرامة.. حيث قال: بأنه قد حدث ذات يوم بأن هاجم جمهور الكرامة قناة تلفزيونية متهماً إياها "بالكذب"... وبرغم احترافية ومصداقية ذاك الجمهور يومها وبرغم اختلاف ميوله وطبقاته وحتى طوائفه... فقد أجمع الكل يومها على الاتهام ومرت السنين... ليكشتف الجميع بأن الكرامة... قرأ السطر قبل الآخرين بزمن... هو زمن البحث عن الكرامة
الرحمة لشهداء الكرامة
الصحة لجرحى الكرامة
الحرية لمعتقلي الكرامة
سيأتي الصيف... والكرامة
فبعد ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً من دموع أم على ولدها.. وألف آه من كبدها... وألف لعنة تصيب قاتل فلذة كبدها.... وبنت على أب.. و زوج على زوجها... ودماء طاهرة سقت وسقت وسقت وماتزال جغرافية البلاد بطولها ترتوي بمن ذهب لنعيش نحن بكرامة
-الحقوق محفوظة لكاتب القصة "جميل الدمشقي"