ثورة النور و الحق و العدل على الظلام و الكذب و الظلم
عندما قام حزب البعث المجرم الكاذب بانقلاباته و التي كان آخرها انقلاب المجرم حافظ الأسد، كان معظم الناس يعيشون في غفلة و سذاجة، و لم يكن يدور ببالهم كيف يمكن للأمور ان تتطور، و كيف يمكن ان تتحول الوحدة و الحرية و الاشتراكية إلى اسوأ عصابة سيذكرها التاريخ بالكذب و الإجرام و الفظائع. فقد أتى حزب البعث (الفرنسي المنشأ) بشعارات و عبارات براقة تدغدغ مشاعر الناس و تعدهم بالوحدة و الحرية تحت العباءة الاشتراكية. بينما في الحقيقة كان حزب البعث ليس أكثر من عباءة فضفاضة يتخفى تحتها كل المجرمين و كل الانتهازيين. و هؤلاء المجرمون و الانتهازيون لم يلبثوا ان انقضوا على مؤسسي هذا الحزب البائس، و اختطفوا الحزب منهم و قضوا عليهم. و كل هذا تم تحت مسمى ثورات متعددة، كانت في حقيقتها انقلابات و خيانات عصابة الكذب و الدجل على بعضها البعض.
و حتى لا يحصل هذا مع ثورتنا المباركة، فيجب علينا دائماً ان نكرر دائماً على الناس ما هي هذه الثورة، و ما هي أهدافها، و ما هي طريقتها العامة في الوصول إلى هذه الأهداف. و ذلك لان المجرمين و الانتهازيين و أصحاب المصالح الشخصية و المطامع إنما يستغلون هذه الثغرات.
و مع انه لا يجوز لأحد ان يعلن احتكاره للثورة التي قامت الملايين من الناس بدفع تكاليفها الباهظة من قتل و اغتصاب و تعذيب و تدمير و تشريد، و لكن هذا لا يعني ان هذه الثورة ليس لها مبادئ بحيث لو اختل احد هذه المبادئ أو فقد، تختل الثورة و تنحرف عن مسارها.
فهذه الثورة هي:
1- ثورة على الحكم الذي يعتمد التهديد بواسطة رجال الأمن و المخابرات و السجن و القتل و التعذيب
2- ثورة على تزوير إرادة الشعب بالانتخابات المزورة
3- ثورة على الفساد الذي يبدأ من رئيس البلاد و يمر بكل موظفي الدولة و يمتد ليصل إلى أي شخص يتعامل مع الدولة
4- ثورة على فشل النظام في رعاية شؤون الشعب و مصالحه في الداخل، حيث ان البلد تدار لمصلحة الرئيس الفاسد و عائلته و المقربين و المنافقين، بينما يعاني الشعب الفقر و ضياع الأمل.
5- ثورة على فشل النظام في إدارة السياسة الخارجية، و إتباعه سياسة الكذب و النفاق و المراوغة و التي تفتضح في كل مرة تقوم إسرائيل بالعدوان و القصف، بينما يكتفي النظام بالكلام.
و عندما نقول ان هذه الثورة هي ثورة النور على الظلام، فهذا معناه إزالة سيف التخويف و التهديد من فوق رؤوس الناس، و جعلهم يرون الحقائق و يفكرون بصوت عال، و يجتمعون مع بعضهم و يتناقشون بحرية، و يقومون بالحوار مع الرئيس الذي انتخبوه و لهم حق محاسبته. فالناس هم أصحاب الحق و هم الذين يقيمون نظام الحكم وفق ما يتوافقون عليه، وهم أصحاب الحق في محاسبته، و ليس للنظام ان يتصرف على انه هو صاحب الحق و ان الناس هم مجرد عبيد و خدم ليس لهم إلا الطاعة.
و عندما نقول ان هذه الثورة هي ثورة الحق على الباطل و الكذب، فهذا معناه إزالة الباطل و الكذب من فوق رؤوس الناس، و جعل كل تصرفات نظام الحكم مع الناس مبنية على الحق و الصدق. فالانتخابات التي تحدد ممثلي الشعب و نوابه و رئيسه يجب ان تكون انتخابات حقيقية مبنية على الحق و ليس فيها تزوير و لا كذب و لا إكراه.
و عندما نقول ان هذه الثورة هي ثورة العدل على الظلم، فهذا معناه انه لا يوجد ظلم في أي زاوية من زوايا البلد، فكل إنسان يجب ان يأخذ حقه كاملاً غير منقوص. لا فرق بين قوي و ضعيف، و لا بين غني و فقير. و لا يوجد فساد، فكل إنسان محاسب و مكشوف أمام القانون و القضاء العادل، و ذلك ابتدءا من الرئيس و مروراً بكل موظفي الدولة و قادة الجيش.
و عندما ينتخب الناس بإرادتهم و يأخذون حقوقهم، فان طاقات البلد ستنطلق جميعها، بل و ستكون البلد جاذبة للناس من الخارج. فالكل يحلم بمكان يعيش فيه هو و أولاده بأمان و كرامة و احترام.
و عند ذلك ستكون البلد قوية و عزيزة يحترمها الجميع لها مواقف ثابتة، و ليست بلد الانتهازية و النفاق و القفز من موقف إلى موقف مغاير و الاختباء تحت عباءة حسني مبارك مرة، و خامنئي مرة، و بوتين مرة اخرى، و ربما الصين.
هذا هو الحلم و هذا هو الأمل
فأدعو الله ان يوصلنا إليه و ان يحفظنا من ان نضيعه