هل يجيز الاسلام قتل المدنيين و قتل النساء و الاطفال إذا فعل العدو ذلك؟
يحاول نظام الاسد اللعين و مناصريه اشعال حرباً عمياء في المنطقة بحيث يستحل المتحاربين فيها كل الحرمات و يتصرفون كالحيونات الضالة التي تفتك ببعضها البعض، فعند ذلك يكون الاستعمار معه الف حق ان يتدخل و ان يضع كل البلدان التي يحكمها هؤلاء الحيوانات الحقيرة و القذرة تحت الانتداب. و لن يحس المستعمرون بالعار و لا وخز الضمير و لن يشعروا بالتناقض و النفاق عندما يدعمون اسرائيل في طردها لاهل الارض و حتى ابادتهم.
و يعمد نظام الاسد المجرم الى استفزاز الناس عن طريق ارتكاب اشد جرائم الاغتصاب و القتل و التعذيب و تصويرها حتى يستدرج المظلومين للرد عليه بمثل افعاله الاجرامية، ليكونوا شركاءه في الاجرام و الاعمال الحقيرة القذرة. و بهذه الطريقة يجردنا من اقوى سلاح عندنا و هو الحق، و يجعلنا متساويين معه في قذارته و حقارته. و لانه بيده السلاح الوافر، فستكون له الغلبة اذا كانت المعركة بين مجرم و مجرم و بين حيوان و حيوان.
و من هول ما رأى الناس و ما سمعوا، فقد اصبح بعضهم يفسر ايات القران مثل:
﴿ الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين ( 194 ) ) في سورة البقرة
( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ( 126 ) واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ( 127 ) إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ( 128 ) ) في سورة النحل
( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ( 40 ) ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ( 41 ) إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ( 42 ) ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ( 43 ) ) في سورة الشورى
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) في سورة المائدة
على انها ايات تبيح للمسلم ان يعامل الاعداء بالمثل، فان هم قتلوا المدنيين، فيجوز لنا قتل المدنيين، و ان هم قتلوا النساء و الصبيان، فيجوز لنا قتل النساء و الصبيان. حتى ان وصل بالبعض للقول بجواز اغتصاب نساء العدو و هتك اعراضهن، من باب المعاملة بالمثل!
و لو رجعنا لتفاسير تلك الايات الكريمة من القران، فنجد ان كل اية كانت تتكلم عن حادثة معينة مثل القتال في الاشهر الحرم، و اخراج الناس من ديارهم، و السب. و على الرغم من ذلك، فان هذه الايات جاءت مترافقة مع طلب الصفح و العفو.
و لقد وردت الاحاديث الصحيحة الصريحة على تحريم قتل غير المحاربين و بالاخص الاطفال و النساء و الشيوخ، فنجد الحديث الشريف:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " انطلقوا باسم الله، وبالله، وعلى ملة رسول الله، ولا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً، ولا صغيراً، و لا امرأةً، ولا تغلُّوا، وضموا غنائمكم، وأصلحوا، وأحسنوا إنَّ الله يحب المحسنين
و حديث
" كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فرأى الناس مجتمعين في شيء فبعث رجلاً فقال: انظر علامَ اجتمع هؤلاء، فرجع فقال: على امرأةٍ قتيلٍ، فقال: ما كانت هذه تقاتل، قال: وعلى المقدمة خالد بن الوليد فبعث رجلاً فقال: قل لخالد: لا تقتلنَّ ذُرِّيَةً ولا عسيفاً" وفي رواية: " لا تقتلن امرأة ولا عسيفاً
و اما ما يحتج به البعض من قول الرسول ان النساء و الصبيان الذين يموتون في الرماية على الحصون: انهم منهم، فهو خاص باهل الحصون و ليس باهل المدن و القرى و المزارع. فالحصن معروف انه قلعة حربية و انه مكان حربي يتحصن به بحيث يتم الهجوم من خلاله و تخزن الاسلحة فيه. أي انه مثل السفينة الحربية.
كما حرم الاسلام التمثيل بالانسان حتى لو كان مجرما او عدوا و حرم قطع اي عضو منه و هو حي او وهو ميت، الا ما جاء في الشريعة من عقوبة السرقة و قطع الطريق
فالمسلم يؤمن بان عذاب الله هو العذاب الاليم و ان الله هو الحكم العدل
هذا من ناحية الشريعة الاسلامية
و لو كان هناك من لا يحتكم الى الشريعة الاسلامية و لا يريد ان يهتدي بهدي الله و رسوله، فاقول:
من الواضح اننا الان في حالة ضعف و تراجع، و نحن لا نستطيع الدفاع حتى عن بيوتنا، فلا ادري ما الذي سنستفيده من الناحية الحربية لو استطاع البعض الوصول الى بيوت العدو و قتل نساؤه و اطفاله؟
فكل الذي سيفعله العدو هو انه سيجد المزيد من الحجج و المبررات لمواصلة و زيادة جرائمه
و كل الاسلحة عنده، و كل مجرمي العالم معه
الهم افرغ علينا صبراً و ثبت اقدامنا